لقد تأخرت هذا الأسبوع في الكتابة، كبداية لعهد جديد لكتاباتي الصحفية، فستنشر مقالاتي في عدة مطبوعات على مدار الأسبوع، لأنه فقد عرض علي عدة عروض للكتابة في الصحف الدولية، وإنني بصدد دراستها بجدية، لما لها من دلالة معنوية، ونفسية، وتقدير دولي لجهودي لرفع العلم السعودي في المحافل والإعلام الدولي، وذلك لفتح المجال للأجيال القادمة، لكي يكونوا جزءا مهما ومؤثرا في الساحة الإعلامية، التي تعتبر السلطة الأولى الآن، لأننا كما شاهدنا، تساعد ثورات على النجاح، وأخرى للسقوط، والنهاية، لذا رأيت من باب نصرة، وإعطاء اسم المملكة ثقلا دوليا في مجال الإعلام الإيجابي أن استثمر هذه الفرصة وأكتب، وأقدم برامج إعلامية تفيد العالم الخارجي لتصحيح نظرته السلبية عن بلادنا الحبيبة والعربية، وفي هذه المناسبة التي اعتبرها نقلة نوعية لمصداقية رؤيتي الصحفية، أن أتوجه إلى مفتي الديار السعودية، التي هي موطني وموطن الرسالة وكل سعودي، عن الموضوع الذي حذرت منه منذ عدة أسابيع في إحدى مقالاتي، عن خطورة إعلانه الذي أصبح حديث الإعلام الخارجي، والحكومات والقرارات السياسية في كثير من البلدان الغربية وحتى الشرق أوسطية، إلى إيران التي يؤخذ عليها توجهاتها الدينية الاستيطانية والمسيسة، فقد أجمع الجميع على إدانة حديث شيخنا الذي من المفروض أن يكون لديه جهاز إعلامي يحذره من أصداء وتأثير كلامه على المجتمع الدولي وموقع المملكة السياسي، وثقل الرسائل الموجهة، والمواقف المعلنة من قبل مليكنا وولي عهده، وسياساتنا الخارجية التي أصبحت واضحة للجميع، بأنها سياسة تائهة وعدوانية واضحة للعيان، وعيون المجتمع الدولي الذي لم يصدر منه للآن موقف موحد وشفاف بالنسبة للموضوع السوري، وفي المقابل نحن نرفع راية التسليح الذي لن يكون في مصلحتنا الوطنية، وهذا ليس فقط في نظري بل في نظر كثير من الدول التي تنتظر الفرص لتهجم وتنقض علينا وعلى أي عنوان أو تصريح يصدر من جهاتنا الحكومية، فالكل أصبح يناقش الحديث السياسي الخارجي لمملكتنا الحبيبة، والموقف الذي تنتهجه حيال ما يجري في الساحة المحلية والجغرافية والدولية، وبذلك خلقنا لأنفسنا نقطة ضعف ستلعب ضدنا في مسلسل لعبة الكروت الدولية، وعلى أجندات الصحف العالمية، وفي أروقة صناع القرار الأجنبية، وبذلك فتحنا الباب بما لن ينفعنا بشيء إلا هجوم عالمي على كل ما هو سعودي، بدلا من أن نكون كما عودنا مليكنا وولي عهده مركزا للاستقرار في المنطقة ودولة الوسطية والفكرة المنطقية في مسارح الدول العالمية.
كما حذرت أيضا من تصريحات الأمير نواف بن فيصل رئيس الشباب من جهازه الإعلامي واجتماعاته في سويسرا التي صدر عنها وعود بمشاركة المرأة السعودية بالألعاب الأولمبية.
فكيف يكون هذا ونحن أصلا ممنوع لدينا ممارسة الرياضة النسوية في مدارسنا وجامعاتنا المحلية، نقيض في التصريحات والواقع الموجود على الأرض، وفي الأخير أقول للجميع فقد أعذر من أنذر، وأنصح المجتمع بحكم رؤيتي الشخصية البسيطة التي اكتسبتها من أخطائي وأخطاء الدول التي فكرت أنها بمنأى عن التغييرات الموسمية والانتقادات العالمية، أن السياسة الإعلامية هي أشد بطشا وتأثيرا من كل القنابل النووية وتخضيب اليورانيوم والأسلحة الذرية، فبكبسة زر واحدة نغير فيها منطق ومفهوم شعوب بأكملها، وبتصريح واحد نهدم كل ما بناه، عظماء ومفكري شعوبنا العظماء، وبتهديد واحد نوجه أنظار كل العالم نحونا ، وعلامة استفهام تتصدر العناوين عن مواقف بعض مسؤولينا، الذين لا أدري ما أكتب، "هل يعلمون أم لا يعلمون"، نتيجة تصاريحهم النارية، ولكن أسأل هنا دائما أين أجهزة الإعلام المسؤولة عن هذه الصورة السلبية التي أصبحت ملاصقة لاسم المملكة ، هل هي مقصودة ومستهدفة من الداخل قبل الخارج، أم هي سوء اختيار المستشارين الإعلاميين، وبالتالي، انهيار كامل لمصداقية خطابنا السياسي والديني محليا وعالميا.
همسة الأسبوع
عن جبران خليل جبران مع بعض الإضافات والتعديل مني للتنويه:
"ويل لأمة يكثر فيها اللغو واللغط، والتفرقة بين المذاهب والطوائف، وويل لأمة تلبس مما لا تنسج ولا تخيط حتى ثوبها، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا، وترى الفاتح المذل رحيما، ويل لأمة فيلسوفها مشحوذ، وفنها الترقيع والتقليد، ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة ..
مع اعتذاري لجبران ، ولكن المساحة لا تسمح إلا لهذه الكلمات.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS
No comments:
Post a Comment