ما يجري على الساحة المحلية من أمور ومشاكل في المصداقية يدعو لطرح أسئلة جوهرية عن الأسباب والحلول المنطقية لحالتنا العشوائية، محاكم وأمور قضائية لقضايا أثرية، لم تنفذ ، ولن تنفذ إلا بمكرمة إلهية اعتمد عليها قضاتنا لحل كل المشاكل العالقة حتى لا يتعبوا أنفسهم بالبحث عن الحلول الفورية، وتنفيذ الأحكام إلا إذا كانت لشخصية تنفيذية أو تشريعية، واعتمدوا على الاتكال على الواحد الأحد ، حتى لا يقال عنهم أنهم ناقصي دين وأدب، فأصبحت المحاكم شبكات عنكبوتية ودوائر رياضية ، ومصدر دخل يوازي ميزانية شريحة كبيرة من المواطنين الذين يكسبون رزقهم بصهر الحديد.أجهزة ميدانية حيوية لا تستطيع حتى إطفاء حريق مدرسة بنات ترفيهية، حيث يحلو للبنات اللاتي لم يتجاوزن عمر الزهور إشعال الحريق للفت الانتباه ومعرفة مصداقية وجدارة إحدى أجهزتنا الحيوية وهي الدفاع المدني، فالحصيلة أموات وجرحى، لا نستطيع ذكرها، ووصفها إلا بالبدائية، حيث تضاربت الأقوال كما العادة في هذه الظروف التي تعودنا عليها في كل كارثة ميدانية، فلا السيول ولا الحرائق، ولا حتى الحوادث المنزلية نستطيع أن نحلها بالوسائل الحضارية، التي أنفقت عليها الدولة مبالغ خيالية، والنتيجة ما نراه في الإعلام وما رآه كل ما كان حاضرا عند حصول المصيبة التي أصبحت اعتيادية في سجلاتنا التاريخية ، فيا لهول المصيبة ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين، وأجهزتنا تنتمي إلى القرن الواحد قبل العشرين من أي تقويم في هذا العالم والكرة الأرضية، إلا إذا كنا ننتمي إلى جنس قمري أو زحلي أو زهري، فأحوالنا دائما غير، مثل جدة التاريخية الأثرية.
أما جهاز الهيئة وأخباره المعتادة من إحداث بلبلة في كل زاوية وملتقى، وحتى في النزهة العائلية، وكأنهم مصابون بمرض نفسي يسمى بمرض"شد الانتباه" حتى لو كان سلبيا على حساب أعصاب المواطنين الذين لم يعودوا يعرفون كيف يتصرفون ولا كيف يعيشون، أو لأي قرن ينتمون، فما نراه في تصريحات للجهات العليا بأننا سنصبح المركز الأول سياحيا والمركز الأول في التقنية، والمركز الأول في المحاسبة، والمركز الأول في النوعية، والمركز الأول في التقدم العلمي والمعرفي، ومصدر للأخلاقيات الإسلامية وتصريحات المتحدث الإعلامي لهيئة ( الأمر بالمعروف والنهي عن التقدم والإنسانية والتربية الإسلامية والأخلاقيات المحمدية) الشيخ مطلق النابت، أن الهيئة سوف تلزم صاحبات العيون المثيرة على تغطيتها مشيرا أن للهيئة الحق في فعل ذلك ، غير المداهمات الفورية للحفلات ، وبث الرعب والنفاق في أروقة المجتمع الذي لا يحتاج بالأصل لهذه الممارسات ، حيث تعود على الاختباء وراء الأسوار لفعل كل المنكرات المعلومة منها وغير المعلومة في قواميس الشعوب التي تنتمي إلى فصيلة الجن والشياطين في نظر رجال الهيئة الموقرين، الذين شغلونا بالمفاتن وتغطيتها، ليغطوا بلك ممارسات السلطات التنفيذية التي تحتاج إلى هيئات، وليس هيئة لتوقفها عند حدها، ولتخاف ربها ، فلا ارتفاع في أجور المواطنين إلا يقابله ارتفاع في أسعار المواد الأساسية الاستهلاكية والمعمارية ، ولا ارتفاع ملحوظ للدخل العام إلا في جيوب من هم فوق المحاسبة والإنسانية.
أما باقي المشاكل التي لا تعد ولا تحصى والتي ما هي دون الإنسانية والتي يوجد لها ملفات في أدراج المنظمات العالمية ، ولن تظهر إلى العيان إلا عندما يريدون استخدام هذه الأوراق لأغراضهم وأجنداتهم الشخصية التي بتنا نعرف متى يظهرونها على الشاشات العالمية، فمؤخرا ظهر ملف لمنظمة "أمستي" العالمية تندد بالبوليس الديني كما يسمونه في الغرب، ويدينون بقمع مظاهرا ت الشرقية، وينادون الحكومة بان تتصف بالإنسانية، وتسمح للمواطنين بالتظاهرات السلمية، وهذا كله ليس لدوافع إنسانية، بل يستخدمونها لأجنداتهم السياسية، ولذا وجب علينا الآن الحرص والاستيقاظ من الثبات قبل أن تستخدم كل هذه الأوراق ضد بلادنا، وعلى هذا الجهاز الذي حيرنا واحترنا معه أن يكبح جماح استيلائه على السلطة في الساحة الاجتماعية، ويتركون الخلق للخالق، ويكفون عن استحداث المشاكل والمصائب باسم الدين والأخلاقيات التي هي أبعد أن تكون في هذه الصورة البدائية، ولينتبهوا ويركزوا على مجلس الشورى وتطبيق الأنظمة المدونة في دستورنا المغيب تماما عن نظر ومفهومية المواطن، من سرقات ومفاسد هي أعظم وأفتك من سفر المرأة من غير محرم، أو خروجها مع ابنتها في سفر للعلاج، فالصورة أكبر والمهمة جليلة ، وهي ببساطة أولوية وليست فردية ، بل جماعية، فالكل يجب أن يوجه اهتمامه لراحة المواطن المادية، والاتجاه لحل مشاكل الفقر والعوز والبطالة، والأجور المتدنية، والفساد الإداري والمشاريع المعطلة، وإخلال الميزان والتغاضي عن تجار وشركات الجملة، وهذا ما يجب أن يركزوا عليه، وعندها، وفقط عند تلك النقطة سنكون كلنا تحت تصرف الهيئة ونكون لها عونا على تخطي كل الأزمات، ونسمع لنصائحها ونخضع لسلطتها الدينية التي يجب أن تأمر الجميع بإصلاح المفاسد من كبائر الأمور، أما الصغائر التي باتت لدينا هي من المصادر اليومية لكل المنغصات والمشاكل التي فرضت علينا من قبل هذه الهيئة بتركيبتها وسلطتها الحالية، فكما شغلنا الغرب بحقوق المرأة، شغلونا هم بسلب حقوقها وإهانتها اليومية، بكل الأساليب الاستفزازية، وكأنهم ينفذون أجندات غربية، ليكن شغلنا الشاغل حقوق المرأة، وليس حق الإنسان في العيش في مجتمع سوي وعادل، لا يفرق بين المذاهب ولا الألوان ولا القبائل .
همسة الأسبوع
الحل أيها المواطن يكمن في غرس شجرة الحب في قلوب الخلائق ، وأن تكون الرحمة رمزنا والعدالة وسامنا، والشرف مبدأنا ، والعدالة منهجنا ، والوسطية مسيرتنا، عندها لن نترك لأحد منفذا للتدخل في هذا الوطن.
*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com
لافض فوك هذه هي الحقيقة التي نعانيها يجب ان تتدارك(فإذا فات الفوت لايسمع الصوت)
ReplyDeleteفنحن امة نحترم الكبير ونحب الصغير وامرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نكون امة وسط وخير الأمور الوسط ولله ولي التوفيق