تطالعنا الصحف اليومية والوسائل المرئية والشبكة العنكبوتية بمشاكل محلية وعالمية لا تشبه بعضها البعض البتة . فما عند حضارة وشعب ذي ملامح معينة وديانات متعددة وأصول مختلفة ، تتراوح مشاكلهم واحتياجاتهم وقابليتهم لتفهم مشكلة دون أخرى أو قبول وضع دون آخر .«وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا « صدق الله العظيم،
فلماذا نحاول ونجاهد يوميا أن نكون الأفضل شهرة عند الناس بما يرى الناس ويتقبلون ويريدوننا أن نكون نسخة مطابقة لما يشتهون أن نكون عليه وكما يفكرون وننظر بنظرتهم للخير والشر والحلال والحرام ؟
فحتى في ديننا الحنيف نرى تصادما عنيفا بين تطبيق وفهم هذه الآية من تلك من قبل المذاهب المتعددة والأطياف المختلفة من المدارس الفقهية . نعود مرة أخرى بأننا خلقنا لنكون مختلفين عن الآخر لتتلون الدنيا وتشبع رغبة ونفسية الإنسان الذي خلق عجولا ، فهنا لنستعد للعودة إلى الوراء أو للبداية ، فعندما بدأ الله سبحانه خلق الكون لم يخلق شيئا واحدا ولكن أشياء لا تتشابه بالشكل أو بالصفة ، فقد خلق الله كل شيء حي من أصل واحد هو الماء ، ومع ذلك تنوع خلقه فهذا إنسان وذاك حيوان وتلك شجرة ولا تتشابه المخلوقات حتى في التوائم الذين يخلقون متشابهين فلابد من الاختلاف ، فلماذا نسعى أن نتشابه ؟ لماذا نسعى إذا في هذا العصر أن نكون كالإنسان في الغرب أو الشرق ؟ أن تكون قصات شعرنا متشابهة ؟ ونريد لهندامنا أن يكون مطابقا لما تطلقه مؤسسات الموضة العالمية ؟ ماكياجنا يجب أن يكون بلون معين لهذا الصيف؟ سياراتنا المفروض أن تكون موديلا معينا لأكون من هذه الطبقة أو تلك ؟ بيوتنا مصممة لهذا الفصل بهذه الألوان وهذا التصميم ؟ طبقاتنا نريدها متساوية لا نرضى بواقعنا ؟ نريد أن نكون مثل هذا أو ذاك ، تكون أصواتنا جميلة مثل هذه المغنية ، تكون صورتنا وملبسنا مثل هذا العارض ووسامته ، بل نريد واقعنا مثل هذا المسلسل التركي أو ذاك المسلسل الأمريكي . أن تكون صحافتنا مثل تلك الصحافة الصفراء أو هذه الصحافة الرصينة ، أن تكون حكومتنا مثل تلك الحكومة الغربية أو تلك الحكومة الشرقية ، أن تكون مؤسساتنا وتعليمنا وتجارتنا مثل هذا المثال أو تلك التجربة ؟ فإلى متى سننجر إلى هاوية إرضاء الآخر ؟ وهنا نطرح السؤال من هو ذاك الآخر ؟ أهي تلك الحكومة الغربية؟ أو ذاك المثال الأمريكي؟ أو تلك التجربة الماليزية؟ فكل حضارة لها تجاربها وخصوصيتها ، ولكن مع العولمة وانفتاح الاقتصاد العالمي وتجربة الإعلام المفتوح فالكل يحاول جاهدا أن يصبح مثل الآخر ، باللون والصورة والمنهاج والمثال ، هنا تضيع الهوية وتتلاشى الفروقات التي جبلنا عليها خالقنا ، فقد خلقنا طبقات ودرجات ، فلماذا لا نرضى بالفطرة ؟ والاقتناع بهويتنا والحفاظ عليها والتمسك بأعظم هبة أعطانا الله إياها في هذا العالم وهي الإسلام والقرآن ونرضي ربنا أولا ثم أنفسنا ثانيا؟
همسة الأسبوع
لنختلف بالاجتهاد .. ولنتشابه بالعمل الصالح.
No comments:
Post a Comment