تفضّل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بإلقاء محاضرات وتصريحات في الإعلام عن وضع مدننا من تأخر وبدائية في المرافق الصحية والبنية التحتية، وقد أفاض سموه عن الخطط لمواجهة هذا التأخّر، واللحاق بالركب لنصبح من الدول المتقدمة.
أين أمانة جدة من تصريحات سمو الأمير؟
وما بالكم بعروس البحر الأحمر جدة وهي تغرق في بحر من المجاري، ويتضرر من جرّاء هذا التسيّب آلاف من المواطنين بأضرار معنوية، وصحية، ومالية؟ أين الشيمة، والقيمة، والمسؤولية عند الأمانة ممّا تعهد به سمو أمير منطقة مكة المكرمة؟ فإن يدًا واحدة لا تصفق، فلا بد من تعاون وجهد الجميع لمواجهة هذا التسونامي المخيف الذي يهدد أهالي جدة جميعًا بأوبئة وأمراض لا يعلم مداها وتأثيرها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.نحن نعاني في جدة كسكان من أمراض الشعب الصدرية، والحساسيات، والأنفلونزا، والأمراض الجلدية، ولا يوجد لسببها تفسير إلاَّ التلوّث البيئي الذي نعيشه جرّاء السياسات المتناقضة لأمانة جدة، فمن المسؤول؟ فها هم ولاة الأمور يأمرون بميزانيات بالمليارات على الصرف الصحي، وإمدادات المجاري، وتحسين البنية التحتية لمدينة جدة؟ فأين هذه الأموال؟ إذ إننا نرى بأعيننا منازل وشوارع تغطيها مياه الصرف الصحي، فلابد من محاسبة قانونية لكل مسؤول أدار وجهه عن المسؤولية ليضعها على الآخر.ولابد أن نتعاون كمواطنين ومسؤولين للقيام بهذه المسؤولية لتوصيل صوت مَن لا صوت له لسمو أمير منطقة مكة المكرمة، وولاة الأمر؛ ليضعوا حلولاً جذرية وتعويضات لمن أصابتهم الأمراض والتلفيات المادية جرّاء السياسات المتناقضة لأمانة مدينة جدة؟ وليتحمّل المسؤول عن هذه الكوارث البيئية المسؤولية التامة لما أصبح عليه حال جدة من انهيار البنية التحتية، وكأننا نرى قرية من قرى مجاهل العالم الثالث، ممّن أغشاهم الفقر عن الرقي لعالم متحضر، أقله قيام مؤسساته بواجباتها تجاه المواطن ممّن ولّاهم ولاة أمورنا مسؤوليات للقيام بها. ولنساعد سمو أمير منطقة مكة المكرمة في توضيح الأمور ممّا لا يستطيع أن يراها كما نراها كمواطنين ومتضررين، فإن مجلس سموه مفتوح للجميع، ولكن يجب على الجميع أن يقوموا بواجباتهم الوطنية بتبليغه بما آلت إليه أمور العباد ممّن لا صوت له.إنني أتوجّه عبر هذه الزاوية لكل مواطن ومواطنة ولأمانة جدة، وللجنة حقوق الإنسان، أن يتعاملوا بشفافية مع أمير منطقة مكة المكرمة، ليعاونوه على البر والتقوى، بما فيه خير للعباد، وإرساء العدل، ونصرة المظلوم، والحكم العادل على كل متسبب بهذا التسونامي الإنساني، لا الإلهي، فكلنا متضررون، وكلنا متسببون.. عندما نغض الأبصار، ونكتم الحق.
همسة الأسبوع
قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”.
No comments:
Post a Comment