Monday, 18 February 2013

يتساءلون..


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

يتساءلون عن النبأ والخبر العظيم، يتساءلون من أنا وما أريد، يتساءلون ما هو القانون الرابع وما أريد، يتساءلون ويتساءلون عن أجندتي في هذا العالم والطريق، أتسائل ألم يحن وقت أن الجميع يفهمون أنني لست إلا حمامة سلام تجوب البلاد والقفار، بحثا عن الأخبار، وعن الحقيقة من وراء الخبر، ومن وراء الحجاب الذي يختبئ ورائه الجميع.
يسألوني آلاف المرات والملايين ، عن القانون الرابع، وبما هو آتٍ من جديد، وأقول القانون الرابع هو القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع في سائر أقطار وأمصار الدنيا والكرة الأرضية، يتسائلون ألا يوجد قوانين وأسماء رنانة ومعاهدات استراتيجية، مؤامرات دولية تكفي هذه الكرة الأرضية بل تزيد، وأتساءل، ألم يحن الوقت أن نرى أن كل الأمصار والبلاد تعاني من الاستبداد والقفز على القوانين ، واستحداث غيرها لتناسب الغني، والسلطان، وتستثني الفقير، والمحتاج والصغير، اتساءل هل أصبح العالم كله لا يرى ولا يسمع إلا قرع طبول الحرب سواء على الطريق، أو على القنوات الفضائية بكل أشكالها العصرية، ولم يعد كلمة سلام ولا محبة ولا عنصرية، وجود، ولا حتى فعالية، وكل ما أنزل الله على العباد من سل وكتب لم تعد إلا أجندات سياسية تلوح كعصا تأديب، وصلب، وتنديد، أتساءل ألم يحن الوقت أن نزيل الغطاء ونرى أن العالم كله لا يوجد فيه ما يسمى بالديمقراطية، والحريات الإنسانية، بل هذه الكلمات يتم استخدامها كأجندات لفرض ليس حريات بل استبعاد وقمع واستغلال للإنسان البسيط.
أتساءل ألم تبدأ خيوط الفجر تنسل من بين الظلام الحالك وأصبحنا نرى النقيض في كل العالم بلا استثناء، يتسائلون عن الحريات في العالم الغربي، وأقول لكم إنها لا توجد إلا في عقول البسطاء، وتستغل من قبل كل الحكومات الأرضية، متماسكة لإحداث بلبلة  شعبية عالمية، بمبدأ "فرق .. تسد"، عسكرة العالم من كل الجهات القطبية والجغرافية على قدم وساق، وإن كانت في السابق تحت غطاء الحريات، فالآن أصبحت جهرة، وللجميع أن يرى أن العالم بأسره  يحكم من قبل جيوش دربت على استعباد الخلق باسم الحريات والديمقراطية.
جبت الأرض طولا وعرضا أبحث عن مكان يطبق فيه كلمة مساواة وشفافية وحرية، وانتهيت حيث بدأت،  بلا نتيجة ولا معرفة بالقضية، لأني رأيت أن الذي نراه محلي من فساد إداري واستيلاء على حقوق المواطن، موجود وبنفس الطريقة في كل العالم وأكثرها ديمقراطية.
أتساءل هل تعرفون أن في نيويورك يوجد 65 ألف مشرد من غير سكن، أتساءل هل تعلمون أن في فرنسا يوجد عدم مساواة بين الرجل والمرأة حتى في التعليم، أتساءل هل تعلمون أن الأموال التي يتبرع بها الأغنياء في كل أفريقيا وهايتي والأمصار البعيدة، تذهب في جيوب من يشرف عليها، أتساءل هل يعرف مواطن بلدي أن الإنسان في كل مكان ضاعت حقوقه إن وجدت أصلا ضمن دساتير، كتبت وكثرت صفحاتها لكي لا يفهم المواطن ماله وما عليه.
أتساءل هل يعرف العرب أن الغرب ينتحر، لأنه ببساطة لم يعد يعرف كيف يتصرف اقتصاديا، لأنه بنى اقتصاده على أموال السلاح، واستحداث حروب، ولكن الله لهم بالمرصاد، كل ما بنوا، أحالها إلى رماد بغمضة عين وانتباهتها ودمرها بالأعاصير والزلازل، والفياضانات، فكل ما ربحوا من الفساد والإفساد وضعوه لتصليح البلاد، إلى أن لم يعد يملكون حتى إصلاح بيوتهم، فأصبحوا مشردين في بلادهم يطلبون النجدة باستحداث حروب في مناطق أخرى، وتجويع قارات باسم الحريات والديقراطية والانتخابات التي يصرف عليها مئات الملايين للرشوة وشراء الأصوات، وهنا أتساءل هل نراه في العالم العربي، أم لازلنا تحت تأثير مخدر الاستطيان الغربي بشتى أشكاله وأنواعه، غير الأشكال المحلية، التي تتاجر بالدين  كقضية جوهرية للحريات، وهي تنادي باستعباد الخلق والبرية.
أتساءل عن المراة والقضية التي ما زلنا نتاجر بها كعملة محلية من أمور وفتاوى إنسانية، ونسينا القرآن كمرجع للإنسانية، الذي  يحدد ويوضح كل المحرمات ويبرز كإشراقة صباح الفجرية الحلال وكل ما يرضي الرحمن وحدوده الإلهية.
يتساءلون عن ما وراء ندائي وكتاباتي ومشاكساتي الفعلية، والقلمية، وظهوري الإعلامي الذي لم يتعود عليه الكثير، ويعدونه سابقة دولية، لأميرة تتكلم عن السياسة والدين والاقتصاد والحقوق الإنسانية، وأتساءل ألم يحن الوقت أن نترك برجنا العاجي، وقصورنا ، ونزيل الأسوار الشاهقة، ونبحث مع الشعوب عن حلول لهذه المأساة الدولية، فلا أرى أمير ولا أميرة دوليا ولا محليا، يريد أن يسأل عن السياسات الحكومية، والاقتصادية ، بل يناى بجانبه ويتحدثون عن البيئة، والمشاريع الخيرية، والحلول المدنية، ولا يدخلوا معترك النضال عدا الأصول التي أحدثت هذه المطالب الشعبية بالحرية والمساواة والعدل والأمان الذي يجب أن يحظى به كل إنسان من غير مطالبة ولا استجداء، بل حق يجب أن يكون عالمي لكل إنسان من غير تفرقة عنصرية ولا دينية ولا مذهبية، ولا تفرقة بين آدم وحواء، وهذا هو مشروعي العالمي، "القانون الرابع"، وهو ببساطة شديدة لا يراد بها التعقيد ولا التشبيك، ولا الضبابية، أمن للجميع ، حرية للجميع، مساواة للجميع، والعلم للجميع، من غير المساس بالبنية الفوقية لعدم استحداث فوضى شعبية وزلزال ونار تقضي على الأخضر واليابس من غير تفرقة بين المذنب والبريء والشاهد والمساعد، تفاصيله تفصل على الطريقة المحلية والجغرافية، ولكن الشيء الأكيد ان الكل يتساوى أمام وتحت غطاء القانون الرابع الرئيسي، والأمير والوزير والمواطن البسيط، والغني والفقير في العقاب والثواب وبالحقوق الأساسية، كدستور وطني عام غير قابل للتغيير والجدل، ولا يمس الأديان ولا العادات والتقاليد، بل فقط يؤسس قاعدة أساسية، غير قابلة للتفاوض والمساومة عند أي جهة، أو مستوى رفيع، قاعدة تلزم عدم المساس بأمن المواطن داخل وخارج بيته إلا بالقانون الإنساني والإلهي، حرية التنقل والتعبير كمبدأ يطبق على الجميع تحت مبدأ الآداب العامة التي سطرها قرآننا وليس الإنسان وأهوائه السياسية، اما المساواة فهي استقلال القضاء أولا لكي نحكم بالمساواة الفعلية وليس الشكلية حسب المنطقة والانتماء والأجندة الدينية والجغرافية، والعنصرية، قاعدة عامة للمساواة في الخدمات الأساسية والبنية التحتية، ومنها الكثير في التنمية البشرية والجغرافية.
أما العلم فهو يجب أن يكون للجميع وبغير استثناء وبأفضل المقاييس، لأن الله عز وجل أمر بالعلم والقراءة والكتابة، من غير تمييز بالرتبة ، والجنس، والديانة.
هذه فقط سطور أساسية للقانون الرابع الذي يزيل السلطة من فوق رقاب العباد ليكون معمماًمهما اختلفت أنواع الحكومات والأنظمة، قاعدة فعلية للإنسان في كل مكان بان يكون له حقوق، لا تسلب ولا تعطى، من أي إنسان، بل قاعدة أساسية ، ومنها أتساءل هل سيبقى على الساحة من يقاتل باسم الديمقراطية أو الطالبانية، أم الإسلام كأحزاب وعنصرية، بل ستزول الأسباب للثورات والاجتهادات العالمية، لوضع الحلول لهذه المنطقة وتلك، وتزال كلمة القوى العظمى من كل مكان، ليبقى الله  هو الأعظم في كل عبرة لإنسان وطموح الشباب وإطعام الأطفال، ورد حقوق النساء، وبها تستقر الأحوال، ويندثر علم الحروب والاستعباد، ولا يبقى إلا حضارة جديدة تكفل احترام الخليقة اسمها "القانون الرابع"، الذي إن طبق لن يكون هناك فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ونترك الخلق للخالق ، للمحاسبة في ما بينه وبين ربه، ونزيل المراقبة عن محاسبة العباد الداخلية، وننشغل في  كيفية بناء مستقبل واعد  للأجيال القادمة، بقوانين أرضية بسيطة التطبيق، ولكن عظيمة بالمفعول للحصول على الاستقرار المنشود للشعوب، وليس فقط للحكومات، لأن بعدها لن يكون هناك مطالبات بالحقوق لأنها موجودة وأساسية من غير انتخابات وأجندات سياسية.
همسة الأسبوع
يتساءلون عني من أين جئت وإلى أين سأمضي ، وأتساءل ألم يعرفوا للآن أنني جئت كإنسانة، وسأمضي في رحلتي كأي إنسان، إلى حفرتي ثم لخالقي الذي أعطاني الفكر والوسيلة، واتمنى الفضيلة، ذاهبة بطريقي كضيفة في هذا العالم، لأكفي رحلتي عند خالقي في كون لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر قط، هناك قلبي، وأملي، ومناي، وزادي، الذي أتزود به لرحلتي.
عتب الأسبوع
أتساءل ألا يعقلون، ويبصرون، أننا ضيوف زائلون ، أتساءل وأرى بوضوح أن الجميع من غير استثناء ضائعون، فقدت لديهم حاسة البوصلة الإلهية، حتى في مكة  نظرت ناطحات سحاب تحجب رؤية سماء الله والفضاء الذي بلا نهاية، أضوائها طغت على الأجرام السماوية الصافية، فأصبحنا حتى في رحلة العمرة والحج لا نستشعر رحلة إبراهيم عليه السلام، ولا آثار محمد رسول السلام.
أتساءل كيف ضعنا وتهنا، مثل موسى عليه السلام في رحلة التيهان، هل سنموت فيها، أم سيستيقظون قبل فوات الأوان، ويكون القانون الرابع هو الجامع للخلاص، لكي لا ينادي كل بأجندة تناسب أهوائه حتى لو كانت دينية، فالقانون الرابع يساوي ويحدد المسؤولية، ويعاقب ويضمن الحقوق الإنسانية مهما اختلفت الألوان والمعتقدات والانتماءات، ببساطة حقوق الإنسان التي ضمنها القرآن.
أتساءل هل سأغتال إن أصريت على وضع حجر الأساس لبنيان سيكبر ويصبح قاعدة عالمية، لا تعطى ولا يساوم عليها.
اتساءل ويتساءلون هل هذا حلم سيصبح حقيقة، إن استيقظ الجميع قبل فوات الأوان.
عتب هذا الأسبوع سيكون على كل من سيحاربني في تنفيذ بناء الصرح الذي سيكون خلاص من الحروب واستقرار للشعوب، وحرية للمستعبدين في كل مكان بأسماء مختلفة لا تسعها هذه الصفحات لأنها أصبحت كالمخدرات، في تغييب الشعوب عما هو أساسي وحلوله أبسط عندما تتساوى الحقوق والمسلمات.
وفي الأخير يتساءلون هل سأنجح أم سيغتال الحلم الحقوقي
يتساءلون هل سأنجح حيث فشل الآخرون
وأتساءل هل من معين؟
" وفي الأخير توكلي على الله وليس على البشر، الذين فقدوا حاسة الاستشعار بالخطر في صحراء الدينار والبترول والتنافس على مقاعد لن تدوم لبشر.
*كاتبة سعودية

الأميرة بسمة

twitter @PrincessBasmah

2 comments:

  1. الا يكفي قوانين ونظريات لا تسمن ولا تنفع
    لنعمل جميعا بما يرضي الله وقل صار الاسلام والمسلمين من الغرب الى الشرق وانتسر بدون نظرية اولى او رابعة اة قانون ومحاضرات وندوات انها ضياع للوفت.
    والا بالله عليكم عبدالرحمن الداخل هرج من السام الى اخواله في المغرب وهناك انتتح الاندلس واسس دولة اسلامية اين المسلمين والعرب ون بني امية واحفاده اين هم.

    لنقرأ ماذا يشغل المملكة الان وجامعاتها:

    أجازتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
    دراسة سعودية: عمل المرأة "اتجار بالبشر"
    حجم الخط |



    تاريخ النشر: الثلاثاء 19 فبراير 2013
    الاتحاد نت

    قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإجازة أطروحة خلصت إلى أن عمل المرأة "كاشيرة" يعد اتجاراً بالبشر، "لما فيه من الاختلاط، وتعرض المرأة للفتنة"، وفق تقارير صحفية سعودية اليوم الثلاثاء.

    وقال الباحث الشرعي في الجامعة محمد البقمي، في أطروحته لنيل درجة الماجستير بعنوان "الاتجار بالبشر: صوره، وأحكامه، وتطبيقاته القضائية" إن استغلال النساء جسدياً يتمّ في مجالات كثيرة، من أبرزها وسائل الإعلام والدعاية والإعلان خصوصاً والخطوط الجوية وموظفات استقبال وكاشيرات، لافتاً إلى أن ذلك كله محرم شرعاً، لما فيه من الاختلاط وتعرضها للفتنة، وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية.

    وأوضحت الأطروحة أنه صدرت بذلك فتاوى من هيئة كبار العلماء، ومن بعض العلماء، تؤكد أن الاستغلال الجسدي من الاتجار بالبشر، إذا كان الهدف من توظيف المرأة في هذه المهنة استغلال جمالها وقوامها في جذب الزبائن.





    وأشارت إلى أن الجريمة لا تقتصر على بيع بدن الإنسان، أو عضو من أعضائه، بل تتعدى ذلك إلى كل استغلال غير مشروع، سواء أكان الاستغلال جنسياً أم سخرية أم خدمة قسرية أو استرقاقاً أو الممارسات الشبيهة بالرق.
    يشار إلى أن هذه الدراسة لا قت استهجانا كبيرا، حيث اعتبر الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن بحث المرأة عن عمل تكتسب من خلاله رزقها حق من حقوقها.



    اقرأ المزيد : دراسة سعودية: عمل المرأة "اتجار بالبشر" - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=17589&y=2013#ixzz2LKZJv9ok

    ReplyDelete
  2. غير معرف10 March 2013 at 11:03

    لو طبقت الشريعة الاسلامية الصحيحة لكتن حال الناس الان كما كان في عهد عمر بن العبد العزيز :)

    ReplyDelete