Sunday, 21 December 2014

“تكريم تاء التأنيث في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز” مقال سمو الأميرة الإثنين/30/ صفر 1436 الموافق /22/ ديسمبر(كانون الأول) 2014



الإثنين/30/  صفر 1436 الموافق /22/ ديسمبر(كانون الأول)  2014

تكريم تاء التأنيث في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
فاقت النسب المحلية من مئوية الإناث على النسب الذكورية، فتعداد المملكة الوطني يقول وينادي أين المفر لمواطنات بلدي؟
ما هي المعضلة الدائمة في تعطيل مسار المرأة في بلادي مقارنة بالدول الأخرى المجاورة؟
كل الوزارات من غير استثناء تدور وتدور لكي تدور المشاكل، لكي تضع الحلول لمعضلة أنثوية في القرن الواحد والعشرين، ولم نستطع أن نقضي لا على البطالة النسائية التي تتفاقم يوما بعد يوم، ولا على الإعاقة الثقافية في أن المرأة  كائن أرضي وليس فضائي يوجد له حلول جذرية في قرآننا وسنة نبينا المحمدية.
منذ أن بدأت الكتابة في الصحف المحلية منذ ثماني سنوات وأنا أحاول أن أضع المرأة في حروفي وضمن الوثيقة الوطنية للانصهار بها في كل المجالات الاجتماعية والحكومية كجزء لا يتجزأ من المنظومة الاجتماعية في حقوقها التي أضاعوها بين تاء التأنيث العلمانية والليبرالية والتطرف العقلي الذي لا يمت للدين بصلة ولا وثيقة رسمية.
فقدبدأ الملك عبدالله بن عبد العزيز عهده بتكريم المرأة وجاء بها إلى الساحة الإعلامية لعل وعسى أن تكرم من باقي فصائل المجتمع، بنفس الصورة المشرقة المضيئة للمرأة العربية المسلمة  التي يجب أن تكون في داخل الأنظومة الوطنية، ووضعها في مجلس الشورى بين ليلة وضحاها من غير استجابة للعقول التي ودت ولو أنها بقيت نسياً منسياً داخل أسوار وغرف في أروقة مظلمة (لا ترى ولا تتكلم ولا تسمع )حتى انسياب الماء الجاري في الأودية والسهول والحقول التي مشت فيها جداتنا، ونساء عربيات في تاريخ الأمة الإسلامية منذ ظهور النبي صلى الله عليه وسلم مروراً بالصحابة ومن بعدهم امبراطوريات عثمانية وأموية وعباسية، تبوأت المرأة فيها مراكز، زالت بقدرة قادر وعصا سحرية ومحيت من تاريخ الأمة الإسلامية، فمنهم من قادت الحروب، ومنهم من داوت الجروح، ومنهم من بدأت ثقافة النهي عن المنكر في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه، الذي أعطاها مبادرة التجوال في الأسواق وعصا تضرب بها من لا يكيل بالميزان ولا ينصف الإنسان، في عصر كان الأجدر بنا أن نقتدي به، لا أن نسيسه كمادة سامة في تاريخ الأمة الإسلامية.
عاطلات، معنفات، قاصرات، معضولات،  مطلقات، أرامل، بنات، زوجات، وأخوات، ورضع،  كلهن إناث، لا يوجد لديهن مرجع ومراجع، ومأوى في بلاد الحرمين، ليس من تقصير من الملك ولاحكومته، ولا من القوانين الموجودة لحمايتها، ولكن من أداة اسمها :
لا تفعيل، لا مأوى، ولا احترام لثقافة لمعنى "الأمن ،والمساواة ،والحرية، والتعليم" لجنس بشري اسمه " أنثى" وعلامته تاء التأنيث في حضارة ألبست المرأة قناع العفة من غير أن تلبسها ثوب الثقافة والحضارة، وإعطائها المساحة لكي تكون إنسان بشري غير تابع لكائن متسلط على كل أمور حياتها على هذا الكوكب في رحلة حياتها، التي ربما تكون أقصر وأخطر من اجتياز معبر مثلث برمودا الوطني، فمع كل الاجتهادات الوطنية التي يشكر عليها  مليك الإنسانية لازلن في تعطل وتعطيل وأداة في يد الوكيل.
بالرغم من كل التقدم في كل المجالات الحكومية  والاجتماعية لازلن تحت الوصاية الذكورية في كل الأجهزة الحكومية والمدنية.
مع كل أصواتهن وأعمالهن الواضحة  الجلية في التنمية الوطنية والعمل الدؤوب في إظهار الجانب المضيء لجنس اسمه "أنثى" وكنيته وصاية وتوصية، لازلن حائرات بين كل الأجهزة المحلية لا يعرفن أين نهاية القصة والقضية، وأين حل المسألة وفي يد من مرجعها؟
امرأة السبعين والستين تطلب من ولدها إذن الخروج من حدودها الوطنية، وابنة العشرين لا زالت تعضل من آباء لم يرحموا.." رفقا بالقوارير"، أزواج يتاجرون بالقوامة علناً وجهراً ويأخذون من نسائهم أموالهن من غير استحياء ولا مرجع ولا عقاب يردعهم.
أولاد ونساء مطلقات لا يستطعن الخروج من حدود البلاد ، لأنهم لا يملكون الأداة، فالأخوان يتاجرون بأمر الخروج، وهن لا يملكن حتى مصروف البيت وإيجار ولقمة العيش.
نساؤنا تائهات بين أروقة المظالم، ويقلن "يا عالم  بما في القلوب ارشدنا إلى الطريق ومنطقة الهروب".
بنات يُضربن ويُعذبن باسم عدم الخروج ، وثقافة ضائعة بين مناهج لا تثقف ما لك وما عليك، بل تزيد من تيهان الإناث في عالم الرجال.
توجد شريحة كبيرة  من الإناث في بلدي يستحققن أن نضعهم كنايشين على الصدور، ولكن للأسف ضاعت سبلهن وطاقاتهن بالخضوع والخنوع لإنهاء إجرائاتهن اليومية، تحت أيادٍ نسائية غير مدربة لا تزال ترفع السماعة لقائدها قبل الأمر بالحل والمعروف.
خريجات عاطلات، معلمات تائهات، ممرضات غير مدربات، وأعمال من غير مؤهلات، لا توجد نقطة محورية لكي تستطيع المرأة أن تحل مشاكلها بانسيابية واحترام، وحرية وعدالة أرضية.
كتبت منذ سنين عن عدم صلاحية وجود وزارة للمرأة لكي لا تضيع الجرة داخل مسميات، أما اليوم فإنني ممن يناشد بإنشاء وزارة تعنى بشؤون المرأة كإنسان، لتجمع بداخل الوزارة همومها وتنسق كل أمورها مع الوزارات الأخرى، لكي يكون هناك نقطة مركزية للحلول لكي لا تتشعب كما نراه الآن في ساحة العراك الحقوقي.
ما اكتبه اليوم هو عبارة عن حل لليوم ودواء للغد وجزء لا يتجزأ من شفاء وطب وقائي لكل الأجيال القادمة لهذا الكائن البشري.
الأنثى ليست مشكلة يا وطني بل هي شفاء وبلسم لكل الأمراض.
إن أحسنا معاملاتها واقتربنا وسرنا بطريق وسنة نبينا لبنت أجيال، وعطلت أحكام الجاهلية التي نعيشها الآن في مرافقنا الاجتماعية، المرأة هي الأساس في بناء مملكة النحل والنمل، وخير من يهتم ويسارع لشفاء المريض، هي ملاك الرحمة، فلنجعل في قلوبنا رحمة ونحل مشاكلها كما عودنا الرسول المحبور عندما كان يثقف زوجاته لأن يكن قضاة النساء، وخير من درس حديثه وأتقن توصيل الرسالة  بأمانة هي امرأة اسمها "عائشة" .
لماذا نساؤنا يردن العيش في الدول المجاورة، ولماذ الهروب الجماعي من بلادنا، فلنجعل هذه بداية لاستيطان الحلول، بل وتصديرها إلى البلاد المجاورة.
وزارة المرأة للمرأة هي عنوان وحل مستديم، إن أعطيت صلاحيات تمنحها وضع الحلول على أرض الواقع بمربع وتدريب "مسار القانون الرابع" من "أمن ومساواة وحرية وتعليم"، حل جذري وإنساني وإسلامي لمعضلة القرن الواحد والعشرين في أعز بقعة في قلوب المسلمات والمسلمين.
بلادي لك حبي وفؤادي لك احترامي لك حب الأجداد و الأجتهاد، لك مني الولاء والطاعة، ولك عليّ المناصحة والحوار من أجل وطن الأحرار والأسود، وأهمها بلد الحرمين، ثم مليك حنون، إنسان بكل المقاييس.
لوطني وبنات وطني أضع رسالتي في زجاجة وألقيها في غياهب الجب،  لعل يلتقطها أحد السيارة، ويضعها على طاولة مليكنا وولي عهده، فتصبح واقعا وأمانة واحترام وتقدير لنساء أمضين حياتهن فداء للوطن، وولاءً يعانق سماء بلا حدود، من نجد الأسود، إلى حجاز الرسول ، وسهول تبوك وجبال وصحراء النفوذ.
بقعة جغرافية نأمل أن تكون منها البداية لعهد المرأة الذهبي بتتويجها بقرار يثلج صدور المستضعفات من كل الفئات، وزارة المرأة تكريم وعطاء لسيدات وبنات هذا الوطن العريق.
*كاتبة سعودية
 You tube:  http://goo.gl/e8tpD
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر وإلا يعرض نفسه شخصيا واعتباريا للملاحقة القانونية

No comments:

Post a Comment