بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود*
احترت في اختيار عنوان هذا المقال في هذا الأسبوع الشديد الحرارة، أم أقول تجمد الضمائر، وتجميد قرارات أصبحت في ثلاجة الموتى في إحدى المستشفيات التي أغلقت حديثا.
الشارع يغلي، والقرارات تجري، وتنفجر على رؤوس الشعوب، وفي المقابل نرى التجلد يحيط عصرنا في تجمد مخيف للضمائر، والمشاعر وكأن المسؤولين يعيشون في كوكب ثالث، ونحن نعيش في كوكب أول وثانٍ، وما بينهما عالم واسع من الصقيع الذي جمد حتى الأخبار أن تصل إلى مسامع الأخيار الباقين على الساحة، فأصبح الجليد يجمد حتى الكلمات والأخبار، لكي لا تصل إلى العالم الثالث في سماء السحاب الذي يعيش فيه أصحاب القرار.
عصر جليدي قادم سيجمد كل من فكر ويفكر بأن يعيد لسعة الصقيع، وحسب أنه قادر على أن يكون على رأس الأمة في زمن النار وهو في زمن الجليد والصقيع.
تجمدت العقول ولم يعد يبقى إلا الصقيع الذي ينتشر في كل أنحاء الجسم العربي الذي بات متجمدا لا يتغير مع تغير قشرة الأرض التي اهتزت من جراء الزلازل المدمرة التي ألقت بأنهار من الحمم على خريطة كانت بالأمس مهد الاستقرار والغناء والهدوء والإيمان للعالم بأسره ، ماذا حصل ؟، ما هو هذا السر الذي جمد العقول، أو تجلدت العواطف والمشاعر معه ومن أجله؟، ما هو هذا السر الذي جاء بعصر لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، من ناحية التقنية الجليدية التي لم تعد أداة ثقافة بل أداة قذف وشتائم من غير أدنى شعور بالمسؤولية والاحترام والأخلاقيات السماوية، إن لم نقل المحمدية، فلنقل الإنسانية لأنها صارت عامة، وليست خاصة بشعب ما، بل أصبحت في كل قارة وشعب حتى البادية والهجر، ما هو حل ذوبان المشاعر وتجميدها في درجة ما تحت الصفر، بالنسبة للقرارات التي تتخذ من غير أدنى شعور بالمسؤولية نحو الأمم والشعوب التي ترضخ معظمها تحت خط الفقر، في كل أنحاء المعمورة، ما هو سر تجمد أصحاب القرار من اتخاذ قرارات ستجلدهم وتجمدهم في أمكنتهم، ليدخلوا التاريخ وهم على هذه الحالة من الفساد الذي لن تمحوه نيران الشعوب، ولا خذلان أصحاب القرار في شتى أنحاء المعمورة، كروت صفراء وخضراء، وحمراء نرفعها في وجه القرارات التعسفية، ولكن لا جدوى، فاللعبة أصبحت عالمية، ونحن نخترع لها ألوانا جديدة، وفصولا جديدة، وأنماطا جديدة، و"حرارات" جديدة، لم توجد من قبل على وجه الكرة الأرضية، فاللعبة أصبحت فضائية تتحكم فيها عوالم لم تسبق عبر التاريخ، إن وجدت لتقوم عليها حروب الكلام وتثار فيها الثورات حتى لو كانت عقيمة من غير جذور ولا انتماء، فاللعبة أصبحت مكشوفة لمن يريد الرؤيا، ولم تعد الأمور مجمدة تحت الطاولات وفي الأدراج، بل أصبحت مجمدة في العقول التي باتت تجلد الآخر من غير حدود ولا أخلاقيات.
ومنها في بلدنا الحبيب سابقة لم نعدها من قبل، وزير العمل يأتي بقرار يعرف تماما أنه سيثير احتجاجات كبيرة في أواسط رجال الأعمال، وأن الصغار هم الذين سيتأثرون، والكبار فاللهم حدث ولا حرج، لأنهم مجمدون خارج نطاق القوانين، هل وزير العمل يتبع سياسة إيرانية، لكي يثور الشعب مثل ما ثار الشعب في الأردن الشقيقة من أجل ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات في زمن الجليد والصقيع الآتي، ما هو وراء قراره يا ترى، ما هو وراء قراره ومليكنا في مرحلة الشفاء، ويحتاج من يدعو له لا من يدعو عليه، أجندة من يا ترى يتبع الوزير، وهو ومنذ كان في جدة، تنبع من تحت أيديه كوارث السيول المدمرة لأهل جدة، ومن بعدها السيول المدمرة للمملكة في استصدار قوانين تدمر البنية الاستهلاكية والمصنعة للإنسان والمواطن الذي لا ينتمي لفئة الوزير التي تجمدت عواطفهم وعقولهم عند حدود البلايين التي لا يستطيعون أن يعدوا ما لديهم من ثروات لأنها فاقت ما يمكن تصوره من الماوطن البسيط، لذا عندما يصدر الوزير القانون ، فإن تفكيره وعقليته لا ترى الطبقة الأولى والثانية من الكرة الأرضية لأنه في العالم الثالث مع الأرقام السداسية والسباعية والخيالية، التي تجمدت من كثرة انهطال أمطارها من كل حدب وصوب، فلم يعد قادرا على التركيز في تجميد ما هو قابل للاشتعال.
وأما وزارات التشبيك والاجتماعية والعدلية، فهي حالة مجمدة منذ زمن بعيد، ولا أرى لها مخرجا إلا وضع حرارة عالية التركيز لإزالة الصقيع من تحت كراسي المجمدين عليها منذ أزمنة طويلة، حتى يتسنى لنا ان نزيلهم عن المقاعد بعد أن تزيل التجميد الحاصل نتيجة الجليد الذي ألصقهم بمقاعدهم، ولم يريدوا أن يتدفئوا بحرارة الإنسانية التي توفر الراحة النفسانية لمن يريد أن يواجه ربه بنية صافية لا مانع بينها وبين خالقها، إلا حالة من تجمد الضمائر وعصر جليد من المشاعر.
وهذا أقوله لمصلحة وطننا الحبيب حتى يطلع مليكنا بالسلامة من حالة المرض إلى الشفاء العاجل، ليعجل الله بتسييل الأوامر التي تجمدت بفعل موجة الصقيع، لذا نريد حرارة الإصرار على التغيير، كما أريد ان أوجه عناية الجميع أن يشاهدوا ويروا ويسمعوا عما يجري في مصر الشقيقة وتونس الحبيبة من انهيار ما يسمى بالديمقراطية، لأنها في الأصل أتت باسم الإسلام، والدين، ولم تأت باسم الله والإنسان، الذي استعمل من قبل هذه الأنظمة ليتفرعنوا على الشعوب باسم حضارة ودين اندثر من زمن بعيد.
همسة الأسبوع
عواصف وليست همسات باكية بالطريق، لكسر حالة التجمد التي أضحت عصر الجليد.
عتبي..
عتبي على كل من نزل اسم أمي واسمي في القنوات الإعلامية على أنها تنتمي إلى اليهودية، عتبي على كل من لا يحترم الآخر، ويجمد الأخلاقيات بشكل نهائي، ولكن لربما كانت أمي لعبة في أيديهم ، وهي في ذمة الله ، وعائلتها معروفة في سوريا وانتمائاتهم، ولكن إن كان ولابد، أن يجعلوني من أسرة يهودية، فلربما أتوسط عبر نتينياهو بإحلال السلام بين الفلسطنيين والعرب واليهود، واستخدم هذا الهجوم والقذف كأداة للسلام العالمي والمحلي ولربما ضارة نافعة، ولهذا سأكتب وأقول: " حسبي الله ونعم الوكيل" ولكن أعود وأقول كل ضارة لربما نافعة، والسلام على من أتبع الهدى.
*كاتبة سعودية