Friday, 11 June 2010

لاعجب


أرقام مذهلة وأخبار عجيبة ,فقد فتح صندوق لم أتصور في يوم من الأيام أن محتوياته ستكون مملوءة بأوراق مزورة,ليس فقط بالكمية ولكن أيضا بنوعية ومستوي الشهادات المزورة ,فلم يسلم منها مهنة حتي الأطباء الذين هم مسئولون عن حياة المواطن,
فلا عجب أن لا تتقدم بلادنا تحت عبء رجال ونساء اشتروا العلم ,واتخذوا النصب والاحتيال منهجا, لأعجب أن مؤسساتنا تئن بأوجاع مهلكة,وبنياننا يتحطم من خلال مهندسين هندسوا شهادات مزورة وبنو الجسور والطرقات والأبنية بدون دراية ولا بنية تحتية , لا عجب أن شوارعنا تحفر كل يوم , لا عجب أن مجارينا لا تصب في مصباتها ,لا عجب أن السيول تغرقنا, والعجب كل العجب أنا لازلنا أحياء لا أموات.
جهازنا التعليمي ملئ بمعلمين ومعلمات يدرسون ما لم يدرسوا, ويفسرون ما لا يفهمون ,بشهادات مزورة يعلمون , والنتيجة جيل ضائع بلا علم ولا هوية ,لغته ركيكة ,فهمة للمقررات سطحي. ودينه يأخذه عن عقليات لم تدرس أصلا العلوم النبوية,ومن غير وازع ولا رادع, فشكلوا ديننا علي أهوائهم يبثون السموم في العقول الصغيرة,ليحرفوا الكلام عن مواضعه, فلا عجب من جيل لم يعد يحترم ولا يفهم ولا يطبق تعاليم دينه السامية ,ويخرج بشهادات
لاتسمن ولا تغني من جوع ,أطباء ضمائرهم ميتة بلا حدود, يعالجون الناس بشهادات مزورة ندخل أحياء ونخرج أمواتا, وكله باسم الأخطاء الطبية , فلا رادع ولا محاسب ومستشفياتنا تمتلئ بالشهادات المزورة لأطباء المفروض ان يكونوا رحمة وشفاء , وليس موتا وشقاء.
فهل من محاسب؟,مدننا تنهار بنيتها التحتية لأنه بالأصل لا توجد في ارض الواقع ولكن موجودة في دفاتر البلدية, وصفحات الأمانة مهندسة وكتوبة ومرسومة بتزوير فني يحسدون عليه من قبل الفنانين , فلم يقصروا برسم المشاريع وتفاصيلها والتي لا تطبق في الحقيقة, لأنهم بالأصل مهندسو الكلمة والهوية المزورة,ولا يملكون الخبرة لتفعيلها علي ارض الواقع فخبراتهم مزورة , فلا عجب أن يتردى حال مدننا, ونغرق في نقطة ماء,وتنهار علي رؤوسنا جسور وأبنية أيها المواطن وسر في نصف الطريق والزم الرصيف , ولكن انتبه لربما تنهار الأرض تحت قدميك لتعلن نهايتك!
مشاريع تدار من قبل مزورين , فلا عجب أنها لا تنتهي أبدا,تخطيط للمسارات,يتغير كل يوم بعد أن تدفع المليارات,فنرى مشاريعنا الخمسية, تصبح عشرينية.لا عجب أننا لن نرى النتيجة في حياتنا الحالية, فكما بني الفراعنة أهراماتهم لسنين طويلة,
فنحن سنبكي علي عدم رؤية مشروع يسير حسب توقيته لنودع العالم ونورثها لأبنائنا,فلربما يروها بعد عمر طويل , والفرق هنا
أن الاهرامات باقية للأن منذ الأف السنين ,أما نحن فلن نراها قائمة ولو بعد شهور قليلة, لأنها ستزال ويخلفها مشروع اخر , بدون تخطيط
فلا عجب أن تهدر الأموال , ويصبح في دائرة قانونها لعبة البداية ثم النهاية , ونحن لم نحقق ولا جزءا من الرواية.
كهرباء وماء ينقطع فلا عجب وشهادات القائمين عليها مفبركة لا تعرف المسالك.ولا حتى تركيب أبسط مقومات الخدمات الوطنية,
فلا عجب ونحن نعاني في الليل والنهار من انقطاعات في اهم شرايين للحياة ولا من يسمع ولا من يبالي .
فلا عجب أن قرى نائية لاتمت للعالم كما نعرفها بصلة, من غير أقل الاحتياجات الإنسانية , أين التخطيط أيها المسؤولون عن أرواح عشرات الألوف,
فلا عجب لأنهم نائمون في بحر العسل لما يحملون من شهادات مسروقة بسبق الترصد والإصرار مكتوبة.
وفي النهاية أعداد لا تحصى ولا تعد من المهن التي اكتشفنا وبقدرة قادر فجائية أن شهاداتهم مزورة ومشتراة , أين الرقابة طوال هذه السنين, أم كانت نائمة راضية مرضية؟
مليكنا أيقظ المؤسسات التنفيذية بهزة مدوية , وأرسل لهم رسالة مخفية بأن الظالم والخائن سيحاكم ويشهر إعلاميا,
فانتبهوا أيها الحاملون المناصب من هزة أرضية وبراكين نارية ستقضي عليكم وتزيلكم وكأنكم لم تكونوا شيئا,
نحن بحاجة ألي مراجعة القوانين التي عفا عليها الدهر, الحامية لهذه الفئات, وإصدار جهاز قضائي
يحل ويقاضي بسرعة كل هذه القضايا الجنائية. وقوانين حامية للمواطن للمطالبة بالإضرار والحقوق المدنية, حتى لا تظل حبيسة أروقة بعض القضاة
الذين والله اعلم من أين حصلوا علي شهاداتهم أيضا, ننتظر قوانين مفعلة للقضاء علي هذه الموجة الفاسدة, وقنوات تشريعية تقاضي الداني والبعيد من غير تطويل ولا تسويف
ولا تهميش وبسرعة حتى لا يهرب الجاني كما نرى الآن, ويتفشى الظلم والعدوان, وحتى خطوطنا لم تسلم فالله يستر في تحليقنا في الأجواء
وتأخير مواعيدنا, وإقلاعنا,فالأمر لم يعد يطاق ,ضاربين بعرض الحائط تأفف المسافرين والاطفال والعجائز, فلا يوجد محاسب ولا جهاز قضائي تهابه خطوطنا الجوية , فأين المفر وأين المآب.
بإلحاحنا وإصرارنا سنبلغ السحاب ليسمع صوتنا وهو صوت الحق, ويفرض مليكنا وولي عهده ونائبهما , قوانين مفعـلة كامتداد
للسياسة المتبعة في هذا العهد الشفاف الواضح المعالم , المحارب للفساد يشتي أطيافه وألوانه مهما اختلفت الطرق فسيطوقها مليكنا بحلقة واحدة لن يستطيع أن يهرب منها أحد.

همسة الأسبوع عجبي لكل خائن
ألم يعرف أن الله مطلع علي السرائر والضمائر وأنه لابد من حساب ولو بعد حين لكل جبار عنيد.

No comments:

Post a Comment