بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
أين القوانين الموحدة؟ أين النظم المتبعة في كل أنحاء المعمورة بأن الجميع سواسية؟
كل بلدية تتبع نظامًا يختلف كليًّا عن الأخرى، وترى في شارع ما أوله يتبع بلدية بقوانينها، وآخره يتبع بلدية أخرى بقوانين وشروط مغايرة للأولى! فهي بلديات داخل بلدية مَن المسؤول عن تشرذم هؤلاء، ووضع هذه القوانين؟ أم أننا لا نتّبع القوانين ولا نحترمها إن وجدت؟ أين المراقب؟ أم أن المراقب لابد له من مراقب؟
كيف تدار مناطق بهذه الطريقة العشوائية؟
وأين يتظلم المواطن؟ ولمن يتظلم؟
وكيف يتظلم؟
فإن تجرأ المواطن وتظلم تظل معاملته قيد الحكم لسنوات يسأم منها ويتخاذل عن شكواه، ويلجأ مضطرًا إلى الرشوة لتيسير أموره وحلحلتها. إني أتكلم هاهنا من واقع تجربة ومعرفة، لا بإشاعات سمعتها من هنا وهناك. فإلى متى ونحن نتبع أهواء رؤساء البلديات، وننظر إلى أموال طائلة تهدر على هذا المشروع، أو تلك المعضلة لسنين بدون حلول، ونرجع إلى نفس الدائرة كلّما تولّى أمين منطقة منصبه، ونسمع الوعود والعهود التي تتلاشى بمجرد أن يعتلي منصبه، ويجلس على كرسيه، ويتحكم بالبلاد والعباد؟ أليس للبلديات من مرجع موحد؟
ألا يوجد حساب؟ أليس هناك من وعيد مجازاة على التقصير ومطابقة الخطة بالتنفيذ؟ أليس هناك ضمير لدى بعض رؤساء البلديات؟ فلا حلول جذرية، ولا وعود مقضية، ولا أقوال محفوظة، ولا دراسات مجدية؟
فأين الحل؟
الحل أيُّها السادة أن نكشف صفحة الفساد، كما وجهنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، ونائبه الثاني -حفظهم الله-، ولا نخاف في الله لومة لائم، ولنذهب إليهم، ونكشف المستور بالأدلة والحقائق، ولنكن مع الله ولا نبالي، فما ضاع حق وراءه مطالب. إن كل إنسان خاف على ماله وحلاله، فليقف وقفة ذي حق، ويطالب بحقه، ويصلح أمره بنفسه، ولا يقول الكلمة السائدة: الكل يفعل هكذا! فماذا أقدر أن أفعل؟ فأنا لا أقول له اذهب واعترض، أو قلل من أدبك، والكل يفعل هكذا؟ لا بل أقول للمواطنين أجمعين: إن لكل منطقة أميرًا منصفًا ومنصتًا، فليجتمعوا، ويوحدوا طلباتهم عبر حقوقهم القانونية، وليكونوا كلمة حق موحدة، والملك عبدالعزيز -رحمه الله- قال لأولاده: “كونوا يدًا واحدة ولا تفرّقوا، يهابكم عدوّكم ولا يقدر عليكم”. فكيف إذا لم يكن يوجد عدو، ولكن إخوان وجيران؟ إن يد الله مع الجماعة، فلنقف وقفة واحدة شجاعة ضد أي مخرّب، ومرتشٍ، وخائن لدينه ووطنه ومليكه، ولنرفق في الأمر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما كان الرفق في شيء إلاَّ زانه، ولا كان العنف في شيء إلاَّ شانه” رواه مسلم. وقال أيضًا: “إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف”. رواه البخاري، و “من يحرم الرفق يحرم الخير”.رواه مسلم.
همسة الأسبوع
) من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)
صدق رسول الله الأمين.
No comments:
Post a Comment