بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
حرب عالمية، أم نبوءة محمدية، فكلاهما يتجهان نحو مصير حتمي ينبئ بنهاية عالم قد عرفناه من ملايين السنين، وولادة الضفة الأخرى من الركن اليماني، قوات العالم الكبرى أصبحت تتناحر أمام أعين العالم قاطبة، فالتلفزيون والتويت يبثان بأسرع من الضوء حرب الحكومات بكل شفافية وتنظير، وأصبح التسليح شيء عادي بل إلزامي لمن يريد القوة والسيطرة على الأوضاع في منطقتنا البائسة ، واليائسة، التي أصبحت تنزح تحت أعباء الثورات، منها اليمني، والمصري، والسوري، والليبي، والآن التركي.
وإن تركت أحدا، فلا "يزعل" مني ، بل وقته مقبل من غير "زعل" أو تكلف، فالنار أصبحت تحرق الأخضر قبل اليابس، ومن يظن هذه خرافة، فليتابع مصير تركيا في الأيام المقبلة.
في بلادنا وزارات تنشأ من جديد، وتسلح نفسها من جديد تحت راية توحيد الوزارة، واستقلاليتها عن هذه أو تلك.
والوزارة الأخرى، تجوب العالم وتقطع البحار والمحيطات، باحثة عن مستثمرين في بلادها، للتسليح وبناء أسوار جديدة، إلى أن لن يبقى إنسان بجانب إنسان، بل ستصبح الخرسانة الجاهزة هي لغة الحال في المنطقة ، فبدلا من البناء للإنسان، أصبحوا يبنون مناطق تعزله عن الآخر، لكي لا يستطيع حتى أن يتنفس أو يشرب "الشيشة"، بل لغوه عن خريطة الفايبر والواتس أب ووضعوها كلها على وزارة الاتصالات.
ووزير آخر نضرب له السلام لأنه مربي الأجيال، ولكنه للأسف أصيب بمرض أنساه الإنسان، ومن حوله، وما يريد أخاه، وصاحبته وبنيه، فأصبحنا في بلادنا نعاني من تصارع الأجنحة الثلاثة، لترمي بنا في أودية وأنهار من دماء المعارك القادمة، وفتحت كل الجبهات، منها الحدودية والنفسية، وحتى الإعلامية، للتحضير لما هو قادم لا محالة إلى أرض السلام، وخطط جهنمية تقشعر لها الأبدان، لأنها محبكة بواسطة سلطات أعمتها كيميائيات وفيزيئيات فتكت في عقول صانعيها، فأصبحوا يفكرون فقط في المال والسلطة، ويلهثون وراء من يملك الأسلحة، ويسافرون كابن بطوطة، ولكن ليس للاستكشاف بل لشراء الردارات التي تكشف ما وراء البحار والقفار والأسوار، وحتى عقل الإنسان، ونسوا أنهم في منطقة حظر إلهي، وساعة صفر لابد أن تأتي مع كل هذه الإشارات المتعددة الألوان والأطياف، ولكن للأسف لا يقرأوها إلا بلغة لا تمت للعربية بشيء، بل لغة المال التي كانت توصية إلهية بأنها زينة أو عدو، ولكنها أصبحت وباء دمر ما بقي من الأخلاق على كل المستويات، الحكومية والدينية والمدنية.
أتت ساعة الصفر، ليست فقط المحلية بل العالمية، وهذه ليست بخرافة، أو كتابة شاعرية، أو قصصا منزلية، بل واقع سيفرض نفسه مع واقع نقرأ عناوينه كل يوم من تدهورفي حلول لمشاكل الإسكان، إلى العصيان المدني، أو السجون التي أصبحت تمثل بنوكا لتفريخ الإرهاب، بدلا من وسيلة للعلاج، كما كانت سابقا، الآن أصبحنا نلعب بالنار، ولسنا خائفين بأن تحرقنا، لأن عقولنا قبل أيادينا، جمدتها أموال جمعت بلا ضمير، وأخلاق بعثرت من غير حساب ولا تقليم، فالكل يتاجر، حتى بالدين، بل أصبح الدين هو التجارة الرابحة، للحكومات والوزارات ، في كل مكان ، حتى في أمريكا، وإسرائيل، وناهيك عن مصر ولبنان، وحروب ستعنون بالعلوية والسنية والشيعة، والصليبية، واليهودية، لتدور 360 درجة مئوية إلى نقطة البداية ، وننتهي في ساعة الصفر التي ليس قبلها ولا بعدها شيء.
قشعريرة تقلق أحاسيسي ورداراتي ، وتهز ما بقي من كياني ، هل حانت ساعة الصفر فعلا؟، أم مجرد هذيان؟، أرى وأستشعر دمار عام وشامل يزحف ببطئ مثل الثعبان على بطنه نحو أقطابنا ، ومن أخمص قدمينا إلى آخر عصب في وادي الخلايا في عقولنا المجمدة، في صقيع وتلبد، ولم نستشعر الخطر المحدق، بل ارتوينا بغرورنا وثملنا من أموالنا وسلطاتنا إلى درجة ما تحت الصقيع لندخل بأرجلنا ساعة الصفر المميتة.
لا همسة ولا عتب هذه المرة، بل إنذار وصوت حق يراد به حق..
لون أحمر قاتم ، وألسنة نيران أتخيلها أمامي تلتهمني، إن لم أرفع صوتي مع كل اخواني، وأخواتي، وأقول لابد من الاستدراك قبل أن يدركنا الموت وإن كنا في بروج مشيدة.
*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com
http://basmahbintsaud.com/arabic
www.basmahbintsaud.com
http://basmasaoud.blogspot.com
http://www.globalunitedlanterns.com
الأميرة بسمة
TWITTER @PRINCESSBASMAH
لقد بلغت الرسالة واديتي الامانه باركك الله
ReplyDelete