Monday, 29 June 2009

الموت!!

انفلونزا الخنازير ، انفلونزا الطيور ، مصطلحات لأوبئة حديثة متطورة ، لا تفرق عن أجدادها من سلالات للأنفلونزا التي فتكت بالملايين في أوائل هذا القرن ، فلماذا هذا الذعر وهذا الهلع في المملكة ؟ ألم يقل الله تعالى ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ،
ان الموت سيبرز للإنسان ولو احتاط وجلس في بيته؟ اتصلت ببعض الأطباء في المملكة العائدين من الخارج لأسألهم عن الوضع في أوروبا وكم كانت إجاباتهم مخيبة لآمالي ، فقد توقعت أن الغرب يخافون الموت أكثر منا ، لكن جوابهم أنه لا يوجد أية احترازات إضافية في المطارات أو الشوارع أو في المستشفيات، وأنهم يتعاملون مع الوضع بكل بساطة وارتياح وبأنه لا يوجد أي هلع ولا ذعر بينهم على حياتهم ، وهم المعروفون بحبهم الإبقاء على حياتهم بأية طريقة من بحوث علمية واكتشافات طبية ووجود الخدمات بخبرة عالية لنجدة أي إنسان يحيط به الموت، فأين الخلل عندنا ؟ لا يوجد حديث في مجتمعاتنا إلا عن الانفلونزا وكيفية تفادي الموت بها ، وإلغاء الحجوزات والسفر لكي لا يموتون في الخارج ، وكيفية مواجهة المرض في وقت العمرة والحج وأنه يجب على الحكومة أن توقف استقبال الحجاج والمعتمرين ، وماذا أعدت من خطط لمواجهة هذا الوباء علمياً وتقنياً ؟
ألم يسمعوا الحديث النبوي الشريف أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ؟
ألم يسمعوا بالأحاديث النبوية التي تتنبأ بالفتن والأوبئة كغضب من الله ورحمة للمؤمنين؟
هل أصبحنا متشبثين بالدنيا ومتاعها وليس لنا نور نمشي عليه وحب ملاقاة الله تعالى؟
ألا نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ؟ ما هذا الخلل الذي يوجد في حياتنا ؟
فنحن نمهد لحياتنا بالعلوم العصرية وبالتكالب على المال والجاه والمركز، ألا نعلم أننا لا بد لنا من لقاء ربنا عندما تحين ساعتنا ولن نؤخر ساعة من وقت مماتنا وما قدره الله لنا ؟
ألا نعلم أننا لا نملك شيئاً من رزقنا ووقت ساعاتنا ؟
فلماذا الهلع والخوف والذعر إن كنا مؤمنين ؟
لا أقول إننا لا نأخذ بالأسباب والعلم الذي علمنا الله إياه ونستعمله لمواجهة هذا الوباء، بل أقول لا يوجد مبرر للهلع والخوف الذي أصبح في مجتمعاتنا من الموت ، ونحن أهل إيمان وتوحيد.الم يكن السابقون يحتسبون عند الله كل شوكة تصيبهم ، أو وجع ، أو مرض ؟
ويتمنون الموت للقاء الله عز وجل حيث لا هم ولا غم ولا كرب ، بل سلام وطمأنينة أبدية ، أين نحن من هذه الأخلاق المحمدية والإيمان والتضرع والدعاء الذي عهدناه من السلف في القرون السابقة؟
أم ألهتنا حياتنا العصرية عن حب ملاقاة الله واستأنسنا بالدنيا ومتاعها؟
همسة الأسبوع
«كل نفس ذائقة الموت»

No comments:

Post a Comment