بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
تأخرت في كتابة المقال لأستطيع أن ألحق بالركاب، فكل دقيقة نصبح ونمسي في خلطة عجيبة، من فتاوي، وأضادها، وشكاوى، وخلافها، وحسم واجتهاد، وظاهرة اسم العودة، ومشايخ الشيهانيات، وصقور الألفيات وكثير مما لم ولن أعطيها حقها من المسميات.
أخطبوط بألف يد، يلفنا من كل ناحية وقطب، ومارد الدين يحاوطنا من كل حدب وصوب، فيا ترى ما هي الحلول، لنستطيع أن ننجي أنفسنا من الغريق والحريق، وإلا من أخذ الطريق بالخطأ مع حسن النية التي باتت تغرق صاحبها بدلا من إنقاذه.
الأخطبوط السياسي الذي يأخذنا ذات الشمال وذات اليمين، فلا حلول وسطى، وإن ابتسمنا في وجه الكاميرا، ولكن النيات مبطنة، والطريق معبد، لأصحاب الأجندات المكتوبة، والغير معلنة بواسطة حسم وما شابهها من مؤسسات ، تأتي باسم الحقوقية والإنسانية، ولكنها تبطن أجندات، جغرافيتها معروفة، لمن يقرأ ما بين سطورها، لأنها للقارئ العادي، جبهة تداعب وتلامس أحلام الفقير والمطالب، وتلعب سيمفونية الإنسانية، التي فقدناها عبر أجيال، وسياسات عقيمة، فأصبحنا مجردين، جائعين، مستعدين لاجترار ومضغ وبلع وأكل كل ما يضعه "الحاسم" و"المجتهد" على طاولتنا وصحوننا الفارغة من وجبة جاهزة للأكل، ولكن ليس للهضم، فما أن نأكلها سنشعر بأنها ثقيلة العيار، وستسبب لنا عسر هضم، وتسمم ، ونحتاج للطوارئ حتى يتم إنقاذنا من الموت السريري.
أما الأجندة الدينية والمارد الذي بدأ يظهر لنا ، مثل محمد المهدي عليه السلام بانه المخلص الروحاني والإنساني، والدنيوي، والأخروي، ولكنهما في وجبة واحدة ، فهذا ما هو حاصل من خطاب ديني، أصبح منفرا، فهذا يصيح بفتاوى تحريم، وهذا يصيح بفتاوى تحليل، وهذا يطلب الطاعة، وذاك يطلب التمرد، ونحن مثل سفينة نوح، تذهب تارة نحو الطاعة، والأخرى نحو التمرد، حسب من يفتي، ومن يكتب في الساحة، فإن كان شيخ ذو شعبية، وذو خبرة في التقنية والتويتر، وعلى القنوات التلفزيونية ، فبذلك يصبح ذو خبرة دولية، مثل أجهزة الاستخبارات العالمية، يعرف من أين تؤكل الكتف، ويأكل أكثر من ذلك، يأكل دين باكمله وسيرة نبي، صلاة الله عليه، وقرآن أمر بالوسطية، وفهمه من كل جهاته وسورة ذات الارقام 114 وصفحاته 604 وكلماته التي لا تحصى ولا تعد، ولا ترد ، بل المفروض أنها تفهم وتقرأ بعناية لتفسيرها كما أراد الله ثم رسوله وخلفائه، وليس كما أراد الحكام فيما تلاهم من قرون وشيوخ، فإن قرأنا ما سطره ابن كثير وغيره من فقهاء المسلمين ستنعرف أن الدين والسيرة والسنة أعمق وأكبر من هذا بكثير.
وأنا أكتب الآن بالصدفة، وعند كتابة عدد الصفحات والسور، لاحظت "الرقم الرابع" الذي شمل عدد الآيات والصفحات القرآنية، وتساءلت بيني وبين نفسي "هل هذا مؤشر ودلالة"، على أن القانون الرابع هو "الحل" في النهاية.
هل اخترت هذا الاسم بالصدفة، أم أنه دليل استند عليه، من كثرة قرآتي للقرآن، ومحاولة فهمه، وتحليل كل كلمة فيه، بالشكل الذي أراد الله لنا أن نفهمه، وليس الشكل الذي أُفهمنا معانيه، ودلالته، وأهدافه السامية.
القانون الرابع ما هو إلا قراءة بسيطة لقوانين الله في قرآنه المقدس، لوضع حلول وقاعدة جماعية، يستطيع أي إنسان أن يفهمه، وأي دستور أن يتضمنه، لأنه لا يعطي ولا يأخذ، إنما نضع قاعدة عامة لكل أنواع الحكم بأن تستقر وتبني، بعيدا عن حقوق مواطنيها وشعوبها، بحيث لا تمس المواطن، إن تغير الحاكم أو الوزير أو نوع الحكم ، لا من بعيد ولا من قريب، حتى لا تنهب الأموال، والعقول بأسماء لم يكتبها الله في دساتيره وكتبه الإلهية.
فأصبحنا نلهث وراء من يعطينا حقوق هي في الأصل معطاة، موجودة ولكن أضعناها، من لهثنا وراء الخصوصية والمحسوبية، والقبلية، وتحرير العبودية منها النسائية، ومنها الإنسانية.
حلولي موضوعة ولها إطار من إنشاء بيت مال للمسلمين ووزارات محصنة، ونظام مكتوب ما لك وما عليك، وأنا بصدد كتابة القوانين وتهيئة نقاط القانون الرابع الذي سأطرحه للعامة، والخاصة، وكل من هو يريد خلاص الأمة من عراك قد يستمر لدهور ليمحو الهوية واللغة العربية من الخارطة العالمية، ناهيك عن الإسلامية.
القانون الرابع سيتغلب على المارد لأنه لا يطغى على أحد باسم دين ولا مذهب.
القانون الرابع سيقتل الأخطبوط في مهده ، حتى لا تمتد أياديه للعبث في أمان شعوبنا وأوطاننا، فقد خسرنا "كفاية"، وآن لنا أن نقول "كفاية"، لكل من يريد أن يسلح هذا ضد ذاك، وأن يجعل بأسنا بيننا.
همسة الأسبوع
لجبران خليل جبران:"ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين
ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر
ويل لأمة تحسب المستبد( وهنا أزيد الحاسم والمجتهد والولي) بطلا وترى الفاتح( القادم) وهو المذل "رحيم" ( أرحم)
ويل لأمة سائسها ثعلب ( والله أعلم من هو الثعلب) وفيلسوفها مشحوذ وفنها فن الترقيع والتقليد ( والطبول والرقص والتويت)
ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة
جبران كان مسيحيا، ولكنه كتب أروع الكتب عن نبي الأمة، محمد صلى الله عليه وسلم، كما كتب عبدالرحمن الشرقاوي "محمد الإنسان" صلى الله عليه وسلم، وطالبوا بصلبه على مذبح الكفر بالإنسان.
عتب الأسبوع
عتبي على كل من لا يقرأ هذه السطور، ولا يتبين له الغي من الحقيقة
عتبي على كل من لا يدافع عن البيان وما أنزله رب العباد وبلغه أشرف الأنبياء
عتبي على كل من يتخذ الأديان منبرا، والحال سلطة على رقاب العباد
عتبي على كل من لا يتمعن في سطوري، ويتفاعل مع قانون ودستور يساوي من غير أجندات وعمالة، واستفادة، بل قاعدة ومنبر لحضارة اندثرت، وتعاليم حرفت، وقرآن هجر.
لدينا الخيار الآن ، فعتبي على كل من لا يأخذ الخيار الآن قبل فوات الأوان.
*كاتبة سعودية