بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
مطر وعواصف، ثلوج، ضبابية، أتحسس طريقي في ليل مظلم من خلال رحلتي الشتوية التي امتدت من غير تخطيط أو رسم خرائط، أوأجندات سياسية. صوت هتان المطر على زجاج شباك سيارتي تثير بي شكوكي ويقيني بأن الله الواحد الأحد لم يضعني على هذا الطريق إلا لسبب، وأن هذا السبب هو استحداث قانون رابع من قبل امرأة لم يكن لها إلا تربية أولادها والسهر على راحة نفسها، والاستماتة لرفع الظلم عن جيرانها، وخاصة الطبقة من أهلها التي كانت قريبة أكثر من حبل الوريد عندما كنت المطيعة للقوانين الأسرية والاجتماعية بالسمع والطاعة للكبير، والحمد والشكرعلى ما تبقى من العطاء، حتى لو كان على حساب احترام الذات، وتقرير المصير.
أطالع خارج نافذة القطار الآن، واتذكر، وأرجع بالذكريات كمحطات في حياتي، وأعرف عن يقين، أن اليقين أني مهما امتد العمر، وكثرت التحديات والآحاد والأصفار في الميادين، ففي الآخير لا يبقى بعد العاصفة إلا السكون، وسكوت أبدي، صحراؤنا خالية، وربع، وخطيرة، لأنها أخذت قساوة القلب وجفاف الحمد، وعدم الارتواء من الهتان حتى لو كانت آبارنا ممتلئة، فنحن كالصحراء القاحلة مهما دخلت فيها الملايين لابد من مزيد، وأقول دائما أن الطبيعة الجغرافية تلعب دورا هاما في الفساد والأخلاقيات، وطبيعة المجتمع الذي كان، وما زال، وسيصبح أقسى من صخر عاد وثمود، وصخور سيدنا يعقوب وجبل الطور، وآثار بترا، وأعمدة بعلبك، وأحجار القدس التي سالت من أجلها دماء وأموال العرب إلى ما لانهاية، وستظل تسيل إلى حين ظهور المسيح، ومحمد المنتظر، ليخلص هذه المخلوقات ويجردها من المصير المحتوم الذي يحاول الكل أن يهرب منه، وهو يوم النهاية وبداية الطريق الذي لا ينتهي وهو الخلود.
أسماء ظهرت على الساحة الآن في مواقع حساسة وجبارة، وأسماء ستزول، وأعرف أسرارها كلها، وأرقامها، وأشعارها ونثرها وخططها، ولكن هل أستطيع يا ترى كشف الغطاء والسير إلى الأمام، وعدم الالتفات إلى الوراء من غير الإحساس بالذنب، هل سيطلقون علي النار الآن جهرا وليس كابتزاز من وراء اختراق حساب، الجميع ساكتون، خائفون، يترقبون، ما هو الآتي، ما هو الذي سأتكلم به عن ما هو بين السطور وآت، أهي مؤامرة يحيكونها لكي يزيلوني عن الساحة تماما، لكي لا أتكلم عن الحرية، والمساواة، والأمن، والثقافة، لكي لا تنتبه الشعوب أن حقوقها بسيطة، ودستورها أبسط، لا يجب أن تنفق عليه المليارات لكي يطبق، ويكتب، ويستطيع أن يكون ساريا، من غير شحادة سلطاوية، وأوامر تعطى إن كنتم طائعين، ولا يعرفون أن الولاء الأكبر هو لله وليس لإنسان، كثرت الأصوات، والضجيج أصبح أعلى واختلطت الأصوات، أهي مدبرة، أم مجرد تقنية ، للتنفيس عن ما في الصدور، وما يجول وراء أبواب القصور، وإعماء البصائر، بقيادة المرأة وعباءتها، وأسرار وفضائح الأسرة المالكة، وأطياف المذهبية باسم الله الذي تبرأ من هذه الأفعال التي قد تكتب باسمه تعالى، وحاشا أن يكون قد أمر في قرآنه بما هو حاصل على الساحة.
كل يتهم بالسرقة، ولكن أين العقاب؟، الجميع يطالب باسقاط النظام، ولكن أين البدائل؟، الكل يريد الكرسي، ولكن أين المبادئ التي سترسم وتحكي قصة شعوب أرسل الله بينها أفضل الرسل وخاتمها، شعوب ضائعة تريد استرداد حقوقها عبر عواصف ترابية قاسية، جافة ، كقلوبنا، من غير أن نرى ما حولنا وما سيسببه من دمار، أرقام أم حروف هي عواصفنا، أم طرق موضوعة وصفوف مرصوصة، وأسقف مرفوعة، وكل شيء مدبر ومعلن، ولكن هل من بصير؟، الجميع يتساءل من هو الذي سيأتي مع الضوء من غير دماء ومن غير وضع يد، أو دعم من الخارج، ما هو البديل عن عاصفة صحراء آتية لا محالة، ولكن ألم يحن وقت حفر مساكن تحت رمال الصحراء، ومد أنابيب جوفية لنستطيع الشرب والعيش لحين انتهاء العاصفة الترابية التي وإن انتهت، سنرجع إلى صحراء خالية إلا من تراب ورياح عاتية، يقولون لي ” السكوت من ذهب” وعقيق و دولارات، وأقول لهم لقمة نظيفة أشاركها مع من يحتاجها في حديقة ولو كانت مترا بطولها وعرضها وطولها، أجمل وأطهر وأنقى من آبار محفوفة ومنحوتة بعرق جبين المساكين والضعفاء الذين أصبحوا يشحذون كل يوم جهرا على تويتر وغيرها من الصفحات، ألم تكتفي مص الدماء العربية، أيها جنود الاستعمار الوطني، خجل واستحياء ينتابني كلما فتحت التويتر، كيف لي أن أهنأ بلقمتي وأنا لا أستطيع مساعدة شعبي ووطني وأهلي، وأفكر بالملايين الذين لا يملكون ولو ما هو حق لهم ليعيشوا بمهنة إنسان، عاصفة الصحراء القادمة لن تكون عن قيادة السيارة، وقفازي المرأة، ولا عن التحرش الجنسي ، ولا عن عدم المساواة بين المذاهب والمناطق الجغرافية، بل ستأتي لتنقذ الإنسانية بالقانون الرابع الذي لن يكون له رادع إلا رب البرية.
لن ينجحوا في إيقافي مهما بلغ سقف التحديات لإكمال رسالتي، ولو اغتالوني، فلن يغتالوا أفكاري التي زرعتها ، وأحرفي ، وقلمي ، وحلمي، وأهم من كل هذا أطفالي، الذين هم أملي بأن يكملوا رسالتي، وأجيال قد سمعت ندائي وقرأت قانوني الذي استمديته من قرآني.
همسة الأسبوع
رحلة اللاعودة بدأت، فالقلم إن بدأ يسطر جملة فلن يقف إلا عند انتهائها.
عتبي…
لن أعود إلى نداءاتي، لن أعود إلى حناني، لن أعود إلى فيض من الحب وأنهار من الحنان إلى من أساءوا إلي، بل سأبدأ رحلة جديدة مع من يشاركوني القضية الرئيسية، وهي عودة الحقوق الإنسانية للكرة الأرضية، وبدايتها من البقعة الجغرافية التي بدأ معها إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل بناء الكعبة التي يتجه إليها كل يوم 3 مليار مسلم حول العالم.
عتبي هذا الأسبوع على كل من عاتبني على رحلتي الإنسانية، عن مدافعتي عن حقوق شعب وطني والأوطان العربية.
عتبي على كل من قال لي لما هاجرت وذهبت مع الطيور المهاجرة إلى الدول الغربية التي استقبلتني بالورود والأزهار البرية، حين ألقيت علي الأحجار في بلادي.
عتبي على كل من أباح رجمي بالحجارة، وأنا بريئة من قميص عثمان
عتبي على من يعرفني شخصيا ويعرف أهدافي ووطنيتي وولائي لمليكي وشعب وطني، وساكت عن الحقيقة كشيطان أخرس، بل بالعكس رفع راية الصلب على مذبح النفاق وترك الحقيقة ، ولكن الحق وهو الحق سيظهر الحقيقة.
ندائي.. لكل مسؤول عن نتائج سيول تبوك ومن قبلها سيول جدة وسائر مناطق المملكة اتقوا الله لأنه لكم بالمرصاد لأنه يمهل ولا يهمل.
ندائي
إلى أصحاب ومسؤولي شركة الاتصالات المتكاملة أين سيذهب المساهمون ليطالبوا بأموالهم التي استثمروها مثلما استثمرت الأموال في سوق الأسهم وتحت أعين المسؤولين؟
أقول وسأقول الآن وإلى حين لن يحميكم إلا الرب الرحيم ثم القانون الرابع الذي سيأتي لإحلال النظام والقوانين والمساواة للجميع من غير استثناء وهذا هو الحل الوحيد، وهو حل بسيط في أيدي الجميع.
*كاتبة سعودية
الله يعطيك العافيه ويكثر من أمثالك
ReplyDeleteموضوع اكثر من رائع ، وفعلاً حان وقت القانون الرابع ، وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه وجزاكِ خير الجزاء .. مشاعل آل سعود @Msha3elB_Alsaud
ReplyDelete