Thursday, 24 November 2011

الذكاء ..الغذاء.. والدماء


خلقنا الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم وجعل من أجسادنا ساعة دقيقة، تتحرك  عقاربها بدقة وحساسية ومفعولية، فنحن عبارة عن تفاعلات كيميائية عجيبة التركيب، تتفاعل مكوناتها بطريقة فيزيائية ، لا نعرف لها مصدرا ولا قوة، إلا بمعجزة من إله واحد قهار خالق الليل والنهار، والقائل في القرآن : فلينظر الإنسان مما خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب " صدق الله العظيم، وجعل من الغذاء متعة من متع الحياة، التي يسعى الإنسان معظم حياته أن يتفنن بصنعه، ويتعب بزرعه، ويتاجر برزقه، ويموت إن لم يتوفر، وتشن حروب وتحل مشاكل من أجله، ويدار اقتصاد بلدان بواسطته، ومن العجب العجاب أن تسقط إمبراطوريات بسببه،  تسألونني كيف؟ وأقول لكم عندما تلاحظون بروز البطون وزيادة الشحوم لحكام هذه الإمبراطوريات وشيوخها المتدينين، الذين يدينون بزيادة الأوزان والصحة في الأبدان ويملكون الملايين من الدنانير في جيوبهم ولبناء قصورهم، ولبسهم القفاطين التي تكاد تصنع من الحرير، ولكنها لعدم الإحراج تصنع من الشرنقة نفسها وتؤخذ خيوطها قبل قطاف مربيها، فدقيق الملاحظة عندما يزور معظم المتاحف في كل البلاد التي سقطت فيها الامبراطوريات وجابت في أوديتها الثورات، نلاحظ كبر حجم المقاسات مثل القفاطين العثمانية التي نشاهدها في المساجد الأثرية في تركيا، فيكاد الإنسان لا يصدق أنها لإنسان بل لكائن عجيب لا يمكن أن يحمل كل هذه الأوزان ويفكر بفطنة ويدير الأعمال، لذا سقطت الامبراطورية العثمانية لأنهم تركوا التمسك بالدين والإسلام وانشغلوا مع شيوخهم بملء البطون بأطايب الطعام والتسابق في اقتناص الحريم في مجالس الحرملك، ومنها جاء مصطلح الحريم في المملكة، وإلا كنا نسميها مثل القرآن "النساء" وهذه كلمة لها احترام وإجلال، كما نعرف أن الثورة الفرنسية  قامت على الكلمة المشهورة للملكة ماري انطوانيت عندما قالت لشعبها عندما لم يعد يجد حتى الخبز لإشباع جوع وطن بأكلمه إلا الطبقة الغنية:" لم لا تأكلون البسكوت بدلا من الخبز؟" ، وهي لم تقولها عن لؤم أو سخرية بل قالتها وهي بالفعل تعتقد أنهم - كما هي- يجدون البسكويت في الأسواق ولم تفكر بأن هذه الأكلة الارستقراطية مصنوعة من الدقيق الذي أصبح نادرا في البلاد، وكانت بالفعل لا تعرف مثل زوجها الملك لويس السادس أن الشعب يموت من الجوع والفقر المدقع، لأن ببساطة وزرائهم أخفوا كل ما يتعلق بشؤون الشعب ووضعوا ميزانيات الدولة في غرف المتعة والميسر، كما فعل من قبلهم الرومان، عندما سقطت امبراطوريتهم من كثرة اقامتهم لحفلات الأكل التي لا تنتهي إلا عند نومهم فأصبحوا ثقال الوزن ولم يعد يصل الدم إلى عقولهم ، ففقدوا امبراطوريتهم ، وأقدر أن استمر بالأمثال لأملأ كتبا لا تحصى ولا تعد عن أمم أصابتهم التخمة فزالوا عن وجه التاريخ بكل أطياف الأديان والمذاهب والأعراق، فالمرض واحد والنتيجة واحدة، أما الدماء فعلاقتها حتمية، كما ذكرت أعلاه، فمن أجل الغذاء تسال الدماء ، وتشن الحروب وتحصل الانقلابات، وتغير الأنظمة أملا بتوفير لقمة عيش كريمة، صافية، حلالا طيبا، فعندها نعلم أن الأكل بهذه الكميات وجلب أنواع الحلويات من شتى بقاع العالم وبناء مسجد في دولة خليجية مجاورة بتكلفة 554 مليون دولار، ونحن نمر بفترة فقر مدقع، هو نوع من فقدان القدرة على التفكير، ومرض بحد ذاته، يمنع المرء من التفكر والعبرة ممن كانوا من قبله، وفي المقابل نرى النحافة الزائدة حتى نكاد نرى العظام من وراء الجلباب أو القميص أو البدلة أو الثوب أو حتى العباية، فهي ليست موضة عالمية ولكنها حالة جوع بدائية، نراها حتى في بعض الأجهزة الحيوية الذين يجوبون الشوارع، ويفاوضون المواطن على وجبة مقابل رشوة، أو يمررون المتسللين عبر الحدود مقابل مبالغ يتقاسمونها مع رؤوسائهم الذين لا يعانون من النحافة، بل من التخمة التي لا تنتهي أبدا، فنرى في مجتمعاتنا النقيضين: النحافة والفقر والتخمة والغنى، والكل يعاني من مرور الدماء في أجسادهم، لأن الأول لا يملك الكفاية لضخ الدم إلى عقله ليفكر كيف يطعم أهله، والآخر وقفت الدماء عند حدود بطنه لأن الغذاء عطل الدورة الدموية التامة التي تمر بعقله ، فأصبح مشلولا لا يرى ولا يسمع ولا يحس إلا بالكسل والأمل في الوجبة التي تليها ويتصور أصناف الطعام والحريم للوجبة القادمة، وإن كانت أنثى فالعكس صحيح. وهكذا تدور الدائرة ويتصل العقل بالغذاء مع الاحساس بوجود بعض الدماء في الأجهزة التي من المفروض أن يكون عندها دم وتستيقظ وترى وتشعر بالمعاناة للشعوب المقهورة.

لو بقيت أتكلم من الآن حتى نهاية العالم وقيام الساعة ويوم الحساب، فلن أغير شيئا في أقوام أعماهم الله ومدهم في طغيانهم، فإنها المشيئة إلهية، ولكن في المقابل قال الله سبحانه وتعالى "بَلِ الإنسان عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ"، فيجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، وإذا أتت قدرتنا على الناس فلا ننسى قدرة الله علينا، فأحببت أن أذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، هذا إن وجدوا في هذا الزمان وهم قلة، فلن أستطيع حل ولا مشكلة واحدة من الفساد والإفساد في المجتمعات، لأنها أصبحت ثقافة عامة عالمية مشتركة في السوق العالمية للتجارة والاستيراد والتصدير ، فأينما حللت أراها بوضوح في كل البلدان التي نحسبها بعيدة عن ثقافتنا وديننا، ولكن في الأخير تعاني نفس المشاكل ولكن بألوان مختلفة ومذاقات متنوعة ، إنها ثقافة العولمة في الدين والدنيا.

جبت العالم ورأيت بعين مبصرة مثل النفق المؤدي إلى مطار لوس أنجلوس في أمريكا ، عندما تهطل الأمطار يسد ويغلق ، مع أنه صرفت أموال هائلة لتصليحه عبر عدة مجالس في العشرين سنة الأخيرة ، وهذا ذكرني بوضوح جلي بأنفاق جدة وسيولها، عجبا لهذه المصادفات، أم هي طمس الهوية واستيرادها من غير تنقية جوية ، لأن شبابنا وكهولنا وحتى رؤوسائنا معظمهم ممن تعلموا في أمريكا والمعجبين بها حتى لو قالوا العكس، فلا عجب من حالتنا الرثة الملوثة المهترئة من هذه الثقافة المستوردة والتي طالما كانت بلا هوية ولا جذور ولا انتماء إلا للدولار، حتى أبادوا أهلها الأصليين، فما هم إلا المطرودين من القارة الأوربية في الأزمنة المنسية، واستعبدوا القارة الإفريقية، ومن بعدها وصلوا للعالمية، وها نحن نرى النتيجة الحتمية ، وأصبحوا مثل ماري انطوانيت لا يعرفون البقية من القصة الأسطورية.



همسة الأسبوع

لا أدري من بعد الآن ما الفرق بيننا وبين الدول الفقيرة أو الغنية، العربية أوالأعجمية أو الإفريقية، فالمشاكل أصبحت نفس الهوية والطابع والجنسية ولكن بأقنعة وهمية.

  *كاتبة سعودية

Saturday, 19 November 2011

إنا لله وإنا إليه راجعون

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
انتقلت إلى رحمة الله تعالى خارج المملكة صاحبة السمو الملكي الأميرة هاجر بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز ( 53 ) عاماً إثر مرض عانت منه..
رحمها الله و غفر لها و جعل مرضها كافرة لكل ذنوبها يا رب و ادخلها اعلى جناته
تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ، وأسكنها فسيح جناته. « إنا لله وإنا إليه راجعون».

Friday, 18 November 2011

بلا اسم


بحثت في قاموسي العقلي عن اسم يليق بمقال هذا الأسبوع فلم أجد ، لما يوجد على الساحة من أحداث لا تعد ولا تحصى ، فبت لا اعرف علام أركز، الأخبار العالمية الساخنة، أم على قضايانا الوطنية والمحلية النائمة، فنحن في معزل عن العالم إلا عبر جهازين هما الشريان لتفاعلاتنا اليومية، أما ما يخصنا من تراكم المشاكل مع أن مليكنا حفظه الله قد أمر كما العادة بمبالغ خيالية لإصلاح الأوضاع المحلية المعقدة، العنكبوتية، التي لم ولن يكون لها تأثير إلا إذا اقتلعنا الأشجار  وقلبنا الأتربة، وخلطناها بالأسمدة المثمرة، ثم زرعنا البذور الجديدة التي لم تلوث بعد، والتي توجد في الساحة بأرقام مذهلة، وعقول مثمرة متعلمة ولا ينقص إلا قطافها، ووضعها في الأمكنة التي تنتظرها بصبر ولكن بكل إصرار لبلوغ الأهداف المرجوة.
إصلاحات مهولة أمر بها مليكنا الحبيب وإعلانات صريحة وجهها ولي عهده الأمين ، ولكن للأسف لا نرى منها ما ينفذ إلا القليل، ولا زلنا نسير بسرعة السلحفاة التي خلقها الله لأسباب خلقية وخلقية بسبب بطئها وبشاعتها ، ولكن لديها وجهة معروفة وبيئة ترعى فيها وعمر مديد لإنجاز مهمتها فأعجبت أجهزتنا التنفيذية بهذه المخلوقة، فحذو حذوها وأخذوها كعبرة ومثال لإنجاز أعمالهم ، وطريقة تنفيذ مشروعاتهم وصرف ما يجب صرفه بعد أن تموت أجيال وتحيى أجيال ولا يبقى إلا ذو الجلال والإكرام.
 ثلاثة وتسعون مليون دولار أضربوها في ثلاثة وخمسة وسبعين ، فيذهلك الرقم ليس لكبره، ولكن لعدم رؤية نتيجة على أرض الواقع إلا في جيوب ذوي المناصب ، ولا احد لديه تعليق إلا كما العادة المطلوب هو التفعيل، واجترار الفساد من القصور والجذور، وليس قصصه الأغصان، وتجميل الأشكال، وتحسين الكلام، والتركيز على الإعلام والأناشيد التي سئمنا من سماعها، ونريد أن نرى أفعالها ونتائجها الفورية، لأن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل ولا إخلاء المسؤولية، فالكل يجب عليه التحرك بجرأة وشجاعة أخلاقية، لتحريك الأمور بالاتجاه الذي يجب أن يكون عليه كل مشروع ، وكل أمر ملكي من تنفيذ وأمانة ومسؤولية وطنية، فنحن نرى التغيير السريع في كل مكان، والتفعيل الأسرع في البلاد المجاورة مثل قطر والكويت والمغرب، الذين يتسابقون لإرضاء المواطنين قل فوات الأوان، بل أصبحوا يبادرون بالالتزامات والتغييرات حتى قبل الإنذارات والطلبات ، في المقابل نرى بعض تصريحات الخبراء السعوديين كما الأخ عبدالعزيز تركي في جريدة المصري اليوم – القاهرية- وهو أخبر واعلم في الشؤون المصرية، بأن مصر لا تحتاج إلى معونات ولكن الحكم الرشيد، وهنا أسأله إن كان هذا صحيحا ، أفلا تعتبر المعونات هي شاملة من الاقتصاد إلى التنفيذ والحكم الرشيد لا يتفاعل ويصبح رشيدا إلا عندما يكون حلا للثورات، وليس وجها آخر لنفس "الحكومات الرشيدة" التي من أجلها قامت الثورات وسالت الدماء، فالحال هو نفسه في كل البلاد التي نراها تريد التغيير فأنصح كل الخبراء السعوديين أن يضعوا خبراتهم تحت تصرف الوزراء المحليين لأننا بأمس الحاجة لخبراتهم التي يوزعونها يمينا وشمالا على البلاد المجاورة ، ولا نسمع لهم صوتا في الأمكنة التي تحتاج أصواتهم، وهي البيروقراطية المحلية التي أصبحت عملة وطنية ، فنحن في أمس الحاجة لخبراتهم العالمية في الحلول الجذرية لمشاكلنا الاجتماعية لننهض معا يدا بيد إلى العالمية ونترك الحلول العالمية لأهلها، ونحل مشاكلنا التي هي أولى باهتمامنا ودراساتنا، ونحتاج إلى كل خبير موجود في الساحة الخارجية والداخلية لحل مشاكلنا البيروقراطية في كل أجهزة الدولة المعطلة من قبل وزاراتنا العدلية، والعمل ، والاجتماعية، التي تحمل عبء ووزر كل ما يحصل وما حصل في الساحة المحلية، وكل المعاناة الشخصية للمواطنين الذين لا يجدون إلا المساجد للدعاء على من هم  المسببون الرئيسيون في المصائب التي تنزل على رؤوسهم، وتؤثر على عائلاتهم ومستقبل أبنائهم، وتأخذ من أدميتهم ، واحترامهم الكثير، باسم من هم بلا اسم، وتعطل مسيرة حياتهم والقافلة تسير ، ولا شيء يتغير إلا اليسير.
معارك نسمع عنها في كل مكان، قرارات تؤخذ بحق هذا أو ذاك من قبل الشرطي العالمي، ويتفوه بها الجهاز العربي، باسم الجامعة العربية، أخطار محدقة بنا من كل صوب، باسم وبلا اسم ، وأكيد بلا عنوان، ولا هوية ولا استقرار، يريدون إشعال المنطقة بأسرها ، عنونت جريدة الأخبار المصرية عن مصادر بريطانية :"الضربة الإسرائيلية ضد إيران الشهر القادم" ، من سيربح بالمقابل؟ من وراء الفوضى التي تحدث في مصر الشقيقة الغالية على قلوبنا وعلى كل الأمة العربية، من وراء التفجير السابع لخط الغاز؟ من وراء المحاولة الحثيثة لخلق مشكلات وحرب أهلية، وتفرقة دينية وعنصرية؟ من وراء الانفلات الأمني في كل البلاد من الصعيد إلى الوجه القبلي والمواجهات القبلية والاقتحامات الأمنية؟
من هي الجهة التي هي بلا اسم ولا هوية، تريد سقوط الثورة المصرية حتى لا تؤخذ كمثال للشعوب العربية ، لتأتي بنتائج فعلية وحضارية لمستقبل الديمقراطية في هذه البقعة الجغرافية، من هو المستفيد من هذه الفوضى الدولية؟ إن كانت الرؤية ضبابية للذين لا يملكون النظرة العميقة لما يجري في المنطقة العربية والأسرة الدولية ، فليسأل نفسه: ألم نمر بحالة مماثلة من قبيل الحرب العراقية، والإطاحة بنظام صدام الطاغية ، ولكن الآن ننظر ونستمع للأغنية المعهودة للأخطار المحدقة بنا، والظلم والقهر الذي تعودنا على تجرعه في قهوتنا الصباحية ، لبيع مخزون الأسلحة الموجود في البلدان التي تنتج هذه التجارة لتمويل بلادها التي أصبح اقتصادها من الأفعال الماضية للرفاهية، "بلا اسم" هذه هي حالتنا أيتها الشعوب العربية ، فقد أصبحنا كما كنا ألعوبة دولية لإشباع نهم الدول المسيطرة عليها القوة الخفية التي كنا نعرفها ولكن نخاف أن نضع لها اسما وهوية.



همسة الأسبوع

لن يتغير شيئا في هذه اللحظات التاريخية لشعوب الأمم العربية، إلا إذا استيقظت ودقت طبول الحرب ضد الفساد والفوضى الجماعية، والتحدت باسم القومية والهوية الجغرافية التي أصبحت في مهب الريح منذ نهاية الدولة العثمانية.

*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

Monday, 14 November 2011

بالصور: الأميرة بسمة بنت سعود...الوجه الملكي


بالصور: الأميرة بسمة بنت سعود...الوجه الملكي

الأميرة بسمة بنت سعود ليست مجرد أميرة، وليست مجرد عضو في العائلة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية، فاقل ما يمكن ان يقال عنها انها جدا مميزة وعلامة فارقة بين النساء السعوديات اللواتي فرضن نفسهن في الحياة الاجتماعية والسياسية، وهي بالاضافة الى كونها اميرة صحافية وطباخة ماهرة وناشطة اجتماعية وام ...






هي ابنة ملك السعودية الأسبق، الملك سعود بن عبد ‏العزيز أل سعود، ووالدتها المغفور لها الأميرة جميلة مرعي والتي ترجع أصولها إلى منطقة اللاذقية بسوريا وابنة شقيق الملك عبد الله، هي الأخت الصغرى لسبعة أشقاء يعرفون بآل خالد نسبة للأخ الأكبر الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز...



تميزت وتتميز الاميرة بسمة باطلالاتها الصحافية المتكررة، احيانا عبر الوسائل الاعلامية المرئية واحيانا من خلال قلمها الذي جندته لخدمة المجتمع السعودي، من خلال مناصرة قضايا المراة وكشف الفساد واصرارها على محاسبة المسؤولين الذين يسيئون للشعب السعودي وللمليك خادم الحرمين على حد سواء.






منذ فترة وجيزة احدثت بلبلة بسبب اعتمادها الاطلالة بعبائة بيضاء بدل السوداء التي تعتبر اللباس التقليدي للمراة السعودية ومن الحوادث الملفتة التي حصلت مع الاميرة في الفترة الاخيرة، المقابلة التي اجرتها مع قناة العالم الايرانية التي حرفت كلامها من خلال اقتطاع اجزاء معينة واظهرت كلامها بشكل يسيئ ويهاجم سياسة المملكة مما استدعى ان ترد بطريقة قاسية جدا عبر احد مقالاتها.






الى جانب اطلالاتها عبر مقالات صحافية باللغتين العربية والانجليزية (الوطن السعودية وسيدتي – النسخة الانجليزية، بالاضافة الى صحف الحياة والأهرام، ومجلة رابطة العالم الإسلامي) تعشق الاميرة المطبخ والطبخ ولها العديد من الوصفات الخاصة التي تميز مطاعمها، وتميل الاميرة بسمة إلى قرأه التاريخ الإسلامي والدين المقارن وتاريخ الديانات السماوية، تهتم بشكل خاص بقضايا المرأة والطفل، وتعمل على تربية أولادها من منطلق الوعي الديني والاجتماعي والثقافي والوطني بعيداً عن التشدد أو الانحلال، بل الوسطية التقدمية، تدعم المشروعات الفكرية والإعلامية ومعارض الفنون التشكيلية وتقود الأعمال الخيرية وحملات التكافل الأنسانية وتأمل تكوين مظلة إعلامية وتأمل مستقبلاً المساهم في تقديم الدراسات والمحاضرات على كافة الاصعدة السياسية الإستراتيجية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية .






انتقاد الفساد

ولا شك فان موقفها الاكثر جراة كان في مقال نشرته على مدونتها بتاريخ 25- 8-2011، حيث قالت غارقون في بناء المنتجعات وأهل مكة يعيشون في فقر ‏مدقع وتكشف فسادا بـ 80 مليار ريال بمشاريع الحرم المكي. الأميرة ‏ تنتقد الإهدار في مشروعات قطار مكة وتوسعة ‏الحرم المكي الشريف وإقامة اكبر ساعة في العالم.‏ طالبت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز المسئولين في المملكة العربية ‏السعودية بمكافحة الفساد في البلاد، والتحقيق في إهدار 80 مليار ريال على ‏توسعة الحرم المكي الشريف، متهمة المسئولين التنفيذيين بإخفاء الحقيقة ‏عن الملك السعودي.‏

وأضافت،”بينما نحن غارقون في ‏بناء المنتجعات السياحية بمكة، وشوارعها ومن يقطنون بيوتها أو بالأحرى ‏من بقي منهم يئن من الجوع وخراب الشوارع والبيوت، والفقر المدقع، ومن ‏لا يصدقني فليأخذ يمنه أو يساره عند وصوله إلى بكة ويجول في أروقة ‏شوارعها، سيرى ما تقشعر له الأبدان من فقر مدقع، وبطون فارغة، وشيوخ ‏وأطفال يئنون من أمراض مستعصية، بينما تؤجر الغرفة في أحد فنادق مكة ‏أمام الحرم بعشرات الألوف، ويعطى لأصحاب العقارات المنزوعة القروش، ‏ويفرضون عليهم القبول وإلا الويل والثبور”.‏






انتقاد الساعة

وعن ساعة مكة قالت الأميرة بسمة: ”تقف الساعة الرهيبة، ذات الشكل ‏البريطاني الذي ينتمي إلى ساحة بيكنجهام، وليس فوق بيت الله الحرام، ‏والشعار الذي يعلو الساعة وكأنه محتار إلى أي ثقافة ينتمي، فشكل الساعة ‏فوق المسجد الحرام بحد ذاته ”حرام”. ‏






انتقاد القيود ومناصرة المراة

كما أنتقدت الاميرة بسمة القيود الاجتماعية على المرأة السعودية وفرض الحجاب على المرأة بإعتبار أنه فرض دينى . ولجأت فى ذلك بعرض صورة لاسرة الشيخين مصطفى إسماعيل، وأبوالعينين شعشيع حيث ظهرت زوجتا الشيخين بدون حجاب أو غطاء .. وتهكمت على رأي بعض الشيوخ بوجوب الحجاب شرعا قائلة:” وإنى لأرجو أن يتكرم أحد رجال الدين الإسلامى الحالى الأفاضل أن يوضح لى لماذا كان الدين الإسلامى مختلفًا عنه الآن، و أضافت بأن البعض يعتقد بأن عفاف المرأة يكمن فى غطاء للشعر وأن الحجاب أهم من الاخلاق واعلاء القيم النبيلة التى ينص عليها الدين 






شهادتها بكارثة جدة

عن كارثة السيول في جدة تقول الأميرة بسمة: بينما كان بعض المسئولين الرئيسيين مشغولين باجتماع تثقيفي ، بينما كانت جدة تغرق، وآخرون ممن يملكون مفاتيح هذه المدينة مرتاحا في قصره ، وبينما المواطنون يغرقون، والجثث تتناثر أمامي وتجرفها السيول ، والمواطنون يتسلقون الأشجار ، ومنهم من لقي حتفه تحت الماء ، ومنهم من نزل يسبح في المياه للنجاة ، وغمرته موجة من مياه السدود التي انفجرت ، والتي هي أكبر مثال للسرقة العلنية من قبل كل الجهات المعنية، والوزارات مسئولة مسئولية مباشرة عن هذه الكوارث الإنسانية، فإنني ومن بعد ما شاهدت في هذا اليوم المأسوي بأم عيني ، وأنا مسئولة أمام الله حيث لا ينفع لا مال ولا بنون ولن أكون شيطان أخرس.






الاميرة بسطور...

ولدت في الناصرية بالرياض في 1/3/1964، وتلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط في لبنان ، ثم انتقلت بمعية العائلة إلى بريطانيا في العام 1975.، حيث أتمت دراستها الثانوية، ثم التحقت بجامعة Richmond UK لدراسة العلوم الاجتماعية، ثم انتقلت إلى سويسرا ودخلت الجامعة الأمريكية في لوزان وأكملت السنة الثانية في العلوم الاجتماعية، وانتقلت إلى جوار والدتها في العام 1982 لتدرس سنة طب عام، ثم سنة أدب إنجليزي بجامعة تشرين في سوريا، كما درست عامين علم نفس في الجامعة العربية ببيروت.

الحياة الاجتماعية

انتقلت في العام 1986 إلى السعودية حيث تزوجت وأنجبت خمس أولاد هم الأشراف: سارة..طالبة في كلية دار الحكمة حيث تدرس الهندسة الجرافيكية ،سعود..في السنة الأولى بقسم إدارة الأعمال بالكلية الكندية، سهود..في الصف الثاني الثانوي، سماهر ..في الصف الثالث المتوسط، أحمد..في الصف السادس الابتدائي. وهي الآن تعيش بمعيتهم في مدينة جدة.






الحياة العملية 

ترأس مجلس إدارة شركة البراعم المختصة في المطاعم والترفية والتسويق .

رئيس مجلس إدارة إن فايرو لأعمال البيئة .

رئيس مجلس إدارة مركز صدى الحياة السعودية الدولي.

سيدة أعمال ومستثمرة في مجالات عديدة محلية وعربية ودولية .

افتتحت سلسلة من المطاعم للوجبات السريعة(البنقلة) لتقديم السمك على الطريقة الحجازية.

تشرف على النكهات الخاصة للأسماك المقدمة بالمطاعم.

تدير الشركة بمعية أولادها وتملك مقهى عصري (كريز ) للمطبخ الفني التشكيلي .

أنشأت مقهى كعكتي لتقديم الكعكات اللبنانية الأصلية التي تسمى بالاسواره وإضافة عليها نكهات خاصة وتعتبر مطاعمها من المطابخ العصرية التقليدية وجميع الوصفات الخاصة بها من إعدادها الشخصي وقد دربت بنفسها جميع العاملين على وصفاتها السرية وهي المسؤوله عن كل أصناف الطعام المقدمة في كل المطاعم .
قامت في السابق في العام 93 بإنشاء صالون لتصميم الأزياء الراقية وأسمته الصالون والأخر في عام 2003م وكان بمسمى الإس توب

 

المقال الخامس عشر للاميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز ال سعود بمجلة سيدتي الانجليزية بتاريخ 1 / 11 / 2011

Thursday, 10 November 2011

كل عام حولينا وليس علينا

أطالع كل صباح بشغف صحف اليوم ، وأفتح عيني على نشرات الأخبار العالمية لأعلم ما حصل بعد غفوتي القصيرة أثناء ليلي الطويل، لأنني أعلم جيدا ، أن التغيير الذي أصبح يسير بسرعة الضوء أم أقول بسرعة الصوت المميتة، وتزول أنظمة قديمة قدم الأهرام العريقة، وتخلق أصواتا جديدة مبحوحة النبرة، ولكنها تعبر عن القومية الوطنية ولن أقول العربية، لأن ما يحصل الآن في العالم من تحول جذري لكل معاني الأنظمة الإنسانية التي عرفناها وعشناها عبر أعمارنا التي ليست بقصيرة وعايشنا أنظومة عربية ثم عائلية لرقصات استعمارية ثم قومية ثم دساتير غير شرعية منها المألوفة والمعروفة عالميا ومنها مكون من مراسيم تحاك حسب البدلات العسكرية أو المدنية التي عنونت بالديمقراطية الديموغرافية.
أحداث تجري بسرعة الرياح القطبية، ولا نكاد نأخذ نفسا حتى نلهث وراء القصة في البلد التي تحاك ضدها سيناريوهات جديدة، ووجوه شابة تأخذ المكاسب الدولية ثم تختفي حين حصول البلد على النتيجة الحتمية التي تسمى بالربيع العربي وتدور الدائرة ونبدأ نبحث عن نظام جديد بأقنعة مثالية للدورات الإستراتيجية التي تأخذها هذه الثورات عبر القنوات الشرعية والغير شرعية.
نصدق مَنْ؟ وندين مَنْ؟ ونحتذي حذو مَنْ؟ هذه هي المسألة الرئيسية في هذه القصص التي نراها كل يوم عبر كل القنوات التلفزيونية حتى أصبحت تكرارا مريرا لما نعايشه في حياتنا اليومية ونصبح ونمسي على طبول الحروب الأهلية التي امتدت جذورها إلى البلدان الغربية.
فنقول لأنفسنا اللهم حولينا ولا علينا، لذا يجب أن نكون يقظين مستنفرين لما يدور في الساحة الوطنية والعالمية ونعيد حساباتنا الرياضية لما نقوله عبر لقاءاتنا التلفزيونية وما يقال عبر القنوات الرسمية ، وبما سيؤخذ علينا وتكتب في تاريخ هذه الدولة في هذه الحقبة الدقيقة التي نعيشها وفي مواسمنا ومواقفنا الدينية.
فليس من مصلحة أحد أن يقول وهو يشغل أحد المناصب الرئيسية بأنه سيحول ويغير وجه مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فلا يليق ولا يحق لأحد تغيير هوية مكة والمدينة الإسلامية إلى مدن تقنية فهي مدن نريد أن نشعر فيها بالوحدانية والسكينة الوجدانية، أم أصبح الحج رحلة استجمامية ربيعية، أهي رحلة إيمانية أم رحلة سياحية استكشافية من غير مشقة وروحانيات قرآنية ، أ سيطلع علينا وزير الصحة ليبشرنا بأنه ملم بالطب الجماهيري ، أم سيبشرنا أنه ملم بالطب الذي يحتاج منه بالاهتمام الجدير بالمواطن السعودي الذي يعيش في هذه البلاد على مدى دوران الشمس والقمر حول الأرض ، أهذا الذي أمر به رب العباد، أم وضع الإحرام والتكلم بالتقنية وخلو الحج من الأمراض المستعصية والمعدية هي من أولوياتنا الوطنية ، أم خلو البلاد من الفقر والاستعباد وتغيير الهوية يجب أن تكون هي أولية وجدانية وحتمية لبلادنا الغنية، هل انقلبت الموازين والمبادئ والتدبر في قراءة القرآن والسنة النبوية، أولم يأمرنا القرآن ونبينا ووصانا بالأقربين وسابع جار، والذمة والمسؤولية، أم أصبحنا أضحوكة ولعبة ليشغلونا بالمرأة وحجابها وستارها لسد وتحجيم أجندات وضعت للعب على أوتار التشدد والانعطاف لمسيرة لم تكن أبدا من أولويات سيد البرية، بل كانت الأخلاقيات والتقوى في العباد هي الأهداف الرئيسية للرسالة المحمدية، ألن نستيقظ لنرى ما ضيعناه عبر سنين مرت علينا ، فاقدين الهوية ، نجري وراء نسمات ولفحات بدء مواسم شتاء قارسة شديدة البرودة والصقيع، وأفول نجم وسطوع شمس الرسالة الإلهية لتستبدل بالتقنيات والأحاديث الكاذبة، لشخصيات غسلت عقول شعوبها لتمرير أجندات دولية عبر لهجتها الدينية، فأخذت من الدين سياسة، وأصبح الدين قناة إرهاب دولية، وأصبح الإسلام منبوذا في البلاد الغير إسلامية، بعد أن كان دين الرحمة والمحبة والعلم والوسطية في عالم طغت عليه الرأسمالية والأولية الاقتصادية فضيعت دينها ودنياها عبر انتهاجها مسارات بعيدة كل البعد عن الروحانية، ففقدوا العقل والجسد، وأصبحوا عبيدا للدولار واليورو، والآن اليوان الصيني الذي أصبح كمارد يأكل اليابس والأخضر حتى وصل إلى البلاد الصناعية ، فسيطر عبر اجتهادهم بالعلم والتقنية، ولكنهم خسروا بشريتهم وإنسانيهم وأرواحهم مقابل الين واليوان والدولار الذين أصبحوا هم الإله المعبود والنظام المنشود.
اللهم حولينا ولا علينا هي دعوتي اليومية لبلادنا الثرية بدينها وأهلها ، لذا أتمنى أن نفتخر بالهوية وأن لا نحاول استبدالها بالمدنية والعلمانية التي تنادي بمحو كل ما هو أصيل ذو هوية وجذور تاريخية حتى يصبح الجميع داخل اللعبة الدولية.
همسة الأسبوع
التغيير للأفضل هو المعيار الأصلح
الجودة في التطبيق هي المطلوب من الجميع
والاهتمام بالقريب من المفروض أن يكون أولويات وأهداف الوزراء والمسئولين
ولنترك العناوين والأناشيد التي مللنا من سماعها
ووعود بعيدة كل البعد عن الواقع الأليم، لن تكون الرياح حولينا وليست علينا إلا عبر استرجاع هويتنا الإسلامية التي جذورها ترجع إلى الأزمنة الإبراهيمية حيث بدأت السلسلة النبوية لآل إبراهيم وآل محمد للعالمية.
 *كاتبة سعودية

Thursday, 3 November 2011

ولاية العهد والتحديات

دعوني أبدا معكم مقالي هذا بقصيدة للشاعرة جليلة رضا تقول فيها :

يا رَبّ أَعْطِ السَّائِلَ المَحْرومَ أَسبابَ  السُّرور

وامْنَحْ  لِكُلِّ  مُشَرَّدٍ  رُكْناً   مُوَشّى   بِالحَرير

أَطْفِئْ وُقودَ الحَرْبِ في الدُّوَلِ المُؤَجَّجَةِ السَّعير

وَامْحُ الضَّغينَةَ مِنْ فُؤادِ الذِّئْبِ لِلْحَمَلِ الصَّغير

وَعَلى جَبينِ الْكَوْنِ ضَعْ  قُبَلَ المَحَبَّةِ  والضَّمير

يا رَبّ  هَبْ  لِلرَّوْضِ  بَهْجَتَهُ  وَلِلزَّهْرِ  العَبير

والعُشَّ  لِلْعُصْفورِ   وَالْهَمْسَ   المُنَغَّمَ   لِلْغَدير

وَعَلى فِرَاشِ الأُمِّ  أَطْلِقْ ضِحْكَةَ الطِّفْلِ النَّضِير

وَامْنَحْ جَمِيعَ الكَوْنِ أَسْبَابَ السَّعَادَةِ وَالسُّرُور

وَأَنا ؟ أنا يا رَبُّ جُزْءٌ مِنْ  هَوَاكَ  وَمِنْ  سَنَاه

ما دُمْتَ أَنْتَ  تُحِبُّني  ماذا  أُريدُ  مِنَ  الحَياة ..؟

أريد أن أقص عليكم قصة حقيقية ولو أنها مأسوية، حكاية حصلت في مطار جدة منذ أيام، وبطلها كان حقوق الإنسان، فبعد أن طبع على جواز هذا الإنسان وأصبح على وشك ركوب طيارة الزمان،  وقف عن السفر بحجة أنه يوجد له قضية في الحقوق المدنية، والتي لم تظهر على الجهاز إلا بعد ساعة من الختم على جواز هذا الإنسان مع انه ذو سن صغير ولا يملك مؤسسة ولا حتى بيت صغير، كما حال سبعين في المائة من الشعب السعودي، مع أن ما صدر من أوامر أخيرة من ملك الإنسانية بأن يبدأ العد التنازلي لهذه المشكلة وحل هذه الأزمة من ضمن آلاف المشاكل المتراكمة على رأس المواطن الضعيف الذي لا يملك حتى ثمن الرغيف ، غير المشاكل الأخرى بداية من وزارة التعليم ولا تنتهي حتى عند وزارة الصحة أو الإعلام أو العمل التي أصبحت بلا عمل، فقد وقف هذا الشاب وهو ينظر حوله ويسرح بعيدا وقال  في نفسه ، كما أنه اتصل بي عبر الهاتف المحمول ليقول لي متى سنكون أحرارا من غير عبودية ولا أخطاء مطبعية وتهجمات من يملك سلطة تنفيذية لأخذ بثأر إنسان عبر إنسان آخر ويملك مفاتيح توقيف العباد من غير قانون ولكن باستعباد وإلقاء الأوامر على موظفين لا يملكون إلا أن يقولوا "حاضر" لمن بيده نزع الشريط من على أكتافهم أو زجهم بغياهب السجون التي من المفترض أن تكون لأصحاب الجرائم  والسوابق وليس لأفراد من الشرطة أو الجوازات الذين لم ينفذوا أوامر هذا المسئول أو ذاك الذي جاء بالأمر المفعول حين تلقيه أمر من لديه جزء كبير من إدارة بقعة جغرافية كبيرة ومهمة كأمير ومسئول عما يدور في كل زاوية وممر وساقية ، ولكن للأسف كما العادة، الخلل أكبر من تحمل هذه المسئولية والدفاع لا يكون إلا عند  يتحمل المسئولية ، وإلا ليتركها لمن هو جدير ومؤمن بإصلاح الأمور بطريقة جذرية ، وهذه قصة مروية ومعتادون عليها منذ زمن السيول والإطاحة بشخصيات وهمية لأسباب إعلامية وتضليلية.
تكفيني هذه السطور لما دار في ذهني عند سماعي هذه القصة من هذا الشاب المقهور، الذي يوجد مثله في كل بيت ولكن بشكل مكتوم ومجهول، لخوفهم الدائم من العقوبة التي سينالها كل مسئول عند كشف حقيقة ما يجري في الأزقة والبيوت والقصص التي تروى الآن عبر اليوتيوب ويحبس البطل من غير جريمة ولا تهمة ولكن لمجرد قوله كلمة حق وسرده لواقع أليم يعايشه شريحة كبيرة من المواطنين مع أرقام وإحصائيات مذهلة لم تعجب هذا الأمير، لذا كتبت وقلت أن سمو سيدي ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز-حفظه الله- رجل الأمن والأمان والحقيقة والميزان ، يواجه تحديات كبيرة في كل الاتجاهات وتوقعات كبيرة من شريحة أكبر في المجتمع المحلي والعالمي في وقت وزمن لا يحتمل الوطن أن يثار فيه أية أمور وأخبار وقصص كانت بالأمس من المسلم بها من غير ما نقدر على مطالبة حساب هذا أو ذاك، أما الآن وما أتوقعه من نايف الأمن والأمان، أن تصير المملكة أكبر مثال للحقوق الإنسانية في كل مكان لإحباط كل المخططات الخارجية باتهامنا العنصرية الدينية والإرهابية والاجتماعية والحقوقية ، فالكل يعرف وهذا ليس بخاف على أحد ويوجد في كل القنوات العربية والأجنبية، حلقات وضعت لمناقشة الشأن السعودي عند استلام الأمير نايف ولاية العهد ، منهم من قال أنه سيدعم التيار الديني ، ومنهم من قال أنه رجل ذو ذكاء وفطنة وحنكة  وسيسير بكل عناية ودراية لتطوير جهاز المملكة المناعي لمواجهة كل الأمراض المستعصية بحنكة وروية ورؤية مستقبلية ، ومنهم من شكك في دوره، وقال إنه تكملة لسياسة قديمة حكمت وتحكم بالفطرة والبديهة، من غير تنظيم ولا رقابة دستورية ولا قوانين مفعلة عدلية، وأنا أقول أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز قادر بدعم من أخيه ملك الإنسانية، أن يحدث تغييرا جذريا في كل ما يثار على الساحة الوطنية من مشاكل ويعبر بنا إلى شاطئ الأمن الذي ينتظره كل مواطن حتى نحافظ على استقلالنا الترابي، ولا نواجه أعاصير أطاحت في أعتى وأقوى البلاد وكانت تعتبر القلب النابض للأمة العربية، فهو شجاع ومقدام يملك الآن كل المفاتيح للأبواب الموصدة، ويواجه تحديات على كل الأصعدة ، لذا وجب علينا مساندته في هذه البداية، التي أتمنى من كل قلبي وإحساسي بوطني أن تكون واضحة وجلية، وواقع نلامسه على كل الأصعدة، لنكف أيادي الفساد واللعب على الأوامر الملكية، ونكون بلاد تحكم بدستور أساسه العدل والمساواة ، والحقوق الإنسانية التي أساسها الكرامة والاحترام وتطبيق القوانين على كائن من كان، وتوقيف تلفيق القصص والمؤامرات والتشهير بكل من لا يشاركنا الرأي أو الأخلاقيات المدمرة لكل الإمبراطوريات والأمم السابقة التي تخلت عن إنسانياتها وليست أثوابا مصنوعة ودماء وثروات شعوبها.
بايع الشعب السعودي رجل عايش أجيالا سابقة ويعيش في وقت التحدي لكل ما هو آت من هذه الأجيال الحالية وحقوقهم المسلوبة الضائعة، وضياع تنفيذ القرارات في أجنحة وزوايا الوزارات والإمارات، وبكل شفافية ووضوح واحترام لا تسعه هذه السطور نتوقع من نايف الأمن والأمان، أن يصبح نايف الاستقرار، والعدل، والشموخ، في عهد قد بدأه بالحلف على القرآن أنه سيكون خلفا لسلطان الذي أعطى لكل إنسان ابتسامة ويد حنونة ومساعدة لكل متعثر حزين، فإنه خير خلف لخير سلف، ولكن الزمان اختلف ونريد من نايف الأمن والأمان كل ما يحتاجه هذا الزمان،  وأنا متأكدة بأنه بذكائه وبديهيته المعروف بها سيخلق جوا جديدا معطاء خلافا لما يتوقعه البعض في الداخل والخارج، من انغلاق وتزمت لا يليق بأخلاق هذا الرجل، والذين يعرفونه عن قرب سيعرفون انه سيحدث الفرق الذي نتوقعه في البقعة الشريفة والعريقة، ومن أهمها منطقة مكة المكرمة، وسيضع أياديه البيضاء ويصيغ ويعيد من جديد كتابة مستقبل هذه البلاد، متخطيا كل العقبات والتحديات والتوقعات، يدا بيد مع مليك الإنسانية شفاه الله لنا وأبقاه، ليمحيا سويا الظلم والعدوان من استغلوا مناصبهم في كل مكان وزمان، وبواقعية وشفافية ظاهرة للعيان لكل إنسان في الداخل والخارج غير عابئين بالأسماء الرنانة وأصحاب الألقاب المعروفة لدى كل إنسان ليخلقوا ثقة من المواطن بلا خوف ولا عبودية ولا استئثار بالمقاعد التي أصبحت وراثية.
نريد أن يرى المواطن أنه لا يوجد لديه أية أسباب جوهرية للمطالبة بحقوقه الإنسانية والاجتماعية والمعيشية، نريد أن نرى المواطن يسترد احترامه لذاته ووطنه وثقته بقادته أنهم بقيادة ملك الإنسانية وولي عهده ذو الوجه الطفولي الذي يتحلى بالأخلاق الإسلامية أن يضعوا المسؤولية على كل من أخطأ وعبث في الأرض فسادا، ومن استغلوا مناصبهم، ليشوهوا صورة هذه العائلة الملكية الكريمة التي كانت حريصة عبر كل ملوكها وولاة عهدها وكبار أمرائها أبناء عبدالعزيز أن يكونوا خير عون وكلهم أذن صاغية لمن يعاني في وطننا المعطاء. الذي أسسه صقر الجزيرة العربية.
التحديات كبيرة، والمطالب كثيرة، والتوقعات إن شاء الله ستكون ظاهرة للعيان، بأن نايف سيكون صخرة وقاعدة للتغيير في كل شبر في وطننا الحبيب، لإزالة كل ما يعكر  صفو طريق الحرية والاحترام والمساواة الحقوقية الوطنية، نحن جميعا ورائك يا صاحب السمو ، وسيكون كل الوطن والعيون الخارجية مترقبة  لما سيحدث على الساحة الوطنية، من تغييرات جذرية وعواقب وخيمة مفعلة مبينة لمن سيحاول أن يلعب على أوتار استقرار الوطن مهما بلغت درجته أو علا اسمه ومكانته، فالكل يجب أن يحاسب ، وهذا هو الوقت المناسب لبدء العد التنازلي لكل ظالم ومعتد وسيكون إن شاء الله عبرة ، وخلافا لكل التوقعات العالمية دائما أبدا حجر الأساس للتغيير والمثال كواحة الأمان الجغرافي في وسط منطقة الصراعات والحروب التي زلزلت الحكومات في كل مكان، لأن القوة هي إلهية وليست يد القوات العظمى التي احتمت ورائها هذه الأنظمة، وتهالكت وأصبحت رمادا منسيا بعد أن كانت قصصا أسطورية تروى في الليالي القمرية والأروقة السياسية والدبلوماسية على أنها باقية ما بقيت الأرض ومن عليها ، ولكن بطرفة عين وانتباهتها غيرها الله إلى أودية وقلاع مهجورة ودمرت مع أهلها تدميرا ربانيا لم ولن يقدر عليها أحد إلا من خاف مقام ربه ولم يخف في الله لومة لائم وكان إنسانا سويا.
همسة الأسبوع
هذا المقال كان طويلا لصعوبة التعبير عن هذه الأزمات الدولية والمحلية، ووصول الرسالة واضحة وجلية لكل من له أجندة ويريد أن يفسر كلماتي بأهوائه العنصرية والتدميرية، ولكنني وبإذن الله سأكون على قدر المسؤولية التي تخلت عنها الجبال وحملها الإنسان ، وأتمنى أن أكون قد حملت هذه الأمانة لروايتها والتعبير عن وطن وتراب قد بني بسواعد رجالها وأريد لها تكملة سياسة التوحيد من غير تفريق ولا انحيازية وتوزيع الثروات وترجيع الحقوق من غير عنصرية ولا نفاق ولا أسباب واهية أصبحت واضحة للعيان وجلية ، فلنخطف هذه اللحظة التاريخية لبداية جديدة وفجر ملؤه المساواة والاعتراف بالحقوق الإنسانية كدستور نبي الأمة الإسلامية.
   *كاتبة سعودية