من على فراشي ذو اللون الأبيض ، من بلاد غربية بعيدة عن صحراء نجد وسواحل جدة الغربية، بعيدا عن البلد الأمين، بكة التي نحتت صورتها في مخيلتي ولا تبارحني ليلا أو نهارا ، بعيدا عن مثوى رسول الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، عن مدينتي التي تأوي إليها الرحمة كل ليلة بعد أن تجوب الأرض، المدينة المنورة التي هي عشقي وآمل أن تكون مثواي عندما يحين وقتي، أكتب لكم كلماتي والتي تشع بآمال تفوق السحاب التي أراها أمامي فوق الجبال السويسرية، بعيدا عن الصخب والثورات العربية والآهات المحلية، والمناضلات الشعبية، وآمال الشعوب العربية، صمت يحوم حولي يخنق العبرات في صوتي وأنا أتحدث مع طبيبي وفي نفسي أطلب من الله أن يديم الصحة والعافية على كل إنسان، وأن يرسل لي طبيب يشرح لي ضيق صدري الذي أصبح ملازما لي كلما فتحت التلفاز حيث أبحث بين كل القنوات عن أخبار صحية لحالة أمتنا العربية، التي باتت صامتة جامدة لا تقدر حتى على التوحد لنصرة الثورات والحد من الفساد وإراقة الدماء في القارة الأكثر اضطرابا في العالم ، وفي المقابل تتسابق الدول الغربية لنصرة الشعوب المقهورة، ويتسابق الممثلون الدوليون على مسارح التراجيدية الشكسبيرية والفرانكفونية على زيارة هذه البلاد التي أصبحت ورقة لعب جديدة دولية تذهب مع الرياح الإقليمية والعالمية تارة ذات اليمين وتارة ذات الشمال لتصبح في مهب الرياح التي لم تعد موسمية بل أصبحت دائمة الإقامة في شتاء الدول العربية التي يندى لها الجبين من استحياء في أوراق التاريخ التي ستكتب يوما عن خذلان الشعوب العربية للأخذ بيد إخوانها وأخواتها المقهورين ، واستنجادهم كالعادة بالغربيين.
فما الجديد بالأمر، كلما وقعت الدول العربية في مأزق لا تستنجد إلا بالدول الغربية ، وكأننا بكل ثرواتنا المحلية في هذه البقعة الجغرافية الأسيوية لا نسمن ولا نغني من جوع ولا حتى في اتخاذ موقف عربي موحد للمساعدات الإنسانية، فنحن نهرع عندما تحل عاصفة في كاليفورنيا ، أو جوع في الصومال أو فيضان في باكستان، ونلتزم بيوتنا عندما تقع الطامة الكبرى في بلادنا العربية، ونحتمي تحت خيامنا من شدة حرارة شمس الحرية ونحتمي بظلال القهر والعبودية التي باتت تنام معنا حتى في سمرنا وسهراتنا الليلية، التي أصبحت للفجرية، نتناول فيها القهوة والشيشة والمآسي العربية، كوجبات دسمة، ولكنها للأسف لا تسبب لنا عسر الهضم الكافي لكي نستخلص لها من أعشابنا المحلية دواء حتى نشفي منها نفوسنا التي أصبحت ساكنة كصحراء قاحلة لا نجد فيها إلا الأعشاب السامة ولا يمشي عليها إلا العقارب والآفات الحتمية التي انتشرت في أجسامنا لتميت فينا آمال أجيال قادمة تتعلق برقابنا لتنتشلها من براثن الحضارات الغربية واليابانية التي أصبح فيها السوشي والهامبرجر من أكلاتنا اليومية، والتقنية والأسلحة المدمرة هي أهدافنا الإستراتيجية، وفي خضم هذه الحروب على الاستيلاء على الحصص الكبيرة من سلطات القهر الشعبية، نسينا أرواحنا وأجيال مضت من ثقافاتنا الإسلامية والعربية التي كانت أسطورة من أساطير القصص الأثرية ، التي ذهبت من غير عودة، وأصبحت تراثا نتداوله فقط حتى يثار موضوع القبلية، ولكي تنسى في المقابلات التلفزيونية العالمية التي أصبحت تستضيف العرب كمقيمين دائمين على شاشاتها وكل يوم نصبح على تغيير جذري في نمط تصريحاتهم التلفزيونية والصحفية التي باتت تشترى وتباع على حسب آخر الأسعار في الأسواق المحلية، فبات رؤساء الصحف والقنوات العربية أو من ينوبهم في أقطار الدنيا هم المستفيدين في كل البرامج التلفزيونية ، فاليوم هذه الجريدة وغدا تلك، وكل حسب سعره يتكلم، فمن كان بالأمس عدوا أصبح اليوم صديقا حميما مستميتا لنصرة هذه الدولة أو تلك على حسب الدفعة اليومية، من احتياجاتهم الجشعة التي تزداد كل يوم، وتكتب بكل الألوان القزحية.
والكل ينادي على عملته المحلية ومن يرأس مجلس إدارته في هذه الفترة الزمنية، فأصبحنا في سوق لا تمت للعرف المهني الصحافي بصلة، ولا للرسالة الإعلامية التي مهنتها الشفافية والمصداقية، ولكنني رغم كل هذه الحروب العشوائية لدي أمل بل آمال في الأجيال والشعوب العربية التي أصبحت رمزا للنضال وحتى لو كان المخاض عسيرا، ستنجب أطفال الربيع القادم لمنطقتنا ، ومن ثم ستعم العالم بأسره، لأن الظلم لا يدوم ، والقهر لا يدوم ، ويوجد رب العدالة الأزلية الذي هو بالمرصاد لكل جبار عنيد، لا يريدوا النظر ولا السمع، بل اختاروا سفك الدماء وإهدار الإنسانية أمام أعين العالم ، ولا من مجيب ولا مستجيب، وكما العادة الاستجابة ستكون من الخارج، ولن تكون كالعادة من الداخل. أفول شمس الأنظمة العربية السابقة أمام أعيننا ، وساركوزي يتراقص ويبتسم أمام الكاميرات الهوليودية التي رسمته كالبطل المغوار الذي هرع لنصرة الإنسانية وهو يبطن أهوائه الاستعمارية ونظرته العنصرية، أولم نعي للآن ما فعله السنة المنصرمة من استحداث أنظمة منع الحريات المذهبية في فرنسا، أم نسينا كالعادة وأصبح مرض الزهايمر من ضمن أمراضنا المحلية التي أصبحت لا تعد ولا تحصى في قائمة أمراض الفساد المستعصية في جسم الأمة العربية والعالمية.
طفلة صغيرة أربيها بين أضلاعي وأنا أصارع أوجاعي القلبية والروحانية التي طغت على أوجاعي العضوية ، سميتها "أمل" الشعوب والأجيال القادمة في قارتنا الأسيوية.
همسة الأسبوع
لحظة دعاء من قرائي في وقت استجابة العصرية من يوم الجمعة الحبيب على قلبي والذي أؤثره على بقية أيامي الأسبوعية، بشفائي وشفاء كل مريض لأرجع بقوة إلى مضمار ساحة العدالة والمساواة الإنسانية، ودعائي بأن يحظى كل مريض على ما أحظى به من مساعدة إلهية لأنني أعرف أنني محظوظة لأنني قادرة على دفع فاتورتي الطبية.
*كاتبة سعودية
من كتب ينصــــر قضية عـادله لا مايخيب=احسبي ياكم حروفٍ من حروفك لي عزاء
ReplyDeleteواعلمي اني ماتركتك لين ربي يستجيب=دعوةً من قلب صادق يكتب الله لك شفاء
لاتخـافي تـحزني لاتستهمـــي بـالنصيب=يكتب الله لـك شفاء والمـرض بــعده دواء
رب اشـــعــــث اغبـــر الحـــــــال وكئيــب=يــرفع ايدينه لربــه ومــايــرد لـــه دعـــاء
وارجي الله العظيم ان كان بك جرحٍ يطيب=وان همومك بحــر يجعلها هباء في هباء
وامـل انـك تـرجعــين بعــافيتكي ولايـغيب=حـرف بسمة فـي ميادين الكتابة والنقاء
ان تهمك كلمتي فأنتي من الجيل العجيب=جيـل يحمـــل هـم امـه مـايدور لـه ثنـاء
يحفظ الله لك عيالك ويرزقك بالطيب طيب=ويحفظك ربـي بحفظ حفظ مـابـعده بـلاء
الله يردك سالمه ياسمو الاميره
اسئل الله ان يشفيكي وان يرحمكي
كما رحمتي الفقراء وكتبتي عنهم
طهورة يا اميرة
ReplyDeleteربي يردك سالمة متعافية للوطن
العالم العربي والاسلامي في مرحلة ربيع
لا عليك التغيير لابد ان يكون له عقبات وها نحن نعيشها
^_^
عبداللطيف
akaljoher@hotmail.com
أسـأل الله أن يشفيـك ويشفي مرضى المُسلمين :) طهوراً إن شاء الله ...
ReplyDeleteيلومنا الـ(بعض) أحياناً بـ تدخل النايتو في ليبيا ، ويتجاهلون عجزهم عن ولو ذكر الظـلم الذي عشناه .. ولكنك أصبتِ قلب الحقيقة :) أتحدث عن بلادي ليبيا ، ويحز في نفسي كثيراً الصمت المـُخيف لبعض الدول العربية التي لها في قلبي معزة خاصة ..
اسأل الله لكِ الشفاء ، والعودة لـ بلدك سالمة في أقرب وقت ..
Barghathi@facebook.com
والله دائما يلهج لساني بالدعاء لكي .. اعو الله ان تعودي الى الوطن بصحه وعافيه ..انتي انسانه رائعه .. تقبلي تحياتي ودعواتي الصادقه لسموكي الكريم..ام عبدالله الحصان
ReplyDelete