جريدة الرياض”السفير الألماني وبسمة بنت سعود يزوران منطقة الوشم ويطلعان على المناطق الأثرية”
السفير الألماني وبسمة بنت سعود يزوران منطقة الوشم ويطلعان على المناطق الأثرية
«شقراء» و«أشيقر» و«القصب» و«أثيثية» وجهات جذب سياحية واعدة
الرياض – محمد الحسيني
الاثنين 29 شوال 1435 هـ – 25 اغسطس 2014م – العدد 16863 , صفحة رقم ( 13 )
لاقت زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود وسفير ألمانيا لدى المملكة السيد بوريس روغه والوفد المرافق له لمنطقة الوشم واطلاعهم على تراث أثيثية وتجولهم في القرية التراثية في أشيقر أصداءً واسعة لدى المهتمين بالسياحة والآثار في المنطقة، حيث مثلت تلك الزيارة بالنسبة لهم تأكيداً على ما تحتويه المنطقة من معالم سياحية تجب العناية بها والمحافظة عليها والترويج لها لتصبح وجهة سياحية مميزة.
وقد زار الوفد في بداية جولته مسقط رأس الشاعر العربي الكبير جرير بمدينة “أثيثية” التاريخية ليس فقط لأنها المكان الذي ولد فيه الشاعر الكبير جرير بن عطية الخطفي أحد فحول الشعراء العرب، وإنما أيضاً للاطلاع على ما في البلدة من آثار تؤكد تاريخها القديم، فقد عرفت البلدة قديماً باسم “أثيفية” في عصر الجاهلية وكانت موطناً لبني كليب بن يربوع من تميم.
ثم تجول في قرية أشيقر التراثية ومنتزة المطل، وأبدت إعجابها الشديد بحماس أبناء المنطقة تجاه موروثهم الثقافي والتاريخي، والجهود التي يبذلها رجال الأعمال وغيرهم للحفاظ على هذا التاريخ الأثري.
وقالت: “شدني روعة الربيع وخضرة الصحراء وذلك من خلال مشاهدتي لها في اللوحات التي أهديت لي من أولاد معرف آل جوفان الدكتور فلاح الجوفان والتي توضح روعة بلادنا وامتلاكها لمقومات السياحة الموسمية”.
وأردفت: “هذه المناظر أعجبتني كثيراً وجعلتني أعقد العزم على زيارة المنطقة بإذن الله في موسم الربيع “.
وشملت الزيارة الكثير من الأماكن التاريخية التي تحتضنها “أشيقر”، وتعرف الوفد على معظم المعالم التراثية في “أشيقر” ومن بينها متحف السالم ودار التراث ومتحف الضويان ودار الشنيبر والأحياء القديمة التي تم ترميمها بجهود ذاتية من الأهالي ورجال أعمال أشيقر.
كما استمعوا الى شرح واف من المؤرخ صالح الرزيزاء المهتم جيداً بتراث البلدة القديمة ، والذي روى تاريخها القديم وما تم حديثاً فيها من جهود كبرى لترميم تلك المناطق حتى تظل معلماً للأجيال القادمة ليعرفوا ماضيهم ويتعلموا حب الوطن من خلال ما قام به الجيل الحالي من اهتمام بهذا التراث الجميل.
وتضم “أشيقر” عدداً من المعالم السياحية مثل منتزه الجبل الذي يضم عشرات المظلات البيضاء المصنوعة من الألياف الزجاجية، وتحيط بها أشجار الزينة ، وقد تم تنفيذه بجهود ذاتية من أهالي المنطقة.
كما تضم البلدة متحفاً للأدوات والآلات والأواني القديمة التراثية مثل: (الحصّة) التي كانت تستخدم قديماً لحفظ التمر، إضافة إلى آلات أخرى اندثرت حالياً كانت تستخدم في السابق في وزن الأشياء وطحن البن وغيرها.
وتتولى بلدية أشيقر بقيادة المهندس فايز الشنيف الإشراف وصيانة البلدة التراثية ومنتزه الجبل الذ يمتاز بما يحيطه من أشجار تزينه وتفصل بين الجلسات الخاصة بالعوائل والأخرى المخصصة للعزاب، فضلاً عن المسطحات الخضراء الجذابة.
من جانبه أوضح المحامي د. سامي الدريفيس التميمي أن مبعث الدعوة التي وجهها لضيوفه لزيارة أثيثية ومشاهدة المناطق التاريخية والأثرية جاء من حرصه على زيادة التفاعل مع ما تحتويه المنطقة ومدنها من آثار ومعالم سياحية تحكي تاريخ المملكة.
وقد رأى أن الزيارة يمكنها أن تفتح الباب واسعاً أمام التعريف بتلك المعالم والجهود الذاتية المبذولة من أهالي المنطقة لترميم البلدان التاريخية والبيوت الأثرية.
شقراء .. توأم تاريخي
تقف مدينة شقراء المجاورة في الرسم والاسم تحكي هي الأخرى واقعاً تراثياً يحتفظ بذاكرة الماضي للأجيال الحالية ومن سيأتون بعدهم .
وتضم المدينة عدداً من المعالم التراثية مثل: السور القديم ويرجع تاريخه إلى عام 1232ه وأعيد تشييده في العام 1318ه، قبيل فتح الرياض إستعداداً لمؤازرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، إضافة إلى أبراج المراقبة على الجبال المحيطة بالبلدة والمرقب الشمالي والجنوبي وبرج السائح، إلى جانب السد القديم في شرق البلدة.
كذلك أقيم في وسط شقراء بلدة تاريخية تمثل نمط المدن النجدية التقليدية بمساجدها وأسواقها وبيوتها، وقد أعيد ترميم بعض مرافق البلدة وممراتها ومنازلها ومسجدها القديم بجهود ذاتية من أهالي المدينة، كما تم ترميم سوق المجلس وسوق حليوة ومدرسة شقراء الأولى لتكون كلها مقاصد سياحية للزوار من خارج المنطقة.
كذلك تضم البلدة التاريخية “حي الحسيني”، وهو أحد أحياء شقراء التقليدية الذي يحوي مسجدا ًومسقاة إضافة إلى بيوت الوجهاء، التي كانت تُستخدم لممارسة الأنشطة التجارية وعقد الصفقات على نطاق واسع، مثل بيت الجميح وبيت العيسى، إضافة إلى بيوت أخرى كبيت مفتي الديار النجدية في زمنه العلامة أبو بطين، وكذلك بيت الشيخ العبداللطيف ، وبيت الشاعر الكبير الصبي (مبيلش)، وبيت السبيعي التاريخي “بيت المال”، الذي بُني في عام 1327ه، وتم ترميمه على عدة مراحل ، كما تم ترميم بيت الصايغ الذي سكنه الشيخ صالح بن غصون أيضاً بجهود ذاتية من قبل الأستاذ يوسف المهنا، وتلك البيوت مفتوحة للزوار والمهتمين بالتراث.
ويطالب المهتمون بالتراث بضرورة دعم المنطقة لتصبح فعلياً وجهة سياحية تجتذب الكثيرين لزيارتها، خاصة بعد تواتر الاهتمام الذي تبديه الهيئة العليا للسياحة والآثار بما في المنطقة من تراث يستحق الاهتمام والمحافظة عليه، وتأكيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة على ضرورة المضي في المشاريع السياحية التي تشهدها المنطقة، للاستفادة من بيوتها ومعالمها الأثرية والترويج السياحي لها لتنشيط السياحة المحلية، ووضع كنوز المملكة الأثرية على خريطة الاهتمام العالمي أيضاً.
وكذلك ترميم بيت الشاعر الكبير حميدان الشويعر بمدينة القصب التاريخية وتزيين جدرانه بقصائده في هيئة لوحات جدارية ليستمتع الزائرون بما فيها من حكم وقيم صيغت بعذوبة.
No comments:
Post a Comment