الجمعة 28-2-2014
تزامنا مع حوار الأميرة بسمة على قناة الحوار بالأمس يوم الخميس 27-2-2014و الموضوع المطروح في الحلقة ينشر مقال سموالأميرة بسمة بعنوان :
عهد الملك عبدالله والإصلاح
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
أدرك تماما أن العنوان بحد ذاته سيكون سبب جدل بين كثير من الأطراف محلياً ودولياً وبغض النظر عما يدور في الفضائيات من أقنية تلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي, ظاهرة الدعوة الجماعية والإتفاق على رفع الأيادي بأن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين الذي أفشل خطط المزاج الدولي في وضع المملكة من ضمن دائرة النقطة الحمراء التي امتدت من اليمن إلى دمشق عابرة للقارات , واهتزت على إثرها كثير من الامبراطوريات , وزالت وأزيلت معالم معظم ما قد تم في عهد هذا الزعيم وذاك الرئيس وأصبح الجميع في دائرة الديكتاتورية، ونسيت الشعوب تماماً وبسرعة أي إنجاز تم على يد هذا أو ذاك.
مَنْ يسألني ما هي الانجازات؟
أقول ابحثوا في الأخبار الدولية على مدار ثلاثين سنة ضوئية وميلادية وقمرية ستظهر للشعوب العربية أنها كانت تعيش ربيعاً عربياً وأسقطت وأجهضت كل هذه التضحيات من الشعوب والمحاولات من الرؤساء لتصبح "ثورات خريفية " و"رؤوس حان وقت قطافها.
قلنا في مصر من وقت فاروق حتى وقت الثورة الحالية ما زالت الأمة المصرية عريقة في كل أحوالها السياسية من ملكية إلى عسكرية إلى اشتراكية ثم إلى رأس مالية والآن تعيش كل الفصول الشمسية، فقد كانت أفضل حتى في وقت الانقلابات العسكرية لأن الشعب كان خارج التغطية، ولم تدمر المنازل وتنهب الثروات المحلية وتغتصب المرأة ويقتل الطفل على قارعة الطريق بهذه السهولة كما نراها الآن على جهاز التلفاز كوجبة يومية من تونس إلى مصر وليبيا واليمن، أما لبنان والعراق فقد أصبحت قضايا منسية، وسوريا هي الطبق الجديد الشهي الذي يريد الجميع أن يضعوا بصمتهم في تغيير مذاقه وشكله ليناسب ذوقهم ، فأصبح هذا الطبق مثل طبق " الرز" الكبير وعليه الخروف الذي ذُبح على مقصلة المطبخ العالمي، فالكل جالس في دائرة محكمة أمامه الطبق الكبير، والكل يريد أن يضيف عليه توابله ليستطيع أكله على مزاجه المحلي.
الآن أجزم أن كل من يقرأ هذا المقال يقول: ما وراء العنوان وهذه النشره الإخبارية، وهنا أردت أن أقارن ما يدور في البلاد الأخرى مقارنة مع وطننا الحبيب، فالبرغم من كل المعوقات الجبارة التي يواجهها الملك عبدالله لإعاقة التنمية والمضي بالإصلاحات التي وعد بها منذ بداية عهده، ومساعدته للمرأة باعتلاء مكانتها محليا وعالميا، وضخ المليارات في مشاريع تقنية وتعليمية وصحية واجتماعية، غير أخلاقه الحميدة الدولية، وانفتاحه العصري على كل الأديان السماوية، واتباع الأخلاقيات المحمدية، ومحاولته في دفع عجلة ارتقاء مجلس الوزراء والشورى إلى ما ائتمنهم عليهم، والاجتهادات العملاقة الدولية وإنشاء موقعا للحوار الوطني، وحوار الأديان وغيرها من مشاريع عملاقة لخدمة المجتمع المحلي والعالمي.
في المقابل نرى أن في الواقع الأليم، لأنه يوجد "شبح" يعطل كل هذه الإصلاحات علنياً، وعبر كل الوسائل الإعلامية والمهازل التلفزيونية وقنوات التواصل الاجتماعية.
يتسأل قلمي الحكمة من كل هذه الإصلاحات التي أصبحت أخبارا منسية لدى المواطن الذي بات يكتب ما يندى له الجبين في قنوات التواصل عن الإصلاحات التي في الواقع أصبحت إعاقات، وهنا أتساءل من لديه المصلحة أن يجهض حقبة مهمة من إنجازات دولية للملك عبدالله، الذي أسميته ملك الإنسانية وأسد الجزيرة العربية في يوم من الأيام الماضية الخالية، التي أصبحت ماضيا منسيا بفضل بعض من الذين لديهم مصالح أصبحت علنية في محو ما بدأه الملك عبدالله من سياسة مفتوحة محليا وعالميا، مَنْ هو الذي أجهض كل ما قام به الملك عبدالله من إصلاحات تكتب عليه وليس له كما نسمع الآن في أروقة السياسة العالمية، وفي المجالس المحلية، بأن السعودية هي عبارة عن قوة تحكمها توجهات متطرفة ونسوا كل ما كتبه وسطره الملك عبدالله من معاهدات سلام للمنطقة، ومد يد السلام لإيران ودخل الفاتيكان، وأعطى الأمان للأعداء لكي يبني حوارا بناءً عوضاً عن الاقتتال وسفك الدماء.
مًنْ يريد أن يسحب عن الملك عبدالله اسم الإنسانية وأسد الجزيرة العربية، من هو وراء الحالة التي نراها الآن من فقر وبطالة ومشاكل إسكان وضعف الحالة الاجتماعية، عندما خاطب الملك عبدالله شعبه عندما تولى الحكم قال انصحوني ، وهنا أتساءل عن النصح ومصادره؟
رحلة إصلاح وملك شجاع لابد أن نمد له اليوم يدا لتتخطى كل المعوقات، لتستعيد دورها لإصلاح الأحوال وأن لا نترك السبحة قابلة أكثر للانفراط ,ونمسكها مع مليكنا لتستعيد موقعها المناسب الذي من أجلها بدأت رحلة الإصلاح، ولنشكر الله ونتذكرعهد خادم الحرمين بخير، لذا أدعو الله ثم مليكي أن يتبنى دراسة قانون جديد وهو "مسار القانون الرابع" لكي يتوج هذا العهد ويصبح عهداً لا يستطيع أحدا أن يزيله بجرة قلم أو إعلام مغرض. عهد الملك عبدالله الذي أدعو الله أن يتَوّجه بأكبر مشروع إصلاح عالمي وهو ضخ دماء مسار القانون الرابع في الجسد السعودي ليصبح شابا من جديد قادرا على أن يحارب كل الأمراض المستعصية، جسداً صحيحاً اسمه :
" عهد الملك عبدالله الإصلاحي"
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
BasmahPrincess @
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment