أنظر من حولي، وأسمع قصصا بأذني، وأتجول بين سطور ردود القراء بمشاعري، وأقول لهم : «لو كان الأمر بيدي» لما أصبحت هموم ومشاكل كثير من أبناء وطني بهذا المقدار، وبهذا الحجم من الآهات والأمنيات التي لن أستطيع أن أسطرها بقلمي، فقلمي محدود المفعولية، ووضعي ضمن الحدود والأطر الموضوعة لي، والتي من المستحيل تجاوزها، ومن المحال التعبير عنها، فالكل من حولي يطلبون مني تحقيق أمنيات كان بودي أن أحيلها إلى واقع ملموس، بعصا سحرية، ولكن القلة يعرفون أنني ليس بيدي شيء حتى لنفسي، هموم وطني بالخارج والداخل هي هدف في حياتي، وأعمل ما أستطيع لتسليط الأضواء على المشاكل والمعضلات التي تواجه أبناء وطني، من تحت رمال الصحراء الأبية، ومن جنوب الجزيرة العربية، من وسط بلادنا إلى حدودنا الشمالية ومن الشرقية، إلى الهموم الحجازية، فكلنا سواء، ولا تختلف مشاكل المواطن، والعوائق لتحقيق الأهداف المرجوة، في سائر بلادنا ذات الحدود الجغرافية، التي وحدها صقر الجزيرة العربية، لننظر من حولنا ونضع خياراتنا بعيون الصقور، وعقول من نور، وأفعال تحكي إنجازات مدنية وتتفاعل كشعب واحد أبي، لا يقبل العبودية، فالعبودية أشكال وألوان، ويوجد منها رسومات هندسية، ومعادلات وطبقات ذات ألوان سندسية وروائح عطرية، ومغريات شيطانية، حتى الفقر والغنى له روائح نفاذة، أدمنت الاستسلام لواقع لا يمت بصلة للواقعية، ولا للرسالة المحمدية، فنحن ضمن نظام إلهي، لا يوجد له مثيل، فالنبي الأمي جاء وحرر الإنسانية من العبودية، إلا لله المعبود الواحد الأحد الصمد، الذي أرسل أنبياءه لهذه الأرض عبر القرون الماضية ليجعل الإنسان ذا كيان، وأعطاه البيان ليتبع نظاما أساسه العدل والإنصاف.
هل نحن منصفون مع أنفسنا، عندما نطلب من الغير أن يغير واقعنا؟ هل نحن عبيد للدينار ومن يملك القوة والنفوذ؟ فنصبح كالحملان مستسلمين للأقدار والعبودية، من أجل حفنة من الدنانير العثمانية، ذات الألوان الذهبية، فالكل أصبح يحلم، ويريد أن يكون قارون ذا مال وبنين، وقصور وبيوت، لن نشتري السعادة إلا لمن يعيش ضمن دائرة غسل العقول، بأن المال هو الطريق الوحيد للعبور من الجاهلية إلى النور، في أي مسار في حياتنا أو في تاريخنا، فقدنا الرؤية و»المفهومية»، بأن الإنسان لن يشبعه إلا التراب، ونزوله في الحفرة الأبدية، حيث لن ينفع الجشع، والتسابق على الحقائب الوزارية، والانتماءات البلدية، ولا المجالس الأدبية، ولا حتى المواقع الالكترونية التي باتت تحجب من غير تفكير بأن الحجب سيزيد من الفضولية لذوي النفوس الضعيفة التي تنتهز هذه القرارات الفجائية، لتهجم وبضراوة لقرصنة الجهود الحكومية بفتح مسارات أخرى غير شرعية، وتلعب بالعقول والمشاعر، وتؤجج المواجع بطرق غير سليمة، وبهذا تحظى بفرصتها الذهبية لتدخل بقوة وفعالية عبر شعاراتها الوهمية، والعبودية الأخرى هي حين نضيع الطريق نحو الحقيقة والأهداف الواضحة الجلية، ونسير عبر الأجواء الممطرة والضبابية، ونقول الرؤية غير واضحة، والمسارات مغلقة حتى إشعار آخر! فتضيع الحقيقة ونرضخ للأمر الواقع، وكل هذا نتيجة حتمية لمن لا يريد التعب والنضال لحياة ملؤها الاحترام الذاتي كتصنيف أولي للرحلة نحو الوصول إلى الأهداف المرجوة لكل إنسان يتطلع إلى مستقبل مشرق وليس على ظلام حالك.
فكلنا لديه مسؤولية، وكلنا كتلة من قبائل كانت متناحرة في هذه البقعة الجغرافية، إلى حين وصول نبي الأمة، ومن ثم أجيال من العمالقة في الإسلام الذين وحدوا البلاد تحت راية الإسلام، من أقصى الشرق إلى الغرب، ونحن داخل هذه البقعة الصغيرة مقارنة بالإمبراطوريات الإسلامية، نضع يدنا على خدنا، ونقول «لو الود ودي ما كانت الأيام أصبحت ضدي» لماذا هذا الاستسلام، لماذا هذا اليأس يا وطني، لماذا لا نتوحد تحت راية الإنجاز، كما وحد صقر الجزيرة العربية هذه البلاد، وأصبح أسطورة للإنجاز في قرن تغلبت عليه صيغة الحروب المدمرة، ولكن هو وحدها بنفس مطمئنة، وبأقل الخسائر الإنسانية، وتوحدت الكلمة، وأصبحت معجزة، وتكونت قوة وطنية تحت راية لا إله إلا الله، وأصبحنا في هذا القرن من أقوى البلدان سياسيا واقتصاديا، ولكن داخل هذا الوطن يوجد الكثير من المعضلات التي تقف بوجه دوران وتطور البلاد، ولهذا تأخر مسار التطور للإنسان ووضعته في إطار النسيان.. في هذه البلاد الغنية، هيا نتعاون في وضع النقاط فوق الحروف؟! فقد اكتفينا من تسليط الأضواء على بعض من لا يعمل، وهنا أرجع لعنوان مقالي وأقول:» لو كان الأمر بيدي...»
همسة الأسبوع
ليس كل ما تراه هو الحقيقة، وليس كل ما يسطع ويبرق يكون ذهبا أو فضة فالبحث عن الحقيقة هي رحلة أبدية لن تنتهي إلا بزوال الإنسانية.
انتي اميرتنا تملكين كل شي تحتاجينه بحياتك صح تسمعي قصص وتتالمي لكن مو بمقدر الي جاك يطلب منك المساعده بدال مو تعبان من نفس المشكله يصير تعبان من السؤال
ReplyDeleteطال عمرك لا تخلي الناس تاخذ امل كذاب فيك كل يوم قبل ما ينام يتخيلك بكرة بتساعدينه لانه بكل بساطهه ارسل رساله لك فاقطعي وسائل الاتصال عشان لا تتعبي ولا تعبي
مقال كبير يوصل رساله لمن يفهمها
دمتي ساطعه كضوء القمر