يطل علينا هذا العام منبأ بشتاء قارص وقوانين لا تحتمل المناقشة أوالتأجيل من إقامات وترحيل، فالكثير من رؤساء العرب سيتم ترحيلهم وفي المقابل القليل سيتم تأكيد إقامتهم مقابل تنازلات عديدة ومهينة، ما نشاهده على الساحة العربية في هذه الأوقات هي أزمات ذات دلالات مستقبلية لما ستئول إليه سياستها الخارجية والداخلية، كما ستئول إليه المنطقة بأسرها لحجب يشمل القيادة ويعلمنا السياقة لأكبر شاحنة وقطار وطيارة، أهي القيادة لمجرد القيادة، أم نحن سنلتزم وبوضوح ما آلت إليه السياسات المجاورة من قمع وحروب وتهور وهروب، ترحيل بالجملة للقادة العرب الذين كانوا يفكرون أن لا محالة من هز عروشهم المتهالكة لأنهم كانوا يعتقدون ان البلاد الغربية وإسرائيل لن تسمح بتغيير جذري في المنطقة لأنهم هم الرابحون في ثبات تلك الأنظمة التي وجدت لهم مقاعد وثيرة في الجلوس لعقود ونسيت أنه يوجد رب يغير الأحوال، وإله يمهل ولا يهمل ، تعلقوا بالدولار واليورو ونسوا العملة المحلية من دينار وعملة إسلامية وعربية ، تنقلوا بأساطيل من الطيارات والخيام واكتنزوا الثروات الطائلة ، وامتدوا في طغيانهم حتى أصبحت واضحة للعيان من غير استحياء ولا غموض ، فبالأمس كنا نراهم لاعبين من تحت الطاولات وفي الآونة الأخيرة أصبحوا ذووي المجاهرة واللعب الثقيل أمام الشعوب ، ولم يعودوا يأبهوا بعيون الفقراء التي سلبت حقوقها وكانت ترى بوحشية كيفية تبديد الأموال وصرفها على القبيلة والبطانة التي تليها.
فالنتيجة الحتمية التي كانت جلية لكل من درس التاريخ ودوراته كالكرة الأرضية في رحلتها الفصولية ما بين صيف ساخن وخريف لهذه الأنظمة يليها شتاء بارد لهذه الشخصيات التي اعتبرت أنه من المسلمات ألا يقف بوجهها أحد، ولن يجرؤ على نقدها إلا الواحد الصمد، ولم يتيقنوا أن ما من أحد قادر على الهروب من العدالة الإلهة التي تبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين. وأن الربيع قادم ليسبق فجر الحرية في فل ربيع ليس فقط للأمم العربية بل الدولية، فما نمر به الآن ما هو إلا صيف ساخن يليه الفصول الأخرى القاسية قبل بلوغ الشعوب فل ربيع الحرية والديمقراطية .
فقد قرأت عبر مدونتي الالكترونية مثال لتوقعاتي الثورية والتي من الممكن أن تكون وهمية، ولكني وجدتها فعلية كرسالة من الكاتب سيد أمين الشاعر الصحفي العربي المصري كما جاء في توقيع رسالته وقد أعجبني هذا العنوان لهذا الرجل المقدام ، فقد سبق كلمة عربي على مصري لأننا هذه الحقيقة المجردة التي فرقتنا وفرقت الأمة ، الهويات الحدودية والثغرات المذهبية والقبلية، وهو منسق الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك في مجموعة نصر ، بما انه يوجد عالم وباحث أمريكي متخصص بعلم حديث ومعروف باسم علم المستقبل، وأسس في عام 1980 معهد بحوث في رصد التوجهات المستقبلية العامة وليس له أية رواسب فلكية ولا قراءة فنجان قهوة تركية بل يستند على بحوث علمية، فقد تنبأ بسقوط الاتحاد السوفيتي بينما كنا نحن مشغولون بملء السجون المحلية.
يقول جيرالد سيلانتي وبكلام مباشر ستقع ثورة في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 2012 و2014 وستكون انتفاضة ضد البطالة والجوع والضرائب وهذا ما كنت أتحدث عنه مع بعض المثقفين في الآونة الأخيرة، بأن العالم لن يسير من الآن على وتيرة ما كان عليه، وأن الشعوب في العالم ستثور ضد القهر والظلم الواقع عليها، كما كانت في عهد الرومان من مرض الضرائب التي تقصم الظهروالإيمان، وستطال أيضا الكاوبوي حتى تصل إلى امبراطوريات الشمس والغروب والقمر والنجوم، وسيتم تكوين نظام عالمي جديد، يقوده أجيال من الشباب المقدام الذين سيحاربون الفساد وما قدمت أيدي الأجيال السابقة من دمار للإنسانية في شتى أشكالها ، من تردٍ في الأحوال المعيشية وفقدان المصداقية وانهيار البنية التحتية للأخلاقيات والإنسانية وانتشار الفتن والحروب المالية والنفسية وما يسمى بالحروب الالكترونية، وما سنراه في الأعوام القادمة تدمير كلي للأنظمة الفاسدة، من شرق الأرض لغربها مرورا بالجنوب وشمال الكرة الأرضية ، حتى بلوغ عنان السماء في فجر الإنسانية ، سترحل الأنظمة القمعية وستعطي إقامات دائمة لمن يريد انتصار الحرية والإنسانية والعدالة الإلهية.
همسة الأسبوع
ليست همسة .. بل شكر وامتنان للكاتب سيد علي الصحفي بجريدة الأهرام المصرية الذي اهتم بمدونتي المتواضعة ووصفي بوصف أنني امرأة بمليون رجل لا أجد عنده إلا سؤالي الذي يحيرني: أين صحافتي المحلية ؟
*كاتبة سعودية
المرأة التي تنصر الشريعة أفضل من الرجل الليبرالي الذي يحارب الشريعة
ReplyDelete