Wednesday, 7 July 2010

إغتصاب زهور برية



سيدتي نت / لا لزواج القاصرات

على مر العصور كانت المرأة سببا لكل المتناقضات في حياة الرجل، وشماعة يضع عليها أسباب نجاحه أو إحباطه وفقا لأهوائه، وفي كل المجتمعات الدولية نرى ونسمع عن قصص خيالية عن تجارة البشر وخاصة التجارة في الإناث، بمن لا تزيد أعمارهن عن 13 – 15 عاما بأقصى حد، لتصنع في المجتمعات الدولية معاناة صامتة وسكوت دولي لمافيا دعارة الأطفال، فقد رأينا بأم أعيننا الفضائح العالمية لسياسيين ومشاهير ومستشارين حتى أساتذة جامعات متورطين فيما يسمى بدعارة والاتجار بالأطفال، وليس هناك تبرير لهذه البشاعة من انحدار للقيم، ولكن وبكل الأحوال نتفق أن من ليس له وازع ديني أو أخلاقي بمجتمعات قد أباحت حتى الزواج المثلي، فلا عجب أن يتم اغتصاب وانتهاك تحت ستار الليل وبمباركة وحماية رجال السياسة والفكر، ولكن أن تنتهك أعراض بناتنا باسم الإسلام والشرعية.

فهنا يجب أن نتوقف ونسأل: لماذا وكيف ؟ أتحت أنظار مشايخنا وقضاتنا يحلل لذكور بلغوا من العمر عتيا أن ينالوا باسم الدين والفهم المغلوط للسنة النبوية، أن تغتصب بناتنا وتحت ولاية همجية لمفهوم الأبوة ، ويحاك تحت غطاء المثال النبوي لزواج عائشة عليها السلام كمثال يحتذى به لتمرير شذوذ بعض كهولنا وعقوق بعض الآباء عن فهم منهجية رسولنا صلى الله عليه وسلم في قراءتهم المغلوطة عن تملك سيد البشرية ودخوله بأحب زوجاته إليه بعد خديجة الكبرى.

وهنا لا يوجد على الإطلاق اتفاق على موعد دخول محمد بن عبدالله على السيدة عائشة، فمنهم من قال بنى عليها في الثالثة عشرة أو الخامسة عشرة أو الثامنة عشرة وهي الأرجح، وفي كل الأحوال فما كان سيدنا وحبيبنا خير البرية والمبعوث لإتمام مكارم الأخلاق جبارا شقيا، فقد كان يلاعبها مثل الأطفال ويتحمل عنفوان شبابها بالابتسام والملاعبة والجري، أما ما نحن فيه الآن كواقع، فهذه حالات وحشية لذئاب بشرية اتخذت الدين غطاء لتغرس أنيابها وتدمر طفولة لتصبح تجارة في مجتمعنا لترضي شذوذ بعض رجالنا تحت أعين ومسمع وترصد وإرصاد من كتاب الأنكحة.

لا توجد قوانين معينة تقيضهم عن اقتراف جريمة تحليل اغتصاب الطفولة ، فالزواج في الإسلام هو اتفاق بين طرفين بالغين راشدين ومقرون بموافقة ومعرفة الطرفين بالحقوق والواجبات المترتبة على العلاقة، فأين نحن هنا من المعادلة الصحيحة.

عذرا يا أيام الطفولة البريئة، فقد اقترفت وحوش مجتمعنا جريمة إنسانية ، عذرا أيتها الطفلة البريئة ، فقد سلموك لأيدي الذئاب البشرية بأثمان بخسة ، عذرا لمجتمع أصبح لا يصبح ولا يمسي إلا على سيرة الجنس واغتيال البراءة ، فلنرجع إلى قصص نعتز بها لأيام مضت من المشاعر الإنسانية ، والحكايات المروية من جداتنا وأجدادنا عن احترام متبادل بين طفلين عاشقين بريئين ، كان حلمهما أن يسيروا على شطآن ذهبية في أماكن منسية ، وأحلام وردية، متجانسين في العمر والرؤية المستقبلية ، بكل انسياب لبناء مستقبل لأجيال قادمة، تعي وتدبر المعاني السامية لقرآننا وسنة نبينا ، ولا تتخذ الهمجية والجاهلية دستورا لاغتصاب طفولة باسم السنة النبوية، فحاشا أن نقارن نبينا بهذه الحالات التي لا تنتمي إلى دين سماوي ولا قانون أرضي يعنى بالإنسان والإنسانية.

غفوت لحظة بين الأرض والسماء ، فثرت بعد لحظة ومسكت قلمي الأرجواني اللون، لأدافع عن أمومتي عن غضبي ، عن ثورتي، ضد من تجرأ بجرة قلم أن يلغي معنى طفلة وبراءة أنوثة وحلم وردي من كتاب العشق والحلم بقفص ذهبي مفعم بالحب والأحلام ، ليقحمها في عالم سفلي من اغتصاب بشري باسم شريعة ، لا تمت بصلة إلى ديننا الحنيف بل إلى شريعة الغاب، وغياب الضمير عن أمومة وأبوة وجيل عقيم يتاجر بأطفالنا ويرجع بنا إلى زمن الرقيق..

No comments:

Post a Comment