Monday, 25 June 2012

تاريخ . وقمم . وشعوب



رجل لكل زمان ومكان ، هذا ما كان، رحل رجل كان صمام الأمان، نادر في هذا الزمان، يحمل وزر وعبء مملكة مترامية الأطراف، لثلاثة عقود من الزمان، ثم ذهب في رحلة النسيان.

لـُـقِب برجل الأمن والأمان، من بعد الله، ورحل من هذه الدنيا بقلب ناصع البياض، لا يتخلله أجندات ، بل خالٍ من معطيات هذا الزمان، الذي بات يعج ويضج برجال، أو أقول عليهم مخلوقات لا تمت للرجولة بعنوان.

قيل عنه الكثير : حامي الديار، سيف الأبرار، مرهب العدو، الأمن والأمان، شديد الحنكة، وفي المقابل نعتوه بمسميات أخطأت العنوان والكيان، فقالوا عنه أنه: حامي السُنة، ، عدو الأقليات، مشتت الفلول، وكثير من الألقاب أخطات الفهم والعنوان.

فقد كان قبل كل شيء الإنسان، الذي تناسوه في غياهب جذبه في كل الاتجاهات. أضاعوا الجوهر وتلاعبوا بالمظهر، وضعوا أقنعة عليه عندما أرادوا الاختباء وراء مسارات من غير استحياء، ومشى بصمت من غير ضجيج، وأمر بما كان ، خطط استراتيجية لضمان أمن التراب والمواطن، وإن كره الآخرون الطرق التي اتبعها، مادام كانت في صالحهم في الأخير، مثل الأب والأم اللذان يفرضا فرمانات لا يفهمها الأبناء إلا عند بلوغهم،وأخذهم مكانهم، فعندها فقط يفهمون لغة الفرامانات التي كانت تفرض عليهم، وكانوا يحسبونها ظلما وعدم تفهم ، والانفراد في الرأي، ولكن القلة منهم أدركوا أنها لصالحهم، ولا تمت لهم شخصيا بصلة، إلا مصلحة الأبوين أن يروا أولادهم يتمتعون بالاستقلالية والأمن والأمان وعدم التبعية إلا لرب العزة والجلال .

جريدة يومية عنونت صورة كبيرة لولي العهد الجديد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز( وطن يتجدد) وأنا أقول : بل "وطن يسير ويتقدم"، لأنهم كلهم أبناء عبدالعزيز وطن واحد، ووجودهم كان ولا يزال وسيستمر وإن اختلف الحدث أو الشخصية أو الهدف، فالوطن لطالما احتضن كل أشبال عبدالعزيز وأحفادهم كحماة لهذا التراب، مهما تبدلت الأدوار، وذهب رجل ، ولكن ستبقى دائما بصمة أبناء عبدالعزيز وأحفادهم مهما تبدل الفهم والعنوان.

مات إنسان فعزوا فيه البلاد والأبناء، وبعد يوم باركوا لولي العهد الجديد، وتمضي الأيام بمسميات و"وطن جديد يتجدد"، ولا تبقى سوى الذكريات.

سنة الله في خلقه ومعجزته الإلهية: وهي "النسيان" ، ننسى وبسرعة البرق الإنجازات والعطاء، ونمضي بالمدح والكذب والنفاق، وننمي الأحزاب، وهذا تابع لهذا، وهذا كان لذاك.

ويأخذ الحزب الجديد القيادة، ومن معه يسيرون وكأن الحكم أصبح لهم ، والعهد الجديد كما يسمونه بداية لأسماء كانت بالأمس مهمشة، أو على الأقل ليست بنفس القوة والسلطة والقيمة.

نايف "الإنسان"، سيبقى مهما طال الزمان أو قصر، فالرجل كان طويل القامة، قوي الفعل، وناصع السريرة، أما "رجل الأمن والأمان" فسيظل موضع حيرة وجدل وتساؤلات عديدة، واختلافات  في وجهات النظر، وهذا ليس بخطيئة.

ها هي قمة العشرين تنعقد من قريب وبعيد، ولكن هذه المرة يوجد لها خصم عتيد، وأتمنى بديل، فقد أسسوا في أوروبا قمة الشعوب والأمم، وهي مؤسسة لتكوين حركة شعبية، أهدافها واضحة وجلية، وهي الرأي والرأي الآخر للقضية، فلماذا لا نجتهد ونبني قمة في بلادنا الحبيبة، مدنية ، تزيل العبء عن الحكومة، وتضم شتى الطوائف والمذاهب والأجناس المقيمة، لتوحيد مطالب دستورية تحتوي الجميع وتهتم بالحقوق الإنسانية، وتكون ورقة تشريعية لضمان حقوق المواطنة والعشيرة والذين أقاموا في هذه البلاد منذ مدة طويلة وشاركوا في بناء هذا الوطن، كما الحال في بلاد قمم العشرين الذين أصبحوا بفضل الله ثم المقيمين من أشد وأقوى قوات العالم تأثيرا وانتماء لمواطنيها، بعضكم سيقول : ما هو القاسم المشترك بين رحيل الأمير نايف عن الساحة ، وتولي ولي عهد جديد بهذه القضية؟

وهنا أقول : كلنا أخطأ العنوان والاتهامات العفوية واللاعفوية، وحملنا هؤلاء الرجال في القمة ما لا يجب أن يتحملوه من مسؤولية، والتي يجب أن تكون مشاركة وطنية، لذا يجب أن نتحد في وضع الحلول الأمنية وفاء لذكرى رجل أمسك أمن البلاد وأرسى قواعد أساسية لمن بعده، وأن نقول كما قال نايف: "كلنا وطن.. وكلنا مسؤول"، كلنا جنود نحمي التراب الوطني من الأعداء الخارجية، وولي عهد البلاد الجديد يحتاج لكل مساعدة من مجتمعنا المدني لإرساء قواعد أساسية، ووزير الداخلية محتاج لكل السواعد للمصالحة الوطنية، والتقدم والازدهار، في اتخاذه القرار من خلال إرث ورثه عن نايف الجبل الشامخ الذي كان بحد ذاته قمة، كما كان قبله الرجال من أسرة آل سعود.

 فقمة العشرين ترينا وبوضوح أننا محظوظون ونتمتع بالرخاء والأمان، وهذا لم يكن بسهولة وانسياب، وهو نتيجة تعب وسهر صقور الجزيرة العربية، وعلى رأسهم نايف وأشباله، وفي المقدمة عبدالله ملك الإنسانية.

 وقمة العشرون وقمة الأمم والشعوب ما هي إلا مثال لما يجب علينا أن نطبق.  ونرى ونتعلم ونستشف منها ما آلت إليه الشعوب المتحضرة التي كانت وما زالت لا نعني لها شيئا إلا آبار نفط ومناجم ذهب وثروات، وطرق لوضع وإزالة أجندات لكل ما يسمى بالديمقراطية التي زرعت في عقولنا.

 وما قمة الشعوب إلا ترجمة بأنهم محاربون من أممهم وشعوبهم لأن رجالهم يجتمعون في القمم، ولا يأبهون بالقيم التي من أجلها حاربت شعوبهم لأجيال باسم الديمقراطية.

 فقد أخطأنا العنوان  في كثير من الأمور، وأولها أننا في كل شيء ننسى أن الإنسان لا يدوم ولا تبقى إلا سيرته وعمله وما يسطرون، وعدم رفاهية الشعوب الأوربية والغربية وحالتهم الاقتصادية ما هي إلا ترجمة فعلية لما يسمونه عندهم بالديمقراطية.

فإن نسينا نايف كما الذين من قبله، واختلفنا في الآراء حوله، يجب ألا ننسى أن الذي بعده سيجتاز نفس الطريق والاختبار، ولن يبقى في الساحة والذاكرة إلا الإنسان.

فالقمم دائما وخاصة في هذا الزمان، يجب أن تذكرنا بحالة بلدنا.

فلننظر حولنا ، رسالة واضحة للجميع، أن كل إنسان ذاهب لا محالة، ولكن في الأخير يجب أن نتعلم من الدروس التي تواجهنا كقادة وشعب بأننا جسم واحد، فهذا الجسم مملوء بالأمراض،التي أتمنى ألا تكون مستعصية،  فالدواء موجود لمن يريد الشفاء.

همسة الأسبوع

ودعنا نايف الإنسان ، واستقبلنا سلمان الحكيم، واستودع نايف أمن البلاد في يد الله، ثم يد أحمد الهادئ المجتهد، الذي تعلم في مدرسة نايف، وكان تلميذه والرفيق، فلنسأل الله تعالى لهم التوفيق في هذه المهمة الكبيرة والخطيرة للحفاظ على هذا التراث العريق، ولا ننسى في خضم التبريكات والمجاملات شبل نايف" الأمير محمد"، الذي ضحى بالغالي والنفيس للحفاظ على أمن حدودنا من كل عدو حتى من أرتدى بدلة الصديق.

عتاب الأسبوع

عتبي على كل هجوم في وقت عصيب، عتبي على كل من أخطأ العنوان في تسمية الغائب الشهيد، عتبي على كل من يرى قمما تعقد ، وأمما تسقط، ولا يعتبر ، ولا يقدر من هم ساهرون على أمننا في عهد نايف وعبدالله الإنسان الرقيق.

عتبي على الذين لا يقدرون العطاءات ويستغلون المناصب الجديدة لبلوغ أهداف دنيوية من غير تفهم عميق، أن الدنيا زائلة ولن يبقى إلا خالقها ، وهذا وعد أكيد.

*كاتبة سعودية




twitter@TherealBASMAALS

Monday, 18 June 2012

مقابلة الأميرة بسمة على قناة BBCالعربي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الى قرائي الأعزاء:
لمشاهدة المقابلة كاملة لصاحبة السموالملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود على قناة BBC العربي ببرنامج العالم هذا المساء يرجى  فتح الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=46Syh1M9GUc&feature=youtu.be

وشكراً لكم

أعتذار

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الى قرائي الأعزاء:
أعتذر عن نشر المقال في الوقت المحدد على أن يتم نشره  في وقت لاحق .
وشكراً

Sunday, 17 June 2012

لقاءعلى قناة BBCالعربي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الى قرائي الأعزاء :
 يرجى متابعة أخبار )BBCالعربي( على راس الساعة وحديث صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بنت عبد العزيز آل سعود عن رحيل ولي العهد صاحب السمو  الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود.


وكما يرجى متابعة  لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بنت عبدالعزيز آل سعود  على قناة )BBCالعربي( في برنامج العالم هذا المساء.
يوم الأحد الموافق 16-6-2012
الساعة 12:00 مساء بتوقيت لندن   


Saturday, 16 June 2012

نايف العرب

نايف العرب
صوت العقل من بين الضجيج
أعزي الشعب السعودي والأمة العربية والأمن العالمي ، في وفاة لن أقول سموسيدي،بل أبي الحنون نايف بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، تبكي القلوب قبل العيون لفقدانك،ولكن لن نقول إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون".
أبي الحنون، وأب كل من عرف نايف الإنسان ، نايف الأمن والأمان، صفة التصقت من غير استحياء ولا مجاملة بك، أيها الإنسان ، عطاءك وصفاتك أعطيتها من تحت الستار ولم تظهر كما الآخرين للعيان، اعطيت كثيرا وأخذت قليلا، فالكل احتار ووصفك بصفات وأسماء وألقاب، بعضها أضاع الطريق والعنوان ، ولكنك ارتفعت وسميت بكلمة "إنسان" . أرثيك يا نايف ، يا صاحب اليد الخفية التي كانت تعطي الخير تحت ستار الليل في دهاليز لم يجرؤ أن يتسلل إليها غيرك، لا بالفعل ولا بالقول .
لن أقول ذهبت الإنسانية، والأمن والأمان بذهابك إلى رب العزة والجلال ، لأنه هو الحامي، وهذا ليس بسؤال.
خلفت من وراءك أشبالا وربيتهم على نفس الخلق والأخلاق، فاسمك باقٍ في أفعالهم مادام اختلاف الليل والنهار.
فملك الإنسانية خسر يدا قوية ، وساعده الذي كتب وخط وآزر، ولكن البركة تبقى في الآخرين، الذين ندعو الله ان يكونوا على حجم المسؤولية التي خلفتها، يا نايف الأمن والأمان.
وفي آخر عزائي للشعب السعودي والأمة العربية سوى أن أقول لا تنسوا من بين كل الألقاب اختلافاتكم أن تدعوا بالرحمة لـ "نايف" الإنسان.
ابنتك التي لن تنساك
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

الى جنان الخلد


بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً َادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
صدق الله العظيم
ببالغ الأسى والحزن أنعي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم السبت الواقع في 26/7/1433هـ خارج المملكة ، وسيصلى عليه - إن شاء الله - بعد صلاة المغرب من يوم الأحد الواقع في  27/7/1433هـ ، في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وبذلك أعزي مليكنا و الأسرة المالكة والشعب السعودي في الفقيد.
سائلة المولى عز ّ وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته. وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه. (إنّا لله وإنّا إليه راجعون).
انتظروا كلمة عزائي في صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود
صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود

Friday, 15 June 2012

تعقيب و توضيح


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعه مباركة على الجميع

إلى كل الأخوان والأخوات من قرائي الأعزاء على الفيس بوك وفي المنتديات.. تزايدت التساؤلات في الآونة الأخيرة عن كتاباتي وأهدافي في مملكتنا الحبيبة، لذا وجب التوضيح ، فكل من لديه أي تصريح أو تساؤلات يريد بها من خلال سطور أن يغير أو يترجم كلماتي وسطوري إلى تساؤلات لا ترقى إلى أهدافي النبيلة التي ما زلت أحافظ عليها منذ بداية كتاباتي،  فالهدف واضح لمن يريد القراءة،  وهو توصيل رسائل من غير حسابات،  ولا أجندات تخدم مصلحة هذا أو ذاك، فعندما أوجه رسائلي وعتابي لطرفين متباعدين في الأهداف،  فذلك هو الوسطية في التعامل مع مشاكلنا الاجتماعية والحكومية، ومن بيده مفاتيح القرار، فمنذ بداياتي وانا اسلط الأضواء وأكتب بطريقة جلية، لا تأخذ في الاعتبار إلا مصلحة المواطن والأمة العربية، وفي الآخر هذه وجهة نظري الشخصية من غير انتقائية ولا انتمائية إلا لتراب وطني.
فالهدف الواضح -على الأقل لدي أنا شخصيا - هو أن نصبح مجتمعا متفاعلا ، يأخذ المسؤولية بجدية ، ولا يلقيها دائما كما العادة على الجهات الحكومية ، فنحن كأفراد مسؤولون أولا عن أنفسنا وأعمالنا ، قبل أن نسأل من الآخرين أن يغيروا أوضاعنا، فالحركة الاجتماعية والتواصل والاعتراف بالحق هو فضيلة ورسالة إسلامية، ولكن يمكن أن تستغل ممن يريد تشويه صورتنا العالمية والمحلية، وذلك لكلا الطرفين، وهذا أعني به ما يسمون على الساحة بالليبراليين أوالمتطرفين، من كلتا الجهتين.
ويسألوني عن الحل، وأقول هذا ليس بيدي، ولكنني دائما أطرح الحلول ، ولكنها تهمش بين السطور، لذا أطلب من قرائي الأوفياء وحتى ممن لا يشاركني الرأي بأن يكونوا جزءا من الحل الاجتماعي حول آراء وسطية لتكون قوة اجتماعية  قادرة على تحويل مسار أمتنا للطريق الصحيح والإصلاح والتنفيذ بدلا من التنادي وتبادل الاتهامات،  فلنتحد ، على الأقل في الأهداف والتصورات، من كل الأطياف والمذاهب من غير تفريق ، وادعو الله في هذه الجمعه المباركة وهذا الشهر المبارك أن نكون واعين للتحديات التي تواجهنا، والأجندات التي ترسم لنا، لتفريق وتشتيت أمتنا التي بناها ووحدها المؤسس "عبدالعزيز"، لنكمل الرسالة، ونكون في الصحيح والواقع "خير أمة أخرجت للناس" ، (وليس خير أمة فتنت الناس)!.
وأريد ان أشرح للجميع أن ما يدور خلف الكواليس في القرارات التي تأتي من رأس الهرم والمسؤولين عن بلادنا الحبيبة، لا يمكن في كل الأحوال تفسيرها وتأويلها للمواطن ، لأنها من دور ومسؤولية اتخذتها الحكومة على عاتقها، وليس كل ما يدور يمكن أن يعرف أو يقال، وبالتاكيد أن مليكنا الحبيب يأخذ دائما في الاعتبار مصلحة المجتمع والمواطن من غير شرح طويل ، لأن السياسات الكبرى معقدة، وصعبة للشرح في محتواها للمواطنين، فلنثق ونقف يدا واحدة مع حكومتنا التي تحاول بصبر وتانٍ بأن تجعل هذا البلد آمنا، وهذا هو المطلب الأول في أي بلد تريد الاستمرار والنهوض، وما نراه على الساحة هو خير دليل، عن الذي فقدوه في البلاد  العربية والشقيقة، فالأمن والأمان لا يستبدل ، وهو في المقام الأول مفتاح الاستقرار الاقتصادي والتنمية، والحلول التي التي حتما ستأتي واثقة بعد مرور العاصفة، ولكن هذا لا يعني أن الحلول ستؤجل وتغيب عن الساحة، لأن مليكنا وولي عهده يراقبون كالصقور حدودنا ومستقبل شعبنا في الاستقرار ، وهذا هو المهمة الأولى ، والآن وحدتنا وثقتنا بقيادتنا، وأن نكون ورائهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحـمـهــــــم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحـمى" ..
لذا وجب على الجميع الحذر ، وقراءة الأحداث ببصيرة،  فإن من يدافعون عن حدودنا هم الذين يرون ويسمعون ويفهمون، فيجب أن نكون يدا واحدة وراء حكومتنا ، ولكن هذا ليس كطرح سطحي وعذر لعدم وضع الحلول لمشاكل الوطن، فالكل يجب أن يمشي متساويا وبخطوط واضحة، وليس بيدي ككاتبة إلا أن أكون ضوء مشع في سماء بلدنا الحبيب، أحيّ كل جنودنا الذين من وراء الستار يدافعون عن أمن واستقرار بلادنا الحبيبة ، وهذا ما أعنيه بقمة الهرم إلى أسفله، فالكل متساوٍ في الأدوار، ولكن ليس كل ما يعرف يقال.
وللجميع الفهم والتدبر في دعائي وصلاتي حتى نخرج من عنق الزجاجة في خير وسلام وتغيير وإصلاح جذري وجديد. وهذا ندائي ودعائي للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Monday, 11 June 2012

من يكتب المصير وينفذ العناوين


كما العادة من بعد رحلة قصيرة المدى وطويلة المعنى، يزيد إدراكي للمعاني، والقراءة لما بين السطور، ومن بين العناوين، وتقرير المصير، فقد كنت في ملتقى دولي في تركيا الأسبوع الذي مضى، ويا للصدفة ( أم لم تكن صدفة)، أن تكون كل المؤتمرات لتقرير مصير المنطقة بأسرها، في الفندق المجاور والذي اجتمعت فيه كل المحاور لرسم الخطوط والحدود، وما بين السطور، ومصافحة الأيدي والتحامها، بينما يموت الإنسان على قارعة الطريق.
دماء الأمة العربية تنزف من الوريد، والسكين تقطع الشريان الذي يضخ السلام والإسلام للقلب المريض.
ها هي الدول الكبرى تجتمع لتقرير المصير، ونحن لا نقرأ حتى العناوين، ونتغنى، ويكون إلهامنا من الأغاني الغربية، مثلما أعلنت "منال الشريف" تأثرها بأغنية "الوحدة" لفرقة الباك ستريت بويز، بدلا عن أغاني فيروز وأم كلثوم، وما محاه التاريخ من هوية عربية، ووضع بدلا عنها، أسماء جديدة لا تعبر عن أي هوية عربية.
وعلى كل حال ما يوجد على الساحة من فنانين لا يمتون إلى الفنون بصلة، ولا الطرب العريق، والكلمات الملهمة، والشعوب العريقة، التي كانت تستمد عنفوانها من شعراء العرب، ذهبوا من غير رجعة، ووضع بدلا عنهم شعراء يقولون ما  لا يفعلون، ويملأون الساحة بكلمات لا تناسب لا الحقبة، ولا ما يحدث في المنطقة من حرق ودمار وتشريد، فلابد لأجيالنا وللأجيال القادمة من أن نلتفت إلى ما يوجد في الساحة، وهو غريق يستنجد في عالم يعطي بالمئات فنانين وكلمات تعبر عن حريات ومشاعر ، كل يحلم بها في عالمنا المظلم، الذي لا يتكلم إلا بمصطلحات مذهبية وعرقية، ويخط تاريخا أسودا قاتما ، لا ينم إلا عن جهل تام لما يدور من خلف الأسوار والمنجنيق، ولمن لا يعرف ما هو المنجنيق، آلة كانت تستعمل في عصور مضت كآلة حرب بدلا عن الصواريخ.
لماذا خلف الصواريخ؟ لأن الصواريخ ممكن أن تكون لغة، أو اتجاه عميق لكل ما يفرق الأمة ويمحو خارطة الطريق، لنضل،  ومن بعدها لن نرى أين نحن ذاهبون؟ إلى مشنقة التاريخ، أم إلى الانضمام إلى بلاد الإغريق؟ لنصبح كتلة من غير بريق ولا شعاع ولا اسم، ولا هوية تدل على ما كانت عليه أجيال مضت في بناء تراث مبني على الجمال، والعطاء، والوحدة، وإن اختلفنا في لفظ الواو والقاف وبقية حروف الأبجدية، التي صارت في مهب الريح، واستبدلت برموز وفك خطوط لا تسمن ولا تؤمن من جوع، ولا تقي من لهيب الشمس، ولا الحريق، الذي يمتد في جسم الأمة العربية والإسلامية، فلن يبقى شيء إلا الرماد الذي سيبعثر في أجندات وضعت هنا وهناك ولن يبقى حتى الاسم العريق لأمة محمد، ولا للغة الضاد التي وحدت بقع من الأرض وأزالوها حتى من خارطة ما كان يسمى بالأمة العربية.
عتبي، وكل العتب، على أختي منال الشريف التي باتت أيقونة يتبعها كثير من الشبان والشابات في بلدنا الحبيب، ويعتبرونها فارسة شجاعة تخترق كل الحواجز وترجع سالمة إلى أرض الحرمين، محروسة ممن؟ هذا ما لا أفهمه من هذه التركيبة العجيبة، في قصة هذه الإنسانة الجريئة الشجاعة! التي استمدت قوتها من أغنية غربية لا تمت لجهادنا بشيء،  إلا علامة استفهام، بأن الغرب يقدم لنا الحلول، وحتى الإلهام فقد عنصر الإسلام والهوية العربية.
فبدلا من أن تتعمق وتقرأ قرآنها الذي أعطى المرأة كل شيء وتحاج مجتمعها بلغة ربها، الذي اعطانا في قرآننا ما لم يعطه لأحد من قبلنا، وتستشهد بآيات وبالسنة النبوية، في محاكاة الغرب لتظهر له أن لنا دين حكيم ورسول عظيم، أعطى كل ما تطلبه هي من حقوق، ولكن العلة ليست من مجتمعنا ولا ديننا، ولا حكومتنا، بل هي من أجندات وضعت لتحويل مسار الأمة، وتغيير الهوية وانصهارها بالعولمة، حتى لا نصبح، ولا نظهر إلا بمسمى الإرهابيين، ومسميات تظهر كل يوم على الساحة، من شبيحة وليبراليين وناشطين وغيرها، وقد حفظها حتى اوباما، ويعرفها أكثر ما يعرفها قادتنا في الأمة العربية والإسلامية،  قضيتنا كلها واحدة فمنال الشريف وغيرها وحتى من يعاديها ولا يوافقها في آرائها، كل أضاع الطريق والقضية الرئيسية: وهي إعطاء الحقوق من غير هدر لقيم الأمم والشعوب، فليس من الذكاء ولا الحكمة أن تهد أمة حتى نبني على أنقاضها حكم آخر يعطي حقوقا، فالمهم الآن أن نصلح ونرمم المفاهيم، ولا نستنجد بالآخر، ونصلح ما في أنفسنا ونرجع للأصول، فأمم بلا أصول وتاريخ عريق وأمجاد وبطولات، سينشأ منها جيل ضعيف النفس، حتى ولو استعمل لغة القوة والرشاشات.
ما نحتاجه وبقوة هو التحام الصفوف، ونبذ التفرقة، والدعاء على غيرنا من الشعوب بالإبادة والإزالة، ولنبدأ بترميم بيتنا الذي يتفتت من الداخل من كثرة الصراعات على الكراسي، والأسامي، والأرصدة البنكية.
جيل يبدأ حياته برؤية ضبابية، لما يجب عليه أن يكون أسلوب الإصلاح، والتغيير، فلابد من مراجعة كتب التاريخ  قبل أن نبدأ تاريخ جديد، لأن التاريخ كله قصص تدور وتدور، ويعيد نفسه بصيغة وأسماء جديدة، ولكن في نفس السياق والخطط الاستعمارية التي ما بتنا نعيشها بكل أطيافها وأشكالها عبر العصور.
لنرجع وبهدوء ونتحاور ما يجمعنا ويعطينا حقوقنا على طاولة مستديرة كل متساوٍ في الواجبات والحقوق، ونخلع رداء الرياء، والنفاق ، ونرفع راية الشفافية ، حتى لو كانت مظلمة حالكة، فالبداية دائما تبدأ عند الاعتراف بالحق، وهو فضيلة، هذا ما علمنا عليه ديننا الحنيف، ونبينا الذي بعث ليتمم الأخلاق وليس الدين.
فلنُعلم ونعلم أن الله هو كاتب المصير وليس أجندات ما هي إلا وسائل تضل الأعمى وتضيء الطريق للبصير، حتى يتبين الحق من الغي، أما العناوين فهي كل يوم تتغير حسب أرصدة المال والفجورعلى قارعة الطريق، فاليوم ما هو عنوان مثير، سيصبح غدا عنوانا ومثالا لكل جبار عنيد، لا يعي أن الجميع مسؤول عن رغبته ومايكتبه كتابه، وقضاته ويأمر حتى ولو من بعيد، أنه سيحاسب عليه ، عند الذي الكل تناسوه، وأغفلوه، لأن قلوبهم أصبحت غلفا، ولم يعودوا يسمعون ولا يرون إلا جبال تكدست من أموال نهبت من عرق شعوب ما يسمون الآن بشعوب وثورات الربيع، وجيل لا يستشهد إلا بكلمات وأغانٍ لا تمت للألوهية بشيء وترك أكبر المعاني وهي معنى وجودنا على هذه الأرض وزوالنا بطرفة عين وكأننا لم نكن هنا، إلا كاسم سينمحي وينسى حتى لو كان فرعون أو نبي ، ولن يبقى في الآخر إلا معنى واحد ، هو العنوان الأخير، أن الدنيا كلها فانية، إلا من مقرر المصير وخالق هذه الدنيا ، ومن جعل لها قصة سنراها عندما يصبح نظرنا من حديد.

همسة الأسبوع
ما لنا أيتها الأمة أضعنا كل شيء في صراعنا المميت، على من يعتلي القمة، ونحن كلنا في واد سحيق. فالعمى ليس عمى العيون، إنما عمى القلوب، وهذا ما هو واقع وسائر على الجميع.
وعتاب الأسبوع...
وعتبي على مشايخنا الذين لم يحتضنوا أجيالا ضائعة ، وباتوا يشعلون الفتن في قارعة الطريق، من إصدار فتاوى تكفير وقتل وتعذيب، لكل من خالفهم في الرأي، حتى لو كان كافر عتيد، فالكلمة الطيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء، وهذا هو الحل الوحيد.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS

اعتذار


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

الى قرائي الكرام و الأعزاء:
اعتذر عن نشر المقال في الوقت المحدد على ان ينشر في وقت لاحق .
 
وشكرا لكم

Monday, 4 June 2012

كنتم.....


فعلٌ ماضٍ، ولا أحد يقدر أن يجادل بهذا، مهما تعالت الأصوات، ومهما حاول البعض تفسير لغة القرآن وقواعده التي لم ولن تختلف، بالرغم من الحث الدؤوب لتحديث معانيه بما يخدم مصالح هذا أو ذاك، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه المنزل:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" .
فعلٌ ماضٍ، ومضى عليه آلاف السنين، ومن المعنى نستشف أننا كنا المختارين، والمفضلين في كل العالمين، ونستشف أيضا أننا أصبحنا فعلٌ ماضٍ، ولا جدوى من المحاولة، أن نكون قادة أو ساسة، لأننا مع الأسف ، تابعين، وليس بمتبوعين .
مشاكل "متلتلة" هنا وهناك، محلية، وإقليمية، وعالمية، ولكن في الأول والأخير محورية، تدور كلها حول منطقتنا الجغرافية، وأزماتنا الأخلاقية، والانتخابية، والمصداقية، والعدوانية، والأهم من كل هذا، لهجتنا الأحادية في استعمال كلمات العنف والتهديد، بدلا عن السلم والسلام كما علمنا سيد الأنام، فالكل يهدد إما بالتسليح، وإما بالهدم والتشريد، وفي الآخر إن كنت صادقا شهيدا، على ما يجري في ساحة المعركة، يدخلون عليك بمائة تهمة، إما عنصرية أو مذهبية، أو سياسية، والأخطر من هذا كله معارضة وطنية، وكل هذا إن كتبت أو قلت الحقيقة من غير خوف ولا نفاق أو محسوبية.
مشاكل "متلتلة" هنا وهناك ، منها المحلية، التي تصرخ وتستنجد بالمليك، ولكن أصوات الإعلام المريب يخنق العبارة، قبل أن تصل إلى المكان المراد به الاستجابة.
أفلام اليوتيوب هي أكبر برهان على ما يعاني منه الشباب والكبار على السواء، وأكثرها في جدة العريقة التي باتت تختنق من كثرة الضغط عليها، والقبول المجبر لكل ما يؤمر من المسؤولين عليها. من غير اعتبار وتفكر، إنه لابد من يوم للتنادي، يوم الفصل والمثول أمام الذي لا يبالي بين أمير وقاضٍ.
غير الصدمة من الشكاوي في امدادات الوقود ونحن نغذي كل المعمورة، والسبب المضحك والمبكي هو "مسح السبورة "، بسبب مشكلات قطاع النقل، أهذه مهزلة أم مسرحية في الجنادرية؟
أما الكاميرات التي تراقب سير العمل في مشروع مطار الملك عبدالعزيز، فإنني أتساءل من يراقب الكاميرات واللبيب بالإشارة يفهم.
أما 500 مليار كدخل النفط في النصف الأول من السنة فإنني وبجدية أسأل وزير المالية، ماذا سيكون مصيرها في هذه الأحوال العصيبة التي تمر بها المنطقة بأسرها، في الجيوب كما العادة، أما سيهديك الله لأنسب الأمور وتفاجئنا بحلول لبطالة واستنجاد الشباب والشيوخ بمليك القلوب عبر رسالة ثانية عن حقوقهم المهدرة من قبل الوزارات والمسؤولين الذين يظنون أن الرياح القادمة لن تنال منهم وهم محصنون من العواصف المدمرة التي أطاحت بأكبر الأسماء وأكثرها عتيا، وإن الله لهم بالمرصاد وإن الأمور أصبحت مستكملة النصاب.
أما اعتماد وزير الشؤون البلدية ترسية مشروع توريد وتنفيذ ألعاب نارية مع مؤسسة خاصة بمبلغ مليونين وثمانمائة ألف ريال، وفك الزينة بمبلغ مليون وستمائة، فهذه مهزلة وعدم حساسية لوضع شبابنا العاطل حتى يحتفل ويرى الألعاب النارية، ويستهلك في ساعات ، وهذا المبلغ ممكن أن يوفر كثير من الوظائف التي حتما ستساعد بعض العاطلين إن استخدمت في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها من غير استثنائية .
غير أمين الشرقية الذي كان من الفصاحة العربية التي أهلته أن يتكلم مع الصحفيين وكانهم عبيد لديه، مع أن الرق قد ألغي منذ عهود، بأن الاختناقات المرورية إنما هي في رؤوس الإعلاميين وانه "سوبر مان" الشرقية ، حيث ينتقل بثلاث دقائق ، وهذا أكيد لأن لديه سيارات وونانات تخيف حتى ساهر واي رقيب.
واختم مقالي " كنتم" في حال البلاد الشقيقة التي باتت ألعوبة في أيدي من لا يريد الحقيقة، والذي طبق بالفعل كلمة " كنتم" ، لأننا في الواقع ليس نحن أو سنصبح في أحسن حال ما دام التفرق والنضال، لبعثرة الأمة، وتغيير الجغرافية، حتى المحلية ، وكل هذا من أجل ماذا؟ ، من أجل دراهم معدودة أم خطط منشودة ، فالحال لا يسر لا في الداخل ، ولا كيفية إدارة الأمطار القادمة، والعواصف في البلدان المجاورة، فإنني أصلي ليلا نهارا أن لا نكون "كنتم"، ونصبح في خبر كان، بل سنصبح ونكون من خير ما سيبقى على الساحة بفضل الله ثم الأمن والأمان الذي لا يشترى بالمال وجهود هذه الأسرة الكريمة ومن يرأس الأجهزة الأمنية للمحافظة على توفر أهم عنصر في البلاد وهو  محاربة الأرهاب ووالمحافظة على أمن البلاد من الخطابات المذهبية والقبلية والأجندات الاستيطانية والتفرقة في المصار والبلاد العربية التي هدفها الرئيسي التفرقة الوطنية والعربية.
همسة الأسبوع
صلاتي ودعائي الدائم بأن تنقشع الظلمة عن عيون من لهم الهمة والمفهومية، حتى لا تصبح الأمور خارج التغطية المحلية.

ملاحظة للجميع..
عن صحيفة معاريف الإسرائيلية : أنه حسب تقرير لإدارة الثروة السنوية لشركة "بوسطن كونسلتنغ" الأمريكية ، أن إسرائيل احتلت المرتبة الثامنة بعد الولايات المتحدة ، والإمارات وقطر والكويت من حيث عدد المليونيرات بسبب الانجازات الصناعية والتكنولوجية وتجارة الألماس... 
عقبالنا.. أن نرفه مواطنينا بالعمل وليس بالخدع، وشباببنا بالعلم وليس بالجهل، وهنا لا أقصد العلم في المدارس بل العلم على ضم أيادينا متحدة لمواجهة هذا العالم الذي يتحد للاستيلاء على أموالنا وثرواتنا الإنسانية.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS