Sunday, 28 November 2010

خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يبدأ العلاج الطبيعي


واس – نيويورك
طمأن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أبناء وبنات المملكة كافة وكل من سأل عن صحة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : "إلحاقاً لبيان الديوان الملكي عن العملية الجراحية التي أُجريت لخادم الحرمين أود أن أطمئن جميع أبناء وبنات المملكة وكل من سأل عنه بأن الوضع الصحي لخادم الحرمين مطمئن جداً ولله الحمد، وبدأ - حفظه الله - خطة العلاج الطبيعي والتأهيل حسب توصية الأطباء المعالجين له".ودعا الربيعة لخادم الحرمين بالصحة والعافية. مشيرا إلى أن "خادم الحرمين قد وجهني بنقل تحياته وتقديره للجميع"

Friday, 26 November 2010

هيئة الاستثمار أم هيئة الاحتكار؟

وصلتني دعوة من الأستاذ عمرو الدباغ لحضور ندوة قد أعدها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برعايته ورعاية الرئيس التنفيذي للمدينة، وقد بدأت الندوة بعرض فيلم وثائقي عن انجازات هذه الهيئة التي سميت بالاستثمار ، وقد عرضت أرقام ومراجع عن هذه الأرقام مصدرها البنك الدولي، ولم يحدد لنا معالي محافظ الهيئة من أعطى البنك الدولي هذه الأرقام والمعلومات ، وقد استرسل بالكلام والأرقام حتى بلغت الحلقوم والتراقي وما أدراك ما التراقي ، أرقام خيالية ووعود وهمية واستثمارات في القطاعات وما إليها وما عهدناه من منشتات إعلامية ، فظهر بثوب فضفاض ولا يعلم أن من يسمعه لن تنطلي عليه الحيلة ولا الإبداع في وصف بيئة الاستثمار المحلية والأجنبية، فكل ما تلاه معالي محافظ الهيئة هو عبارة عن مشاريع ضخمة تضم بين طياتها أكبر الشركات المحلية التي عرف عنها أنها تتولى كل ما يتعلق بالموارد المحلية ، واحتكار لكل المشاريع الوطنية وكل المشاريع التي لا يقدر عليها إلا من كان له توصيلات كهربائية تتصل بشرايين الثروة المالية ، فذكر لنا شركات تتولى المشاريع الضخمة التي نعرف أنها أصلا مدعومة من كل الجهات الحكومية ، لكل مشاريع البنية التحتية، والصناعات البتروكيميائية ، والكهرباء والماء التي باتت ألعوبة في يد الشركات التي من المفروض أن تحققها على ارض الواقع ، ولكن للأسف لا نرى إلا الأرقام المذهلة الجلية لمشاريع لا تمت بشيء للواقع إلا أن تصرف لذوي الضمائر الحية. فلا زلنا نعاني من انقطاع الكهرباء ، حتى في أكبر الشركات المحلية والمدارس والمنشآت المدنية، وأما الماء فحدث ولا حرج، من انقطاع في كل الأماكن الحيوية، وبتنا نشرب المعلومات ونستمع للأحلام الوهمية، والمفروض أن نصدقها لأنها جاءت من مصادر المفروض أن تكون ذات مصداقية ، فصرنا من العشر الأوائل في العالم ممن يملكون البيئة الاستثمارية، والتسهيلات التجارية، وكأنه يحسبنا« خرفان نعيمي» محلية، وقطيعا يمشي بضلالة وراء الأرقام المذهلة غير الواقعية، ألم يع محافظ هيئتنا أننا نملك العيون والأذان المصغية، ونعيش واقعا ملموسا من تضاد في المعلومات عما نشره في تلك الصبحية، لأننا نعرف جميعا أن البنية التحتية منوطة بشركات معلومة ذات شهرة عالمية ، ونسي المواطن والمستثمرين الذين لا يرقون إلى هذه المستويات المدعومة من قبل جهات معلومة، فأين البيئة الاستثمارية من مشاريع أعدت للطبقة النخبوية، أين المواطن وحقوقه في الاستثمار في هذه المشاريع التي لا يقدر عليها ولا حتى أن يكون منفذا لها، إلا قول لا حول ولا قوة إلا بالله، أما التجارة فأرقامها مخزية لم تبلغ في قائمة محافظ هيئتنا إلا 3.7% من الإجمال الكلي للاستثمارات المدنية، أفلم يضع الملك هذه الهيئة للاستثمارات الوطنية ، حتى يقدر عليها 15 مليون مواطن الذين لا يملكون الوجبة الصباحية، ولا فنجان القهوة الأمريكية، ولا قطعة الخبز الفرنسية، ولا الوجبة اللبنانية، بل اكتفوا بطبق الكبسة السعودية. أين القوانين الشفافة المرئية لمساعدة المواطن في حياته اليومية ؟ أين المشاريع الإنسانية التي تعنى بالفئة المحتاجة في بلادنا الغنية، أم حتى الاستثمار أصبح ضمن اللائحة النخبوية، التي تعنى بالفئة الغنية، وحرمناها على من يحتاجها من العباد الذين يحفرون الصخر ليحصلوا على اللقمة الشريفة التي تغنيهم عن السؤال والطلب في حياتهم اليومية. أين الاستثمار في الإنسان؟ فقد أعمينا من كثرة الاستطالة في البنيان ، ونسينا الثروة الوطنية من سواعد أبنائنا والفئات التي تحتاج إلى مشاريع إنتاجية في هذه البلاد الغنية ، والتي يقدر عليها المستثمرون المتوسطو الحال ليكون لهم .جزء من الكعكة المحشوة بالحلوى والسكاكر الأجنبية، فالكل يعرف من يعمل في الشركات الكبرى من عماله أجنبية سهلت لها كل الموارد من فيز وآليات بدون عوائق، التي نصادفها كل يوم من الجهات المعنية، حتى نقدر أن نزاول أعمالنا اليومية، فكأن القوانين الاستثمارية وضعت فقط من أجل جهات معينة لا تمت بصلة إلى الاستثمارات المتواضعة التي هي شريان هذا الوطن للفئات التي تحتاج إلى التسهيلات في أمورها، لكي تستطيع أن تزاول مهنتها من غير استجداء ولا رشاوى حتى تبلغ مآربها التجارية ، يا محافظ الهيئة أتمنى أن تعطونا أرقاما واقعية، لا أن تعرضوا علينا أفلاما هوليودية، لا تمت لأرض الواقع بصلة إلا أنها من مصادر دولية، فكل الأرقام التي ذكرت ما هي إلا أرقام غير واقعية، لما نراه ونعيشه في حياتنا اليومية من تعطيل وتأخير لكل ما هو استثمار في أسواقنا التجارية ولما يعترض طريقنا من جهات وزارية بقوانين لم توضع إلا لأسواق لن تنتج ما دامت لا تعنى بالمواطن، بل لاسواق البتروكيميائية والبنية التحتية والتي هي بالأصل مغطاة من قبل الجهات الحكومية، أما الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ، فأرانا مستقبلا مشرقا لمدينة فاضلة لا يؤمها إلا الفئات النخبوية التي هي لا تمثل إلا 10% من تعداد سكاننا الواقعي، مدينة مستقبلية تشبه دبي في تخطيطها والمستويات التي يعجز عن الاستفادة منها الطبقة الدنيا ، فتكاملت الصورة لدي بأننا نعيش في واقع لا تستفيد منه إلا الطبقات الغنية، وما كان هذا أبدا في نية مليكنا مليك الإنسانية، فهو وافق على هذه الفكرة العالمية لتخدم المواطن وتوفر مصادر رزق المفروض أن تكون للجميع ، وليس فقط لمن يستطيع أن يدفع هذه الأرقام الفلكية ويعيش في الأحلام الوردية، ناهيك عن أن الأرض الشاسعة التي اجتزناها للوصول إلى المبنى الوحيد هي خالية من العمران، فمتى سترى الواقع ؟ أبعد أن نموت ويلحقنا أولادنا ثم أحفادنا ليروا نتيجة، يا محافظ هيئة الاستثمار و يا رئيس المدينة المستقبلية نريد خدمة الوطن والمواطن الذي يعيش تحت الضغوط الحياتية من تسهيلات لهذه الشريحة الكبرى التي لن تستفيد منها إلا الأخبار العالمية والأرقام البنكية والشركات الغنية والجهات التي من المفروض أن تكون خادمة لوطن هو في أمس الحاجة للفرص الوطنية والبيئة الصحية الاستثمارية التي تعنى بالكوادر الوطنية ذات الإمكانيات المادية المحدودة ، لمن يريد مد الأيدي و سواعدنا الوطنية وليس فقط بالأحلام المستقبلية لمن يعيش فترة ذهبية، ونحن بأمس الحاجة أن نستغلها لبلوغ مآرب حكومتنا التشريعية وهى التكفل بإعطاء الفرص الاستثمارية لكل الفئات وليس لفئات معينة احتكرت الوطن بكل موارده المالية والبشرية.

همسة الأسبوع :
الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان وليس في البنيان والاحتكار حرمه الله في البيان وفقنا الله لرؤية الصواب صوابا والباطل باطلا وهنا استغل الفرصة لتهنئة حكومتنا الرشيدة والأسرة المالكة والشعب السعودي بسلامة مليكنا ملك الإنسانية واضع أساس النيات الصافية الجلية.
 

Friday, 19 November 2010

عقــوق وجـحــود وطـــن

جريـدة المدينـة عدد 17377 في 19/11/1431هـ
عندما كتبت مقال عيد الأضحى والتضحيات، كنت أشعر بفخر واعتزاز بأن أداء وزارة الداخلية ومنسوبيها هو الأفضل بين كل ما عرف من إدارات في وطننا الحبيب، بل كل ما عرف في العالم من تجارب في وزارات الداخلية من تنظيم، واستطاع هؤلاء الرجال وهذا الجهاز أن يوفقوا من رب البرية بأن يصلوا إلى نتائج مبهرة انقادت بسببها الدول الغنية ذات الثروات الاقتصادية ليتعلموا من وزارتنا الأبية كيفية محاربة الإرهاب، وتنظيم العمرة والحج، لأنها بالنسبة لهم بمثابة عملية انتحارية شديدة الفعالية بأن يستطيعوا أن يديروا 5ملايين حاج في خمسة أيام، وهذا بتوفيق من الخالق الوهاب الذي سهل لهذه الدولة وهذا الجهاز إدارة أصعب منسك على وجه المعمورة، ولكن وللأسف عندما كتبت المقال منذ أسبوعين تحت عنوان «عيد الأضحى والتضحيات» لم يردني على بريدي الالكتروني ولا رد واحد من شكر وعرفان لهذا السلك الحساس وهذا الجهاز الفعال، فكانت الردود جافة مرئية بأننا شعب لا يعترف بالفضل لله ثم لهؤلاء الجنود غير المرئيين، الذين يحافظون على الامن والأمان في دولتنا الشاسعة المترامية الأطراف، أهذا جحود أم عقوق؟ أم عدم وطنية، وعدم اعتراف بالانتماء إلى هذه البلاد الأبية، ولهذا أقولها على الملأ من غير استحياء، هل تريدون تجربة العراق أيها الوطن؟ فهم يملكون الطعام والشراب والبنية التحتية، ولكن وهنا أتساءل هل ينامون الليالي والمتفجرات تدوي في كل المباني؟ هل يستطيعون المشي في الشوارع والقنابل تواجههم من كل جانب؟ هل يهنأون في الليالي وأطفالهم لا يقدرون على الذهاب بطمأنينة إلى المدارس؟ هل يستمتعون في أعراس والطفولة تغتال في أوطانهم؟ هل منهم من يهنأ له بال وهو لا يعرف المصير ولا طولة البال؟ هل هم سعداء بما يدور في بلادهم، وشغلهم الشاغل الأمن والأمان، ولن يستطيعوا أن يشتروه ولا بأغلى الأثمان، لماذا يا وطني الجحود والعقوق والأمثلة أمامكم واضحة للعيان وككل مسؤول يتناحرون على المناصب وتصل إلى حد القتل والتفجير والاغتيالات ليلا نهارا، أهذا ما تريدونه يا أبناء وطني؟ ألم يكن لنا عبرة في لبنان وما يجري فيها واضح للعيان من سفك دماء واغتيالات وسوء إدارة ومشكلات متكتلة ولن تحل ولا بعد عقود، ومع كل هذا لا نرى النعم لدينا من استتباب الأمن ونعمة الأمان، حروب أهلية بالجوار واقتصادات انهارت وديون تراكمت في دول مجاورة، أما نحن فبمنأى عن هذا كله، وهذا بفضل الله ثم هذه الحكومة الذكية التي أرست قواعد أمن أنقذتنا من أشد الحالات الاقتصادية انهيارا في الاسواق العالمية، ألا تقرأون الصحف وتشاهدون الاتصالات المرئية من مشكلات في كل الأمصار التي كانت غنية، لماذا الجحود والعقوق يا وطن، ونحن لا نرى الجهود الجبارة المبذولة من قبل خادم الحرمين الشريفين ونائبيه والأجهزة الأمنية بمنسوبيها على شتى الطبقات والتضحيات المرئية لمن أراد الرؤية وأنار الله بصيرته للتدبر في النعم الموجودة على أرض الوطن.

حدودنا الجغرافية بمنأى عن الهجمات الخارجية بفضل الله ثم بفضل وزارة الدفاع وجنودنا البواسل الذين يحاربون ليل نهار المحاولات الإرهابية والأحزاب الطائفية بغير كلل أو تعب وعلى رأسهم وزيرها سلطان الخير وشبله خالد بن سلطان الذي يدير أمن الحدود الجغرافية بحنكة محارب كأحد أحفاد صقر الجزيرة العربية، ونحن في بيوتنا آمنون وهم على الجبهات قائمون لا ينامون الليالي ليحفظوا بأمر الله بلادنا من الهجمات الخارجية التي لا يخفى على أحد مآربها الاستيطانية ليزعزعوا أمن هذه البلاد ووحدتها الوطنية التي باتت مأرب كل الجهات الإرهابية.

جحود أم عقوق يا وطن؟ ونحن سائرون في الشوارع مطمئنون ولا نعرف سرقات الليالي والتعدي على المنازل، والاتجار بدماء البواسل، غافلون عما يحاك في الدهاليز من أهداف وتصاميم للإخلال بأمن هذه التربة الطيبة، يريدون أن يرونا في تناحر واقتتال، كما كان عليه الوضع قبل توحيد البلاد.. يريدون أن يرونا في وضع هم يعانون منه من عدم أمن في البلاد وتفجيرات في كل مكان، ولكن الله ثم القبضة الحديدية في أجهزتنا الدفاعية، الداخلية والخارجية التي تدافع عنا في كل الجهات الجغرافية التي تحد هذه البلاد الأبية بيقظة لهذه المؤامرات الكيدية، فهم يعملون بتوفيق من الله لتكملة رسالتهم الربانية بأن كل راع مسؤول عن رعيته، وما هو الأكثر أهمية في أي دولة في العالم من الأمن في بلادنا المستهدفة من الجهات الخارجية، لتفرقة أبناء وطننا ورسم الصورة المضللة لحكومتنا، ونحن ننقاد وراءهم بكل انسيابية، للوصول لأهدافهم غير السوية، حتى يرونا شعبا متفرقا من غير نية صافية.

نجحد العرفان بالشكر لهذه الأجهزة السرية التي تعمل بصمت ورؤية وبصيرة بعيدة المدى على أرض الواقع، ويجابهون الموت عند كل مفترق طريق ولا يسألون لا حمدا ولا شكرا لجهودهم المبنية على محبة وطن والدفاع عن ترابه من غير أن يحملوا المواطن على الإحساس بالأيدي الخفية التي تريد زعزعة الأمن في بلادنا في كل الأوقات والمناسبات الدينية والدنيوية، جنودنا البواسل وعلى رأسهم خادم الحرمين وسلطان الخير ونايف الأمن والأمان، يتعبون من غير كلل ولا ينتظرون من أجل العرفان لأنهم يعرفون جحود الإنسان، وإن كان هذا لا يمنع وجود الخلل كما في كل البلاد حتى في الغرب، البلاد التي يسمونها ويدينون لها بالديمقراطية، فالسيرة النقية لأشرف خلق في هذا الكون عبد رب البرية المصطفى وآله وأصحابه كانوا دائما عرضة للهجمات المحلية من القبائل والعشائر الذين كانوا من المفترض هم السند، إلا أنهم عانوا من جحودهم وعقوقهم، ولكن هل نعيد التاريخ من غير تدبير، ونحن قرأنا في السير السابقة عن خيانة شعوب ونتيجتها الحتمية من تفرق وحروب قسمت ظهر الإسلام بعد عقود، عندما تغيرت السرائر ونامت الضمائر ليحل محلها التكالب على الأنا وتركوا الجماعة وطاعة أولياء الأمور، فانهزموا، فهي مقروءة في صفحات التاريخ ولكن هل من معتبر ونذير، نحن أبناء وطن، ولا يوجد على وجه المعمورة حكومة أو قوة من غير تقصير، ولكن هل ننظر إلى الكوب من جانبه المليء أم ننظر إلى الجانب الفارغ، وخاصة فيما يتعلق بالأمن الذي إذا فقد، فقدت النعم، ولن يستطيع أي إنسان أن يستمتع بلقمة أو مال من غير هذه النعمة التي إن وجدت أصبحت الأمم في رخاء وهناء وإن وجد الخلل، فكل صالح قابل للتعديل والتدبير والتصليح إن وجد أهم ما في هذا الكون وهو الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان، نعم لن نشعر بها إلا إذا قارنا حالنا مع حال الآخرين، ففاقد الشيء لا يعطيه ولن نعرف العرفان إلا عندما نرى بوضوح كيف يعيش الآخرون في كل أقطار الدنيا ومدنها الشاسعة، ومناظرها الخلابة، ولكن أين هم من السير في الطرقات وفي أنصاف الليالي بطمأنينة من غير خوف، أين هم من رغد العيش، وإلا لم تكن المملكة مطلب ووجهة كل غربي وشرقي، حيث لا توجد لدينا ضرائب ولا على الدخل ولا الاتجار، واقتصادنا قوي بفضل الله ثم الأمن الذي نعيشه، فكل قوة سببها الاستقرار، ونحن بنعمة لن نعرفها إلا إذا فقدناها -لا قدر الله-، الأمثلة أكثر من أن تستوعبها هذه الأسطر القليلة مما نحن فيه من نعم، استيقظ يا وطن، وكفانا جحودا وعقوقا لأولياء الأمور، لنرى بوضوح الصورة من كل جوانبها المضيئة وغير المضيئة، ولنقارن السلبيات مع الايجابيات ونضعها في الميزان، وسأترك لكم الحكم بعد أن تقارنوا ما نحن فيه من امن وأمان مقارنة مع ما يملكه الآخرون من أخطار، فكما قال الأمير نايف حفظه الله: «إن الاختراق الفكري لمجتمعاتنا هي أبرز المخاطر التي نواجهها»، فلنحارب مع أولياء أمورنا حربا بلا هوادة لمن يريد أن يزعزع أمننا ووحدتنا الوطنية، لنتعامل بحكمة واقتدار ونحمي بلادنا ونترك الجحود والإنكار.


همسة الأسبوع :
بنيت هذه الدولة على التوحيد
فتوحيد الكلمة والشعور بالنعمة هو السبيل الوحيد للانتصار واستقرار الأمن في الأوطان .


علمتني‏ ‏أمي

كلمة‏ ‏مكونة‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏أحرف‏ ‏أبجدية‏, ‏تحوي‏ ‏معاني‏ ‏أبدية‏, ‏لأعظم‏ ‏رسالة‏ ‏سماوية‏ ‏ثلاثية‏ ‏الأبعاد‏, ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الكلمة‏ ‏التي‏ ‏هزت‏ ‏العوالم‏ ‏والأكوان‏ ‏وعرش‏ ‏الرحمن‏, ‏باقترانها‏ ‏بأروع‏ ‏المعاني‏ ‏التي‏ ‏خطها‏ ‏الرحمن‏ ‏في‏ ‏أطهر‏ ‏الكتب‏ ‏السماوية‏, ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏خصها‏ ‏خير‏ ‏البرية‏ ‏بثلاثية‏ ‏أخري‏ ‏بالتفضيل‏ ‏في‏ ‏السنة‏ ‏والأحاديث‏ ‏المروية‏.‏
أتذكر‏ ‏أمي‏ ‏فتتلألأ‏ ‏الدمعة‏ ‏في‏ ‏عيني‏, ‏ويذرف‏ ‏القلب‏ ‏دماء‏ , ‏ويضخها‏ ‏عبر‏ ‏أروقة‏ ‏أوردتي‏ ‏وغرف‏ ‏قلبي‏ ‏السرية‏, ‏فتشتد‏ ‏أحاسيسي‏ ‏وأصبح‏ ‏طفلة‏ ‏صغيرة‏ ‏تحن‏ ‏للمسة‏ ‏العطاء‏ ‏والحنان‏, ‏لعناق‏ ‏كنت‏ ‏أتمني‏ ‏ألا‏ ‏ينتهي‏ ‏إلا‏ ‏عند‏ ‏زوال‏ ‏الكون‏ ‏وقيام‏ ‏الساعة‏ ‏الموعودة‏, ‏عناق‏ ‏واحتواء‏ ‏أبدي‏ ‏لمثال‏ ‏العطاء‏ ‏والرحمة‏ ‏والكلمات‏ ‏العذبة‏ ‏التي‏ ‏تخرج‏ ‏بكل‏ ‏انسياب‏ ‏لتعطيني‏ ‏مشاعر‏ ‏من‏ ‏الأمان‏ ‏وتغطيني‏ ‏بدثار‏ ‏الحب‏ ‏الذي‏ ‏يساوي‏ ‏الدنيا‏ ‏ومن‏ ‏عليها‏ , ‏فهذا‏ ‏هو‏ ‏الاستثناء‏ ‏في‏ ‏حياتي‏ , ‏وفي‏ ‏سيرتي‏ ‏الذاتية‏.‏
أمي‏ ‏كيان‏ ‏وأكوان‏, ‏أجول‏ ‏وأصول‏ ‏في‏ ‏فضائها‏, ‏بكل‏ ‏حرية‏ ‏وأمان‏ , ‏بكل‏ ‏ثقة‏ ‏بجناحين‏ ‏هي‏ ‏زرعتها‏ ‏وروتها‏ ‏وأنبتتها‏ , ‏حتي‏ ‏صرت‏ ‏مجموعة‏ ‏حمام‏ ‏وصقور‏ ‏ونسور‏, ‏تطير‏ ‏في‏ ‏سماء‏ ‏الحرية‏, ‏حمامة‏ ‏سلام‏ , ‏صقر‏ ‏قناص‏ , ‏ونسر‏ ‏مهاجم‏, ‏هكذا‏ ‏ربتني‏ ‏لكل‏ ‏الأحوال‏ ‏الجوية‏ , ‏فلم‏ ‏تتركني‏ ‏أعاني‏, ‏لم‏ ‏تتركني‏ ‏أستمد‏ ‏قوتي‏ ‏من‏ ‏الآخر‏, ‏لم‏ ‏تتركني‏ ‏معتمدة‏ ‏علي‏ ‏الملاعق‏ ‏الذهبية‏, ‏والفرش‏ ‏الوثيرة‏, ‏من‏ ‏إستبرق‏ ‏وسندس‏, ‏وجنات‏ ‏عدنية‏, ‏بل‏ ‏أنشأتني‏ ‏نشأة‏ ‏سوية‏, ‏وأعطتني‏ ‏قوة‏ ‏إلهية‏ ‏استمدتها‏ ‏من‏ ‏ثقافتها‏ ‏المحمدية‏, ‏فروت‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏الليالي‏ ‏القمرية‏  ‏السيرة‏ ‏النبوية‏, ‏سيرة‏ ‏النبي‏ ‏الأمي‏, ‏وكانت‏ ‏فخورة‏ ‏دائما‏ ‏بأنها‏ ‏أيضا‏ ‏أمية‏, ‏ولكن‏ ‏ذكية‏, ‏وتملك‏ ‏الفطرة‏ ‏الإنسانية‏, ‏بأن‏ ‏المرأة‏ ‏هي‏ ‏مصدر‏ ‏القوة‏ ‏والتحمل‏, ‏والقيادة‏ ‏الأسرية‏, ‏فكانت‏ ‏مثالا‏ ‏لي‏ ‏بأطيافها‏ ‏المتعددة‏ ‏الصفات‏ ‏والألوان‏ ‏بشيم‏ ‏القبائل‏ ‏العربية‏, ‏من‏ ‏شموخ‏ ‏وقيم‏ ‏اندثرت‏ ‏مع‏ ‏الأزمان‏, ‏من‏ ‏صدق‏ ‏وعزيمة‏ ‏الرجال‏, ‏وطهارة‏ ‏أنثوية‏, ‏لتسطر‏ ‏لي‏ ‏أروع‏ ‏أبيات‏ ‏الشعر‏ ‏من‏ ‏معان‏ ‏خطتها‏ ‏علي‏ ‏صفحات‏ ‏تاريخها‏ ‏الذي‏ ‏لن‏ ‏أنساه‏ ‏ما‏ ‏دمت‏ ‏حية‏. ‏الأم‏ ‏هي‏ ‏قصة‏ ‏كونية‏ , ‏تلعب‏ ‏أوتارها‏ ‏بقيثارة‏ ‏أسطورية‏ ‏وأنغام‏ ‏خالدة‏, ‏بأصوات‏ ‏ملائكية‏ ‏وإيقاع‏ ‏سيمفونية‏ ‏أبدية‏ ‏لتروي‏ ‏أروع‏ ‏قصص‏ ‏التضحية‏, ‏والعطاء‏ ‏والرحمة‏ ‏الإلهية‏, ‏التي‏ ‏خصها‏ ‏الرحمن‏ ‏واستودعها‏ ‏قلب‏ ‏أرق‏ ‏إنسان‏ ‏في‏ ‏الوجود‏: ‏أمي‏!‏
علمتني‏ ‏أمي‏ ‏أن‏ ‏الطهارة‏ ‏هي‏ ‏طهارة‏ ‏الإيمان‏ ‏ونقاء‏ ‏العقل‏ ‏من‏  ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يفسد‏ ‏الأذهان‏ ‏من‏ ‏علو‏ ‏واستكبار‏ ‏علي‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏همزة‏ ‏ولمزة‏, ‏وإيقاع‏ ‏خطوات‏ ‏الشيطان‏, ‏من‏ ‏إغواء‏ ‏للإنسان‏, ‏وبالأخص‏ ‏الأنثي‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تزال‏ ‏وستظل‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏حكاية‏ ‏والشغل‏ ‏الشاغل‏ ‏لكل‏ ‏الرجال‏, ‏فالأنثي‏ ‏كانت‏ ‏ولا‏ ‏تزال‏ ‏محور‏ ‏كل‏ ‏حوار‏, ‏حتي‏ ‏حوار‏ ‏الأديان‏!‏
علمتني‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏أبية‏, ‏واثقة‏ ‏من‏ ‏نفسي‏ , ‏أسير‏ ‏في‏ ‏طرق‏ ‏الحياة‏ ‏بشجاعة‏ ‏أدبية‏, ‏إطارها‏ ‏الأخلاق‏, ‏والتواضع‏, ‏والدين‏ ‏والتسامح‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏أطياف‏ ‏وأجناس‏ ‏المخلوقات‏ ‏الإنسية‏ ‏منها‏ ‏والكونية‏. ‏علمتني‏ ‏أن‏ ‏أنظر‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏دائما‏ ‏متكلة‏ ‏علي‏ ‏الإله‏ ‏الواحد‏ ‏الأحد‏ , ‏ولا‏ ‏أخاف‏ ‏شيئا‏ , ‏إلا‏ ‏ربي‏, ‏ثم‏ ‏المظلمة‏ ‏لإنسان‏ ‏آخر‏, ‏فهي‏ ‏من‏ ‏الأشياء‏ ‏المحظورة‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏مساومة‏ ‏فيها‏ ‏ولا‏ ‏تنازل‏, ‏ولا‏ ‏تلاعب‏, ‏ولا‏ ‏حتي‏ ‏الأعذار‏ ‏التي‏ ‏نبتكرها‏ ‏لإرضاء‏ ‏ذواتنا‏ ‏بأننا‏ ‏محقون‏, ‏ولإشباع‏ ‏طموحاتنا‏ ‏التي‏ ‏تبلغ‏ ‏عنان‏ ‏السماء‏.‏
علمتني‏ ‏اللامساومة‏ ‏علي‏ ‏المبادئ‏, ‏وأن‏ ‏أكون‏ ‏أنا‏ ‏وليس‏ ‏غيري‏, ‏علمتني‏ ‏ألا‏ ‏أكون‏ ‏تابعة‏ ‏بل‏ ‏متبوعة‏, ‏ولا‏ ‏أضعف‏ ‏أمام‏ ‏أي‏ ‏إنسان‏ ‏إلا‏ ‏خالق‏ ‏البيان‏ ‏والفرقان‏.‏
علمتني‏ ‏قصة‏ ‏شجاعة‏ ‏رجل‏, ‏وأن‏ ‏الرجولة‏ ‏موقف‏ ‏وكلمة‏ , ‏وليست‏ ‏أصلا‏ ‏وفصلا‏ ‏ورصيدا‏ ‏في‏ ‏البنك‏. ‏علمتني‏ ‏كيف‏ ‏أحب‏ ‏وأعشق‏, ‏كيف‏ ‏أصلي‏ ‏وأناجي‏ ‏الخالق‏ ‏الواحد‏ ‏الأحد‏.‏
علمتني‏ ‏أن‏ ‏الحياة‏ ‏مثل‏ ‏علبة‏ ‏هدية‏ ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏ما‏ ‏فيها‏ ‏إلا‏ ‏عندما‏ ‏نفك‏ ‏شرائطها‏ ‏ونزيل‏ ‏عنها‏ ‏أوراقها‏ ‏ونفتح‏ ‏صندوقها‏, ‏عندها‏ ‏سنعثر‏ ‏علي‏ ‏المفاجأة‏ , ‏ولأكن‏ ‏مستعدا‏ ‏لكل‏ ‏الاحتمالات‏ ‏والمواقف‏ ‏العصيبة‏, ‏وليكن‏ ‏مبدئي‏ ‏دائما‏ ‏أن‏ ‏الفشل‏ ‏ليس‏ ‏خيارا‏ ‏وأن‏ ‏النجاح‏ ‏هو‏ ‏الخيار‏ ‏الوحيد‏ ‏للسعادة‏ ‏الأبدية‏, ‏نجاح‏ ‏في‏ ‏اختيار‏ ‏إطارك‏ ‏وطريقك‏ ‏ومبادئك‏ ‏التي‏ ‏ستعيش‏ ‏من‏ ‏خلالها‏ ‏السعادة‏ ‏أو‏ ‏الجحيم‏.‏
علمتني‏ ‏أمي‏ ‏أننا‏ ‏نملك‏ ‏خيار‏ ‏موعد‏ ‏ابتداء‏ ‏الحروب‏, ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏نملك‏ ‏خيار‏ ‏موعد‏ ‏انتهائها‏, ‏وأن‏ ‏لا‏ ‏نثير‏ ‏مشكلة‏ ‏لن‏ ‏نستطيع‏ ‏حلها‏.‏
علمتني‏ ‏الوفاء‏ ‏لمن‏ ‏أحب‏, ‏والاستماتة‏ ‏لنصرة‏ ‏الحق‏, ‏ولو‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏مصلحتي‏, ‏وألا‏ ‏أحد‏ ‏يملك‏ ‏قطع‏ ‏رقبتي‏ ‏إلا‏ ‏الذي‏ ‏خلقها‏, ‏علمتني‏ ‏دروسا‏ ‏ومواقف‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏استمدتها‏ ‏من‏ ‏عظمتها‏ ‏وهيبتها‏, ‏وصمودها‏ ‏أمام‏ ‏عواصف‏ ‏هوجاء‏ ‏قضت‏ ‏علي‏ ‏الأخضر‏ ‏واليابس‏, ‏ولكن‏ ‏استطاعت‏ ‏أن‏ ‏تبقي‏ ‏المنارة‏ ‏التي‏ ‏تضيء‏ ‏لنا‏ ‏الطريق‏ ‏برغم‏ ‏حلكة‏ ‏الليل‏ ‏وظلامه‏.‏
أبية‏ ‏وفية‏ , ‏ينابيع‏ ‏وأنهار‏ ‏وبحار‏ ‏ومحيطات‏ ‏الدنيا‏ ‏تسقي‏ ‏من‏ ‏نبع‏ ‏أمي‏ ‏الذي‏ ‏عنوانه‏ ‏الرحمة‏, ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏أمي‏ , ‏وهكذا‏ ‏علمتني‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏مجموعة‏ ‏إنسان‏, ‏وأنثي‏, ‏لا‏ ‏تعرف‏ ‏للهزيمة‏ ‏معني‏, ‏ولا‏ ‏للتفرقة‏ ‏مغزي‏, ‏ولا‏ ‏للعدالة‏ ‏بديلا‏ , ‏ولا‏ ‏للإنسانية‏  ‏سبيلا‏ ‏إلا‏ ‏العزيمة‏ ‏التي‏ ‏تفرض‏ ‏علي‏ ‏الآخرين‏ ‏الاحترام‏, ‏وأن‏ ‏الحكمة‏ ‏هي‏ ‏المرأة‏ ‏وليست‏ ‏حصرا‏ ‏علي‏ ‏العظماء‏ .‏
أحييك‏ ‏يا‏ ‏أمي‏ , ‏وأحيي‏ ‏كل‏ ‏أم‏ ‏أعطت‏ ‏بدون‏ ‏مقابل‏ ‏وبلا‏ ‏حدود‏, ‏وقاومت‏ ‏غزوات‏ ‏الدهر‏ ‏والأقدار‏ ‏لتجعل‏ ‏للتضحية‏ ‏مغزي‏ ‏ومعني‏, ‏لن‏ ‏يعرفها‏ ‏إلا‏ ‏ذو‏ ‏حظ‏ ‏عظيم‏, ‏إن‏ ‏أهدته‏ ‏الدنيا‏ '‏أم‏' ‏أعطت‏ ‏للحياة‏ ‏وللحب‏ ‏معني‏ .‏
أحبك‏ ‏يا‏ ‏أمي‏ ‏ولن‏ ‏أنساك‏ ‏حتي‏ ‏يأتيني‏ ‏اليقين .


همسة‏ ‏خفية :
باقة‏ ‏ورد‏ ‏بيضاء‏ ‏وسماء‏ ‏زرقاء‏ ‏وابتسامة‏ ‏عذراء‏ ‏وتحية‏ ‏إجلال‏ ‏وانحناءة‏ ‏تحت‏ ‏الأقدام‏ ‏لكل‏ ‏أما‏ ‏أعطت‏ ‏معاني‏ ‏سامية‏ ‏للأجيال‏  ‏بكل‏ ‏صفاء‏ ‏ونقاء‏.‏

Friday, 12 November 2010

خيرتكم فاختاروا

المدينة 2/12/1431هـ
عدد 17369
الفتوى التي صدرت من أن عمل المرأة في مهنة «كاشيرة» هو حرام لما يترتب عليه من اختلاط ودرء المفاسد، وهنا أتساءل ما هو الأفضل دينيا، العمل في العلن أم العمل في الشوارع والتستر تحت غطاء العوز في المنازل، كلنا يعرف أن المرأة في عهد الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، قد عملت في الأسواق وكانت تبيع وتشتري تحت أنظار الرجال، ومنهم الصحابة، وأهم مبلغ للرسالة، فلم يكن هناك حرج لأنها تعمل بشرف، وتقي نفسها وأسرتها من المُحرَّم، تعمل بشرف تحت أنظار المجتمع، وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عين امرأة تدعى «الشفاء» محتسبة للسوق، وهي بمفهومنا الحالي وزيرة التجارة، كما أن عمل المرأة في الأسواق السعودية ليس وليد اللحظة، فالمرأة السعودية اشتغلت في السوق منذ أكثر من 50 عاما في عهد كثير من العلماء ولا أحد منهم أنكر عليها العمل، وأذكر من العلماء الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين، ومن أشهر الأسواق التي عملت بها النساء مع الرجال: سوق الديرة بالرياض وسوق بريدة بالقصيم وسوق حي القزاز بالدمام وسوق القصيرية بالأحساء وسوق البدو بنجران، ولا زالت تعمل حتى الآن بأسواق الرياض الشعبية، وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن عمل المرأة في الأسواق فقال: لا مانع إذا كانت المرأة محتشمة في لباسها وعدم اختلاط «الريبة» فلماذا نرى نحن الرؤية بطريقة ملتوية، ولا نسمي الأشياء بأسمائها، وهنا يتبادر على ذهني عدة أسئلة، لم نعد نعرف ما هو المحظور والمسموح من كثرة تضارب الرؤية عند أولياء الأمور، فتارة نحن نسير في الطريق المنير وتارة نرجع إلى مسار قديم، من تضاد في الأحكام، وتباين في الأفكار، فالكل يمشي حسب الأهواء، ولا ينظر إلى أرض الواقع وسيرة خير الأنام.
من سمح للمرأة في البداية أن تعمل كاشيرة في الأسواق، وفجأة نسمع أن المهنة حرام، مع أن في قاموس كل ما يدار في العلن وتحت أنظار المجتمع هو حلال، وكل ما يدار تحت الستارة ويمشي تحت غطاء الظلمات فهو حرام، ألم يكن الوضوح هو سمة قرآننا والشفافية هي سيرة نبينا، فبين لنا الحلال حلالا والحرام حراما، فما الحرام من أن تقي المرأة نفسها شر السؤال وتعمل كبائعة تحت الضوء، ولا تعمل تحت جنح الظلام بمهن كلنا ندري نتائجها التي لا تخفى للعيان، احترنا وحيرونا، نساؤنا بتن ألعوبة في يد كل من يريد الظهور ويبث التفرقة بين رؤية خادم الحرمين الشريفين، ولا أحد هنا يشك في علمه للبيان، بما أنه إمامنا وتعلم القرآن، وشرب من السيرة النبوية حتى بات المجتمع في عهده يسير إلى الأمام بثقة ووضوح رؤية وامتثال لما كان عليه السلف الصالح من حكمة وإدارة المجتمعات، كما أرادها نبي الأمة وسيد المرسلين.
المرأة باتت سلاحا في يد العالم الخارجي، ينظرون إلينا ويترقبون الفتاوى التي أصبحت شغلها الشاغل المرأة ودورها، وحلالها وحرامها، وتركنا الأصل في الأحكام وهي الأقل ضررا من حكمه، لما في الإسلام من مرونة في الوسطية التي كانت منهج خير البرية.
فعمل المرأة لم يكن في يوم من الأيام موضع فتنة ولا حتى تفرقة ولا حتى تساؤل في عهد الإسلام، فخديجة الكبرى كانت تعمل تاجرة، وكثير من الصحابيات كن بائعات، وكن في شتى قطاعات الحياة مؤثرات من الناحية الاقتصادية، خاصة في زمن الحروب، فكن يزاولن مهن أزواجهن حتى يدرأن بأنفسهن وأسرهن شر العوز والفاقة، فكيف ونحن أصبحنا في زمن ظلم الرجال حيث باتت المرأة هي المنفقة والراعية لأسرتها ولم يعد بعض الرجال إلا مصدر ابتزاز وتحقير للمرأة التي شاركتهم الحياة، فنبذوها كالمعلقة، وكجزء من الأثاث يأخذون أموالها من غير حق ولا بما يمت للدين بشيء بل العكس، الاتجاه الآخر لما في الإسلام من قوامة للرجل بما أنفق وليس بما أخذ، فمحاكمنا تمتلئ بمشاكل النفقة من غير نتيجة للمرأة، فنراها تلهث مع أولادها في الليل والنهار وراء القضايا المعلقة في المحاكم لصالح الرجال، من غير التزام بدفع النفقة، فنراهم يلتزمون شهرا أو شهرين ومن ثم ترجع الدائرة المغلقة، ويتوقف تدفق الشريان، لتجد المرأة وأولادها خالية الوفاض إلا من دعوة خفية في وقت الاستجابة الربانية، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله من حجاب، أرجع أتساءل هنا، ما هو الأشرف لنسائنا أن يعملن في العلن أم يضعن تحت أجنحة الظلام ووسوسات الشيطان، والفاقة والألم، أين الحكماء في مجتمعنا، أين النبلاء من قيمنا الإسلامية والمناهج المحمدية، أين الامتثال لما كانت عليه المجتمعات الإسلامية، وهنا أقول السابقة حتى لا أنعت بالعولمة إن قارنت مجتمعنا بالمجتمعات التي من حولنا، فقد أصبحنا نغلو في كل مسارات حياتنا، إما أقصى اليمين أو أقصى الشمال، أين الوسطية والشمولية في الامتثال بالسيرة النبوية، أم نحن نسير في خط لا يتوافق حتى مع أبسط المقومات الدينية التي أتى بها الإسلام لينتشلنا من أزمان الجاهلية.
تقديري وكل احترامي لمفتينا، وأرجو من سماحته مراجعة ما ينقل إليه من حالتنا الاجتماعية، وأنا أعلم وعلى ثقة بأنه أفقه مني بالسيرة النبوية، والمجتمعات الإسلامية التي شرفت المرأة في كل الأزمان السابقة، وأيضا اللاحقة والموجودة حاليا في كل البقاع الإسلامية، لماذا تشوه صورتنا العالمية؟ ونساعد في تدني مستوى المرأة من اعتزاز وثقة واحترام لنفسها البشرية التي أتى الإسلام ليشرفها ويعطيها ما لم تعطها كل الأديان السماوية السابقة، شئنا أم أبينا فالعناية الإلهية والسنة النبوية هي التي ستطغى وتحل محل كل الفتاوى التي أصدرت من غير دراسة فعلية لما نعايشه في هذا الزمان، والمكان، من أوضاع المرأة المأساوية، فمشاكلها على كل لسان، وحاضرة في كل المجتمعات الأنثوية، لأنها تعاني بصمت ورؤية وروية وتنتظر الفرج من رب البرية، هجرة جماعية، هكذا أرى مستقبل المرأة في بلادنا الأبية لعالم خارجي يعطي للمرأة دورها بكل احترام واعتراف لدورها الفعلي ومكانتها كأم وأخت وزوجة، وفاعلة في مجتمع ليس أفضل مما كان المفترض أن يكون عليه واقعنا الأليم، من لعب ولهو في مصير نسائنا على حسب ما يراه البعض ويتلاعب به الآخر، فكيف تحترم المرأة ذاتها إن لم تكن تعرف دورها، وإن كانت هويتها ضائعة بين أروقة الأنظمة والفتاوى، فتارة هي النقية المطهرة، المخدومة المرعية، وتارة هي الخادمة والمعنفة، والملاحقة قضائيا، ومهمشة أدوارها في مجتمعاتنا الشرقية، ولا أقول الإسلامية، لأن الإسلام أعطى المرأة مكانة علوية، وحقوقا سوية، ومتساوية التكليف والعقاب والاحترام والتشريف الإلهي على لسان حبيبه المصطفى ومن تبعه إلى يوم الدين، فلنكن الأوائل المتسابقين لإحياء ما كان عليه السلف من منهاج كفل للمرأة حقوقها بالكامل، وأعطاها مكانتها في كل المهن، فلم يرد في السير تحريم مهنة عن المرأة إلا مهنة البغاء واللقمة غير الشريفة، فنحن أولى أن نرد لها مكانتها وتشريفها لا أن نجعلها ألعوبة لأنها ستكون عقوبة لمن يريد إرجاعها إلى ما كانت عليه قبل وضوح النور الإلهي في رسالته للعالمين على لسان أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الحبيب الذي وفى وكفى وقال رفقا بالقوارير.

همسة الأسبوع
المرأة مرآة للمجتمع، إما أن يكون نصيرها، وإما أن يكون عدوها على مقصلة التاريخ.
b.saoud@hotmail.com

Thursday, 11 November 2010

الأميرة بسمة بنت سعود: الكثير من الأميرات مظلومات ووزير العدل حاول ألا يواجهني.. ولا توجد بالسعودية امرأة مظلومة


صحيفة صحف الالكترونية - غادة محمد
قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بن سعود في حديث خاص "لصحف" أنه لا وجود بالسعودية لامرأة مظلومة، معتبرة أن المرأة هي من ترضى الظلم لنفسها، وجددت الأميرة بسمة مطالبتها بضرورة ممارسة النساء للرياضة بدءا من المدرسة، وأوضحت كذلك أنها بصدد إنشاء مركز أمني لتدريب الفتيات بالسعودية .

وقالت الأميرة بسمة التي كسرت الحواجز في تعامل نساء الأسرة الحاكمة في السعودية مع الأحداث والقضايا المعاصرة، فهي حاضرة بكل المجالات والاحتفالات واللقاءات المعنية بالنقاشات الداخلية بالمملكة في حديثها "لصحف" إنها من "الأميرات" اللاتي استطعن الحديث بلا أية قيود، منتقدة البعض منهن بإضاعتهن لأوقاتهن بالاجتماعات واللقاءات الرسمية بعيدا عن هموم المجتمع، مجددة مطالبتها بإدخال مادة التربية الرياضية ضمن المقررات الدراسية، وكشفت كذلك عن توقيعها لعقد تأسيس مركز تدريب أمني للنساء بالسعودية .

الأميرات مظلومات
بينت بسمة بنت سعود مقصدها في مقولتها الشهيرة بأن "الأميرات مظلومات" بقولها أن الكثير من الأميرات مظلومات، بسبب الصورة الذهنية عنهن بأنهن يتمتعن بالأموال ويمضين ليلهن ونهارهن بجلسات واجتماعات عشاء وصالونات، حيث انتقدت الأميرة بسمة كل من يعمم هذه النظرية معتبرة فئات عديدة منهن يقمن بعكس ذلك، وأضافت: "أعتبر نفسي من النساء المحظوظات اللاتي استطعن أن يتحدثن بلا قيود وكونّ صورة مشرفة للوطن وللمجتمع النسائي في الإعلام"، وأوضحت أن العديد من النساء السعوديات أثبتن أنهن يمتلكن فكرا راقيا، وأكدت أن السعودية بأكملها لا توجد فيها امرأة مظلومة واحدة؛ وبينت ان هنالك من ظلمت نفسها حين سكتت عن الخطأ معتبرة أن سكوتها يجعلها في مقامة "الشياطين" .

أتمنى تمثيل السعوديات
وأوضحت الأميرة بسمة أنها تتشرف بأن تكون ممثلة للمرأة السعودية في كافة المحافل الداخلية والخارجية، وأشارت إلى أن المرأة السعودية لا ينقصها إلا نفسها التي تكمن في الـ"هي" الأنثى، معتبرة أن الإسلام حفظ لها حقها الذي يصونها، وأن المرأة هي من تجهل حقها .
نعم للرياضة النسائية
وجددت بسمة بنت سعود مطالبتها بضرورة تطبيق نظام ينص على ممارسة الفتيات للرياضة في المدارس، وقالت "إن العقل السليم في الجسم السليم لنخطو خطوة للامام فهذه ليست ميزة أو شيئاً إضافياً سيكون على كاهل المدارس لأن الرياضة من التعليم"


التدريب الأمني النسوي

وفي سؤال عن المركز الأمني التدريبي للسيدات السعوديات، قالت الأميرة بسمة إنه تم التوقيع على إنشاء معهد التدريب الأمني الذي يعنى بتدريب النساء السعوديات ضد أي غزو فكري أو أمني قادم من الخارج أو الداخل، مستدلة على امرأة تنظيم القاعدة الشهيرة "هيلة القصير" التي اعتبرتها أنها فهمت الفقه والسنة بشكل مختلف .

وأضافت: الهدف أيضا من المركز هو تنوير وتعليم النساء على فنون القتال والدفاع عن النفس والمساهمة في حماية الآخرين، كما أنه يهدف إلى تأهيلهن فكريا للتعامل مع القضايا الأمنية السعودية بحكمة ودراية .

وأوضحت بسمة بنت سعود أنها لا تستغل اسمها لخدمتها في تسهيل أمورها، مضيفة أنها تقدم نفسها كثيرا على أنها سيدة أعمال.

وزير العدل حاول الا يواجهني

وحول الأحداث الأخيرة التي حدثت خلال حضورها ندوة "القضاء السعودي بين الأصالة والمنهج ورغبة التطوير"، نفت الأميرة بسمة الاتهامات ، التي قالت إنها تهاجم القضاء في السعودية وتتحدث بحدة عن الوزراء، حين تحدثت عما حدث في محاضرة (القضاء السعودي بين الأصالة والمنهج ورغبة التطوير) والتي دعيت لها رسمياً لتقديم ورقة عمل ولم تقل ما بجعبتها مؤكدة أنها أرادت تنوير وزير العدل السعودي حول شؤون المرأة رافضة مفهوم الهجوم مؤكدة أنها لا تهاجمه "لا سمح الله" بل كانت حريصة على تقديم ورقة العمل لمجرد التوضيح ليس إلا .


ورفضت حفيدة الملك عبد العزيز تلك الظروف التي أوضحت بأن هناك عطل فني حال بين قاعة النساء والرجال أثناء حضورها لتقديم ورقة عمل، مؤكدة في حديثها لـ(صحف) أن وزير العدل السعودي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الذي جزم من حضر أنه حاول أن يتجاهلها بشكل لافت و يهمشها فقالت: غير صحيح أنه تجاهلني أو حتى همشني بل هو حاول ألا يواجهني ولم تنجح محاولته بل كانت ردة الفعل أكبر من لو أتاح لي الفرصة .

ورفضت بسمة اتهامها بالهجوم على وزير العدل وغيره من منظومات ورأت أنه ليس من حقها ذلك كونها جزء من هذه المنظومة ، لكنها رأت أن من حقها تفهم السبب وراء التأخير في تنفيذ قرار من جهة والقوانين المعمول بها لما أردت مناقشته فيها من خلال ورقة العمل التي كنت سأقدمها، فهناك فرق بين الهجوم والانتقاد ونقل ما حدث بشكل واضح ليجعل القاري يحلل ما حدث حسبما يرى لكن في نهاية الحديث عن هذا الموضوع أؤكد لك وللجميع أني أكن لوزير العدل كل الشكر والتقدير لكن الرغبة في الفهم لم تمنعني من تسليط الضوء على العديد من القضايا التي لا يراها من جهة والتي لم يسمح لأحد بمناقشتها من جهة أخرى .

 

Saturday, 6 November 2010

ناشطات: الكاشيرات محتشمات في المراكز التجارية


جدة، الرياض: سامية العيسى، عبدالعزيز العطر
على مرأى ومسمع الجميع، وفي موقع معزول لا يسبّب احتكاكاً بالرجال، وفي لباس محتشم إلى أقصى مدى.. فاين المشكلة..؟ وما هو الفرق بين المرأة الزبونة في المركز التجاري وبين البائعة في المركز نفسه..؟


هذا ما أثارته ناشطات اجتماعيات ومثقفات من أسئلة وتساؤلات حول قضية عمل "الكاشيرات" في المراكز التجارية، خاصة بمقارنة المهنة المحدّدة ذات الضوابط الواضحة والفاصلة بغيرها من المهن التي تمارسها سعوديات ومقيمات في العديد من القطاعات.


وقالت الأميرة بسمة بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود "إنني أناشد سماحة المفتي العام أن يبحث عن النسب المهاجرة من السعوديات بوضوح وشفافية بعيداً عن تزييف بعض الجهات التي تريد إخفاء الحقيقة.. هناك أعداد كبيرة من السعوديات أصبحن يوصفن بـ "المهاجرات".. وقد هاجرن إلى خارج المملكة ليعملن في مهن ممرضات ومعلمات وخادمات، فهل هجرة السعودية من وطنها وعملها في أماكن مخبئة لا نعرف مصيرها أفضل من أن تعمل في وطنها أمام مجتمعها..؟ وماذا ستصبح عليه بعد العودة إلى أرض الوطن..؟".

وأضافت الأميرة بسمة "في بلادها سوف تكون في حماية مجتمعها وحكومتها، أما في الخارج فسوف تكون عرضة لكل أنواع التحرش". وقالت "نحن نريد أن تحصل المرأة السعودية على فرصتها في وطنها، وتحت أنظار مجتمعها بشكل محترم يلائم بلدنا وهذه رؤيا لابد أن تُبحث". ووضعت الأميرة بسمة ملاحظتها على أمر ذي صلة هو محلات بيع الملابس النسائية "حين تعمل المرأة في هذه المحلات فإن ذلك يعطيها فرصة لتأكيد خصوصيتها والوقت ذاته احترام خصوصيات المجتمع المسلم" .

وتركز عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتورة فوزية البكر على دور المرأة في اقتصاديات الأسرة في وقت الراهن، مشيرة إلى اضطلاعها بمساعدة الرجل على تحمل النفقات .

Friday, 5 November 2010

عيد الأضحى والتضحيات



لقد مَنَّ الله تعالى على هذه الأرض الطيّبة، وشرّفها بآخر الرسالات، وأشرف الأنبياء، ثم ولّاها في هذا القرن أفضل الرجال الأوفياء.فمنذ أن بدأ ظهور الإسلام، والتشريف الإلهي بأفضل الأنبياء، وجعل لهذه الرسالة أفضل العبادات، وأيسرها للتقرّب إلى الخالق المعبود رب الملائكة والروح، وجعل الله بحكمته التضحيات التي ارتقت بالنفس عن المصالح الشخصية، هي أكبر وأفضل العبادات الربانية، فالنبيُّ الأميُّ ضحّى منذ بزوغ فجر الإسلام بكل ما أُوتي من مكانة له في مجتمع الجاهلية، من اسم، ونسب، وتأثير، وارتقى بذاته المنبثقة من الحكمة الإلهية على كل المغريات الدنيوية، ونأى بنفسه عن المصطلحات القبلية، والانتماءات الأسرية، فكانت أروع وأجمل صور التضحيات الإنسانية، وبه نحتذي، ومنه نستمد قوتنا وثباتنا على قول الحق، واتباع سيرته المحمدية، فقد سارت على منهجه كثير من الأمم الإسلامية، والقوات العظيمة السلفية. ووصلنا إلى حاضر تحمّلت أمانته هذه الدولة السعودية، التي رفعت راية الرسالة المحمدية، والمنهج الإسلامي كهوية، فأعزّها الله برجال لم يؤت مثلهم في هذه الأوقات العصيبة، فخضعت القوات العظمى لهذه البقعة الشريفة، وأعطى الله حكمة لهؤلاء الرجال لما لديهم من إيمان، ووطنية، وامتثال لدين أكمله الله للعالمين؛ حتى يكون منبرًا وسيفًا للحق، فهم أبطال ضحّوا بالغالي والنفيس، لأن يجعلوا هذا البلد في أمن وأمان لقاصده في مناسك الحج والعمرة، فحملوا الأمانة، وأدّوها بشهامة، وجعلوها من أسمى توجهاتهم السياسية والدينية؛ ليُظهروا أمام الله، ثم العالم روعة وجمال هذا الدِّين، ونصرة رب العالمين لمَن يدين بالإسلام، ويرفع راية التوحيد كرسالة عالمية وكونية، فأيّدهم الله بنصره، وجعلهم أمناء بحكمته لهذا التراب الشريف، وولّاهم أمن وأمان الحجاج والمعتمرين ليؤموها سالمين، فضحّوا بالغالي والنفيس، من جهد وسهر الليالي، لربما لا تكون ظاهرة للعيان، ولكنها عند الله لا تخفى، والله خبير بالعباد. فجعلوا التضحية من أجل الدِّين والوطن رسالتهم الدنيوية، ولو كره الكارهون لرؤية حقيقة هؤلاء الرجال، ولكنّ أعمالهم وأفعالهم تحكي قصصًا من الشجاعة والبطولة لهذا البلد، الذي من شيمه العطاء، من غير أن ينتظروا الآخر أن يعترف بالوفاء. لذا كانت -ومنذ تأسيس هذه الدولة- التضحيات مبدأً وعنوانًا، وإن رآها الآخرون مناصبَ وأدوارًا، ومالاً وجاهًا، وقوةً وسيطرةً على العباد. فالله أدرى بهؤلاء الرجال، ومقاصدهم، ونياتهم، وإلاّ ما ولّاهم هذه الأمانة، والتشريف، والإشراف على أطهر بقعتين في هذه المعمورة. تضحيات رجالنا من أبناء عبدالعزيز ظاهرة للعيان، لمَن يريد الرؤية والبيان، ولمَن لا يريد الرؤية، فهذا هو الجحود، الذي لا ينظر إلى قادته كأولياء أمور، بل يراهم في السلطة، وهم لا يعرفون ما في السلطة من تكاليف ربانية، وتضحيات إنسانية، لأن الرجل المسؤول عن أسرته يكابد ويتعب، حتى لو توفرت له أسباب الراحة من دون نصب، فكيف برجال تولّوا مسؤولية مجتمع بكل ما فيه من اختلاف وتعب، فالمسؤولية كبيرة، والهدف أكبر، وهؤلاء الرجال يعملون بصمت ووطنية، ويتحمّلون ما لا يقدر عليه أعتى الرجال وأقواهم منصبًا وفعالية، فالأمانة عظيمة، والرسالة أكبر، والتضحيات جسيمة، فهم يعملون بصمت من غير منشتات إعلامية، ولا دواوين مدوّية، رسالتها لا ينتظرون الشكر والتقدير إلاّ من رب قدير، فالبلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وحكومته يبذلون ما لا يعرفه الباحثون، ولا يستطيع المواطن أن يستوعبه من أمانة تبرّأت من حملها الجبال، وحملها أبناء عبدالعزيز بكل ثقة وثبات؛ لأن يتخطوا الصعاب، ويسيروا على المنهاج الذي سار عليه الخلفاء الراشدون، من حكم سديد، وعقل رشيد، ويحاولون ليلاً ونهارًا، جهرًا وعلانيةً، وبالسر والصمت أن يؤدوا الرسالة، والأمانة، من غير أن ينتظروا من الخلق الشكر والعرفان؛ لأنهم حملوها كواجب وطني، وتكليف، وليس كأداة للتعريف، فالسلطة أمانة، ولا يحملها إلاّ أشد الرجال قوةً وإيمانًا، وحكمةً واستبصارًا لما وُلّوا من ربِّ البرية في صمت وخشية.وهنا في هذه السطور التي أحيي فيها مَن حملوا هذه التضحيات منها الأسرية، والمصالح الشخصية، والراحة الدنيوية، بالعمل على مدار الساعة، من رجال وأجهزة حكومية، وأهدافهم مبنية على استتباب الأمن، والنتائج مرئية للقاصي والداني، بما أصبح عليه هذا النسك من راحة وأمن وأمان، لذا وجب علينا كما نشكر الخالق أن نشكر المخلوق، بما أدّاه من تضحيات. وهنا أخص خادم الحرمين الشريفين أبانا الذي احتوى الجميع، وكان قدوة لنا، وللعالم أجمع، والجهود الجبارة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذين هم نواة وقلب هذا البلد؛ لما يحملونه من مسؤوليات تفتت الصخور التي لا يراها الملأ، لأنهم يعملون بصمت وصبر وهدوء، ولكن جهودهم وتضحياتهم نراها في العلن، لما نتمتع به من استقرار أمني يفوق كل ما نراه في العالم الخارجي، فهم يعملون بتصميم للوصول إلى الأهداف، شعارهم التضحية من أجل الوطن، لا كما يعتقده ويروّجه الآخرون، أصحاب الرؤية التي يملؤها الحقد والحسد، بأنهم يعملون لمصالحهم الشخصية، ويريدون أن يستأثروا بالسلطة من غير تعب، أقول لهؤلاء إنكم بعيدون كل البُعد عن الصواب، ولابد من تصحيح الرؤية، والبُعد عن المصالح الشخصية والإقليمية والعالمية، والتي كلنا يعرف مصدرها وأهدافها، حتى نستطيع أن نرى تضحيات وأهداف هؤلاء الشجعان البواسل، الذين لا يعبأون بما يقال، ولا مَن ينظر بعدوانية، فهم تخلّوا عن الراحة، واختاروا التعب، والسهر؛ لجعل هذا البلد -بحق- أفضل بقاع الأرض، ليُحتذى به بين الأمم، فهم يكابدون، ويواجهون الإرهاب بكل أنواعه وصفاته، بدون كلل ولا تعب. فنحن كشعب أعطاه الله هؤلاء الرجال، أحفاد صقر الحرية والتضحيات الشخصية، هم أولى بتأييدنا ودعمنا، وأن نستيقظ من سباتنا، لإعانتهم على تحمّل المسؤولية، ولنتكافل معهم، بكل صدق رؤية وشفافية، لأن هذه هي أهدافهم، وسماتهم، ورسالتهم الأبية. ولكن هل لابد من الإعلان، كما تعوّدناه من أصحاب النفوذ أن هذا الطاقم الرائع من ولاة أمورنا تضحياتهم أكبر من أن نستوعبها، لذا يجب التسليم لهم بالكلية، والطاعة الفورية والنوعية، حتى يستطيعوا أن يواصلوا، ويؤدوا الرسالة المحمدية من تضحيات إنسانية، لا ينتظرون منها لا شكرًا ولا حمدًا إلاّ من رب البرية.التحية والتقدير والإجلال لهؤلاء الرجال، وللمشاريع الضخمة والمرئية لخدمة الوطن، ولمَن يؤم هذه البلاد الوفية برجالها ومواطنيها الذين هم عماد هذه الأرض النقية، والسعاة للعدل، وإن لم يشهروا بها في العلن، فأعمالهم تكفي للناظر الوفيّ، والمواطن التقيّ؛ حتى يرى واقعًا ملموسًا، من تضحيات وجهود مبذولة لتذليل العقبات من الأمور المستعصية، والمشكلات الخفية، التي لا يريدون أن يحمّلوها كاهل المواطن، فالتقدم الملحوظ في كل الخدمات في هذه المواسم الربانية هي مشاريع مرئية، لا نستطيع حيالها إلاّ أن نحيي هؤلاء بصدق وشفافية، وأن نعطيهم حقّهم بكل اعتزاز ومصداقية، ونعترف لهم بتضحياتهم الجلية من أجل وطن، ورسالة إلهية محمدية.

همسة الأسبوع:
«لا يشكر اللهَ مَن لا يشكر الناس».فيا أبناء عبدالعزيز سيروا إلى الأمام، ولا تنتظروا من العباد، لأن رب البرية أدرى بجهودكم الخفية، وسرائركم الطاهرة النقية.

اغتصاب‏ ‏زهور‏ ‏برية

علي‏ ‏مر‏ ‏العصور‏ ‏كانت‏ ‏المرأة‏ ‏سببا‏ ‏لكل‏ ‏المتناقضات‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الرجل‏, ‏وشماعة‏ ‏يضع‏ ‏عليها‏ ‏أسباب‏ ‏نجاحه‏ ‏أو‏ ‏إحباطه‏ ‏وفقا‏ ‏لأهوائه‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏المجتمعات‏ ‏الدولية‏ ‏نري‏ ‏ونسمع‏ ‏عن‏ ‏قصص‏ ‏خيالية‏ ‏عن‏ ‏تجارة‏ ‏البشر‏ ‏وخاصة‏ ‏التجارة‏ ‏في‏ ‏الإناث‏, بمن‏ ‏لا‏ ‏تزيد‏ ‏أعمارهن‏ ‏علي‏ 13 _ 15 ‏عاما‏ ‏بأقصي‏ ‏حد‏, ‏لتصنع‏ ‏في‏ ‏المجتمعات‏ ‏الدولية‏ ‏معاناة‏ ‏صامتة‏ ‏وسكوتا‏ ‏دوليا‏ ‏لمافيا‏ ‏دعارة‏ ‏الأطفال‏, ‏فقد‏ ‏رأينا‏ ‏بأم‏ ‏أعيننا‏ ‏الفضائح‏ ‏العالمية‏ ‏لسياسيين‏ ‏ومشاهير‏ ‏ومستشارين‏ ‏حتي‏ ‏أساتذة‏ ‏جامعات‏ ‏متورطين‏ ‏فيما‏ ‏يسمي‏ ‏بالدعارة‏ ‏والإتجار‏ ‏بالأطفال‏, ‏وليس‏ ‏هناك‏ ‏تبرير‏ ‏لهذه‏ ‏البشاعة‏ ‏من‏ ‏انحدار‏ ‏للقيم‏, ‏ولكن‏ ‏وبكل‏ ‏الأحوال‏ ‏نتفق‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏وازع‏ ‏ديني‏ ‏أو‏ ‏أخلاقي‏ ‏بمجتمعات‏ ‏قد‏ ‏أباحت‏ ‏حتي‏ ‏الزواج‏ ‏المثلي‏, ‏فلا‏ ‏عجب‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏اغتصاب‏ ‏وانتهاك‏ ‏تحت‏ ‏ستار‏ ‏الليل‏ ‏وبمباركة‏ ‏وحماية‏ ‏رجال‏ ‏السياسة‏ ‏والفكر‏, ‏ولكن‏ ‏أن‏ ‏تنتهك‏ ‏أعراض‏ ‏بناتنا‏ ‏باسم‏ ‏الإسلام‏ ‏والشرعية‏ ‏فهنا‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏نتوقف‏ ‏ونسأل‏: ‏لماذا‏ ‏وكيف‏ ‏؟‏ ‏أتحت‏ ‏أنظار‏ ‏مشايخنا‏ ‏وقضاتنا‏ ‏يحلل‏ ‏لذكور‏ ‏بلغوا‏ ‏من‏ ‏العمر‏ ‏عتيا‏ ‏أن‏ ‏ينالوا‏ ‏باسم‏ ‏الدين‏ ‏والفهم‏ ‏المغلوط‏ ‏للسنة‏ ‏النبوية‏, ‏أن‏ ‏تغتصب‏ ‏بناتنا‏ ‏وتحت‏ ‏ولاية‏ ‏همجية‏ ‏لمفهوم‏ ‏الأبوة‏, ‏ويحاك‏ ‏تحت‏ ‏غطاء‏ ‏المثال‏ ‏النبوي‏ ‏لزواج‏ ‏عائشة‏ ‏عليها‏ ‏السلام‏ ‏كمثال‏ ‏يحتذي‏ ‏به‏ ‏لتمرير‏ ‏شذوذ‏ ‏بعض‏ ‏كهولنا‏ ‏وعقوق‏ ‏بعض‏ ‏الآباء‏ ‏عن‏ ‏فهم‏ ‏منهجية‏ ‏رسولنا‏ ‏صلي‏ ‏الله‏ ‏عليه‏ ‏وسلم‏ ‏في‏ ‏قراءتهم‏ ‏المغلوطة‏ ‏عن‏ ‏تملك‏ ‏سيد‏ ‏البشرية‏ ‏ودخوله‏ ‏بأحب‏ ‏زوجاته‏ ‏إليه‏ ‏بعد‏ ‏خديجة‏ ‏الكبري‏, ‏وهنا‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏علي‏ ‏الإطلاق‏ ‏اتفاق‏ ‏علي‏ ‏موعد‏ ‏دخول‏ ‏محمد‏ ‏بن‏ ‏عبدالله‏ ‏علي‏ ‏السيدة‏ ‏عائشة‏.
‏فمنهم‏ ‏من‏ ‏قال‏ ‏بني‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏الثالثة‏ ‏عشرة‏ ‏أو‏ ‏الخامسة‏ ‏عشرة‏ ‏أو‏ ‏الثامنة‏ ‏عشرة‏ ‏وهي‏ ‏الأرجح‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏الأحوال‏ ‏فما‏ ‏كان‏ ‏سيدنا‏ ‏وحبيبنا‏ ‏خير‏ ‏البرية‏ ‏والمبعوث‏ ‏لإتمام‏ ‏مكارم‏ ‏الأخلاق‏ ‏جبارا‏ ‏شقيا‏, ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يلاعبها‏ ‏مثل‏ ‏الأطفال‏ ‏ويتحمل‏ ‏عنفوان‏ ‏شبابها‏ ‏بالابتسام‏ ‏والملاعبة‏ ‏والجري‏,
‏أما‏ ‏ما‏ ‏نحن‏ ‏فيه‏ ‏الآن‏ ‏كواقع‏, ‏فهذه‏ ‏حالات‏ ‏وحشية‏ ‏لذئاب‏ ‏بشرية‏ ‏اتخذت‏ ‏الدين‏ ‏غطاء‏ ‏لتغرس‏ ‏أنيابها‏ ‏وتدمر‏ ‏طفولة‏ ‏لتصبح‏ ‏تجارة‏ ‏في‏ ‏مجتمعنا‏ ‏لترضي‏ ‏شذوذ‏ ‏بعض‏ ‏رجالنا‏ ‏تحت‏ ‏أعين‏ ‏ومسمع‏ ‏وترصد‏ ‏وإرصاد‏ ‏من‏ ‏كتاب‏ ‏الأنكحة‏.‏

لا‏ ‏توجد‏ ‏قوانين‏ ‏معينة‏ ‏تقيضهم‏ ‏عن‏ ‏اقتراف‏ ‏جريمة‏ ‏تحليل‏ ‏اغتصاب‏ ‏الطفولة‏, ‏فالزواج‏ ‏في‏ ‏الإسلام‏ ‏هو‏ ‏اتفاق‏ ‏بين‏ ‏طرفين‏ ‏بالغين‏ ‏راشدين‏ ‏ومقرون‏ ‏بموافقة‏ ‏ومعرفة‏ ‏الطرفين‏ ‏بالحقوق‏ ‏والواجبات‏ ‏المترتبة‏ ‏علي‏ ‏العلاقة‏, ‏فأين‏ ‏نحن‏ ‏هنا‏ ‏من‏ ‏المعادلة‏ ‏الصحيحة‏.‏
عذرا‏ ‏يا‏ ‏أيام‏ ‏الطفولة‏ ‏البريئة‏, ‏فقد‏ ‏اقترفت‏ ‏وحوش‏ ‏مجتمعنا‏ ‏جريمة‏ ‏إنسانية‏, ‏عذرا‏ ‏أيتها‏ ‏الطفلة‏ ‏البريئة‏, ‏فقد‏ ‏سلموك‏ ‏لأيدي‏ ‏الذئاب‏ ‏البشرية‏ ‏بأثمان‏ ‏بخسة‏, ‏عذرا‏ ‏لمجتمع‏ ‏أصبح‏ ‏لا‏ ‏يصبح‏ ‏ولا‏ ‏يمسي‏ ‏إلا‏ ‏علي‏ ‏سيرة‏ ‏الجنس‏ ‏واغتيال‏ ‏البراءة‏, ‏فلنرجع‏ ‏إلي‏ ‏قصص‏ ‏نعتز‏ ‏بها‏ ‏لأيام‏ ‏مضت‏ ‏من‏ ‏المشاعر‏ ‏الإنسانية‏, والحكايات‏ ‏المروية‏ ‏من‏ ‏جداتنا‏ ‏وأجدادنا‏ ‏عن‏ ‏احترام‏ ‏متبادل‏ ‏بين‏ ‏طفلين‏ ‏عاشقين‏ ‏بريئين‏, ‏كان‏ ‏حلمهما‏ ‏أن‏ ‏يسيرا‏ ‏علي‏ ‏شطآن‏ ‏ذهبية‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏منسية‏, ‏وأحلام‏ ‏وردية‏, ‏متجانسين‏ ‏في‏ ‏العمر‏ ‏والرؤية‏ ‏المستقبلية‏, ‏بكل‏ ‏انسياب‏ ‏لبناء‏ ‏مستقبل‏ ‏لأجيال‏ ‏قادمة‏, ‏تعي‏ ‏وتدبر‏ ‏المعاني‏ ‏السامية‏ ‏لقرآننا‏ ‏وسنة‏ ‏نبينا‏ , ولا‏ ‏تتخذ‏ ‏الهمجية‏ ‏والجاهلية‏ ‏دستورا‏ ‏لاغتصاب‏ ‏طفولة‏ ‏باسم‏ ‏السنة‏ ‏النبوية‏, ‏فحاشا‏ ‏أن‏ ‏نقارن‏ ‏نبينا‏ ‏بهذه‏ ‏الحالات‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تنتمي‏ ‏إلي‏ ‏دين‏ ‏سماوي‏ ‏ولا‏ ‏قانون‏ ‏أرضي‏ ‏يعني‏ ‏بالإنسان‏ ‏والإنسانية‏.‏

غفوت‏ ‏لحظة‏ ‏بين‏ ‏الأرض‏ ‏والسماء‏, ‏فثرت‏ ‏بعد‏ ‏لحظة‏ ‏ومسكت‏ ‏قلمي‏ ‏الأرجواني‏ ‏اللون‏, ‏لأدافع‏ ‏عن‏ ‏أمومتي‏, ‏عن‏ ‏غضبي‏, ‏عن‏ ‏ثورتي‏, ‏ضد‏ ‏من‏ ‏تجرأ‏ ‏بجرة‏ ‏قلم‏ ‏أن‏ ‏يلغي‏ ‏معني‏ ‏طفلة‏ ‏وبراءة‏ ‏أنوثة‏ ‏وحلم‏ ‏وردي‏ ‏من‏ ‏كتاب‏ ‏العشق‏ ‏والحلم‏ ‏بقفص‏ ‏ذهبي‏ ‏مفعم‏ ‏بالحب‏ ‏والأحلام‏, ‏ليقحمها‏ ‏في‏ ‏عالم‏ ‏سفلي‏ ‏من‏ ‏اغتصاب‏ ‏بشري‏ ‏باسم‏ ‏شريعة‏, ‏لا‏ ‏تمت‏ ‏بصلة‏ ‏إلي‏ ‏ديننا‏ ‏الحنيف‏ ‏بل‏ ‏إلي‏ ‏شريعة‏ ‏الغاب‏, ‏وغياب‏ ‏الضمير‏ ‏عن‏ ‏أمومة‏ ‏وأبوة‏ ‏وجيل‏ ‏عقيم‏ ‏يتاجر‏ ‏بأطفالنا‏ ‏ويرجع‏ ‏بنا‏ ‏إلي‏ ‏زمن‏ ‏الرقيق‏.‏

Monday, 1 November 2010

اللقاء الإعلامي لصاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت الملك سعود بجريدة النادي


الإثنين 1 نوفمبر 2010م
عقدت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود الكاتبة المعروفة لقاء إعلامي شهد حضور العديد من وسائل الإعلام المختلفة وذلك بمنزلها الكائن بمحافظة جدة لمناقشة التعليقات والاستنتاجات أثر المؤتمر الذي أقيم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت عنوان (القضاء بين أصالة المنهج ورغبة التطوير) وتخلله محاضرة لوزير العدل الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى .حيث ذكرت الأميرة بسمة أنها أعدت مداخلة في ذلك المؤتمر ولكنها حجبت بحجة رداءة أجهزة الصوت وأيضا تجاهل طلبها بإيصال مداخلتها لوزير العدل , وأضافت الأميرة بسمة أن الورقة التي قدمتها كانت بها أسئلة كثيرة لنظامنا الجديد الذي لم يفعل ولا حتى ربعه وقد طلب مني أن أرسل فحوى المداخلة قبل ليلة من المحاضرة مع أنه توجد قضايا كثيرة تحتاج ساعات وليس دقائق معدودة لمناقشتها ، حيث إن الأمور تختص بحالة المواطن وحياته الشخصية والعملية والاقتصادية ولكن ولدهشتي لم تتم المداخلة نتيجة انقطاع الاتصال الذي لا نعرف إذا كان تقنيا أم إتقائيا بل ذكرت بعض النقاط من مداخلتي وكأنني دعيت لكي يثبتوا أنهم ديمقراطيون ووسطيون وأن مشاركة المرأة هي العنوان الجديد للوجه المعتدل لواقعنا الأليم ولم يعلم أنني قرأت ما بين السطور فهو لا يريد أن يسمع صوت الحق الجهور الذي لا يقبل التسويف ولا التمويه ولا الاكتفاء في الردود المدروسة فاختبأ تحت مظلة انقطاع الاتصال مع أنني أصررت عدة مرات أن أتصل بالجوال ويبث عبر الميكرفون لأستطيع أن أطرح أسئلتي الممنوعة من القضايا المحظورة من عضل البنات وزواج القاصرات وحبس المواطنات بدون جرم والمواطنين بذات السياق وحقوق المرأة في الإسلام وإبقاء القضايا في المحاكم معلقة لسنوات وما ينتج عنها من أضرار للاقتصاد في البلاد وإنشاء المحاكم المتخصصة نوعيا ومكانيا التي تخدم أفراد المجتمع واستنباط أحكام جديدة ووضع أنظمة تتوافق مع عصرنا الحالي ومتغيراته لمحاربة الظلم والفساد والجريمة والاعتراف بوجود خلل في مجتمعنا الحاضر من قضايا فساد في بعض المحاكم والجهات الحكومية التي شغلت الرأي العام وعكست صورة سلبية عن مجتمعنا أمام العالم .
وأضافت الأميرة بسمة أن صياغة الأنظمة من قبل مجلس الوزراء ممثلا بهيئة الخبراء لمكافحة هذه القضايا يعد اعترافا بوجودها ولكن يجب تفعيل هذه الأنظمة حتى يتم القضاء على الفساد وخاصة في أهم جهاز يتصل مباشرة بحقوق المواطن وبالتالي فإن مصلحة تقنين القضاء لا تقل أبدا في زماننا عن أهمية ومصلحة توحيد القضاء على مذهب واحد فهذه مصلحة اتفق عليها الجميع من أئمة ومشايخ هذه الأمة منذ بداية الدولة السعودية .
هذا وذكرت الأميرة بسمة أن مداخلتها قد تضمنت عدة أمور هامة منها بعض القضايا الشائكة والمسكوت عنها فيما يتعلق بحقوق النصف الآخر للمجتمع ألا وهي المرأة حيث لم توضع لها الأنظمة لحياتها مثل نظام مكافحة التحرش الجنسي بالتهديد أو الإبتزاز أو التعدي على الحريات أو التحرش الجنسي بالأطفال وكذا قضايا العنف ضد المرأة أو العنف الأسري وعضل البنات وحجزهن لأبناء عمومتهن وزواج القاصرات لكبار السن حتى لا تشوه صورتنا الجميلة أمام المجتمعات الأخرى إذ أن في عدم وضع هذه الأنظمة وتفعيلها ما يؤدي إلى الأثر السلبي مثل تحريض البنات على عقوق الوالدين فالكثير منهن يفضلن قبول الظلم على تقديم شكاوي للمحكمة الشرعية والقصص هنا كثيرة والضحايا أكثر وخير مثال إصرار الآباء على عدم تزويج الإبنة الصغرى قبل الكبرى ولنا في قصة الفتاة المسجونة بسجن بريمان في جدة بشكل غير شرعي لأكثر من ستة أشهر دون توجيه أي تهمة بأمر من قاض في جدة بحجة عدم إطاعة والدها وسجنها دون محاكمة يعد قمة الظلم وكما حدث بشكل مماثل للجراحة السعودية بالمدينة المنورة التي تعرضت للضرب والتعذيب وعمرها تجاوز 45 عاما .
وأضافت الأميرة بسمة إن إساءة المعاملة وعضل الفتيات والعنف وإيداعهن السجون برفقة المجرمات والمنحرفات ومنعهن من الزواج يؤدي إلى أسوأ من ذلك مما يدعونا إلى طلب الإسراع في تفعيل دور هيئة حقوق الإنسان والجهات الرقابية التنفيذية لجميع الوزارات , وأكدت الأميرة بسمة إن إشكالات وقضايا مجتمعنا تضع فقهاء اليوم أمام مسئولية استنباط أحكام جديدة ووضع أنظمة تتوافق مع عصرنا الحاضر ومتغيراته لمحاربة الظلم والفساد والجريمة , إذ يجب علينا أن نعترف بوجود الخلل في مجتمعنا الحاضر كما أن صياغة الأنظمة من قبل مجلس الوزراء ممثلة بهيئة الخبراء لمكافحة هذه القضايا يعد اعترافا منا بوجودها ولا يخلو أي مجتمع من ذلك ولكن يجب علينا أن نفعل هذه الأنظمة حتى يتم القضاء على الفساد بأنواعه فنحن ما نريده هو إيجاد حلول لجميع قضايانا وخاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة ووضع أنظمة تكفل لها حقوقها وحرياتها وتحريرها من قيود الظلم مثل إيجاد نظام للأحوال الشخصية تتوافق مع شريعتنا الغراء المستمدة من القرآن والسنة وتعيين قضاة متخصصين .وأضافت الأميرة بسمة في اللقاء الإعلامي أنها تريد التسريع في إنهاء إجراءات التقاضي وإنهاء القضايا العالقة من عدة سنوات وخاصة قضايا السجناء وإيجاد العقوبات البديلة التي تساهم في خلق فئة يستفيد منها المجتمع حتى يكونوا أفرادا صالحين لمجتمعهم , وأكدت أن ما يحدث على سبيل المثال لبعض المساجين من فئة الأحداث والشباب بمزجهم مع المجرمين والمنحرفين والمروجين فيه خطر كبير وهدم لمستقبل هؤلاء وأسرهم حيث يتحول بعضهم إلى مجرمين أو إرهابيين بسبب عدم اللجوء إلى الطرق الإيجابية مثل لجان المناصحة التي انتهجتها وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية التي حققت نتائج باهرة في عودة الإرهابيين إلى صوابهم وهي طرق أحدثت دويا عالميا يحتذى به .وفي نفس الجانب طالبت الأميرة بسمة بوجود أقسام خاصة للنساء في المحاكم لمساعدتهن في تقديم الدعاوي وأخذ المشورة وفهم أبعاد القضية لإيصالها إلى فضيلة القاضي وتعجيل إجراءات التقاضي ولإعطاء النساء خصوصيتهن حتى نكون مطبقين لأوامر الشرع وخاصة أننا أصبحنا امة السبعة والعشرين مليونا وليس أمة المائة ألف ولنا في رسول الله صلى الله علية وسلم أسوة حسنة عندما أستمع للنساء وحل مشاكلهن ودعا في خطبته في حجة الوداع إلى إكرام المرأة حينما قال (رفقا بالقوارير) و(استوصوا بالنساء خيرا) .
هذا وشهد اللقاء الإعلامي عدة مداخلات واقتراحات من الحضور تم مناقشتها مع الأميرة بسمة وتم الاتفاق على عقد لقاءات إعلامية في المستقبل القريب لمناقشة الكثير من القضايا والمشاكل التي قد تواجه المواطن السعودي في حياته اليومية وإيجاد الحلول لذلك.

A Joirney Into The Soul