Wednesday, 30 June 2010

أسد السلام ورسالة الإسلام


صيف حار، ملتهب، تتخلله أمور عجيبة تذهل العقول ولا تبلل العروق، بل تجفف المصادر، وتعمي البصائر، صورة خادم الحرمين الشريفين وهو رافع اليدين في بكة، متوجهاً للقبلة مستعيناً برب البرية على المسؤولية التي أولاه إياها إله حكيم ورب رحيم، منظر تخشع له النفوس، وتنقاد له القلوب.

حكيم يسأل أحكم الحكماء، وملك الملوك، بصيرة وتدبيراً، ولساناً يفقه قوله، رسالة سيحملها خادم الحرمين الشريفين ويطير بها كالصقور، ويؤديها كالأسود، في مجتمعات أدارت ظهرها للدين، ولله كمرجع، فأصبحت المادة لغتها، والسيادة هدفها، والعولمة منهجها.

ماذا يريدون، وماذا نريد؟ هل نلتقي عند مفترق الطريق أم هي صور خادعة يظهرون فيها للإعلام، وقرارات أحكمت وقررت منذ زمن بعيد؟

لا يخفى على أحد أن الصهيونية هي العنوان الجديد المعلن لكل نقاش دولي أو قرارات مصيرية، حتى أهم مرجع ديني مسيحي في العالم في الفاتيكان، قد اعتذر من اليهود، وأصبح من جندهم ليمحو سيرة تاريخية أجمع عليها كتاب التاريخ والرسالات الإلهية؛ أن اليهود هم قتلة الأنبياء.

اعتذر أمام الملأ وفي أرض الأنبياء والرسل بأن العالم أخطأ الحساب وحاد عن المسار، وفهم التاريخ والسير خطأ، لذا وجب الاعتذار، لنيل الرضا من القوة الخفية التي بها تدار الدول الكبرى، وتخطط لها المسار، لتبلغ بها هدفها، وهو الاجتياح العالمي المدروس للاستيلاء الكلي على منطقتنا التي يزعمون أنها من حقهم، كما الأرض كلها بجبالها ورواسيها، فهي لهم لأنهم الشعب المختار.

فأشعلوا الفتن في المنطقة بين مذاهبنا المتناحرة وأطيافنا المتعددة، وهوياتنا الضائعة، فوجدوا أرضاً خصبة لزرع سمومهم وتعاليمهم السرية.

فها هي نجمة النجوم الغربية قد أطلقت رسالة عالمية في الثمانينيات من هذا القرن، وهي «مادونا» التي تنتمي إلى أقدم مذهب من الديانة اليهودية وهي الكبالا التي تنتهج السحر ديناً، أسحار اليهود القديمة لهاروت وماروت، فحوى الرسالة قدمتها في حفلة جماعية علنية اسمها «الفتاة المادية»، وقد خلعت ما تبقى من ورقة التوت التي وارت بها سوأتها، وتجلت للعالم بثوب عارٍ من الانحلال الأخلاقي والجسدي، فأصبحت أيقونة، ومثالاً يحتذى به إلى يومنا الحالي، والأمور تسوء يوماً بعد يوم حتى أزيلت الورقة تماماً، وأصبح الجميع بما فيها أمتنا تتسابق لخلع رداء الحياء والتمرد والعصيان الجهور لرب العزة والجلال. وبعد هذا تسألون كيف اليهود يحكمون؟

الإعلام العالمي يملكه اليهود، من مؤسسات هوليوود، إلى مردوخ صاحب أكبر مؤسسة إعلامية في العالم، فيبثون ما يريدون ويزرعون ما يصب في مصلحتهم لبلوغ أهدافهم القديمة، الحديثة، المستقبلية، في أجندتهم التي كتبها أجدادهم وأسلافهم من أمد بعيد بالسيطرة على العالم، سابقاً بالسحر القديم، والآن بالسحر الحديث وهو الإعلام. لذا مهمة خادم الحرمين الشريفين صعبة، وتحيط بها الأسلاك الشائكة، والأسوار العالية التي بناها اليهود منذ أزمنة بعيدة، واستطالوا بالبنيان، ونحن سرنا وراءهم، وأغلفنا قلوبنا، وأعمينا أبصارنا، وكله من أجل المادة التي هي سمة هذا القرن وعنوانه.

ألم يتنبأ بها رسولنا، وأبقى من الأحاديث ما يكفي لتبصير العيون، والقلوب، ولكن لا صوت لمن تنادي. فأصبح الملك عبدالله يمخر عباب البحار، والأمواج العاتية تحيط به من كل مكان، والعواصف الإقليمية تهب رياحها، وتحاول أن تثبط من عزمه، وتحول عن بلوغ هدفه؛ السلام الذي هو قلب الإسلام وأهدافه السامية.

ولكن خادم الحرمين الشريفين بحار وقائد حكيم لسفينة الإسلام والسلام، قدر أن يستنبط حالة الطقس ومكان وزمان هبوب العواصف، فأصبح محنكاً، لجعل العواصف والرياح تدفع السفينة للأمام ولم يجعلها أمام العاصفة الهوجاء لتحطم هيكلها وشراعها.

رحلة بين الأمم خططها الملك عبدالله بروية ورؤية مستقبلية وقراءة عميقة للتاريخ، فسيبدأ بقمة العشرين في كندا، والتي تحكم العالم باقتصادها، ليعلمهم أن الرؤية الإسلامية شاملة وطريقة حياة، لذا استطعنا أن نجتاز الأزمات العالمية، ولم تؤثر فينا كثيراً بإصرار وطننا على انتهاج الإسلام كقانون وشريعة وتعامل، فأصبح صوته عالياً بين الأمم وقوياً رناناً له وزن وشأن. ومن ثم سيبلغ مغرب الشمس في وطن صناع القرار العالمي الحالي الذين باتوا يلعقون خسائرهم، ويعدون مكائدهم لنيل المكاسب وإشعال الحرائق في منطقتنا ليستطيعوا بيع أسلحتهم وإنقاذ اقتصادهم.

وبحكمة وبصيرة الصقور وشجاعة الأسود سيحل أسد الجزيرة العربية عبدالله بن عبدالعزيز ليجادلهم بالتي هي أحسن ويكسب المعركة بأقل خسائر، وسيحاول أن يجعل هذا الصيف أقل حرارة، ومبيعاتهم أقل مكسباً، وأهدافهم أصغر حجماً، فالله معك يا ملك القلوب والإنسانية. فالكل مشغول بفتاوى غريبة، وأحوال مجتمع عصيبة، وبأمور صغيرة، أشغلتها عن الرؤية، والتسابق لجعل صوتها الأعلى بين الأمم من تأييد، ومحاضرات ورسالات دولية بأنهم وراء القائد المغوار ورائد السلام، بكل ما يعنيه هذا المسمى من معانٍ وأهداف.

الأكثر شعبية؛ ملك الإنسانية، هذه الألقاب لم تعطَ من شعبنا التائه بين فتاوى النساء والإرضاع، ومن سيدخل النار، وملاحقة للأحرار، بل أعطيت من شعوب رأت ما لم نرَ، وأعطت ما لم نعطِ لهذا المحارب من دون استراحة ولا هروب بل قائد مسيرة؛ مسيرة النور التي بدأت نتائجها تظهر للعيان، فللأسف لم نعطِ قائدنا حقه من مؤازرة ووطنية ورسالة الإسلام من ولاء وطاعة والتخلي عن الضباب الذي حجب رؤيتنا عن الأمم وهي رسالتنا الكونية رسالة الإسلام ممثلة في النبي الأمي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

ومن بعدها سينهي رحلته بدعوة من الـ«يونسكو» التي تعنى بنشر الثقافات والفنون وعلامات الحضارات، ليخط بيده مقعداً بارزاً لنا في مجال التنافس فيه عظيم لمن يملك الرؤية الواضحة الطريق، والأهداف السامية من نشر ثقافة جديدة ومعلم حضاري، وبصمة تاريخية في مسيرتنا مع الحضارات، فأعطاها حقها، لأنه يعلم برؤيته الثاقبة أنها رسالة عالمية في زمن يحتاج إلى هذه النظرة المستقبلية من نشر لثقافتنا الغنية بدلاً من ثقافة الإرهاب والتشدد والتعصب الديني الذي نهى عنه رسول الأمة، فبهذا تكتمل الصورة بمثلث ذهبي من اقتصاد وسياسة وثقافة، فهذه هي أهداف عبدالله بن عبدالعزيز السابقة لزمانها بدهور، فنلحق بركب أسد الجزيرة العربية، وننشر ثقافة الوعي من دون إسفاف ولا انحلالية، ولا تشدد ولا عصبية، لنكون وحدة متكاملة وراء ملك الإنسانية، ولنظهر للعالم صورة يتمنى المغرب والمشرق الدخول فيها لا النفور منها، كما الحال الآن.

فالحروب بيننا، ومنطقتنا الملتهبة، والمتناحرة، لا يمكن أن نظهر للعالم بالثوب الذي ورثناه عن نبينا وهو الرسالة الأبدية، إلى أن تقوم الساعة وتسجر البحار وتدك الجبال وتستوي الأرض وتطوى السموات، فحينها سيفوت الأوان، ولكن من أصلح وجمع وبلغ سيكون له الفوز بالجنة.

معانٍ وكلمات مزجتها بين الدين والدنيا، ألم تكن هي هذه رسالة الإسلام، فلِمَ النفور عند ذكر الدين في عالم العولمة والتخلي عن الدين كأسلوب حياة وعزله عن الدنيا وكأنهما لا يلتقيان؟ فالعبرة لشعوبنا بأننا لا نزال وسنبقى حاملين الرسالة الإنسانية والسلام، والطريق الحتمي نحو نهاية كل واردها ولكن العبرة لمن يعتبر، فقلوبنا معك يا أسد الجزيرة العربية؛ مهد النبوة، وانبثاق النور وسطوع نجم الحرية والثقافة الكونية، فلنرفع راية التأييد لنصرة اسم مليك قدر الله أن يسميه عبدالله، ولتسمع أصواتنا عبر وسائل الإعلام العالمية بأن وراءه شعباً ذا رؤية إسلامية مسالمة ولكن بقوة، فالمؤمن القوي هو المنصور، لذا وجب علينا لعب أدوارنا ضمن المسارح الدولية بأن الإسلام هو الخلاص وليس اليهودية قاتلة الأنبياء، والولدان، وهدفها محو الحضارات إلا حضارتها المبنية على سفك الدماء.

Friday, 25 June 2010

أسد الجزيرة العربية وغابة العشرين

توجه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في رحلة، تحفها المخاطر العالمية من تحديات إقليمية ودولية، فرفع يديه ببكة قبل بداية رحلته ليستطيع أن يؤدي الرسالة وأن يوفي الأمانة التي ائتمنه ربنا على هذه الأرض الطيبة المعطاء، التي خصها الله بمنابع من الذهب الأسود فأصبحت من أكبر الدول المعترف بها عالميا ولها ثقلها السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي لتصبح مثالا يحتذى بين الأمم لحكمة مليك وأسد قدر بعون الله أن ينأى بها عن عواصف دمرت اقتصاد أكبر الدول وأشدها تسلطا. فارتفع مركزها بين الأمم، وأصبحت يحسب لها ألف حساب ووُضعت تجربة المملكة الاقتصادية من ضمن التجارب الدولية التي تدرَّس لتطبيق منهجها الذي هو شرع الله ورسالة الإسلام من شمولية لكل أحوال الإنسان والدول.
غابة يؤمها دول العشرين كل سنة ليقضوا فيها أوقات اللعب على الأمم، فسنة يقررون مساعدة القارة الإفريقية، ويأخذون المعونات من الدول الغنية، ونعود في السنة الثانية فلا نجد لهذه المعونات من أثر، فالقارة السوداء لم تتقدم ولا بشبر أو موطئ قدم إلى الأمام، بل زاد الفقر والجهل والتيهان، أين تذهب الأموال التي تتبرع بها الدول؟ سؤال محير وراعيها غابة من عشرين دولة من أعتى الدول، الجواب الظاهر للعيان هو ازدياد إسرائيل بالعدوان، واقتصادها يقوى من أموال سربت لتدعم مصالحها وليس لرفع الفقر والجوع عن هذه القارة أو تلك ؟ أعان الله مليكنا بالتصدي لهذه السياسة التي الحكم فيها للأقوى، وشريعة الغاب هي القانون والمأوى. ولكن أليس الأسد هو ملك الغاب؟ أوليس الإسلام رسالته السلام، فمليكنا عبدالله له من الحنكة والتدبير ما تعجز عنها ساكنين وقاطنين غابة العشرين، أوليس مليكنا من خطط وجعلنا بمنأى عن العواصف العالمية التي دمرت الاقتصاد العالمي، وأصبحت تسونامي تعصف وتدمر كل من في طريقها؟ أما زيارته لأمريكا فهي زيارة تأتي في وقت تعصف الرياح الخماسينية الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، وسط تنافس وتناحر الأمم، والحروب الداخلية غير المعلنة بين أممنا العربية والمذاهب الإسلامية، من غير تدبر بأننا مستهدفون لتشتت جيوشنا وبث الفرقة بين شعوبنا، ليستطيع الصهاينة أن ينفردوا بالساحة ويصولوا ويجولوا في منطقتنا، ليستولوا على حضاراتنا، ويقيموا في الأرض الموعودة، التي ربنا أعلم أين حدودها. قائدنا سيعبر البحار والمحيطات دفاعا عن قضية أمة آثرت الانهزام والفرقة، عن الاتحاد والقوة، فلك الله يا عبدالله، يا قائد سفينة النجاة والسلام، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، فلنقف بقوة كشعب واحد وراء مليك اختار أن يكون محاربا، أفلم يكن المؤمن القوي هو المنتصر بإيمانه ونيته الصافية من مصالح وانتماءات حزبية . أما الختام فهو مسك زيارته لفرنسا بدعوة من اليونسكو، منظمة الثقافة العالمية، ليضع حجر أساس لنهضتنا الثقافية من الفنون التي امتازت بها حضارتنا السابقة وانشغلنا عنها بالتقنيات العصرية وأضعنا التراث والهوية. فهذا الملك شامل بخصاله الفريدة، فأولى الفنون والثقافة اهتماما شديدا، لأنه أدرك ببصيرة أن الأمم تذهب، ولا يبقى سوى آثارها من فنون وثقافة تبقى للأجيال القادمة نبراسا وبصمة في عالم تتناحر أيضا فيه إبقاء الآثار والثقافات والفنون، لأنها تعلم أنها في الأخير زائلة ولا يبقى للناظرين والتاريخ إلا آثارها، فأولوها اهتماماتهم وجعلوها من أولوياتهم، أما نحن، الأمة الإسلامية فجعلنا فنونا الفتاوى العصرية والتجاذب على الأفكار المذهبية، وأصبح التشدد فنا من فنون البعض من شرائحنا، لنترك بصمة غير حضارية بين الأمم التي تنادي بالإبداع، فأصبحوا هم من يتحلون بالثقافة والفنون والجمال، ونحن من ينشر القبح ويعتبر الفنون عملا من أعمال الشيطان، أين الفنون والثقافة الإسلامية في عهودها الذهبية، وآثارها باقية، أم لم تعد تلتفت إلا لأرقام في البنوك، ونستورد الفنون لنعلقها في منازلنا، ونشرها في متاحفنا ومؤسساتنا، وندرسها في جامعاتنا، ونسينا دورنا في وقت مضى وذهب في حقبة ذهبية أثرت على العالم قاطبة، فتنبه لها مليكنا بفطنته المعهودة، وجعلها من أهدافه المنشودة إعادة الجمال لمجتمع نسي الأهم واهتم باللمم، وآثر النشوز عن أهداف الإسلام والقيم الإلهية التي أعطاها ربنا أهمية، فأحد أسمائه جل وتعالى »الجميل» فهذا يكفي لتصدير المعنى، والاكتفاء بالتدبر لهذا الاسم، الذي لا يحتاج للفهم أو التأويل. مثلث مستوي الأضلاع، هكذا خطط مليكنا، فأين نحن من هذه الرؤية السوية، والمعادلة الرياضية التي وضعها الملك منهجا يحتذى به في كل مكان، فلنكن كشعب مؤيدين ومساندين لمليكنا في رؤيته المستقبلية لأمة تئن من ضربات داخلية وخارجية ومستهدفة لإزالتها عن الخارطة، لذا وجب علينا أن نمسك بأيدي بعض، ونسير وفق منهاج خطة أسد الجزيرة العربية، لنرقى بأمتنا ونتفاخر بين الأمم في يوم لا ينفع فيه إلا من عمل عملا صالحا، وترك صدقة جارية وبصمة واضحة في تاريخ كوكب الأرض قبل النهاية.

همسة الأسبوع
الهمس لم يعد يكفي
بل وقفة صادقة جلية واحترام
لملك الإنسانية والبصمة التاريخية
لأجيال قادمة ستذكر عبدالله
مؤسس النهضة الإسلامية
في القرن الرابع عشر هجري

Friday, 18 June 2010

حملة التطهير أم التطفيش؟



حملة شنتها هيئتنا وجهاز الجوازات في الأسبوعين الماضيين على المطاعم والمقاهي في جدة، جعلتني أكتب وأتساءل ما وراءها ومن وراءها ؟ جدة بوابة الحرمين الشريفين أصبحت تئن من أوجاع وضربات قاصمة للظهور، والأرزاق، وتطفيش لرؤوس الأموال باسم تطهير الأخلاق، ورسالة القانون الذي لا يطبق إلا عند الحملات. فجهاز الجوازات والعمل والعمال لا يقدر أن يظهر للعلانية بثوب فضفاض أبيض إلا عند حلول ولاة الأمر في أرض الحجاز، وهيئتنا ما أن تنحسر عنها الأضواء إلا وتبادر بأفعال يستحي منها رب العباد.
المشهد العام سأرسمه بيدي وقلمي، لأعطي القراء نبذة عن المواقف الدرامية والحروب الأهلية، والنشاز الديني، والحالة الاجتماعية من حملات من قبل جهازين لقلب الموازين التي هي في الأصل رأسا على عقب.
دخول شيوخ أفاضل من المفروض أن يكون الوقار رداءهم ولين العريكة والرحمة والستر منهجهم، وأفراد يحملون اسم الحكومة والمؤسسة يهجمون بفظاظة وعدم اعتبار، على من يؤم هذه الأمكنة التي من المفترض أن تكون عامة للناس أجمعين، يلتقون فيها للأكل والتمتع والاسترخاء والبعض منهم يطأون أرض المملكة لأول مرة كجزء من السياحة الدينية، ليفجعوا بمنظر غير حضاري ولا إسلامي للحملة العشوائية من قبل مؤسستين حكوميتين ويتهجمون على هذا ويعتقلون ذاك، وإن كان بريئا مصطحبين معهم كاميرات للتصوير، وكأنهم أصبحوا مدربين على الحروب الإعلامية ليظهروا برداء مجيد، وصورة براقة عنوانها الدين والقانون.
أغلقت المطاعم والأسواق، وبات أصحابها يضربون الكف على الكف من قطع الأرزاق، وأصبح الناس خائفين مذعورين أن يتهموا بالباطل، ويوصفوا بالفسوق والفجور وعظائم الأمور، وإخلال للقانون وأن يشهر بهم، ويدخلوا غياهب السجون، ليس إلا لأنهم اختاروا العلانية في الظهور، والمتعة البريئة، خلاف للتستر خلف الأسوار والشقق المفروشة، والأماكن التي لا تستطيع هيئتنا ولا جوازاتنا العبور إليها، لأنها موجودة في أنفاق البيوت ووراء أسوار من الحياة الخفية التي تدار من تحت الستار.
فأصبحنا في أعين زوار بيت الله الحرام، فاسقين، وللقوانين معتدين آثمين، فلم تكفِ الأقوال، ولا الأوراق، لأصحاب هذه المنشآت، والرواد للتبرير، ولا إقناع المسؤولين في هذه الحملات أن من يريد الفسوق والعصيان، والهروب من القوانين أن يظهر في العلانية، وتحت أعين القانون، ويمارس أعماله بكل شفافية، فما هو المقصود من هذه الحملات، هل نريد للعالم أن يرى ما نحن عليه من تصرفات لا عقلانية وخلاف للسيرة النبوية ومعاني القرآن الأبدية، التي ليس لها تبديل ولا تحريف، مهما حاول جاهدا البعض منهم أن يجعل لها عناوين ،وللتذكير في سورة النور آية 22 : « إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم» وفي الآية 14 :» إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم» وآية 47 :» وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون « واختمها بالآية 60:» ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا « فبين لنا الله أن لدينا الخيار بأن نأكل في بيوت الأصدقاء جميعا أو أشتاتا، أوليس لهذه الآية من تدبر في عقول أفراد الهيئة المكرمين، فالقصص التي لم أسمعها فقط بل شاهدتها، خلافا للآية الكريمة، فأين المفر وأين النهاية ؟ أم هي بلا حدود ولا دراية بآياتنا وسيرة نبينا.
معلماتنا هاجرن، كما التمريض والطبابة، فالهجرة جماعية ، والنية غير السوية لرجال أضاعوا الأسباب والمصلحة الوطنية والمعاني الإلهية. فاقتصادنا لن يقدر أن يعتمد بالكلية على النفط، لأبد الآبدين، ولابد من وجود قوانين جديدة لحقوق العاملين في هذا الوطن من عمالة أجنبية لتحمي حقوقهم المنسية، ورؤوس أموالنا الوطنية . فقوانين استحدثت كيف؟ ولماذا؟ هذا الذي لا أملك له الإجابة، فالاستعارة في قوانين العمل والعمال الماضية كانت سارية وتعطي لكل ذي حق حقه، وتعطي للمواطن حقوقه وللأجنبي وقاره واحترامه وإنسانيته، وحقبة في بلادنا تنبئ بالتقدم والازدهار، ونشر السلام، وإعطاء الحقوق، فهذه الحملة أصواتها نشاز، تشذ عن دورها ضمن الأنظومة التي وضعها مليكنا كخطط للرقي بأجهزتنا وتنوير هيئتنا لتلعب دورها ضمن الأنظومة وليس بعيدا عن الوسطية التي أمرنا بها رب العزة والجلال وجعلها رسالتنا وهويتنا الإسلامية، أما جهاز الجوازات فكلنا يعرف مدى الإهمال الذي يعيشه بعض أفراده ولما كنا رأينا المتسولين والنساء في الشوارع بأعداد هائلة من غير أوراق رسمية، وخادمات بعشرات الألوف تهرب عبر الحدود وبقدرة قادر تجوب البلاد عرضا وطولا وشرقا وغربا وتقيم لعشرات السنين من غير أوراق ثبوتية وغيرها من القصص لهذا الجهاز يعجز قلمي عن روايتها لكثرتها وتشعبها وامتدادها.
وفي الأخير هل تريد هيئتنا أن يلجأ الشباب إلى البيوت، ليعم الفساد والفجور، أم نفسح لهم المجال لحياة طبيعية من غير تضييق ولا انحلالية فالحلول الوسطية هي منهاج سيرتنا وهويتنا الوطنية، أم تريد وزارتنا العمالية أن تطهر البلاد من الأيادي الأجنبية بطريقة مأسوية، فليعطونا البديل من الأيادي الوطنية التي هاجرت بعيدا عن الوطن لتأخذ حقوقها المدنية في أدنى الوظائف الدنيوية في بلاد لا تختلف عنا في المنطقة، ولكن واكبت التطور ، وأصدرت قوانين محفزة للأجنبي والمقيم والمواطن سواسية بدون تفريق، أما هيئتنا السياحية فليس لها صوت ولا خطط، ولا أنظومة دولية لتحمي هذه المنشآت السياحية، التي هي في البلاد الأخرى من أهم المرافق لأي دولة تريد أن تصبح هدفا للزيارة، خاصة بعد فتح باب العمرة، فأي منظر حضاري إسلامي سنقدمه للعالم ونحن نسير إلى الوراء، ولا نرى المستقبل إلا بأعين أعمت، وقوانين لا تطبق إلا بوجود المليك في هذه المنطقة أو تلك، وذلك خبر أكيد، كيف سنرقى ونأخذ مكانتنا بين الأمم ويسمع نداءنا بأننا خير من أخرج كأمة ونحن رايتنا التهديد والوعيد، وتناسينا فقه المعاملات والقوانين، والتدبر القرآني، واتجهنا نحو طريق مظلم تديره عقول ظالمة، وضمائر غائبة، تهجر رؤوس أموالنا ورؤوس أساساتنا من البنية الإنسانية التي هي أساس كل أمة تحترم كلمة وتعرف معناها وهي الوطنية والهوية الإسلامية.

همسة الأسبوع
يعجز قلمي ولا ينطلق لساني..

Sunday, 13 June 2010

الأميرة بسمة بنت سعود ترعى مباراة سلة لفتيات ذوي الاحتياجات الخاصة

الأحد 13/06/2010

فاطمة مشهور - جدة
اختتم أمس الأول دوري كرة السلة للفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة بفوز فريق مركز العون "غزلان الصحراء" على فريق "أبجد" ، برعاية الأميرة بسمة بنت سعود ، حيث سلمت الميداليات الذهبية للفريق الفائز ،والميداليات الفضية لفريق أبجد، كما لعبت سموها مع كلا الفريقين مرتدية فانلة كل منهما لمدة خمس دقائق وأحرزت هدفا لكل فريق لعبت معه مما أثار حماسة الفريقين والحضور من الأمهات.
قالت الاميرة بسمة بنت سعود : حضوري اليوم جاء تلبية لدعوة السيدة مها الجفالي لرعاية المباراة الختامية وشرفت أن أوزع الجوائز في مركز العون ، وتفاجأت بمستوى البنات والرعاية التي تقدم لهن حتى تصل بهن إلى هذا المستوى من اللياقة والأداء الرياضي، الذي كان أداء طبيعيا وتلقائيا ورياضيا أكثر من غيرهن، فكانت طاقاتهن الإيجابية تبعث فينا الإثارة والاندهاش بهذه الفئة التي نعتبرها من ذوي الإعاقة، فاكتشفت أننا من يعاني الإعاقة، وإعاقتنا هي أننا ننظر للآخر بطريقة سلبية دائما ، ووجدت في هذه الفرق روحا رياضية لم ألمسها في غيرها من الفرق التي يسود عليها شيء من العنف وعدم تقبل الهزيمة أحيانا.
ومن جانبها علقت حكم المباراة واللاعبة الدولية الكابتن منى العثمان على المباراة بقولها إن أداء الفريقين كان ممتازا وكن على علم بقوانين اللعبة ومصغين لصافرة الحكم ومعناها، وأهم ما لفت الانتباه في المباراة روح الفريق والروح الرياضية بينهن والاعتذار عند الخطأ ، وعبرت عن سعادتها لأنها المرة الأولى التي تحكم فيها مباراة لذوي الاحتياجات الخاصة ، مؤكدة على أهمية الرياضة لهذه الفئة الغالية وما تحدثه من تغيير في أدائهم الحركي.

Friday, 11 June 2010

لاعجب


أرقام مذهلة وأخبار عجيبة ,فقد فتح صندوق لم أتصور في يوم من الأيام أن محتوياته ستكون مملوءة بأوراق مزورة,ليس فقط بالكمية ولكن أيضا بنوعية ومستوي الشهادات المزورة ,فلم يسلم منها مهنة حتي الأطباء الذين هم مسئولون عن حياة المواطن,
فلا عجب أن لا تتقدم بلادنا تحت عبء رجال ونساء اشتروا العلم ,واتخذوا النصب والاحتيال منهجا, لأعجب أن مؤسساتنا تئن بأوجاع مهلكة,وبنياننا يتحطم من خلال مهندسين هندسوا شهادات مزورة وبنو الجسور والطرقات والأبنية بدون دراية ولا بنية تحتية , لا عجب أن شوارعنا تحفر كل يوم , لا عجب أن مجارينا لا تصب في مصباتها ,لا عجب أن السيول تغرقنا, والعجب كل العجب أنا لازلنا أحياء لا أموات.
جهازنا التعليمي ملئ بمعلمين ومعلمات يدرسون ما لم يدرسوا, ويفسرون ما لا يفهمون ,بشهادات مزورة يعلمون , والنتيجة جيل ضائع بلا علم ولا هوية ,لغته ركيكة ,فهمة للمقررات سطحي. ودينه يأخذه عن عقليات لم تدرس أصلا العلوم النبوية,ومن غير وازع ولا رادع, فشكلوا ديننا علي أهوائهم يبثون السموم في العقول الصغيرة,ليحرفوا الكلام عن مواضعه, فلا عجب من جيل لم يعد يحترم ولا يفهم ولا يطبق تعاليم دينه السامية ,ويخرج بشهادات
لاتسمن ولا تغني من جوع ,أطباء ضمائرهم ميتة بلا حدود, يعالجون الناس بشهادات مزورة ندخل أحياء ونخرج أمواتا, وكله باسم الأخطاء الطبية , فلا رادع ولا محاسب ومستشفياتنا تمتلئ بالشهادات المزورة لأطباء المفروض ان يكونوا رحمة وشفاء , وليس موتا وشقاء.
فهل من محاسب؟,مدننا تنهار بنيتها التحتية لأنه بالأصل لا توجد في ارض الواقع ولكن موجودة في دفاتر البلدية, وصفحات الأمانة مهندسة وكتوبة ومرسومة بتزوير فني يحسدون عليه من قبل الفنانين , فلم يقصروا برسم المشاريع وتفاصيلها والتي لا تطبق في الحقيقة, لأنهم بالأصل مهندسو الكلمة والهوية المزورة,ولا يملكون الخبرة لتفعيلها علي ارض الواقع فخبراتهم مزورة , فلا عجب أن يتردى حال مدننا, ونغرق في نقطة ماء,وتنهار علي رؤوسنا جسور وأبنية أيها المواطن وسر في نصف الطريق والزم الرصيف , ولكن انتبه لربما تنهار الأرض تحت قدميك لتعلن نهايتك!
مشاريع تدار من قبل مزورين , فلا عجب أنها لا تنتهي أبدا,تخطيط للمسارات,يتغير كل يوم بعد أن تدفع المليارات,فنرى مشاريعنا الخمسية, تصبح عشرينية.لا عجب أننا لن نرى النتيجة في حياتنا الحالية, فكما بني الفراعنة أهراماتهم لسنين طويلة,
فنحن سنبكي علي عدم رؤية مشروع يسير حسب توقيته لنودع العالم ونورثها لأبنائنا,فلربما يروها بعد عمر طويل , والفرق هنا
أن الاهرامات باقية للأن منذ الأف السنين ,أما نحن فلن نراها قائمة ولو بعد شهور قليلة, لأنها ستزال ويخلفها مشروع اخر , بدون تخطيط
فلا عجب أن تهدر الأموال , ويصبح في دائرة قانونها لعبة البداية ثم النهاية , ونحن لم نحقق ولا جزءا من الرواية.
كهرباء وماء ينقطع فلا عجب وشهادات القائمين عليها مفبركة لا تعرف المسالك.ولا حتى تركيب أبسط مقومات الخدمات الوطنية,
فلا عجب ونحن نعاني في الليل والنهار من انقطاعات في اهم شرايين للحياة ولا من يسمع ولا من يبالي .
فلا عجب أن قرى نائية لاتمت للعالم كما نعرفها بصلة, من غير أقل الاحتياجات الإنسانية , أين التخطيط أيها المسؤولون عن أرواح عشرات الألوف,
فلا عجب لأنهم نائمون في بحر العسل لما يحملون من شهادات مسروقة بسبق الترصد والإصرار مكتوبة.
وفي النهاية أعداد لا تحصى ولا تعد من المهن التي اكتشفنا وبقدرة قادر فجائية أن شهاداتهم مزورة ومشتراة , أين الرقابة طوال هذه السنين, أم كانت نائمة راضية مرضية؟
مليكنا أيقظ المؤسسات التنفيذية بهزة مدوية , وأرسل لهم رسالة مخفية بأن الظالم والخائن سيحاكم ويشهر إعلاميا,
فانتبهوا أيها الحاملون المناصب من هزة أرضية وبراكين نارية ستقضي عليكم وتزيلكم وكأنكم لم تكونوا شيئا,
نحن بحاجة ألي مراجعة القوانين التي عفا عليها الدهر, الحامية لهذه الفئات, وإصدار جهاز قضائي
يحل ويقاضي بسرعة كل هذه القضايا الجنائية. وقوانين حامية للمواطن للمطالبة بالإضرار والحقوق المدنية, حتى لا تظل حبيسة أروقة بعض القضاة
الذين والله اعلم من أين حصلوا علي شهاداتهم أيضا, ننتظر قوانين مفعلة للقضاء علي هذه الموجة الفاسدة, وقنوات تشريعية تقاضي الداني والبعيد من غير تطويل ولا تسويف
ولا تهميش وبسرعة حتى لا يهرب الجاني كما نرى الآن, ويتفشى الظلم والعدوان, وحتى خطوطنا لم تسلم فالله يستر في تحليقنا في الأجواء
وتأخير مواعيدنا, وإقلاعنا,فالأمر لم يعد يطاق ,ضاربين بعرض الحائط تأفف المسافرين والاطفال والعجائز, فلا يوجد محاسب ولا جهاز قضائي تهابه خطوطنا الجوية , فأين المفر وأين المآب.
بإلحاحنا وإصرارنا سنبلغ السحاب ليسمع صوتنا وهو صوت الحق, ويفرض مليكنا وولي عهده ونائبهما , قوانين مفعـلة كامتداد
للسياسة المتبعة في هذا العهد الشفاف الواضح المعالم , المحارب للفساد يشتي أطيافه وألوانه مهما اختلفت الطرق فسيطوقها مليكنا بحلقة واحدة لن يستطيع أن يهرب منها أحد.

همسة الأسبوع عجبي لكل خائن
ألم يعرف أن الله مطلع علي السرائر والضمائر وأنه لابد من حساب ولو بعد حين لكل جبار عنيد.

Wednesday, 9 June 2010

عهد إعلان الحرب على الفساد


عهد سطره مليك ودشنه بحرب معلنة، وأسلحة فتاكة وأهداف مدمرة لكل من تسول له نفسه بإفساد ما زرعه عبدالله خادم أشرف بقعتين وأقدس مكانين على وجه البسيطة.
فمنذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خامس ملوك المملكة العربية السعودية في 26-6-1426هـ، أعلن بداية حقبة جديدة، وحمل حفظه الله ملفا ضخما ومسؤولية عظيمة تجاه أهم قضايانا المحلية وهي الفساد الإداري، والاقتصادي والاجتماعي، وبمعنى أشمل فساد القلوب والضمائر.

فبحكمة ورثها مليكنا عن صقر الجزيرة العربية، وبصبر وتخطيط استمدهما من جذوره العربية، بدأ بروية استقلاب الأتربة الكيميائية، ليحولها إلى رمال صافية، ويصلح نشاز النوتة الموسيقية ليجعلها انسيابية، وحولها إلى سيمفونية وطنية، وابتدأ حربا داخلية على الفساد ومن يتمثله "كائن من كان"، لندخل حقبة جديدة عنوانها محاربة الفساد وإرساء لبنة وطن بهوية جديدة وحقوق جلية، وأهداف واضحة للعيان وهي وطن عنوانه ذهبي وإطاره فضي، وملمسه حديدي، فكما ألان الله لداود عليه السلام الحديد، فقد سخر عبدالله مليكنا لإلانة قلوب حديدية.
فكم من المشاكل أصبحت للعيان واضحة، لأنه وعد أن يحد من فساد المؤسسات والعباد ليرقى بمملكتنا الحبيبة إلى مستويات عالمية مبدؤها الحقيقة، والتساوي بتحمل المسؤولية، ولكن خطته ينسجها بروية بخيوط الصبر والحذر عوضا عن الاستعجال في القرارات للتأكد من الفعل والفاعل والمفعول به، والآمر والمأمور.

لذا استكانت نفوس كثيرة شاخصة أبصارها، محتسبة أفعالها ولكن حذرة من مستقبل مجهول النتيجة، فقد أضاعهم مليكنا بلعبة عربية اسمها الحنكة، والصبر لنيل المقاصد، فلا أمسكهم ولا حررهم ولكن جعل في أعناقهم أساور خفية، لحين استيضاح الطريق والتأكد قبل صدور الوعد والوعيد، والمحاسبة في يوم ستنجلي فيه الغمامة والضباب، وتظهر أسماء للعلن.
لن أردد ما ردده الكثير، ولن أحصي أفعال مليكنا كما أحصاها غيري، ولكن سأنتظر إعلان أعمال مليكنا لتردد وتقول، لن أترك الفساد منتشرا، ولن أترك للواسطة مأوى، بل سأجعل من عهدي حربا دائمة من غير استراحة ولا هدنة، وأكون من خير عبيد الله، وأكون واليا ومسؤولا عن رعيته اختار سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكلمات إلهه ليحكم بها، وبها فقط سأنتصر على الطغيان والظلم والعدوان.

حرب على الفساد وحروب على الطاغين والطغيان، هكذا رسمتها شخصية مليكنا من غير إعلان، فبنظرته الخفية، وكلماته القليلة استطاع أسد الجزيرة كما سميته أن يزأر بوجه من أخلّوا بالميزان. فنجدد عهد الولاء والإخلاص عنوانه الحرب على الفساد.

Saturday, 5 June 2010

قافلة السلام ومجزرة العدوان ... ماذا بعد؟



مشهد يتكرر في كل سنة، تنديد في كل مناسبة، أصوات تعلو في كل مجزرة، اجتماع دولي طارئ بعد كل اعتداء، وماذا بعد؟ منظر عالمي رتيب لا تنقاد إليه وتصدقه إلا العقول البسيطة. ألم نتعلم عبر السنين أن هذه لعبة دولية وخطط مدروسة، تحت مظلة السياسة العالمية؟ ألا نفقه أن العالم لا يسير جزافاً، وأن المجازر الإسرائيلية لا تقع فجأة؟ ألم نتعلم من التاريخ الحديث أن التنديد لا ينفع، ولا الاعتراض، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ومن أعطي الضوء الأخضر لا يقف أبداً؟ لماذا نعجب من عدم تفعيل قرارات الأمم المتحدة للعقوبات على إسرائيل، والسياسات رسمت منذ عهد بعيد؟ ألم نقرأ في ثنايا أروقة الأمم المتحدة وقراراتها أنها لا تنطبق إلا على الضعيف؟ ألم نفهم أن العروبة اسم أصبح في طي النسيان؟ أطفالنا ونساؤنا ورجالنا يذبحون، ولا من معين، أقوالنا شتى، وعناويننا مختلفة، ولكنها كلها تندرج تحت هوية واحدة وهي الاستسلام. كيف ننتظر من العالم أن يقف معنا، ومع قضيتنا المشهورة التي أشغلنا بها عبر السنين، واستنزفت ما لدينا من تقدير واحترام لشعوبنا العربية، ونحن ناظرون بلا حول ولا قوة، إلا كلمات وحروفاً أبجدية، لم يعد لها وجود، ولا للغة الضاد من قوة، واذا كان الأشقاء رافضين الاتحاد والقوة، فكيف ننتظر من الآخرين النصرة على الأعداء؟ فالأعداء في الداخل أشد قوة من أعداء الخارج، متناحرين متشعبين، لا نصر ولا تأييد، ولن تعلو لنا كلمة ونحن أطياف أشباح بلا عزيمة ولا قرارات توحيد. النبي الأمي وحّد الأمة، ونحن فرقنا أممنا بالمصالح الذاتية، فلم تعد لنا هوية، إلا الاستسلام وتصريحات وهمية. إن لم يتحد الإخوان في هذه الأوقات العصيبة في أرض الرسل والنبوة، فكيف ستجتمع الكلمة الدولية وقلوبنا شتى، وأهدافنا ملونة كأطياف ألوان السماء؟ لماذا ننتظر دائماً من الغرب أن يعطينا، ولا نأخذ حقوقنا بأيدينا؟ مصالح معروفة، وكراسي موضوعة للخلود وليس للقوة. فماذا ننتظر، وشعوبنا مكلومة وليس بيدها القرار؟

التعداد السكاني للمسلمين قاطبة في العالم رقم مذهل، ومفعول مخزٍ، فلا اتحاد ولا قوة، فلمَ تعلُو الأصوات ونحن نعرف النتيجة مسبقاً أننا في نهاية الأزمة والضجة الإعلامية لن نحصل على شيء كأمة وقضية، فثورة الإعلام وهي أصبحت السلطة الأولى التي تنقل الآراء وتهجم على القضايا بكل عنفوان وعروبة، وفي الحصيلة الأخيرة، تضمحل الأصوات، لتنقل إلى انكسار آخر من نوع آخر، وننسى كما العادة ما حصل، ونضع أقنعتنا التي نبدلها بحسب الأجواء والأهواء.

مجزرة السلام / ما هو الجديد؟ أم حسبنا أن التنديد سيعطي ثماره، فلا نخدع أنفسنا كالعادة. ستمر العاصفة، وترجع الأمور إلى نصابها، وترجع الدائرة من تنافر ومصالح، والقتال على السلطة وليس لنصرة قضية استهلكت إعلامياً وسياسياً، حتى أصبحت أخبار كل يوم نشربها ونمضغها في شكل تلقائي، فلم تعد للدماء حرمة ولا للإنسان قيمة إلا مشهد درامي عبر وسائل الإعلام لتخدم مصلحة معينة بأننا فعلنا واستنكرنا، ولكن ليس باليد حيلة، فتعودي أيتها الأمة العربية، هذا إن لم تتعودي بعد فأصبحنا مبلدي العواطف عقولنا مبرمجة على الاستسلام والخنوع.

مآسي أمة، تلعب بها سياسات دولية، وضعت وأجمعت عليها دول عظمى منذ سنين، فلماذا ننتظر دائما التغيير، ونحن لم نغير ما بأنفسنا من تنافس على السلطة وليس على المصلحة؟

قلمي الجريح لن يكتب كلمة تواسي الجرح العميق في جسد الأمة العربية، لأنه لم يعد جرحاً بل مأساة وسرطاناً استشرى في جسد أمة أضعفت بجبروت هذا المرض الخطير، الذي أذلنا الى حد الانهزام وعدم القدرة على الدفاع، فجهازنا المناعي لم يعد له وجود في عالم طغت عليه المصالح الشخصية عن قضايا أمتنا العربية، التي لم تعد بيدنا لمن أراد القراءة بين السطور.

إن نهوض الأمة العربية والإسلامية ليس بتوحيد الكلمة، بل بتوحيد النية، فقد تركنا انتصاراتنا منذ زمن بعيد على شواطئ مشى عليها طارق بن زياد. من هم أعداؤنا؟ فلننظر إلى أنفسنا وأعماقنا وسنعرف الجواب.

Friday, 4 June 2010

أسد الجزيرة العربية



‏الأسود لا ترتع في صحرائنا العربية، ولا يوجد إلا صقور تطير بأجنحتها فوق ‏أرضنا الأبية منبع الرسالة المحمدية، فطار شبل صقر الجزيرة العربية، ونظر ‏نظرة ثاقبة للأحوال الطبيعية، فاختار النزول إلى الأرض، والتحول من صقر إلى ‏أسد يندر وجوده في منطقتنا الصحراوية، بل لا وجود له في بيئتنا الطبيعية، مشى ‏في طريق رسم له من قبل رب البرية، كأسد لم يوجد له مثيل في زمن لا ينتصر فيه ‏إلا الأسود، مليكنا أصبح أسد الجزيرة العربية، هكذا سميته، يحمل صفات ‏الشجعان والقلوب الصافية، صفات أسد في عالم لا يخضع له إلا صوت زمجرة ‏عالمية في غابة النصر فيها للقوي، فكيف بأسد يحمل الرسالة الأبدية كشريعة، ‏يحكم فيها فوعد الله حق لينصرن من جعل منهج الحياة وسطية، ليسير على خطى ‏رسولنا المصطفى رسول السلام والإخاء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ‏الذي أرسل رحمة للعالمين.
فالنصر حليفك إن شاء الله يا «عبدالله» فهذا اسم على ‏مسمى، شيمتك خصال أسد اختار الإقدام والتغيير في عالم تحكمه شريعة الغاب.‏
كلمات لا أجد لها مخرجا، وحروف جمعتها، فلم أستطع أن أكوِّن لها جُمَلا لما في ‏قلبي من حب وإعجاب لمليك خط على صفحات تاريخ هذه الأمة طريقا لم يسبقه له ‏أحد، فقد جمع من الخصال ما قلما تجتمع عند إنسان وملك دخل قلوب شعبه الذي ‏أصبح يتنفس هواء طيبته، وتنبض القلوب بذكره، وترتاح الأنفس لقيادته. مجموعة ‏إنسان .. هذا هو مليكي، جمع بين الطيبة والبساطة والحكمة، وجعل القرآن دستوره ‏والسيرة منهجه، يرى ببصيرة الصقور، فلا عجب وهو شبل الجزيرة العربية صقر ‏الصقور، حسبه ونسبه معروف وذو جذور، فقام بالحمل وسطع نجمه في سماء ‏النجوم، ولكن ضوءه غطى السماء بمعرفة عجزت عنها الملوك، مد يده الطيبة ‏بسماحة قلما تجدها في عالم السياسة، وجعل من معاني الإسلام واقعا ملموسا يقتدى ‏به، ولم يجعله نفورا.
قائد يحيي بتحية قوامها السلام عليكم، وهذه رسالة عالمية ‏يحتذى بها على مر العصور، أخلاقه وشيمه واضحة للعيان، رحمته دمعة تذرف ‏من غير استحياء بعفوية تنساب على خد مضيء بشعاع الحنان معلنة عن قلب رحيم ‏وخلق عظيم، ورجولة يأبى أن يكتمها لتغيير مفاهيم موروثة عن معانٍ جبلت ‏عليها مفاهيم على مر العصور بأن الرجل لا يذرف دمعة ولا يخضع لأحاسيس ‏تنبع من القلوب الرحيمة، فرأيناه قدوة يا ليت أن يتبعها أجيال من الرجال، صقلت على ‏الجبروت.‏
مليكي، وقائدي، حب من الأعماق أرسله لإنسان ملأ سماءنا آمالا وبداية لعهد ‏ينتصر فيه الحق على الفساد، والسماحة على الشدة والعدل على الظلم، أنوار تنبئ ‏بمستقبل تعلو به كلمة الحق وتنجلي به الهموم، وجعلت أمرك شورى، وخير من ‏استشرت رجال ذو علم وميثاق وبيعة على العهد والوعد الذي أصبح واقعا وليست ‏كلمات ووعودا معهودة سيسطرها التاريخ بأن يوما ما أسد اسمه «عبدالله» علامة ‏أضاءت في سماء مملكتنا فجرا عنوانه الإنسانية.‏
نبايعك يا أسد الجزيرة بالعهود والوعود، ونرفع أيادينا بقسم الولاء والإخلاص، ‏فنحن جندك رافعو راية لا اله إلا الله.‏
نحن وطن، وما الأوطان إلا عرين يأوي إليه جنود، قائدها مليك، جعل خدمة ‏الحرمين عنوانا لمن يريد القراءة في شخصية قوامها الشجاعة والبسالة والعدالة، ‏ورسالة سلام وإسلام كنهج ، لذا سأسميه أسد السلام، وخير من جسد معاني ‏الإسلام.‏
كلنا لك يا أبا متعب، سر واكتب على صفحات تاريخنا عهدا نادرا، كله تسامح ‏وروائع ستشهد لك أقلام التاريخ سخرت لإنسان وأسد ولا كل الأسود. وسلطان ‏الخير ولي عهدك ونايف سيفك المسلول.‏

همسة الأسبوع
ابنة الوطن وأبو الخيرين سعود بن صقر الجزيرة تحييك يا أبا متعب أسد الإسلام ‏والسلام والعروبة، ونهنئك بيوم بايعك وطن على السمع والطاعة والإخلاص .. يا ‏من شيمته الطيبة والقوة والإقدام في زمن ندرت فيه معاني التسامح والأخوة .‏
‏ سر ونحن وراءك يا أسد السلام والشيمة والنخوة العربية.‏

Wednesday, 2 June 2010

بسمة بنت سعود : في “نقطة لقاء” قدم كل فنان أسلوبه بجراءة عالية



الأربعاء 02/06/2010
خيرالله زربان - جدة تصوير: علي محسن
افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز مساء أمس الاول بصالة المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة المعرض الرباعي “نقطة لقاء” للفنانين يوسف ابراهيم ومحمد بنتن ونوال السريحي وزكي يافعي.
واشادت الأميرة بسمة بالمعرض، وقالت: رغم وجود اربع أسماء فنية بالمعرض إلى ان هناك تجانسا في اللوحات ولكل فنان أسلوبه الفني المميز الذي يميّزه عن غيره فقدم كل فنان أسلوبه الخاص وبجرأة عالية، وأحب أن أشيد بالفنانين على هذه الروح وعلى هذا الإبداع، كما اشكر المركز السعودي للفنون لاستضافته هذا المعرض والعديد من المعارض الأخرى المميزة.
وتحدث الفنان محمد بنتن وقال: بين رقصات الحروف.. وواقعية الوجوه.. وهمس الصمت.. ورمزية الروح تشكلت نقطة فكانت نقطة لقاء بين اتجاهات مختلفة ومسافات متباعدة.. جمعها اللون والإحساس لتحكي الفرشاة قصة قصيرة لأربعة أرواح.. هي قصيرة لمن يقرأها.. لكنها كانت كل شيء لمن يرويها واقعه وخياله.. أفكاره واحلامه.. أفراحه وآلامه، وكما صنعت النقطة معنى لبعض الحروف، كانت نقطة لقاء حروف لقصيدة سكنت بيوتها المعاني ونظمتها تجارب الأيام.. وكان اللون وزنها وقافيتها.