بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
احترت في وصف العدو، أهو الصديق، أم الرفيق، ام الناصح، أم ما هو جلي وواضح، وهو من يخالفك في الرأي والدين والاتجاه المعاكس، أم نحن أعداء أنفسنا لاتباعنا ما هو ليس لنا.
حالة غليان في هذه الأيام، يأتي العيد علينا ونحن لسنا في حالة فرح ولا مسرة، يتهاوى العالم من حولينا، ونحن نهجم على بعضنا البعض ، ونقتات كوجبة يومية أحوالنا وأخبارنا الاجتماعية، فهذا الكاتب قال، وهذا المجتهد اجتهد وفضح ما يريد الآخرون أن يصدقوه، لأنه وجبة دسمة على طاولة فارغة، أما صحفنا الإلكترونية، فحدث ولا حرج، مليئة بالصفقات السياسية ، إما دينية ، إما ليبرالية، إما لا أعرف ما هويتها، أهي محلية، أم أجندة غربية؟
تفرقة جماعية على قنوات التويتر، التي أصبحت مثل النار تأكل الأخضر واليابس، ولا رقيب ولا حسيب، إلا رب عتيد.
واقول لكل من يفكر ، ويظن أنه يكتب على تويتر بحساب واسم مزيف: (لا تفرح) إن أراد جهاز الاستخبارات أن يعرف من هو وراء هذا الاسم فلديهم التقنيات التي يعرف بها ويحدد هوية أي إنسان يدخل في هذا المضمار الذي أصبح ناراً وحميما ما بين تراشق بالألقاب والألفاظ والشتائم التي لا تليق حتى في مجتمعات رحلت عنها أخلاقياتها منذ زمن بعيد.
في الغرب يستخدم التويتر في إرسال أخبار وثقافة، وعندنا فهو وجبة إنتقاد، وتجريح، وقذف ، ومديح.
لماذا دائما هم يخترعون التقنيات ويستعملونها فيما هو مفيد، ونحن نأخذها لتصبح أداة أخرى للانحلال والزج في سجون المخابرات، وفضائح، وثورات، ونداءات من وراء أسماء مجهولة وأجندات مكتوبة.
قلتها وأقولها مائة مرة، ما هذه الفوضى! ناهيك عن المواقف الرسمية، التي تتجاهل نبض الشارع، وتحيد النظر عن من يقوم بقذف النساء، ولا تسمح لمن يتجرأ على نقد القضاء والشيوخ.
فالنساء حالة خاصة ، أما القضاء فهو حالةعامة ، وأما الشيوخ فهم الأساس في مجتمعنا الذي أصبح لا يعرف، هل يسب اليهود والنصارى لعقود في المسجد الحرام، وبأمر واحد بعد عقود، يمنع ، ويستسلم الشيوخ بكل سهولة ومن غير تعليق.
هذا لا يدل إلا على ما أكتبه وكتبته كثيرا، أن المسؤولين عن الدين ما هم إلا ألعوبة بيد كل من يريد أن يمرر أجندة أو يستمر على طروحات تمسكنا من أعناقنا كالطير الجريح.
بعضهم يقول : لماذا أهاجم الشيوخ، وأقول: انا لا أهاجم بل أواجه........
فأنا مسلمة ، وقارئة، وأعرف أن ما يدار على الساحة من فتاوى... بصراحة لا تمت لإسلامنا بشيء، ولا لديننا بشيء ، إنما أسلمت الأجندات، وسيست الأديان، لتصبح أداة لمن يريد الجلوس على الكراسي في كل الثورات، والانتفاضات، فالحروب أصبحت طائفية ودينية، وليس لها علاقة في أجندات الإصلاح والتصليح، إلا أسماء وألقاب نستعملها عند الحاجة، ففتوى هنا أو هناك، ومؤتمر هنا أو هناك وكله بإسم الدين.
ديننا، والأديان السماوية، وربنا وإلهنا يبرأ عما يجري ، ونحن نرى التناحر بين العباد والحكومات، وهذه ما هي إلا أجندات خارجية، للعب على العواطف والأحاسيس المحلية و العربية ، فالكل يعرف إننا شعوب عاطفية ، ويستغلونها لإشعال الحروب الطائفية، والثورية، لبلوغ أهدافهم العالمية.
وهي ببساطة محو هوية الأمة العربية والإسلامية، وتناثر ما بقي من فتات لتأكلها الأمم، والأجيال التي ستبقى بعدنا، وهذا ليس بهين إلا على القلوب الغلف، الذين أمات الله قلوبهم وأعماهم عن رؤية الحقيقة الجلية، وهي أننا أصبحنا دمى ومشاريع، ولم يعد ينظرون لنا إلا كعلامة للدولار والجنيه، واليورو، والكل يتسابق لبيعنا الأسلحة المدمرة الشاملة ، حتى لا يبقى منا إلا ذكريات أمة كانت بالأمس"خير أمة أخرجت للناس".
همسة الأسبوع
مع كثرة المسلمين في كل مكان وازدياد أعدادهم ، نرى إنهزام السلام مع زيادة أعدائهم.
عتب الأسبوع
أيتها الأمة العربية والإسلامية أين الحقوق الإنسانية؟
أين الدين من هذه التخبطات والصراع على السلطة؟
أم ظن الذين استغلوا جهل معظم هذه الأمة ، أن الله ليس ببصير؟
وفي آخر الجملة, وبقلب صادق, يحاكي كل إنسان أقول وأتمنى: " أن تأتي الاعوام القادمة بغير ما نراه في هذه السنة من .... إنهزام وقسمة".
لنفرح بالعيد مثلما كنا ونحن أطفال نلعب ونرتع بظلال الأهل والأصدقاء الذين أصبحوا عملة نادرة في هذا الزمان.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS