شدتني هذا الأسبوع أخبار شتى، عن أحوال المملكة الداخلية والخارجية، فكانت الصدمات متتالية،وغزيرة، ومتوالية، ولم أقدر أن أحصرها، لأهميتها البالغة في إرسال رسائل متعاقبة عن أحوالنا الجوية الماطرة، لذا اخترت عنوان "المؤلفون " لأنني وبصدق، اعترف أن لدينا كفاءات في التأليف تفوقت على كتاب هوليود وبوليوود، ولا ينقصنا إلا الطبع والمثابرة، والحرص على أن تؤتي مؤلفاتنا نصيبها من الثروات التي لم نعد نعرف أين مصيرها ولا مصدر صدروها، إلا أنها أصبحت في الإعلام، فرض وواقع لابد أن نتعامل معه، شئنا أم أبينا، لأنه من الواضح أننا لن نغير شيئا، إن سألنا أو احتججنا.
أولها: خبر عن الشركة السعودية للكهرباء انها قالت:" مشروع إنشاء محطة مستقلة للكهرباء في رابغ بطاقة 1700 ميجاوات" ودعت مستثمرين مستقلين لتقديم عروضهم: المبلغ المطلوب بسيط ومتواضع(80 مليار فقط ، الأسباب بسيطة أيضا ) لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء الذي يزداد بواقع 8% سنويا.
لنحلل هذا الخبر، ولنقرأه بتمعن، البيان الذي أدلى به علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة قوله:" من المقرر أن تقوم الشركة حسب برنامج مشاريع الإنتاج المستقل بشراء كامل الطاقة المنتجة من المحطة لإنتاج المستقل بموجب اتفاقية طويلة الأمد لشراء الطاقة الكهربائية مع شركة المشروع التي سيتم تأسيسها لهذا الغرض، وهنا بالفعل لم أعد أفهم شيئا من الموضوع، إلا أنه ستتبخر 80 مليار مرة أخرى في الجيوب مثلما حدث لـ 80 مليار مشاريع مكة المكرمة، حيث أننا كل خمس أو عشر سنوات نضع ميزانية بهذا الحجم لنفس المشاريع، حين تصبح ذاكرتنا ضعيفة وننسى أننا أنفقنا تقريبا نفس المبلغ على نفس المشروع منذ مدة ليست ببعيدة.
وهنا أنتقل بقرائي إلى خبر مشابه للأول ، والذي أصبح مسلسلا تركيا ، وهو هروب رؤوس أموال الشعب التي اغتصبت من قبل المحتالين الذين رأوا أن المملكة لا تحتضن أية قوانين تقي المواطنين جرائم الاحتيال والهروب التي أصبحت سمة من سمات المؤلفين الذين أصبحت سمعتهم بالخارج في التأليف والاحتيال مثل النار على العلم، وهنا ينتهي الخبر الآخر.
أما المؤلف الثالث فهو المحامي السعودي الذي يدعو السلطات الأمريكية لإغلاق غوانتانامو ، وكأننا قوة دولية لها وزنها في إغلاق السجون ومنع الحروب، وإحلال السلام، مع الاعتذار لسياسينا المكرمين، الذين أصبحوا يذكرون بالأسماء والألقاب، ممثلون دراميون ظاهرين للعيان بينما اللاعبون الآخرون يؤلفون وينفذون بهدوء من غير صريخ ولا انسحابات ولا تشنجات عصبية تبثها القنوات الإعلامية العالمية ويبنى عليها ألف تحليل وتعليق، وهنا ينتهي الخبر الآخر.
أما المؤلف الآخر فهو كاتب يطالب بانتخاب مجلس للشعب بالمملكة، بصلاحيات حقيقية، وكأن الكاتب يملك مفتاح الكهف، لأننا عوضا عن المطالبة يجب أن نبدأ بالمبادرة، ونتكلم حسب واقعنا الحالي، وليس من منبر يبث الفوضى وتأجيج الصدور، ففي رأيي إننا يجب أن نتكاتف جميعا ونعمل كفريق واحد بخطوات مدروسة لإرساء قواعد جديدة لوزاراتنا العدلية والاجتماعية التي يجب أن تكونا المنطلق الأول للتأليف والإنجاز، حتى تصبح الأقوال أعمال، والمؤلفات والمقترحات واقع صريح، "أما كل يغني على ليلاه"، فلم نعد نحتاج إلى هذه الأصوات، بل نحتاج من هم قادرين على التنفيذ، أن يفعلوا ما قد قاله الملك عبدالله والتاريخ، بأننا يجب علينا التغيير، لنواكب الساحة العالمية ولا نجبر على تأليف قصص لنشرها في الإعلام كاصوات شاذة، لا تمت لواقعنا بخاطرة، وهنا تنتهي السيمفونية.
أما المؤلفون الصغار، الذين يجب أن ننتبه لمؤلفاتهم الحديثة، فهو الإعلام والقصة السنوية لمعرض الكتاب، والعقوبات التي ستطيح برؤوس الفساد في جدة في قضية السيول، وشهداء المرور ، وساهر، والمعلوم من ورائها وأهدافها، وتصريحات بعض امراء المناطق عن التعليم في اللمملكة وقوته وجبروته بأنه يعطينا علماء يخترعون ، وكتاب يؤرخون، وأطباء يداوون ، ناهيك عن الجوائز التقليدية السنوية التي تعطى لأفضل المؤلفين عالميا ومحليا لجبر خواطر المنتجون ولتأخذ بيد الممثلين.
وفي الحقيقة أنهم يؤلفون قصة تدور وتدور حول المؤلفين السعوديين، الذين أصبحوا بالمئات وغدا سيصبحوا بالآلاف ونحن غارقون في مؤلفاتهم حتى الأعناق والصدور.
همسة الأسبوع
أصبح مجتمعنا كله "مؤلفون" ومنتجون ومخرجون وممثلون ، فالعالم أصبح كله سينما في سينما.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS
اختيار موفق.
ReplyDeleteالفرق بين المؤلفين في الغرب وحتى الذين حصلوا على جوائز عالمية لم يصل ما حصلوا علية من اموال الى الارقام الخيالية التي ذكرت من قبال اشقائهم من المؤلفين السعوديين رغم ان قصصهم بيعت بالملايين ولا تزال تباع، ولكن قصص المؤلفين السعوديين ليست للبيع ولا تتوفر في السوق ولكم مؤلفيها تهطل عليهم المليارات!!