بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
سؤال طرح نفسه وبقوة في مؤتمر الدوحة الاقتصادي العالمي، وفي مؤتمر مركز ميونخ للدراسات الأمنية حيث كنت حاضرة جسديا وعقليا وقلبيا، وكانت حاستي السادسة تعمل على مدار الساعة لاستشعار الأخطار المحدقة بمنطقتنا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
ولسوء الحظ فقد سمعت ما توقعت، ارتجاج في المخ، شلل في الأعصاب ، ورؤية مصابة بالماء الزرقاء، وأزيد هنا الحمراء، لتكن ذات طابع يدل على الحالة الطارئة للأمة العربية ككل.
مؤشرات ودلالات لصراع عميق وجدي بين أبناء المنطقة، بدل الاتحاد المطلوب الآن من الجميع، صيغة سباق خيل وجمال، طبع خيمة ذات وتد واحد بدلا من أربعة أقطاب للتوازن والتعادل، لبناء بيت المستقبل، جدل عقيم : من المسؤول ومن المتسبب، وما هو المطلوب؟، تجاذب الأقطاب وانجذابها لهذه المنطقة ولتلك البقعة، هو ما نراه بوضوح في هذه المؤامرة، كلمة استهلكت كثيرا حتى أصبحت مصطلحا عربيا لا أعجمي بكل معايير المعادلة الرياضية التي تبدأ بواحد وتنتهي بأربعة.
أخط لكم هذه المرة كلمات بعضها مبهم، وجملا أخرى واضحة، لأني أعبر عما في داخلي من حالة غريبة، من عدم التوازن، لأني أرى بعيني وأذني وكل حواسي "كارثة قادمة"، وفي نفس الوقت نغني الميجانا السورية، ونرقص العرضة الخليجية، على صوت قرع طبول الحروب المسماة بالثورات العربية.
ولكني للأسف لا أرى ولا أسمع إلا سيمفونية شاذة، ذات لحن ديني وطابع ألبس ثوب الإسلام، أو صور بأنه هو المسؤول عن هذه المنعطفات الحادة في تاريخ شعوب المنطقة.
ولم نرى ما هو وراء الخطوط الجغرافية بأن الطاقة هي المصدر الأساسي للهزات الأرضية ، التي تشهدها المنطقة وليست كما يشاع الديموقراطية والإنسانية ، فقد زرت الزعتري ومناطق لجوء الإنسان في لبنان، ورأيت بأم عيني المأساة الإنسانية التي عاني منها كل من هرب ولجأ إلى البلاد المجاورة لا مساعدات إنسانية، ولا أخلاقية ولا حتى إسلامية، بل أوضاع مزرية لما وصلت له الإنسانية باسم الديموقراطية ، لا وجود للأمم المتحدة إلا بالاسم والعنوان ، هو كوبون بمبلغ25 دولار للعائلة الواحدة شهريا ، وربطة خبز يوميا للعائلة المكونة من 7 أشخاص لـ600 عائلة من أصل 1600 عائلة في قرية واحدة صغيرة على الحدود اللبنانية السورية من دولة قطر الشقيقة، وفي المخيم إدارة سيئة للأوضاع الإنسانية، وحالة مزرية للأمراض المستعصية، وصرخات نساء وأطفال، لا تلقى عند العالم أذان صاغية، لأنهم هم الأداة والوسيلة، للأجندات العالمية، وهي الاستيلاء وتدمير الهوية العربية، بغض النظر على أنها سورية "بشار" و"مباركية "مصر، و" قذافية" ليبيا، أما اليمن فحدث ولا حرج، ذهب عبدالله صالح وبقيت أصوات، تنادي بالحرية، وأصبحت الآن كما كانت الأنظمة السابقة، مفتاح وأصوات للتغيير في المناطق المجاورة، ومطالبة بالتدخل العسكري، لأنها مبرمجة ، تكرر ذات الكلمات واللغة التي تمثلها: وهي القوات التي تريد التدخل العسكري في سورية لكي تفتح الباب على التدخلات الأخرى في المنطقة العربية.
مأساة عربية بكل المقاييس، وستكون عالمية بحاستي السداسية، وهذا أمر لم يحسبوا له حساب ولا قضية، "كتبت هذا المقال في الطائرة واليوم اقرأ المأساة في الصحف والتلفزة البريطانية و العالمية عن مذابح لندن، المأساة التي حدثتني عنها حاستي السداسية".
فالمسألة الأمنية هي أشد خطرا من كل القضايا الموجودة على الساحة، لأن الجهل يعم المنطقة العربية والإفريقية، وعدم وضح الرؤية في أوروبا وأمريكا يحجب عنهم رؤية القادم من أخطار أمنية ستغير المحيطات من مناطقنا ، وتحط في مناطقهم كما بدأنا نرى من جديد.
تفجيرات في لندن وأمريكا، وضحايا مثل ما نراه في الثورات، ولكن هناك تسمى بالإرهاب، وهنا أعطيناها صفة الثورات.
آن للعالم أن يبدأ بوضع خطط تعنى بحالة الطوارئ التي يمر بها العالم من عدم تناسق بين الفعل والفاعل والمفعول به، القضية أيها السادة القراء أكبر بكثير، من مشكلة ديموقراطية وإعطاء الحقوق الإنسانية، المشكلة هي البنية التحتية الأساسية، مفقودة لدى شعوب مناطقنا، والبنية العقلية المنطقية فقدت في البلاد الغربية.
فأصبح العالم يلعب به المشعوذون، الذين يضربون بالعصا السحرية ، فيحولون الأديان إلى لغة إرهاب وتكفير، ويحولون الإنسان إلى كائن غريب لا يعرف الأخ والصديق من العدو والمعتدي، ويصنعون من الأرض اسمنت بدلا من تراب وبساتين، ويلغون مبادئ أخلاقيات كانت تسمى بالضمير، وأصبحوا حتى مفسرون ومترجمون لأحلام اليقظة التي باتت سمة أبناء منطقتنا العربية، وأحلام كانت مستبعدة للآخرين حولوها إلى واقع أليم.
مشعوذون أخذوا لأنفسهم أشكالا محتمة، واحتلوا المناصب المبرمجة لأجل الحصول على المطلوب، والوصول إلى الأهداف المرجوة منذ زمان بعيد.
أكتب هذه السطور وأنا ما بين السماء والأرض في رحلة طيرا ، أقطع بها من الخليج الذي حبي وولائي له، ومن منطقتنا العربية التي تسافر معي في كل مكان، إلى جزر الأنجلو ساكسون، وما بعدها، سأسافر إلى الصين وما حولها ومن ثم سأقطع محيطات، لأحط في بلاد العم سام الذي ترك لنا إرث ثقيل من الواجبات المنزلية والدراسية، التي يجب أن نعترف بأنها أصبحت ملزمة للنجاح في الامتحانات العالمية، هذه هي النتيجة التي خرجت بها من هذه الرحلة التاريخية بالنسبة لإنسانة تريد كتابة القانون الرابع لعالم الخيمة ذات الوتد الواحد، والهرم الذي رأسه مدبب، وبساتين بابل المعلقة.
نتيجة زيارتي هذه ورؤيتي هذه هي وجوب الإسراع في كتابة القانون والدستور الرابع ، لأن الجهل بكل أنواعه قد عم العالم بأسره.
همسة الأسبوع
همزة لإنسانة قابلتها في محطتي الأخيرة، حيث اكتشفت للأسف أن الجائزة التي حصلت عليها لم تكن أبدا للسلام، ولكن لبدء الحروب من أجل الطاقات والثروة، والفوضى وليس من أجل الثورة والإنسانية ، ولكن الثروة الشخصية والوعود بكنوز سليمان عليه السلام، أدت بها لهاوية ساحقة لن تنفعها عندما يلقى بها في وادي التاريخ، ومقابلة إله ليس بظلام للعبيد يرى ولا يٌرى.
عتب الأسبوع
عتبي على كل من ينادي بحقوق الإنسان ، ويتاجر بدمائه .
عتبي على كل من أدى للجوء الإنسان وأصبح غريبا حتى في عقر داره .
عتبي على كل من يتاجر بالإسلام والأديان، ولم يعد يرى الديّان.
*كاتبة سعودية
والله الكنوز هباء منثور وبدر وبندر مؤمنيين بركن (الإحسان)والحاصل بالمتاتجره في الاسلام هذه(شركات الاتصالات برسم خمست ريالات رنانه جميع الايأت والاحاديث ووووووووووووووووو..,,,,,,,,,,,
ReplyDelete