منطقتنا الجغرافية العربية تصرخ من الألم، آلام شعوب وجدت نفسها في وسط صراع، وتدمير، ومحو هوية، وتغيير مصير، وفوضى استعمارية لا تمت إلى هويتنا الوطنية الإسلامية، فالإسلام هو رسالة السلام والاطمئنان، ولم يكن يوما من الأيام دين التناحر، والتنافس على المقاعد، وتشييع الفوضى، وسفك الدماء، بل العكس هو الصحيح، فهو دين تلاحم الإنسان مع الإنسان، دين تلاحم مجتمع مع قادته لاجتناب دخول وسيطرة الآخر على خريطته وأمنه وأمانه الذي هو مصدر استقرار وطن، وبغض النظر عما يجري حولنا في منطقتنا الجغرافية التي هي مستهدفة منذ وقت بعيد، وخطط رسمت لها حدود منذ قرون لاستعمار بلادنا العربية لتصبح تحت السيطرة الخارجية، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وليس ما يعرف الآن بالحلفاء ولكن استعمار كلي يتكلم باسم الحرية والقصد من ورائه السيطرة الكلية على مصادرنا وثرواتنا الطبيعية والوطنية، وليس للحرية كما يزعمون، بل لتفريق صفنا وتغيير هويتنا لنصبح دويلات، ومناطق لا تقدر أن تقف بوجه العولمة والحرية، ووعود وهمية، ولكن في بواطن الأمور القصة تدور على الاستيلاء على ما نملكه من نعم من رب كريم ودين عظيم، نعم للتغيير إلى الأفضل، نعم إلى تنفيذ وتطبيق الأوامر ،نعم لوضع الأصلح في الأمكنة المناسبة، نعم لتفعيل وتنظيم مجتمعنا على حسب رؤية مليكنا، نعم للمحاسبة، نعم للمبادرة، نعم للحوار، نعم للمراقبة، نعم وألف نعم لتلاحم وطن تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم قيادة مليكنا وقادتنا الذين هم حماة الوطن من بعد الله الذي ولاهم مسؤولية وقيادة ليس فقط وطن بلا منطقة جغرافية بأكملها واستقرار سياسات غربية في المنطقة، واستقرار ونمو اقتصادي لم تحظ به أثمن وأقوى الأنظمة الدولية وأكثرها عتادا، لذا التلاحم أيها الوطن هو المفتاح لكل الأبواب والفرقة هي تشتيت منطقة جغرافية بأكملها، فنحن لسنا كالآخرين، وأوضاعنا وخصوصياتنا لا يوجد لها شبيه بين الأمم، وقادتنا أبوابهم مفتوحة دائما، والطلبات دائما مسموعة، والصلة مباشرة ما بين ولي الأمر والمواطن، وخللنا هو في من يتلاعب ولا ينفذ، ولا يطبق، ولا يفعل، لذا آن الآوان لنبدأ صفحة جديدة من تلاحم وطن، ولنضع أيدينا في أيدي قادتنا لنجنب بلادنا ما حصل في باقي الدول، لنكن مثالا للرسالة السماوية الإسلامية، فما كان رسولنا إلا رحمة عالمية، لنكن الاستثناء، وليس المماثل، لنقف بقوة أمام الأمواج القادمة العاتية، ونمسك بأيادي بعضنا البعض، ونصبح مجتمعا واحدا ووطنا همه الأول هو الاستقرار، ومن بعد ذلك الحصول على المطالب والعهود، ووعود مليكنا بأن كل ما أمر سيطبق، لأنه هو من لقب بملك الإنسانية، وأنا لقبته بأسد الجزيرة العربية، وهو شبل من أشبال صقر العروبة، ولم يبخل يوما بما هو خير للوطن، ولكن الأيدي العابثة كما في كل المجتمعات في العالم، حتى في العالم الأول كما يسمونه، تؤخر وتستفيد من الثقة التي أعطيت لها، و تستفيد من الأمور كما تراها، وليس كما يجب أن تكون، لنتناصح أيها الوطن ولا نسمح للأيدي الغادرة بالتسلل عبر الأجواء والفضاء والصفحات المبرمجة للإخلال بأمن الوطن، تلاحمنا هو أهم أولية أيها الوطن، وكل الأماني والمساواة ستصبح واقعا ملموسا بفضل الله ثم مليكنا وقادتنا أيها الوطن، إنني أتكلم وأكتب بصراحة وببياض قلب وأماني بسلامتنا من كل مكروه، وليس للمسميات والألقاب بل سلامة كل الوطن، فكل مواطن ومواطنة قلبهم على وطنهم، ولكن الأيادي الغادرة والأصوات الهادمة تريد أن تنقذ مشاريع أيادي بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن بل لتنفيذ سياسات ومشاريع ضياع هويتنا الوطنية والإسلامية والجغرافية، أنادي شبابنا وشاباتنا، أنادي كل أم وأب في وطننا، أصرخ بأعلى صوتي، حافظوا على النعم التي لن تدوم إلا بدوام استقرار الوطن. رياح وأمواج عاتية وعواصف ضبابية ورملية قادمة، شتاء بارد قارس سيسيطر على المنطقة بأكملها، لنكن في الربيع الدافئ لنكن نحن الدرع والواحة، لنكن يدا واحدة، لنكن الاستثناء، لنتلاحم أيها الوطن، ونقف صفا واحدا أمام كل من يريد أن يوهمنا ويرينا أحلاما وردية، نريد التغيير، نعم للأفضل، نريد الأمانة من القائمين على العمل، نريد الرجل المناسب في المكان المناسب لتتحقق المطالب، ونرتاح من كل من ينغص علينا حياتنا، ويحصل كل مواطن على احترامه من وطنه، ليكون لديه كل ما يجب أن يحصل عليه من وطنه، وهذا واجب وليس عطاء كما طبقه البعض واستغلوا مناصبهم للتضليل واللعب على أوتار الأوامر التي كانت واضحة المعالم وشفافة بكل المقاييس ومعطاءة بكل المعايير والتضاريس الجغرافية والمعادلات الرياضية، لنتلاحم أيها الوطن مع ملك الإنسانية وقادتنا للوصول إلى بر الأمن والأمان ومن بعدها سنحصل على كل ما كتبه ربنا من خطوات إلى الأمام لمستقبل مشرق جديد لمملكتنا بقيادة مليكنا من تلاحم بين الشعب وقادته.
همسة الأسبوع :
لنتلاحم فإن يد الله مع الجماعة أيها الوطن
No comments:
Post a Comment