فعلٌ ماضٍ، ولا أحد يقدر أن يجادل بهذا، مهما تعالت الأصوات، ومهما حاول البعض تفسير لغة القرآن وقواعده التي لم ولن تختلف، بالرغم من الحث الدؤوب لتحديث معانيه بما يخدم مصالح هذا أو ذاك، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه المنزل:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" .
فعلٌ ماضٍ، ومضى عليه آلاف السنين، ومن المعنى نستشف أننا كنا المختارين، والمفضلين في كل العالمين، ونستشف أيضا أننا أصبحنا فعلٌ ماضٍ، ولا جدوى من المحاولة، أن نكون قادة أو ساسة، لأننا مع الأسف ، تابعين، وليس بمتبوعين .
مشاكل "متلتلة" هنا وهناك، محلية، وإقليمية، وعالمية، ولكن في الأول والأخير محورية، تدور كلها حول منطقتنا الجغرافية، وأزماتنا الأخلاقية، والانتخابية، والمصداقية، والعدوانية، والأهم من كل هذا، لهجتنا الأحادية في استعمال كلمات العنف والتهديد، بدلا عن السلم والسلام كما علمنا سيد الأنام، فالكل يهدد إما بالتسليح، وإما بالهدم والتشريد، وفي الآخر إن كنت صادقا شهيدا، على ما يجري في ساحة المعركة، يدخلون عليك بمائة تهمة، إما عنصرية أو مذهبية، أو سياسية، والأخطر من هذا كله معارضة وطنية، وكل هذا إن كتبت أو قلت الحقيقة من غير خوف ولا نفاق أو محسوبية.
مشاكل "متلتلة" هنا وهناك ، منها المحلية، التي تصرخ وتستنجد بالمليك، ولكن أصوات الإعلام المريب يخنق العبارة، قبل أن تصل إلى المكان المراد به الاستجابة.
أفلام اليوتيوب هي أكبر برهان على ما يعاني منه الشباب والكبار على السواء، وأكثرها في جدة العريقة التي باتت تختنق من كثرة الضغط عليها، والقبول المجبر لكل ما يؤمر من المسؤولين عليها. من غير اعتبار وتفكر، إنه لابد من يوم للتنادي، يوم الفصل والمثول أمام الذي لا يبالي بين أمير وقاضٍ.
غير الصدمة من الشكاوي في امدادات الوقود ونحن نغذي كل المعمورة، والسبب المضحك والمبكي هو "مسح السبورة "، بسبب مشكلات قطاع النقل، أهذه مهزلة أم مسرحية في الجنادرية؟
أما الكاميرات التي تراقب سير العمل في مشروع مطار الملك عبدالعزيز، فإنني أتساءل من يراقب الكاميرات واللبيب بالإشارة يفهم.
أما 500 مليار كدخل النفط في النصف الأول من السنة فإنني وبجدية أسأل وزير المالية، ماذا سيكون مصيرها في هذه الأحوال العصيبة التي تمر بها المنطقة بأسرها، في الجيوب كما العادة، أما سيهديك الله لأنسب الأمور وتفاجئنا بحلول لبطالة واستنجاد الشباب والشيوخ بمليك القلوب عبر رسالة ثانية عن حقوقهم المهدرة من قبل الوزارات والمسؤولين الذين يظنون أن الرياح القادمة لن تنال منهم وهم محصنون من العواصف المدمرة التي أطاحت بأكبر الأسماء وأكثرها عتيا، وإن الله لهم بالمرصاد وإن الأمور أصبحت مستكملة النصاب.
أما اعتماد وزير الشؤون البلدية ترسية مشروع توريد وتنفيذ ألعاب نارية مع مؤسسة خاصة بمبلغ مليونين وثمانمائة ألف ريال، وفك الزينة بمبلغ مليون وستمائة، فهذه مهزلة وعدم حساسية لوضع شبابنا العاطل حتى يحتفل ويرى الألعاب النارية، ويستهلك في ساعات ، وهذا المبلغ ممكن أن يوفر كثير من الوظائف التي حتما ستساعد بعض العاطلين إن استخدمت في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها من غير استثنائية .
غير أمين الشرقية الذي كان من الفصاحة العربية التي أهلته أن يتكلم مع الصحفيين وكانهم عبيد لديه، مع أن الرق قد ألغي منذ عهود، بأن الاختناقات المرورية إنما هي في رؤوس الإعلاميين وانه "سوبر مان" الشرقية ، حيث ينتقل بثلاث دقائق ، وهذا أكيد لأن لديه سيارات وونانات تخيف حتى ساهر واي رقيب.
واختم مقالي " كنتم" في حال البلاد الشقيقة التي باتت ألعوبة في أيدي من لا يريد الحقيقة، والذي طبق بالفعل كلمة " كنتم" ، لأننا في الواقع ليس نحن أو سنصبح في أحسن حال ما دام التفرق والنضال، لبعثرة الأمة، وتغيير الجغرافية، حتى المحلية ، وكل هذا من أجل ماذا؟ ، من أجل دراهم معدودة أم خطط منشودة ، فالحال لا يسر لا في الداخل ، ولا كيفية إدارة الأمطار القادمة، والعواصف في البلدان المجاورة، فإنني أصلي ليلا نهارا أن لا نكون "كنتم"، ونصبح في خبر كان، بل سنصبح ونكون من خير ما سيبقى على الساحة بفضل الله ثم الأمن والأمان الذي لا يشترى بالمال وجهود هذه الأسرة الكريمة ومن يرأس الأجهزة الأمنية للمحافظة على توفر أهم عنصر في البلاد وهو محاربة الأرهاب ووالمحافظة على أمن البلاد من الخطابات المذهبية والقبلية والأجندات الاستيطانية والتفرقة في المصار والبلاد العربية التي هدفها الرئيسي التفرقة الوطنية والعربية.
همسة الأسبوع
صلاتي ودعائي الدائم بأن تنقشع الظلمة عن عيون من لهم الهمة والمفهومية، حتى لا تصبح الأمور خارج التغطية المحلية.
ملاحظة للجميع..
عن صحيفة معاريف الإسرائيلية : أنه حسب تقرير لإدارة الثروة السنوية لشركة "بوسطن كونسلتنغ" الأمريكية ، أن إسرائيل احتلت المرتبة الثامنة بعد الولايات المتحدة ، والإمارات وقطر والكويت من حيث عدد المليونيرات بسبب الانجازات الصناعية والتكنولوجية وتجارة الألماس...
عقبالنا.. أن نرفه مواطنينا بالعمل وليس بالخدع، وشباببنا بالعلم وليس بالجهل، وهنا لا أقصد العلم في المدارس بل العلم على ضم أيادينا متحدة لمواجهة هذا العالم الذي يتحد للاستيلاء على أموالنا وثرواتنا الإنسانية.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS
No comments:
Post a Comment