من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ "الجمعة، 18 فبراير، 2011"
الفيس بوك وتويتر
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
المراقب للساحة العالمية والعربية يرى بوضوح التأثير الجلي والحقيقي لهذه الخدمات وما كان لها من تأثير في جمع كل الآراء ودورها فيما حدث في مصر الأبية من تغيير جذري لتلك البلاد الطيبة والتي أنجزت خلال عشرين يوما ما لم تنجزه الشعوب في عشرين عاما، لذا يجب أن تنتبه الدول العربية بأن الإعلام يجب أن يكون حرًا وليس مستعبدا، لأنه لم تعد توجد حدود ولا رقيب ولا مانع للإعلام الفضائي والحملات الموجهة والتي تستهدف وترقى بالإعلام كالسلطة الأولى بالعالم وليس الرابعة كما يسمونها، فلم تصبح هذه الشبكات حصرًا على الشباب، بل أصبحت أيضًا اتجاها معاكسا لبعض الشخصيات الذين يحاولون الآن من بعد المخاض للشعبين المصري والتونسي أن يستخدموها لمصالحهم الشخصية ومآربهم وأهدافهم المرئية، فكل يوم نرى على الشبكة العنكبوتية افتتاح صفحات جديدة لشخصيات عالمية مرموقة لم تفكر في السابق أن تعانق الآخرين بهذه الطريقة إلا بعد إثبات وتأثير الفيس بوك والتويتر على السيطرة على الأوضاع من عدمها، فلذا يجب أن نعترف أن ليس للإعلام المقروء منذ الآن التأثير القوي ما دام انفتحت الأبواب والأعاصير، فالحقيقة أن ما لا يسمح به بالكتابة عبر السطور وفي المقالات والصحف سيجد له ترحيبا شعبيا عبر هذه الجهات، بل سيؤدي بما لم يكن على البال. أصبح الفيس بوك بعد الثورة الشعبية المصرية عنوانا عالميا، ومصدر حزن للظالمين، لأن اللجوء إلى هذه الطريقة ما هي إلا عنوان احتقان وعدم انتهاز الفرص لفتح صفحة جديدة للإعلام من غير انحياز لجهة أو أخرى بل قنوات توصيل وطنية، قالبها وقلبها على الأوطان وحمايتها، وسورا لمن يريد أن يتسلق الأسوار بنيّات غير سوية لإحداث الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد، ثورة الفيس بوك ما هي إلا إشارة بأنه لم تعد الأساليب التقليدية تجدي الأنظمة العربية لكبح وإلغاء صوت الآخر، لأن الأبواب مفتوحة في الشبكة العنكبوتية بكل الاتجاهات الجغرافية والجهات العالمية لتحدث ليس ثورة بل ثورات عالمية في عالم أصبحت تحكمه الجهات الإعلامية، ولنا في قناة الجزيرة عبرة لما كان لها من دور كبير في تطوير وتأثير على ما يجري في الساحات المحلية العالمية، أما الفيس بوك والقائمون عليه فأصبح منقذا ومنبرا لمن لا يستطيع من الغرب والشرق التعبير بحرية في الوسائل التقليدية المقروءة، فلذا أرى أن الإعلام أصبح ذا قوة جبارة ومؤثرة بشكل دراماتيكي في بيت كل إنسان وفي كل بيت من بيوتنا العربية. حان الوقت للأنظمة العربية أن تسمع لأصوات شعوبها لأن هذه الأصوات ستخدم أوطانها وتحمي أجيالها من اللجوء إلى ما لجأ إليه غيرها لاستحداث تغيير كان يمكن أن يتم بالاستماع والروية والرؤية المستقبلية لأجيال لم يعد لديها منافذ إلا هذه المواقع، ولابد أن نعترف بتأثيرها على عقول الشباب الذين هم الثروة والآمال المستقبلية للعبور بأمن واستقرار في هذه الأوقات العصيبة والمناخات والأعاصير الإقليمية إلى بر الأمان، حتى تغلق تلكم الأنظمة الأبواب على الأبواق التي لا تريد لها الاستقرار بل تحث وتبث التفرقة بين أبناء أوطانها. فعوضا عن التنفيس عبر الفيس بوك لتفتح تلك الأنظمة أبوابا واسعة في إعلامها من مصداقية وتوجهات مفتوحة للجميع من غير رقيب، وأنا متأكدة أنه سيبذل ما يستطيع أن يحافظ على وحدة الأوطان ولكن بصور مختلفة عن المعهود، وذلك بتوجيهات تواكب هذه المرحلة العصيبة من مخاض المستقبل وحاضر مخالف لما عهده الجميع من الأيام الخالية. لحظة صمت، وحان الوقت للتفكير بعمق، واستدراك لحجم المعضلة التي تمر بها الأمة الإسلامية والعربية المستهدفة من كل الجهات العالمية، لحظة احترام للذات والرأي الآخر الذي لابد أن يجد له آذانا صاغية في داخل الدول العربية وللحوار بين أبنائها عوضا عن تجاهلهم وتركهم يتجولون ويرون ما فعلته الوسائل والإمكانيات العالمية من تحول جذري لكل مشاكلهم في حلها عبر هذه الوسائل الجبارة بتأثيرها على الأفكار والتوجهات الحاضرة والمستقبلية. ولدت بين ثنايا منطقتنا العربية الجغرافية الرسالة المستقبلية للعالم أجمع وليس فقط لخارطتنا الجغرافية، وما الفيس بوك إلا امتداد لهذه الرسالة العالمية التي تريد الحرية والعدل والمساواة بين كل الطبقات الإنسانية.
همسة الأسبوع:
حبا الله بلاد الإسلام الحرمين الشريفين الأرض التي انبعثت من بين رحابها رسالة خالدة أبدية لتغيير العالم بأكمله عبر رسول الله وعبر نبي الأمة المحمدية وكانت بدايتها حرية توصيل الرسالة لمن يريد الهداية والاستماع إلى صوت الحق من غير استبدادية لذا كانت الهجرة إلى المدينة النبوية حيث منها امتدت الرسالة لتصبح عالمية.
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
BasmahPrincess @
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment