عندما خلق الله تعالى المرأة خلقها من ضلع أعوج لتوأمها أبينا آدم عليه السلام، فإن جئت لتصلح هذا الضلع كسرته، وإن تركته فمن اللازم قبوله على ما خلقه الله تعالى عليه. المرأة وشجونها، وقضاياها، ومسؤولياتها، ودورها كلها مسائل كانت دائمًا طريقًا شائكًا في كافة العصور، لا يسلكها إلاَّ كلُّ شجاع مقدام. وأفضل مَن فهم المرأة وتكوينها هو رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد أوفى كرجل ونبي صلى الله عليه وسلم بشرح مفصل لما عليه المرأة من خلق وتكوين ومشاعر. فمن أقوال الرسول عليه السلام «رفقًا بالقوارير»، و«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، وفي حديثه صلى الله عليه وسلم عن مبشرات الجنة ونعيمها النساء، كما أن من أفضل نعم الله سبحانه وتعالى في الجنة النساء، فقد وعد الله الصالحين بالفوز بأفضل نساء من الحور العين، ونساء الدنيا الصالحات في عدة مواضع من القرآن: (وعندهم قاصرات الطرف أتراب)، (وزوجناهم بحور عين). فقد سألت أم سلمة يا رسول الله، أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة. فقالت أم سلمة: يا رسول الله وبمَ ذلك؟فقال صلى الله عليه وسلم: (بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن نحن الخالدات، فلا نموت، ونحن الناعمات، فلا نبأس أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، وطوبى لمن كنا له وكان لنا) قالت أم سلمة: يا رسول الله، المرأة منا قد تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة، فتموت فتدخل الجنة، ويدخلون معها، فمن يكون زوجها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إنها تتخيّر، فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا رب، إن هذا كان أحسن معي خلقًا في دار الدنيا، فزوجنيه. يا أم سلمة إن حسن الخلق، بخير الدنيا والآخرة. ذكره الطبراني في المعجم الكبير الحديث 23 /870 مأخوذ من النهاية في الفتن والملاحم ص 280 للإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي. فلنقرأ ونتمعن ونتدبر هذه المعاني الرائعة، ولتستيقظ كل امرأة مؤمنة على هذه الأرض، وتعرف أنها الجائزة الكبرى في الحياة الخالدة، إن أحسنت مسيرتها بما يرضي الله تعالى لا بما يرضيها، وليفهم كل رجل مؤمن قيمة أمه وزوجته وابنته وأخته وزميلته في العمل، إنها أخت له في الإسلام، ومكانتها في الجنة، فقد أعطاها الله أن تختار من أحسن الرجال عندها خلقًا، ورعاية لها في الدنيا أن يبقيا معًا في جنة الخلد. وهنا فليتسابق المتسابقون لإرضاء المرأة حسنة الخلق ولتتسابق الأمهات في تربية بناتهن على تقوى الله عز وجل، وأبنائهن على صيانة وحفظ زوجاتهم ومعاملتهن كدرر ووسائط للوصول إلى الجنة، والآباء ليكونوا خير مثال لأبنائهم وبناتهم في حسن المعاشرة الزوجية، وأن يكونوا مسؤولين مسؤولية تامة عن مسيرة فلذات أكبادهم، فالكل مسؤول أمام الله عز وجل عن هذه المسؤولية، حيث ستشهد أيدينا وأرجلنا وجلودنا وأسماعنا وأبصارنا عمّا كنا نعمله في هذه الدنيا، فليعمل العاملون، فالجنة ستقول هل من مزيد، والنار ستقول هل من مزيد؟
همسة الأسبوع“كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
No comments:
Post a Comment