كل عام وجميع الامهات بالف الف خير بمناسبة عيد الام
رحمك الله يا أمي و أسكنك فسيح جناته, ولكل ام ضحت و أعطت , فالأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق.
http://basmahbintsaud.com/officalar/?p=8221
"من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ" الجمعة، 19 نوفمبر، 2010
عـــلمتني أمــــــــي
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
كلمة مكونة من ثلاثة أحرف أبجدية, تحوي معاني أبدية, لأعظم رسالة سماوية ثلاثية الأبعاد, هذه هي الكلمة التي هزت العوالم والأكوان وعرش الرحمن, باقترانها بأروع المعاني التي خطها الرحمن في أطهر الكتب السماوية, ومن ثم خصها خير البرية بثلاثية أخرى بالتفضيل في السنة والأحاديث المروية.
أتذكر أمي فتتلألأ الدمعة في عيني , ويذرف القلب دماء , ويضخها عبر أروقة أوردتي وغرف قلبي السرية, فتشتد أحاسيسي وأصبح طفلة صغيرة تحن للمسة العطاء والحنان, لعناق كنت أتمنى ألا ينتهي إلا عند زوال الكون وقيام الساعة الموعودة, عناق واحتواء أبدي لمثال العطاء والرحمة والكلمات العذبة التي تخرج بكل انسياب لتعطيني مشاعر من الأمان وتغطيني بدثار الحب الذي يساوي الدنيا ومن عليها , فهذا هو الاستثناء في حياتي , وفي سيرتي الذاتية.
أمي كيان وأكوان, أجول وأصول في فضائها, بكل حرية وأمان , بكل ثقة بجناحين هي زرعتها وروتها وأنبتتها , حتى صرت مجموعة حمام وصقور ونسور, تطير في سماء الحرية , حمامة سلام , صقر قناص , ونسر مهاجم , هكذا ربتني لكل الأحوال الجوية , فلم تتركني أعاني, لم تتركني أستمد قوتي من الآخر, لم تتركني معتمدة على الملاعق الذهبية, والفرش الوثيرة , من إستبرق وسندس, وجنات عدنية , بل أنشأتني نشأة سوية , وأعطتني قوة إلهية استمدتها من ثقافتها المحمدية , فروت لي في الليالي القمرية السيرة النبوية, سيرة النبي الأمي, وكانت فخورة دائما بأنها أيضا أمية, ولكن ذكية, وتملك الفطرة الإنسانية, بأن المرأة هي مصدر القوة والتحمل, والقيادة الأسرية, فكانت مثالاً لي بأطيافها المتعددة الصفات والألوان بشيم القبائل العربية, من شموخ وقيم اندثرت مع الأزمان, من صدق وعزيمة الرجال, وطهارة أنثوية, لتسطر لي أروع أبيات الشعر من معان خطتها على صفحات تاريخها الذي لن أنساه ما دمت حية. الأم هي قصة كونية , تلعب أوتارها بقيثارة أسطورية وأنغام خالدة, بأصوات ملائكية وإيقاع سيمفونية أبدية لتروي أروع قصص التضحية, والعطاء والرحمة الإلهية, التي خصها الرحمن و استودعها قلب أرق إنسان في الوجود: أمي!
علمتني أمي أن الطهارة هي طهارة الإيمان ونقاء العقل من كل ما يفسد الأذهان من علو واستكبار على الإنسان من كل همزة ولمزة , وإيقاع خطوات الشيطان, من إغواء للإنسان, وبالأخص الأنثى التي لا تزال وستظل إلي الأبد حكاية والشغل الشاغل لكل الرجال, فالأنثى كانت ولا تزال محور كل حوار, حتى حوار الأديان!
علمتني أن أكون أبية, واثقة من نفسي , أسير في طرق الحياة بشجاعة أدبية, إطارها الأخلاق, والتواضع, والدين والتسامح مع كل أطياف وأجناس المخلوقات الإنسية منها والكونية.
علمتني أن أنظر إلى السماء دائما متكلة على الإله الواحد الأحد , ولا أخاف شيئا , إلا ربي, ثم المظلمة لإنسان آخر, فهي من الأشياء المحظورة التي لا مساومة فيها ولا تنازل, ولا تلاعب, ولا حتى الأعذار التي نبتكرها لإرضاء ذواتنا بأننا محقون, ولإشباع طموحاتنا التي تبلغ عنان السماء.
علمتني اللامساومة على المبادئ, وأن أكون أنا وليس غيري , علمتني ألا أكون تابعة بل متبوعة, ولا أضعف أمام أي إنسان إلا خالق البيان والفرقان.
علمتني قصة شجاعة رجل, وأن الرجولة موقف وكلمة , وليست أصلا وفصلا ورصيدا في البنك. علمتني كيف أحب وأعشق , كيف أصلي وأناجي الخالق الواحد الأحد.
علمتني أن الحياة مثل علبة هدية لا نعرف ما فيها إلا عندما نفك شرائطها ونزيل عنها أوراقها ونفتح صندوقها, عندها سنعثر على المفاجأة , ولأكن مستعدا لكل الاحتمالات والمواقف العصيبة, وليكن مبدئي دائما أن الفشل ليس خيارا وأن النجاح هو الخيار الوحيد للسعادة الأبدية, نجاح في اختيار إطارك وطريقك ومبادئك التي ستعيش من خلالها السعادة أو الجحيم.
علمتني أمي أننا نملك خيار موعد ابتداء الحروب, ولكن لا نملك خيار موعد انتهائها, وأن لا نثير مشكلة لن نستطيع حلها.
علمتني أمي أننا نملك خيار موعد ابتداء الحروب, ولكن لا نملك خيار موعد انتهائها, وأن لا نثير مشكلة لن نستطيع حلها.
علمتني الوفاء لمن أحب, والاستماتة لنصرة الحق, ولو كان على حساب مصلحتي, وألا أحد يملك قطع رقبتي إلا الذي خلقها, علمتني دروسا ومواقف في الحياة استمدتها من عظمتها وهيبتها, وصمودها أمام عواصف هوجاء قضت على الأخضر واليابس, ولكن استطاعت أن تبقي المنارة التي تضيء لنا الطريق برغم حلكة الليل وظلامه. أبية وفية , ينابيع وأنهار وبحار ومحيطات الدنيا تُسقى من نبع أمي الذي عنوانه الرحمة, هذه هي أمي , وهكذا علمتني أن أكون مجموعة إنسان, وأنثى, لا تعرف للهزيمة معني, ولا للتفرقة مغزى, ولا للعدالة بديلا , ولا للإنسانية سبيلا إلا العزيمة التي تفرض على الآخرين الاحترام, وأن الحكمة هي المرأة وليست حصرا على العظماء.
أحييك يا أمي , وأحيي كل أم أعطت بدون مقابل وبلا حدود, وقاومت غزوات الدهر والأقدار لتجعل
للتضحية مغزى ومعنى, لن يعرفها إلا ذو حظ عظيم, إن أهدته الدنيا "أم" أعطت للحياة وللحب معنى .
أحبك يا أمي ولن أنساك حتى يأتيني اليقين.
همسة خفية :
باقة ورد بيضاء وسماء زرقاء وابتسامة عذراء وتحية إجلال وانحناءة تحت الأقدام لكل أما أعطت معاني سامية للأجيال بكل صفاء ونقاء هذه هي أمي .
باقة ورد بيضاء وسماء زرقاء وابتسامة عذراء وتحية إجلال وانحناءة تحت الأقدام لكل أما أعطت معاني سامية للأجيال بكل صفاء ونقاء هذه هي أمي .
رحمك الله يا أمي و أسكنك فسيح جناته, ولكل ام ضحت و أعطت , فالأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق.
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر وإلا يعرض نفسه شخصيا واعتباريا للملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment