Sunday, 18 November 2012

احتضان العالم في رحم أمة


بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود

 

تحدثنا كثيرا عن كل ما هو عابر سبيل، و" سيحدث " و"ليس له من دافع" إلا رب الخلائق. العالم يسير نحو هاوية لا يعرف لها مصير إلا رب العالمين، فنحن من سخر الله له الدنيا ومن عليها، والشمس والقمر، والكون بأسره لم يسعه صدر وحكمة امرأة، بل هجوم وحوار "طرشان" ، والكل يسمع ولا يجيب، أسلحة دمار شامل، تباع بالأسواق "على عينك يا تاجر"، و"تحت الطاولة" ، تدفع لأصحاب البلايين، اختيار مؤسسات بعيدة كل البعد، عن مخاض العالم، واحتضان فكر جديد، في رحم أمة ، لا تزال قيد الإعداد والتحضير: "القانون الرابع" هو ما يساوي بين "الفقير والغني" في الحقوق، من غير تفريق، ولا ينزع من أحد السلطة والملك، بل يعطي المزيد للبقاء في السلطة  من غير ثورات عقيمة لا تخدم إلا المصالح الغربية، فنحن لم نفهم حتى التركيبة البسيطة التي يجب أن نسير عليها من غير أن ندخل في تعقيدات لا تخدم الرجل ولا المرأة البسيطة، فإن كانت المعادلة في التسليح والقوى، فحدث ولا حرج في "مَنْ" هو "الأقوى".

اتفاقيات تبرم للجم صوت الشارع وسلب الحريات، إن كانت توجد بالأصل حرية للرأي، والنصح من قريب أو بعيد، والجميع يتبع فن  أمريكا، التي أصدرت قوانين تدعى "قوانين الحماية والتهديد والوعيد" لكل من يجرؤ أن يقول شيئا يفضح فيه من هم في أعلى السلطة وتوجهاتهم أكبر دليل استقالة رئيس "السي آي ايه" الذي قال "لا" ، لمن يريد استحداث وقلب المفاهيم وتصوير الأمور في غير صورتها، لذا وجب ازالته مثل ما يحدث في كل أنحاء المعمورة، فهذا أصبح معروفا ، ولو كنت في بلاد "الواق واق".

 لماذا الفكرة العالمية؟ الجميع خائف ولديه مناعة ضد أي نظام جديد، أقول هنا الخوف على اختراق شبكة تدر على أصحابها بلايين لا تحصى ولا يريدونها أن تتوقف، وباقي البشر يثورون، وتلطخ الأيادي بالدماء البريئة، التي ليس لها ناقة ولا جمل.

"القانون الرابع " هو بسيط ، لا يزيد ولا ينقص إلا إذا أراد الجميع أن يجهضوا هذا الأمل الأخير، ففي الغرب حيث القرار، بدأوا يسمعون ويستفيدون من الأفكار التي ستصبح واقعا بفضل الواحد الأحد إلى طريق ومنهاج يحمي الجميع، ويقلب الأتربة التي لابد أن تزرع فيها بذور خالية من الكيميائيات والملوثات لكي تبدأ أجيال التويتر والماسنجرعالمها، بكل عنفوانية واحترام لكرامة الإنسان التي أهدرت على شواطئ الطغيان والفساد، ولا يهم من يسن هذا القانون ، المهم هنا أن نطبقه ونستمد قوانينه الأساسية من الكتب السماوية التي لا تختلف في حقوق الإنسانية.

حواجز وهمية جغرافية لا تزال ضمن خطط ضمان السلطات المحلية، عاجزة عن فهم الخلطة السرية، و"الطعم" الجديد المحلي والعالمي، إنهم لم يعودوا قادرين أن يقفوا في وجه التغيير إلا باحتضان أممهم وفي رحم سياسات جيدة لمطالب الشعوب الحقوقية.

أنا أكتب هذه الكلمات من شعوري بالمسؤولية ووطنيتي التي لا أساوم عليها من أحد، لا من قريب ولا من بعيد، ولكن، وعندي دائما يوجد " لكن" ، هذا لا يعني السكوت والغموض في الأحاديث، ووضع الحلول ، لكل المشاكل التي تواجه العالم في كل مكان، ولديها قاسم مشترك ، وهو الفقر والبطالة والفساد، في كل مكان، والباقي "نخليه" للشعوب لقول ما تريد من تشريعات في بلدها كل حسب ديانته، وتراثه ، وثوابته.

الحلول البسيطة لم يعد أحد يريدها، لأنها  لا تستوجب دراسات تكلف بلايين الدولارات، كل يبحث على ما هو معقد لكي لا تنحل المسألة بطريقة بسيطة، وتهدأ الشعوب، وترجع أيام الرحمة، والعدل، والقانون.

من غزة ، دمشق، مرورا بحلب، حمص، عمان، لبنان، البحرين، وتونس ، مصر أم الدنيا، الكويت، الإمارات، تركيا، اليونان، بلغاريا، إسبانيا، فرنسا، وأمريكا، عبورا بالقارة السوداء، والحمراء، والصفراء، والخضراء، كلها تعاني من نفس الداء، وهذا و الدواء، القانون والحل الأخير لمسلسل استمر كثيرا، وأصبح جزءا من حياة العالمين، عنوانه الاستسلام، والفساد، حتى من قبل من أوصاهم الله أن يكونوا خلفائه، فأضاعوا الطريق، وأضاعوا الأمم في زحمة الجشع، والتكالب على المناصب والتشابيك.

همسة الأسبوع

لنحتضن العالم بكلتا اليدين ولنخرج من رحم هذه الأمة، دستورا عالميا، وهذا سيكون بإذن واحد أحد حتى لو وقفت وحيدة أمام سلطات العالم أنشد وأدعو للسلام والحقوق التي أضاعها غيرنا، ونحن علينا أن نكون من رحم أمتنا.

عتبي..

لم يعد يوجد عتب، فكل دقيقة أتفاجأ بخبر، ينسيني العتب ويجبرني على أن أدعو للجميع بأن يستيقظوا من حلم أن الأمم لا زالت تحكمها الحدود الجغرافية، ولم يدركوا أننا سافرنا ووصلنا إلى المريخ بواسطة تويتر، الذي أصبح برلمانا ومجلس شورى، وقضاء وأحكام، ووزارات، فليدركوا، إن لم يدركوا هذا التغيير، لن تحميهم كل العهود والمبادرات والأسلحة التقليدية، فإن بدأت الشعوب تقول لا فلن يوقفها إلا حكمة لقمان، وتصرف ذي القرنين، ومعجزة سلطة سليمان عليه السلام.

ندائي..

فكروا، وحلقوا، في سماء لم يخلقها إلا رب واحد، هو الذي يرحم ويعطي، ويزيل وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، لنمد أجنحتنا ونطير معا أسرابا، لنكن أقوياء في رسم حدود حرياتنا ، فليست التقنية ، ولا السلطة، ولا إنسان يقدر أن يسجن عقل وفكر إنسان، السجن هو فقط داخل عقولنا، ونحن الوحيدون القادرون على فك طلاسم المعادلة، التي هي بسيطة وسهلة الهضم والفهم، "القانون الرابع" نكتبه سويا لعالم أفضل للكرة الأرضية.

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah

No comments:

Post a Comment