قلوب الأمتين العربية والإسلامية بكت حزنا على فراقه
..ورحل ملك «إنسانيته» لا تعرف حدوداً ولا وطناً
"جريدة الرياض" السبت 4 ربيع الآخر 1436 هـ - 24 يناير 2015م - العدد 17015, صفحة رقم ( 50 )
جملة من الصور نحملها بدواخلنا وتحتفظ بها ذاكرتنا الوطنية كشاهد حب، لقائد نذر نفسه من أجل أمته وشعبه متناسياً كل الهموم والمشاغل الخاصة استجابة لنداء الانسانية والواجب الإيماني الذي يحمله قلب طاهر معلق بطاعة خالقه راكضا خلف كل نداء إنساني، هذه حياة قائد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي فجعت يوم أمس برحيل قائد لم تعد مبادراته وإنجازاته بداخل حدود وطننا، بل تجاوزت حدود المكان والوطن الواحد إلى خرائط تتنوع بتنوع حدود أوطانها، وبقيت شاهد عيان على تلك الإنجازات والمبادرات التي أحببناها لأنها تحمله، كما نحمله بداخلنا إلى الأبد..
فالكثير من الأماكن المنكوبة والمجتمعات المأزومة والناس المعوزين كان لهم نصيب من فزعة ملك الإنسانية، فكم من القوافل المسيرة الى الاماكن المصابة بالكوارث لإغاثة أهلها بتوجيه يسبق نداءات الاستغاثة، وكم من مريض كتب الله له العافية والشفاء بتوفيق من المولى ثم بسرعة مبادرة رجل الانسانية الملك الراحل، شواهد فصل التوائم تؤكد شيئا من الانسانية العظيمة المتأججة داخل فقيد الأمتين - رحمه الله -.
دموعه - رحمه الله - حينما واسى طفلاً فقد أبيه الشهيد - تعاطفاً ومحبة -، ودموعه حينما تعاطف مع طفل مريض لم يجد العلاج فيأمر بعلاجه، وحينما تعاطف مع أطفال الحروب وأمر بإرسال كل ما يحتاجون لمساعدتهم..
كلها شواهد صدق على إنسانية قائد عظيم، كما هي شواهد التدليل على صدق محبة هذا الزعيم لأمته وحب أمته له ليستحق أطهر وأنبل الألقاب الانسابية غير المسبوقة في مثل هذا الزمن.
مناحي الخير التي سطرها الملك الكريم بإنسانيته الرحبة كثيرة، ومتعددة شملت كل المواقع القابلة للخير، فهي لم تقف عند إنقاذ شخص من الموت بشفاعة سامية، أو محتاج لسكن من خلال مشروع الإسكان الخيري الذي نعم به كثير من محتاجي السكن في عدد من مدن المملكة، كثيرة هي المشاهد الانسانية التي يطول حصرها لمثل قائد وازن بين مسؤولياته القيادية والوطنية وجهوده الانسانية.
رحم الله قائد الأمة خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، وألهم خليفته خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز وإخوته، وجميع محبيه في العالمين العربي والإسلامي الصبر والسلوان.
No comments:
Post a Comment