Friday, 17 April 2015

“تحـــــول العــالــم في يـــوم وليلـــة…فهـل اراهــا ثـانيــةٍ”

الجمعة/28/ جمادى الآخر1436 الموافق /17/ أبريل (نيسان)  2015
تحـــــول العــالــم في يـــوم وليلـــة
فهـل اراهــا ثـانيــةٍ
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
إشارات قرأتها من سماء رسمها الله وصورها بروعه وأبداع لن يقدر عليها أنسان.
كان يوماً مشمساً غائماً,فنظرت الى السماء والأرض ورأيت تحولها في لمح البصر من سماء يَنظْر اليها البعض ليعرف سرعة الرياح ويتقصى أحوال الجو, والأنتباه الى الأعاصير والعواصف لكي يعرف كيف يرتب يومه وبيته وجدول أعماله, الى قراراتٍ عاصفة,مابين غمضة عين وانتباهتها,غيرت مسرى ومجرى السيل وذلك بأتباع سياسة بعد النظر والنفس الطويل,فكثيرٌ مما نراه الأن من تحولات لم تكن أبداً نتيجةَ ذبذبات , بل خطط أعطت نتائجها الآن, فالعاصفة لها دلالات والطيرُ يفهمها ويحسها بواسطة رادارات إلهية, فيترك المنطقة الى أن تهدأ العاصفة, ويعود الى التحليق عالياً بسلام وطمأنينة, أما في فترة الزلازل فتشعر بها الكائنات الحية وتطلق ساقيها الى الرياح وتَنفذْ منها بطلاقة وإمتياز وتَنجو من موتٍ محتمْ .
فَمْا بالنا أيها الأنسان ,بني آدم وحواء, لانحس بالرياح, ولا نقرأ ابجديات العواصف من أحاسيس وعلامات تسبق الزلازل, فالمنطقة وهذه ليست هي أول مرةٍ تدخل الحروب ,ولازالت الشعوب لا تفهم أبجديات الحروب وقواعد لغة الهجوم والدفاع.
أنا اليوم لا أكتب كسعودية فقط, ولا خليجية,ولا عربية, أنما كأنسانة تحب السلام والأنسانية, وتكره العنف والعدوان, ومحو الهوية وطمس التاريخ بحجةٍ أو بآخرىَ وفي الأخير نتيجتها بعثرة ما تبقى من الأنسان في غياهب الظلمات وعدم الأستقرار ,بلغةٍ تارةً دينيه ,وتارةً آخرى سياسية ,وتارةً دبلوماسية, وتارةً لأثارة الأحاسيس والسيطرة النفسيه على الشعوب بعناوين مدوية لأصابة الأهداف الألكترونية .
فأصبحنا في حروب عشوائية نتيجة هيمنة ذكرى التاريخ ,ونرى في ذاكرة أمةٍ أبدعت في الفنون والعقول في عدة عقود وكلما استبدلوا السلم بالحروب ضيعوا كل ما افنوه من العقود ,لرسم جمالٍ وكلامٍ واشعارٍ تكفي لتغيير قالب لازال مطبوع في عقول الأجيال, كفارس والفرس والعرب ومنطقة قحطان.
جوار ولكن حب للدمار والأستيطان ووضع اليد من غير أستئذان,حتى في وقت الشاه,لم تكن أبداً الأمور ساكنة,ولكن كان يوجد أحترام من شاه الى ملوك ورؤساء, بالرغم من عدم أعترافه بالخليج الا أنه فارسي.
الأطماع التاريخية تحدق بنا وتتطاول علينا بأيدي غريبة عننا , فلا دمشق ولا بيروت ولا لبنان الأخضر نجا منها فزالت حضارتهم ,وبقيت حضارة الفرس من غير أن يدركها الدمار, وضربت دمشق, وحمص ,وحماه ,والعراق وبغداد ,والفرات وذهبت حضاراتٌ بأكملها وشردت أجيال الى المجهول ,وبيروت والضاحية أصبحت مشلولة ممزقة ,ولبنان الأخضر أصبح في هشيمٍ ,ونارٍ,وحروبٍ طائفيه ,وهذا لا يأتي من فراغ بل خطط مدروسة بعناية منذ بداية الثورة الأيرانية وماقبلها من تحضير ودخول  ليس من الأنبار ولا العراق بل جاء الخميني من فرنسا بعد عزلة سنين وتَربْع على عرش أيران الفارسية ,أيضاً بغمضةِ عين وانتباهتها.
فما بالنا أيها العرب لا نعي الدروس التاريخيه بأن هذه المنطقة بأسرها مستهدفة لأن الله حباها بتاريخ وعقول وثروات ,ولكن لعبت بها ايدي خفيه لتبعثر  مابقي من كرامةٍ للأمة العربية والأسلامية.
هذا ثالث مقال أكتبهُ عن "عاصفة الحزم" ليس لأنني فقط سعودية ولا عربية وحفيدة الموحد وابنة المؤسس,بل أكتبها كوني فخورة كأنسانه بأن الأنسان العربي وبالتحديد السعودي , أعاد أحترامه أمام الأمم والدول وقال للأخرين "كفى" عن الظلم والعدوان ,وآنْ الأوان أن ندافع عن أرض الوطن والتراب العربي حتى لو هوجمنا من كل الأقطاب الأربعة, فالمحورية في القرار هو الصعب , وإجتياز الجسر بكل مهارة واتقان, أعطت للأمة العربية شحنة من العزم والحزم في القرارات المصيرية والسيادية على الأراضي العربية وان كان الأخرون سيأخذون الوقت ليَعْوا حجم وقوة هذه العاصفة وآثارها الأيجابية في ازاحةِ التراكمات الأرهابية المنظمة الدولية من خارطة الجزيرة والمنطقة العربية.
كلمة وهمزة قبل الخروج للمشاركة في تحليل لما يدور خلف ابواب القرارات التي ستشكل حتماً على المدى البعيد حلفاً لا يقهر لأنه يدافع عن حق الأنسان العربي في النهوض من مستنقع  محو الهوية والتبلد والخضوع والخنوع, الى واحةٍ من حضارةٍ منسية أسمها النصر والفتوحات الأندلسية.
لا أدعي أننا سنتغلب بالحروب على الغرب وندخلها فاتحين ولكن بالتقنيات ,والعلوم ,والعقول, وأحترام الذات سْننتصر عبر "عاصفة الحزم",التي كانت صفارة أنذار عالمية,أن الوقت قد آن لعودة الحضارة العربية الى الساحة العالمية بأحترامٍ وحسمٍ لمساعدة كل الفرقاء لوقف استنزاف الدماء ,لأزالة التاريخ العربي ببرمجة فارسية من خلالِ عقولٍ وحكوماتٍ لازالت تفكر بأنها هي المستهدفة ولاتعرف أن تاريخها العربي هو المستهدف,وهويتها وعبق تاريخها هو الذي كان ولا يزال يمثل هاجساً للعدو وكبريائه, ونجح في أختراق الصفوف,وتبعثرت الأوراق بين الرياح, وضاعت القضية والهوية ,ضمن اللعبة التاريخية الفارسيه ,لمحو هوية الأمة العربية,الأيام القادمة ستكون حازمةً حاسمةً بكل المقاييس.
" السلام العالمي صعب ولكن غير مستحيل"
*كاتبة سعودية
You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
https://www.facebook.com/princessbasmahfunpage?ref=hl
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



No comments:

Post a Comment